علم وقدرة
علم وقدرة
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ(59)(سورة الأنعام)
السلام عليكم: |
وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)(سورة الأعراف)
الأسماء الحسنى لها مكانة في قلب المؤمن
|
دعاء من جوامع الكلم لسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:
{ اللهمَّ بعِلْمِكَ الغيبَ وقُدْرَتِكَ عَلَى الخلَقِ، أحْيِني ما علِمْتَ الحياةَ خيرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا عَلِمْتَ الوفَاةَ خيرًا لي. }
(صحيح النسائي)
(اللهمَّ بعِلْمِكَ الغيبَ) يتوسل إلى الله تعالى بصفة من صفاته، وهي أنه يعلم جل جلاله، يعلم الغيب، ويتوسل إليه بصفة ثانية من صفاته وهي قدرته على الخلق، فماذا يطلب صلى الله عليه وسلم في بداية هذا الدعاء؟ يطلب أن يحييه الله تعالى إذا كانت الحياة خيراً، وأن يتوفاه إذا كانت الوفاة خيراً، فنحن لا نعلم إذا كانت حياتنا خيراً لنا، أو إذا كانت حياتنا شراً لنا، ولا نعلم إذا كانت الوفاة خيراً أو شراً، ولكن الله تعالى بعلمه الغيب يعلم ذلك، وبما أننا مخلوقون للآخرة، وبما أننا أبناء الآخرة، وبما أننا جئنا إلى الدنيا لنأخذ نصيبنا منها لنصل إلى الآخرة بسلام، فما دامت الآخرة هي المطلب، وهي أكبر الهم، وهي مبلغ العلم فما معنى أن نحيا أياماً لا يكون فيها خير لآخرتنا (اللهمَّ بعِلْمِكَ الغيبَ وقُدْرَتِكَ عَلَى الخلَقِ ، أحْيِني ما علِمْتَ الحياةَ خيرًا لِي ، وتَوَفَّنِي إذا عَلِمْتَ الوفَاةَ خيرًا لي). |
والله تعالى عالم الغيب، وعالم الشهادة: |
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27)(سورة الجن)
وهو جل جلاله عالم الشهادة يعلم ما شهدته وما غاب عنك. |
دعاء الاستخارة:
من ضعف الإنسان أنه لا يعلم ما في الغد
|
{ انَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُ أصْحَابَهُ الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ (العلم) وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ (القدرة)، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هذا الأمْرَ - ثُمَّ تُسَمِّيهِ بعَيْنِهِ - خَيْرًا لي في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - قالَ: أوْ في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، اللَّهُمَّ وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ رَضِّنِي بهِ. }
(صحيح البخاري)
ثم يطلب حاجته التي يستخير الله تعالى بها، فإذاً العلم والقدرة صفتان من صفات الله تعالى، ما إن يتيقن المؤمن منهما ويعلم أن الله تعالى عليم بكل شيء، قدير على كل شيء حتى يكون إيمانه بالغيب قوياً يجعله في ثقة وطمأنينة مع خالقه جل جلاله. |