التجارة مع الله

  • الحلقة الأولى
  • 2020-04-24

التجارة مع الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، آيةٌ وحديث: برنامجٌ رمضانيٌّ يومي، تقوم فكرته على شرح آيةٍ من كتاب الله تعالى من خلال حديثٍ صحيحٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عبرةٌ سريعةٌ.


آية اليوم
آية اليوم هي الآية السابعة بعد المئتين من سورة البقرة وهي قوله تعالى:

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ
(سورة البقرة: الآية 207)

(يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ) أي يبيع نفسه (ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ).
الحديث رواه ابن حبان في صحيحه:

{ أَنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: أَتَيْتَنَا صُعْلُوكًا، فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا، وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ ثُمَّ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ، وَاللهِ لاَ يَكُونُ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ مَالِي أَتُخَلُّونَ سَبِيلِي؟ فَقَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُمْ مَالِي. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "رَبِحَ صُهَيْبٌ، رَبِحَ صُهَيْبٌ" }

(رواه ابن حبان)

(أَنَّ صُهَيْباً رضي الله عنه، حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ) ليلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، (قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: أَتَيْتنَا صُعْلُوكًا) أي فقيراً، (فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا، وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ ثُمَّ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ؟ وَاللهِ لاَ يَكُونُ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُمْ صُهَيْبٌ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ مَالِي أَتُخَلُّونَ سَبِيلِي؟ فقَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُمْ مَالِي) أي لقريش، (فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "رَبِحَ صُهَيْبٌ، رَبِحَ صُهَيْبٌ").
ذكر معظم المفسرين أنَّ قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ) نزل في صهيبٍ الرومي رضي الله عنه.

الربح هو الهدف من التجارة
الربح هو هدف التجارة
أيها الإخوة: العبرة: أنَّ الإنسان في حياته إن أراد أن يتاجر فإنما يريد أن يحقق ربحاً، فالربح هو هدف التجارة، التجارة تعني أن تقدم شيئاً ثم أن تأخذ فوقه، فإن لم تأخذ فوقه فهذه ليست تجارةً، فالإنسان يسعى أن يُثَمِّرَ ماله في الدنيا من خلال التجارة، وأرباح التجارة في الدنيا قد تكون عشرةً بالمئة، وقد تكون عشرين بالمئة، وقد تتجاوز ذلك، أما أن يصل الربح إلى مئةٍ بالمئة فهذا قليلٌ جداً أو يكاد يكون صعب المنال، وأما أن يصل الربح إلى ألفٍ بالمئة، بأن يقدم الإنسان ألفاً فيأخذ مئة ألفٍ مثلاً، فهذا لا يكاد يكون في عالم التجارة.

التجارة الرابحة تكون مع الله
في التجارة مع الله تربح
أما التجارة مع الله تعالى فهي شيءٌ مختلفٌ تماماً، في التجارة مع الله تربح لأنك مهما تُقَدِّم في سبيل مرضاة الله، وابتغاء مرضاة الله، ومن أجل طاعة الله، فإنَّ ما ستحصله سيكون أضعافاً مضاعفةً عما قدمته، بل لا يكاد يذكر أمام عطاء الله تعالى.
فإذاً أيها الأحباب: لنكن مثل صهيب، ولتكن تجارتنا رابحةً كصهيب، وليكن لنا من هذه الآية نصيب (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ) فلنقدم ما نستطيعه في سبيل مرضاة الله ولسان حالنا:

قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
(سورة الأنعام: الآية 162)

أيها الأخوة: إلى الملتقى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته