ظاهرة السباب والشتائم

  • الحلقة التاسعة والعشرون
  • 2021-05-11

ظاهرة السباب والشتائم

أصبحت ظاهرة السباب والشتائم منتشرة بشكل مقلق على وسائل التواصل، يكتب أحدهم منشوراً في شأن ما سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو ديني، يخالفه بعض المتابعين بوجه حق أو بغير وجه حق، يعلقون بمعارضة رأيه، يستفزه تعليقهم فيجيب بحدّة وتنهال بعدها الشتائم من الطرفين ولا حول ولاقوة إلا بالله.
من أعجب العجب أن بعض الناس يجعلون أنفسهم معيار الصواب والخطأ فما وافق وجهة نظرهم فهو الحق وما عارضها فهو الباطل، هكذا بكل بساطة.
هو الكريم ومن لم يكن كجوده فهو البخيل ومن زاد على كرمه فهو المسرف المتباهي بماله المغتر بثروته، وهو المتدين الحق ومن نقص عنه فمتفلت من ضوابط الدين ومن زاد عليه فمتشدد متزمت.

معيار الحق في الإسلام:
أخي الحبيب: لست معيار الحق ولست أنا المعيار، أما في الدين فالمعيار ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، إن أخطأ أحدهم في قضية دينية فليس هذا مبرراً لشتمه ولا للسباب
الفكرة ترد بالفكرة وقد تكون حازماً في ردك بل ينبغي ذلك مع المجاهرين بعدائهم لدين الله، لكن السباب والشتم واللعن ليست من أخلاق المسلم
في قضايا السياسة والاقتصاد والمجتمع تختلف الآراء والثابت الوحيد ألا يقف الإنسان مع الباطل بيّن البطلان وما سوى ذلك آراء وأفكار تحكمها الظروف ولو كنتَ في مكانه لربما كان رأيك كرأيه.
كثيراً ما نختلف لاختلاف الظروف والبيئات، ولا ينبغي أن يؤدي ذلك بنا إلى السب واللعن والشتم والتنابز بالألقاب.
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:

{ اسْتَأْذَنَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَائِشَةُ «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ» قَالَتْ: أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: «قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ» }

(صحيح مسلم)

السام هو الموت.
وفي الحديث:

{ لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ }

(أخرجه الترمذي)

والحمد لله رب العالمين.