خمسة أمور تعين على الخشوع في الصلاة

  • الحلقة الرابعة والعشرون
  • 2016-03-30

خمسة أمور تعين على الخشوع في الصلاة

بسم الله الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ، والصلاة والسلام على النبي العدنان وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان ، و إلى خمسة أمورٍ جديدة في قضايا الدين والدنيا والآخرة.
يقول تعالى في كتابه الكريم:

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ
(سورة المؤمنون: الآية 1-2)

{ يقول سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: ( أول ما تفقدون من دينكم الخشوع ، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ، وربَّ مصلٍ لا خير فيه ، ويوشك أن تدخل المسجد فلا ترى فيهم خاشعاً) }

(أخرجه الحاكم في المستدرك)


أولاً: الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها
الاستعداد للصلاة
موضوعنا اليوم خمسة أمور تعين الإنسان على الخشوع في الصلاة: أولاً: الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها بدءاً بالأذان فيردد الإنسان مع المؤذن ، ثم بعد ذلك إحسان الوضوء ثم بعد ذلك الذكر بعد الوضوء: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَوَّابِينَ ، واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ، ثم بعد ذلك الاعتناء بتنظيف الفم بالسواك

{ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: «إِنَّ أَفْوَاهَكُمْ طُرُقٌ لِلْقُرْآنِ، فَطَيِّبُوهَا بِالسِّوَاكِ }

( أخرجه ابن ماجة بسند صحيح )

ثم بعد ذلك أخذ الزينة لأن الله تعالى يقول:

يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ
(سورة الأعراف: الآية 31)

قال العلماء: أي عند كل صلاة ، وورد في الحديث الصحيح:

{ إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن الله أحق من تُزين له }

(رواه البيهقي)

التبكير للصلاة
ثم طهارة المكان ثم التبكير إلى الصلاة ثم انتظارها لأنك في صلاةٍ ما دمت في انتظار الصلاة، هذه الأعمال كلها التي أجملتها لكم إنما هي استعدادٌ وتهيُّئٌ للصلاة وهي جزءٌ من تحصيل الخشوع في الصلاة ، خمسةٌ تعينك على الخشوع في الصلاة ، أولاً: الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها.

ثانياً: الطمأنينة في الصلاة
في الحديث الشريف:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يطمئن

{ حتى يرجع كل عظمٍ إلى موضعه }

(رواه أبو داود بسند صحيح)

{ وقال صلى الله عليه وسلم: مثل الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتان لا تغنيان عنه شيء }

(رواه الطبراني)

وفي الحديث:

{ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ وَمَا كُتِبَ لَهُ إِلَّا عُشْرُ صَلَاتِهِ تُسْعُهَا ثُمْنُهَا سُبْعُهَا سُدْسُهَا خُمْسُهَا رُبْعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا }

(أخرجه أبو داود بسند حسن)

خمسةٌ تعينك على الخشوع في الصلاة ، أولاً: الاستعداد لها والتهيؤ للوقوف بين يدي الله تعالى، ثانياً: الطمأنينة في أداء الصلاة.

ثالثاً: تذكر الموت
لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

{ اذكر الموت في صلاتك فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحريٌّ أن يحسن صلاته وصلِّ صلاة رجلٍ لا يظن أنه يصلي صلاةً غيرها }

(أخرجه الديلمي بسند صحيح)

ونصح رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، فقال له:

{ إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ }

(مسند الإمام أحمد)

خمسةٌ تعينك على الخشوع في الصلاة: الاستعداد لها ، الطمأنينة فيها ، تذكر الموت
ذكر الموت
خمسةٌ تعينك على الخشوع في الصلاة: الاستعداد لها ، الطمأنينة فيها ، تذكر الموت

رابعاً: تدبر الآيات المقروءة
استشعار معاني الآيات
لو استشعر الإنسان معاني الآيات التي يقرأها لخشع في صلاته ، ما الذي يصرف الإنسان إلى أفكار أُخرى؟ قال تعالى:

كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ
(سورة ص: الآية 29)

ما أنزل الله تعالى القرآن ليقرأ على الأموات ولكن أنزله من أجل أن نجعله منهج حياة نتدبره نقرأه بشعور التلقي للتنفيذ الفوري ، رسول الله صلى الله عليه وسلم قام مرةً ليلةً كاملة يردد آيةً واحدة

إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
(سورة المائدة: الآية 118)

وفي الحديث الشريف:

{ إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ الَّذِي إِذَا سَمِعْتُمُوهُ يَقْرَأُ حَسِبْتُمُوهُ يَخْشَى اللَّهَ }

(أخرجه ابن ماجة بسند صحيح)

خمسةٌ تعينك على الخشوع في الصلاة ، الاستعداد للصلاة والتهيؤ للوقوف بين يدي الله ، الطمأنينة في الصلاة ، تذكر الموت ، تدبر الآيات المقروءة ،

خامساً: تهيئة الجو المناسب لأداء الصلاة
في الحديث:

{ (عن أنس رضي الله عنه قال: كان قرامٌ لعائشة سترت به جانب بيتها ، فقال لها صلى الله عليه وسلم: أميطي عني ، فإنه لا تزال تصاويره تُعرض لي في صلاتي-القرام ثوب فيه نقوش }

(أخرجه البخاري)

يجب تهيئة جو مناسب للصلاة
فإذا كان ثوبٌ عليه تصاوير يشغل الإنسان في صلاته فكيف بالشاشة ، شاشة التلفاز وفيها الصور المتحركة فأولى لنا أن نميط هذه الأشياء لنصلي ، لا صلاة بحضرة طعام لكي لا تشتغل النفس بالطعام وفي الحديث:

{ إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ ، فَلْيَنَمْ حَتَّى يَعْلَمَ مَا يَقْرَأُ }

(رواه البخاري)

إذاً نهيئ الجو المناسب والمكان المناسب لأداء الصلاة إذا أردت أن تخشع في صلاتك فاستعد لها وتهيئ لها ، اطمئن في صلاتك ، تذكر الموت ، تدبر ما تسمعه من آيات ثم هيئ الجو المناسب لأدائها.
أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على أداء الصلاة والخشوع فيها ، وإلى لقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.