كيف نحافظ على روحانيات رمضان؟
كيف نحافظ على روحانيات رمضان؟
مقدمة:
المحاور:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
الأخوة والأخوات الكرام، المستمعون والمشاهدون والمتابعون، حياكم الله في حلقةٍ جديدة من برنامج: "رمضان أجرٌ وإحسان"، البرنامج التي تقوم على رعايته مؤسسة رحمة حول العالم، في كل حلقةٍ نستضيف عالماً من العلماء، وإماماً من الأئمة، يشرفني ويسعدني أن نستضيف في هذه الحلقة فضيلة الشيخ الدكتور بلال نور الدين، من علماء دمشق، حياكم الله شيخ بلال كيف أنتم؟ |
الدكتور بلال نور الدين:
أكرمكم الله دكتور شادي، بارك الله بكم، ونفع بكم، وشكراً لهذا اللقاء الطيب في هذا الشهر المبارك. |
المحاور:
حفظكم الله سيدنا ؛ وأسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يجعلنا من الذين يحققون التقوى في هذا الشهر الكريم. |
سيدي؛ نحن في عصر السرعة، والتواصل الاجتماعي، وفي خضم هذه الأحداث يأتي رمضان، يشوب أوقات رمضان في بعض الأحيان بعض المواقف التي تشوش على الصائم من أن يستثمر في روحانيات هذا الشهر الكريم، قد تشغله بعض الشواغل في أوقاته وتضيع عليه فرصة الاستمتاع بروحانية هذا الشهر المبارك، كيف يستطيع الصائم أن يحافظ على روحانيات رمضان، وروحانيات الصيام؟ |
كيفية المحافظة على روحانيات رمضان:
الدكتور بلال نور الدين:
بارك الله بكم، وشكراً لهذا السؤال المهم جداً في هذا العصر، عصر العولمة. |
الشواغل اليوم كثيرة والصوارف متعددة
|
النبي صلى الله عليه وسلم - أخي الحبيب - كان ينهى عن إضاعة الوقت، وينهى عن إضاعة المال، وسائل التواصل إن لم تستثمر بالشكل الصحيح، وبوقتٍ مناسب دون تفريط فإنها تُضيع الوقت، وتُضيع المال، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، فقال: |
{ عن أبي بزرة نضلة بن عبيد الأسلمي قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟ }
[ رواه مسلم ]
شهر رمضان هو شهر القرآن
|
المحاور:
شيخنا الكريم؛ إذاً هو الترشيد الحكيم، كيف يستخدم الصائم وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه الأدوات التي تحيط بنا، والعبادة لا تقطع الإنسان عن الدنيا، لكن لابد أن يفرغ الإنسان من وقته، ما الأشياء التي تعين الصائم أن يستخدم هذا الترشيد؟ هل هو العلم؟ هل هو التذكير؟ هل هو يحتاج إلى صحبة؟ إلى بيئة تحتضنه؟ تساعده؟ تعينه على أن يحيي الروحانية في رمضان؟ |
الأشياء التي تعين الصائم على الإخلاص لله في شهر رمضان:
الدكتور بلال نور الدين:
صلاة الجماعة من الأمور المهمة في رمضان
|
من الأشياء المهمة أيضاً: طلب العلم الذي تفضلت به، لأن العالم أو طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً، فالعلم مهم جداً. |
أيضاً مما يساعد هناك أخي دكتور شادي بعض التقنيات البسيطة، نحن أغلب أوقاتنا تذهب في أخذٍ ورد على أهم برنامجين ؛ الفيسبوك والواتس أب، لو نضع الإشعارات هذه التي تأتي خصوصاً بالمجموعات على الصامت، أحياناً تكون المجموعة على الواتس أب فيها مئتان أو ثلاثمئة شخص، فلو أننا وضعنا الإشعار خلال شهر رمضان على الصامت حتى لا نسمع كل لحظة إشعاراً، فالنفس من غير أن تشعر تريد أن تنظر ماذا أُرسل، نُبقي فقط المراسلات الشخصية، لأن المجموعات تأخذ وقتاً كبيراً في استعراض الرسائل، فهذا الإنسان أراد أن يرسل عن علم الفضاء، وهذا أراد أن يرسل طرفة، وهذا أراد أن يرسل شيئاً جرى معه في هذا اليوم، جميل ! ربما تكون الأشياء مباحة، لكن في رمضان تأكل الوقت من غير أن يشعر الإنسان، رمضان يحتاج إلى تفرغ للعبادة، تفرغ للقرآن الكريم، تفرغ للقيام، فلذلك يجب أن نلزم أنفسنا أنه مثلاً بعد الإفطار، أو قبل الإفطار عند العصر تقريباً أفتح الهاتف جاءتني بعض الرسائل المهمة أجيب عليها، أستعرض صفحتي على الفيسبوك بشكل سريع مثلاً، والإيميلات، انتهى الأمر، كل شيء يمكن تأجيله إلى ما بعد رمضان، أو إلى وقت آخر. |
المحاور:
دكتور بلال ؛ في الآية الكريمة التي تصف المؤمنين: |
الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)[ سورة المعارج ]
كيف نسقطها على واقعنا في هذا الزمان الذي ضاقت فيه الأوقات وازدحمت فيه أحداث الحياة؟ |
المؤمن دائم الصلة بالله عز وجل:
الدكتور بلال نور الدين:
الصلاة بمعناها الواسع هي دوام الصلة بالله
|
خاتمة وتوديع:
المحاور:
شيخنا ؛ إذا صام الجسد، وصامت الجوارح، استطاع الإنسان أن يشعر بهذه الأجواء الروحانية في رمضان، وسمت روحه، وسما فكره، وسما عقله، وأدى الصيام الذي يريده الله تبارك وتعالى. |
جزاكم الله خيراً شيخنا المبارك. |
باسمكم جميعاً مشاهدينا ومستمعينا والمتابعين نشكر فضيلة الدكتور الشيخ بلال نور الدين على هذه الكلمات الطيبات، نسأل الله تبارك وتعالى أن يجزيه عنه خير الجزاء، وإلى أن نلقاكم إن شاء الله في حلقةٍ جديدة من برنامج: "رمضان أجرٌ وإحسان"، دمتم بخيرٍ وصحةٍ وعافية. |