خمسة ينبغي ان تغتنم

  • الحلقة الخامسة والعشرون
  • 2016-04-02

خمسة ينبغي ان تغتنم

بسم الله الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، والصلاة والسلام على النبي العدنان وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، إلى خمسة أمورٍ جديدة في قضايا الدين والدنيا والآخرة.
خمسة ينبغي أن تغتنم، في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

{ اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْس: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ }

(أخرجه الحاكم في المستدرك)


1. حياتك
خمسةٌ ينبغي أن تغتنم، أولاً: حياتك، هذه الحياة بمجملها فرصة، لك عند الله تعالى مثلاً سبعون سنة وأربعة أشهر وخمسة أيام وسبع ساعات وثماني دقائق وأربع ثوان، هذه هي الحياة.
دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني
{ أحمد شوقي }
الحياة فرصة
كلما نبض القلب نبضةً نقص من حياة الإنسان وهكذا، فهذه الحياة إن لم تغتنم بالعمل الصالح وبالطاعة وبالاستقامة يكون الإنسان قد فقد أثمن فرصةٍ منحت له ويا للخسارة حينما يفاجأ الإنسان يوم القيامة بأنه قد خسر حياته كلها،

الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
(سورة الكهف: الآية 104)


2. صحتك
خمسةٌ ينبغي أن تُغتنم، أولاً: حياتك، اغتنم حياتك قبل موتك، ثانياً: صحتك،

{ نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصحة والفراغ }

(رواه البخاري)

لا ننتبه إليهما، معك صحة ومعك وقت هي نعمةٌ كبيرة

{ إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أن يدنيه الرب جل جلاله ويقول عبدي أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ وَنُرْوِيَكَ مِنْ الْمَاءِ الْبَارِدِ }

(أخرجه الترمذي)

صحة الجسم نعمةٌ كبيرةٌ جداً فإذا ذهبت الصحة أو ذهب بعضها ولم يغتنمها الإنسان شعر بشعورٍ غريبٍ بأنه فوَّت هذه النعمة الكبيرة ولاتَ ساعة مندم.

3. مالك
خمسةٌ ينبغي أن تغتنم: أولاً: حياتك، ثانياً: صحتك، ثالثاً: مالك، غناك قبل فقرك،

{ لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ منها، وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ }

(رَواه ابنُ حِبَّانَ والترمذيُّ)

المال له سؤالان يوم القيامة صادرٌ ووارد، الأمور الأخرى لها سؤال واحد، عن عمره فيما أفناه، عن شبابه فيما أبلاه، عن علمه ما عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، فالمال نعمة كبيرة، والمال مال الله تعالى، والإنسان مستخلفٌ فيه.

آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ
(سورة الحديد: الآية 7)

المال أمانة فحسب
فالمال ليس لنا، ليست يدنا عليه يد ملك وإنما يد أمانة فحسب فينبغي أن ننفقه في طاعة الله وأن نحصله في طاعة الله تعالى.

4. شبابك
ريح الجنة في الشباب
خمسةٌ ينبغي أن تغتنم: حياتك وصحتك ومالك وشبابك، العمر بشكلٍ عام ينبغي أن يغتنم ولكن في مرحلةٍ منه وهي مرحلة الشباب ينبغي أن نزيد في اغتنامها والمؤمن شبابه يمتد، المؤمن لا يشيب، يشيب شعره ولا يشيب قلبه، شبابه ممتدٌ تجده في الخمسين أو في الستين يقوم بالأعمال الصالحة وكأنه شاب، فالإنسان إذا كان في مرحلة الشباب والقوة ينبغي أن يغتنمها لأن ريح الجنة في الشباب ولأن الله عز وجل يباهي الملائكة بالشاب التائب، وأعظم شيءٍ أن الشاب حينما يتوب في مقتبل عمره يبرمج حياته على طاعة الله تعالى.

5. فراغك
الحياة الدنيا ينبغي أن تغتنم
خمسةٌ ينبغي أن تغتنمها: حياتك، صحتك، غناك، شبابك، وأخيراً: فراغك قبل شغلك، الفراغ نعمةٌ كبيرة، قد يشغل الإنسان بمرضٍ لا سمح الله ولا قدر، وقد تضيق الدنيا عليه فينشغل بتحصيل رزقه، فالحياة الدنيا ينبغي أن تغتنم والمال ينبغي أن يغتنم والصحة ينبغي أن تغتنم والشباب ينبغي أن يغتنم والفراغ ينبغي أن يغتنم والإنسان يشعر بشعورٍ عجيبٍ غريب حينما يجد نفسه قد ضيع هذه الأمور الخمسة.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى اغتنامها وأن يجعلنا من عباده الصالحين وأن يوفقنا لما فيه الخير في ديننا ودنيانا وأُخرانا وإلى لقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.