الالتزام بمنهج النبي ﷺ

  • الحلقة السادسة
  • 2020-04-29

الالتزام بمنهج النبي ﷺ

السلام عليكم: الآية اليوم هي الآية السابعة عشر بعد المئة من سورة المائدة، وهي قوله تعالى حكايةً عن عيسى عليه السلام:

وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
(سورة المائدة: الآية 117)

أمَّا الحديث: فقد جاء في صحيح البخاري:

{ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: خَطَبَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إلى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، ثُمَّ قالَ: {كما بَدَأْنَا أوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ، وعْدًا عَلَيْنَا إنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} إلى آخِرِ الآيَةِ، ثُمَّ قالَ: ألَا وإنَّ أوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ، ألَا وإنَّه يُجَاءُ برِجَالٍ مِن أُمَّتي فيُؤْخَذُ بهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فأقُولُ: يا رَبِّ أُصَيْحَابِي، فيُقَالُ: إنَّكَ لا تَدْرِي ما أحْدَثُوا بَعْدَكَ، فأقُولُ كما قالَ العَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عليهم شَهِيدًا ما دُمْتُ فيهم، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أنْتَ الرَّقِيبَ عليهم وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ شَهِيدٌ} فيُقَالُ: إنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ علَى أعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ. }

(صحيح البخاري)

(عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: خَطَبَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يوماً فَقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إلى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا،) (حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا) كما خلقتكم أمهاتكم.
ثُمَّ قالَ: {كما بَدَأْنَا أوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ، وعْدًا عَلَيْنَا إنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} إلى آخِرِ الآيَةِ.
(ثُمَّ قالَ: ألَا وإنَّ أوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ، ألَا وإنَّه يُجَاءُ برِجَالٍ مِن أُمَّتي فيُؤْخَذُ بهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ،) (ذَاتَ الشِّمَالِ) أي هم من أهل النار.
(فأقُولُ: يا رَبِّ أُصَيْحَابِي، فيُقَالُ: إنَّكَ لا تَدْرِي ما أحْدَثُوا بَعْدَكَ، فأقُولُ كما قالَ العَبْدُ الصَّالِحُ:) (العَبْدُ الصَّالِحُ) سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
({وَكُنْتُ عليهم شَهِيدًا ما دُمْتُ فيهم، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أنْتَ الرَّقِيبَ عليهم وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ شَهِيدٌ} فيُقَالُ: إنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ علَى أعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ).

شفاعة النبي الكريم لأمته
حب النبي الكريم لأمته
أيها الإخوة الكرام: استشعروا معي هذا الموقف؛ النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة يقف وينادي أُصَيْحَابِي، كم هو يحبنا، كم هو يحب أمته، يريد أن ينجيهم من النار، يريد أن يدخلوا الجنة، يريد أن يشفع لهم، فيقول: ("يا رَبِّ أُصَيْحَابِي") فيقال له: ("لا تَدْرِي ما أحْدَثُوا بَعْدَكَ") هم من أمتك لكنهم ليسوا من أمة الاستجابة، هم من أمة التبليغ فقط، وصلتهم رسالتك السمحاء لكنهم لم يرعوها حقَّ رعايتها، ولم ينفذوا ما جاء فيها، وأحدثوا ما أحدثوا في الدين، وتوهموا أن الدين عبارةٌ عن طقوسٍ، وعن حركاتٍ، وعن تمتمات، ولم يعرفوا أن الدين عبارة عن منهج إلهي متكامل ينبغي أن يقوم في واقعهم بدءاً من أنفسهم، ثم إلى أسرهم، ثم إلى أعمالهم، ثم إلى مجتمعاتهم، فأحدثوا بعدك، وغيروا، وبدلوا، ولم يستمروا على نهجك الذي أمرتهم به؛ من التوحيد، ومن العمل، ومن البذل، ومن العطاء، ومن الطاعة، ومن الالتزام، ومن المحافظة على جوهر هذا الدين، وإنما بدلوا وغيروا فيه وأحدثوا فيه بعدك.

تطبيق منهج النبي صلى الله عليه وسلم
الزم منهج النبي صلى الله عليه وسلم
ثم استشعِروا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم هنا يقول: قول العبد الصالح عيسى عليه السلام، فيقول: {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} فإذا أردت ألَّا تكون من هؤلاء فالزم منهج النبي صلى الله عليه وسلم، والزم طاعته، والزم محبته، وتحرَّ الحلال، وابنِ نفسك بناءً إيمانياً صحيحاً، وانقل هذه التجربة إلى أسرتك الصغيرة، ثم إلى عائلتك الكبيرة، وأقم أمر الله عزَّ وجل فيما تملك والله عزَّ وجل يكفيك إن شاء الله ما لا تملك.
إلى الملتقى أستودعكم الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.