رسالة إلى أتباع المنهج التجديدي في الدين

  • الحلقة الثامنة عشر
  • 2018-08-01

رسالة إلى أتباع المنهج التجديدي في الدين

ملخص الحلقة السابقة
السلام عليكم، نتابع الحديث اليوم عن ظاهرة محمد شحرور وكنا قد خلصنا في نهاية الحلقة السابقة إلى ثلاث نقاط مهمةٍ جداً، النقطة الأولى: أننا عندما نتلقى ديننا فينبغي أن نتلقاه عن الثِقات عن المعروف والمشهود لهم بالصلاح وبالتقى وبالعلم الشرعي المؤصَّل ونعلم أين درسوا علومهم وكيف تعلموا دينهم لأن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، ثم تحدثنا عن أن اللغة وحدها لا تستقلُّ بفهم النص الشرعي ولا بد من أدواتٍ أُخرى فالقرآن الكريم نزل بلسانٍ عربيٍ مبين وهو حاكمٌ للغة العربية لكنه لا يحتكم للغة العربية، القرآن الكريم يَحكُمُ اللغة العربية ولا يحتكم لها، فالأصل هو النص القرآني، وتحدثنا أيضاً عن أننا في عصور الأمة الزاهرة وفي سلف هذه الأمة لم نجد تفسيراً من هذه التفسيرات رغم أننا كنا أمام لغويين عظماء وأمام فقهاء وأمام علماء ثقاة ولكنهم لم يفهموا هذا الفهم الذي جاء به محمد شحرور اليوم، فأولى بنا أن نأخذ من القرون التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية من أن نأخذ بأفهام هذا اليوم غير المنضبطة، لا بضوابط ولا بقواعد من أصول ومن عقائد، اليوم نوجه الحديث إلى أولئك الذين يتابعون محمد شحرور في أفكاره المنحرفة والمنكرة هؤلاء أحد رجلين:

الصنف الأول : إنسانٌ منحرفٌ أصلاً
إياك أن تبحث عن غطاءٍ شرعيٍ لانحرافك
الصنف الأول: إنسانٌ منحرفٌ أصلاً وجد في كتابات محمد شحرور ما يغطي انحرافهُ فأراد أن يرضي ضميره فيما يعتقد ويتابع هذه الكتابات وتلك اللقاءات التلفزيونية لكي يجد غطاءً لانحرافه من الشرع لمثل هذا الرجل نقول له: إياك ثم إياك أن تضيع دينك، أنت في دنياك إذا ألمَّ مرضٌ في جسمك هل تقبل من مختصٍ في الحاسوب أن يعالج مرضك الجسمي؟ لا تقبل به. فكيف تقبل بأن يأتي شخصٌ ليعبث بدينك دون أن تعرف اتجاهاته ودون أن تعرف فكره ومن وراءه ومن يموِّله؟ إنه دينك إنه لحمك ودمك فإياك أن ترضخ في فكرك ودينك لمن لا تثق به، ربما يعصي الإنسان ربه غلبةً أو شهوةً ولكن إياك ثم إياك أن تبحث عن غطاءٍ شرعيٍ لانحرافك، فلأَن يخطئ الإنسان فيتوب خيرٌ له ألف مرة من أن يخطئ ويقول: قد أخذت فيها فتوى من فلان أو قرأت فيها قراءةً معاصرةً تجديدية تبيح لي هذا الفعل المنك،ر كل إنسانٍ خطاء، ولكن ينبغي أن نندفع إلى التوبة فور الخطأ لا أن نغطي انحرافنا بفتاوى باطلة.

الصنف الثاني : أشخاصٌ منهزمون داخلياً ونفسياً
ارفع رأسك عالياً
الصنف الثاني من أتباع محمد شحرور: هم أشخاصٌ منهزمون داخلياً ونفسياً بسبب ما عصف بأمتنا اليوم من مصائب ونكبات فوجدوا في فكر هذا الرجل في ظنهم ما يطمئنهم ويريحهم من عناء الاتهامات الموجهة للدين من كل حدب وصوب وفي كل آن، لمثل هؤلاء نقول لهم: اعتزَّ بدينك وارفع رأسك عالياً، ديننا دين الإسلام، الله تعالى هو الذي سمانا المسلمين وينبغي أن نعتز بهذا الإسلام إلى أبعد حدود، ديننا ليس ارهاباً، ديننا لم يظلم المرأة، ديننا ليس فيه جهادٌ للقتل وللتدمير، بل إن حضارتكم المزعومة والتي لا تسمى حضارةً إلا مجازاً إنما هي مدنيةٌ وحسب، مدنيتكم الزائفة هي التي قتلت ودمرت، وهي التي استعبدت النساء، وهي التي بنت حضارتها على قتل الشعوب وإبادتهم ودونكم التاريخ، لذلك لا تنهزم نفسياً ولا داخلياً ولا تخجل بدينك، بل ارفع رأسك عالياً وارجع إلى علماء الأمة الثِقات ففيهم الخير وارجع إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وَفق فهم السلف الصالح وإن لم يكن ذلك فدائماً ينبغي أن ندعو ونقول: اللهم أصلح لنا ديننا.
إلى الملتقى أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته