• الحلقة الواحدة والعشرون
  • 2022-04-22

الألم

السلام عليكم.

الألم نوعان:
آلام النفس أحياناً أقوى من آلام الجسد
هل شعرت بالألم يوماً؟ أسأل الله تعالى أن يُجيرنا جميعاً من الألم والآلام. لكن لا بد أن يشعر الإنسان أحياناً بالألم، والألم نوعان: ألمٌ في الجسد، وألمٌ في النفس، وقد تكون آلام النفس أحياناً أقوى من آلام الجسد، هناك حديثٌ شريف جمع بين ألم الجسد وألم النفس، يقول صلى الله عليه وسلم:

{ ما يُصِيبُ المُسْلِمَ مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ، ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ }

[ متفق عليه ]

الألم الذي يُصيبك هو رحمةٌ لك، قد لا يستطيع الإنسان أحياناً أن يفهم هذا المعنى لأن الآلام تكون شديدةً، لكن المؤمن وحده يستشعر رحمة الله تعالى في الآلام.
عائشة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون وهو نوعٌ من الأمراض التي تؤدي إلى الآلام:

{ أنَّهَا سَأَلَتْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فأخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه كانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ علَى مَن يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فليسَ مِن عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا، يَعْلَمُ أنَّه لَنْ يُصِيبَهُ إلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ له إلَّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ الشَّهِيدِ }

[ البخاري ]

فالمُتَألِّم إذا صبر على ألمه فأجْرُه أجر الشهيد عند الله.
أُمُّ السَّائِب أصابتها حُمَّى شديدة، دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

{ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَل على أمِّ السَّائبِ أو أمِّ المسيَّبِ وهي تُرفرفُ فقال: ما لك يا أمَّ السَّائبِ أو يا أمَّ المسيَّبِ تُرفرفينَ؟ قالت: الحمَّى لا بارَك اللهُ فيها فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( لا تسُبِّي الحمَّى فإنَّها تُذهِبُ خطايا ابنِ آدَمَ كما يُذهِبُ الكِيرُ خبَثَ الحديدِ ) }

[ مسلم ]


الصبر على الألم:
الألم أملٌ عندما يصبر الإنسان عليه
أيها الأخ الحبيب، يا من تسمعني وربما يكون عندك ألمٌ لمرضٍ أصابك في جسمك، أو ألمٌ نفسيٌّ لِفَقْدٍ، أو لِهَمٍّ، أو حُزنٍ أصابك، اِعلَم يقيناً أن هذه الأحاديث التي سبقت وغيرها كثير من الأحاديث التي تؤكد أن المُتَألِّم في رحمة الله، وأن المُتَألِّم في حِفْظ الله، وأن المُتَألِّم الصابر له عند الله أجرٌ لا يعلمه إلا الله.
كل هذه النصوص يمكن أن تقلب ألمك إلى أمل، فالألم أملٌ عندما يصبر الإنسان عليه، ولكنه أشدُّ من الألم عندما يسخط الإنسان ويتشكَّى ولا يصبر، وهو أشدُّ من الألم عندما ينطق اللسان بغير ما يُرضي الله تعالى ليُعَبِّر عن سُخْطِه وعدم رضاه.
الألم أملٌ بالله تعالى، والمتألم قريبٌ من الله تعالى، لأنه جلَّ جلاله إذا أخذ من عبده بعضاً من صحته أو صحة نفسه فإنه يعوضه أضعافاً مضاعفةً من القُرب منه في الدنيا، ومن الأُنس به ثم بنعيمٍ مقيم يوم القيامة:

قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)
[ سورة الزمر ]

إلى الملتقى أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.