مكان الاتصال

  • الحلقة الثانية
  • 2021-04-14

مكان الاتصال

أخي الحبيب اسمح لي أن أهمس في أذنك همسة محب فأقول:
إن أردت إجراء اتصال هاتفي فاختر المكان المناسب للاتصال..
هناك ظواهر سلبية في اختيار مكان الاتصال، البعض يجري اتصاله في المسجد خلف صفوف الجماعة فيشوش على المصلين والذاكرين، أو يدخل الى المسجد وهو يتابع حديثه على الجوال، وهناك من يكون في مجلس يدار فيه حديث وفجأة يبدأ بإجراء مكالمة عبر هاتفه إما متصِلاً أو متصَلاً به!
لا ننكر أن من الناس من يضطر للرد على الهاتف، أو إجراء اتصال أثناء المجلس كأن يكون طبيباً يحتاج إلى أن يرد على الهاتف لأمر اضطراري، وهنا لا بد من الاعتذار إن أمكن كما في المجالس الخاصة أو مغادرة المكان بلطف لإجراء الاتصال أو إجابة المتصل بعيداً عن المجلس .
كما يجب التنبه إلى عدم استعمال سائق السيارة جواله أثناء قيادة السيارة وذلك حفاظاً على نفسه وعائلته ومن يركب معه فكثيراً ما يسبب استعمال الهاتف أثناء القيادة حوادث مرورية، وقد يحصل أن يوقفك شرطي المرور لمخالفتك الأنظمة فإما أن تدفع مخالفة أنت في غنى عنها، وأهلُك أولى بهذا المال، أو أن تلجأ في بعض البلدان إلى ارتكاب معصية بدفع رشوة لتلافي المخالفة !
بعض الناس يكون في زيارة عائلية أو زيارة لأصدقائه ويمضي الوقت وجواله في يده يتابع الرسائل الواردة عبر برامج التواصل أو يتصفح صفحته عبر الفيس بوك وبهذا تصبح وسائل التواصل الاجتماعي وسائلَ تقاطع لا تواصل، وقد يلتفت إليه أحد المتحدثين ويوجه الكلام له وهو منشغل عنه فيحرج المتحدث ويحرج نفسه.
الأصل أنك إن كنت في زيارة ألا تخرج هاتفك من جيبك إلا لحاجة وإن اضطررت له فيمكن أن تستأذن من صاحب البيت أو من المتحدث بلطف وتجيب على الرسالة ثم تعود إلى جلاسك وهذا من أدب المجلس. وقد ورد في وصف الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم:

{ وَلَا يَتَنَازَعُونُ عِنْدَهُ بِشَيْءٍ، مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ }

(أخرجه ابن حبان والطبراني)

انتبه أخي الحبيب عند زيارتك لكبار السن كالجد والجدة فإن من أدب مجالستهم ألا تنشغل عنهم بشيء فهم ينتظرونك لتسمع منهم ويسمعوا منك، ولا ينتظرون حضورك لتنشغل بهاتفك عنهم، واعلم أن من البر للوالدين ألا تنشغل عن الحديث معهما بجوالك إن كانا يكلمانك وأنت منشغل بالرد على رفاقك!
أيها الزوج خصص وقتاً يومياً لزوجتك ولأولادك تترك فيه الجوال وتحدثهم ويحدثونك..
أيتها الزوجة لا تنشغلي عن تربية أولادك وتبعُّل زوجك وتنظيف بيتك وإعداد طعامك بالجوال فإن في هذا تضييعاً للمسؤولية وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
باختصار أخي الحبيب من الآداب العامة أن تختار مكان الاتصال بحيث لا يكون فيه إيذاء للآخرين.