العصمة من فتنة الدجال
العصمة من فتنة الدجال
السلام عليكم: الآيات اليوم هي الآيات العشر الأوائل من سورة الكهف: |
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)(سورة الكهف: من الآية 1 إلى 10)
وأمَّا الحديث: فهو ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: |
{ قالَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (" مَن حَفِظَ عَشرَ آياتٍ مِن أوَّل سُورةِ الكَهفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ" ) }
(صحيح مسلم)
حقائق هامة من العشر الأوائل من سورة الكهف
لماذا من قرأ أو من حفظ، كما في رواية الحديث، عَشرَ آياتٍ مِن أوَّل سُورةِ الكَهفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ؟ الدجال فتنةٌ عظيمة، من أعظم الفتن، والإنسان الذي يُعصم من فتنة الدجال هو الإنسان الذي فهم حقائق الوجود، وفهم حقيقة الإنسان، والكون، والحياة، وهذه الآيات العشر الأوائل من سورة الكهف توضح هذه الحقائق بشكلٍ وافٍ شامل، كيف ذاك؟ |
الحقيقة الأولى:
في هذه الآيات العشر هي توجيه الحمد المطلق والثناء المطلق لله تعالى فهو وحده المستحق لهذا الثناء. |
(الْحَمْدُ لِلَّهِ) على أية نعمة؟ على نعمة الوحي، في آياتٍ ثانية: |
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(سورة الفاتحة: الآية 2)
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ(سورة فاطر: الآية 1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ(سورة الأنعام: الآية 1)
لكن في هذه السورة: |
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ(سورة الكهف: الآية 1)
نعمة الوحي من أعظم النعم
|
الحقيقة الثانية:
صفات الوحي
* الأولى: أنه مُنْزَلٌ من الله، وشرف الكلام من شرف قائله. * والثانية: (وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا) فهو مستقيم، مستقيمٌ في هداياته، في أحكامه، في ضوابطه، في تشريعاته. * والميزة الثالثة: (قَيِّمًا) أي له القِوامة على ما سواه من الكتب، وله القِوامة على منهج الناس وعلى حياتهم وعلى واقعهم وعلى مجتمعاتهم. |
الحقيقة الثالثة:
النبي صلى الله عليه وسلم عبدٌ من عباد الله يوحى إليه (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ) مهمته الإنذار والبشارة (قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ) مهمته الإنذار والبشارة. |
الحقيقة الرابعة:
المسؤولية والحساب، (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا) فلا بد من مسؤوليةٍ وحسابٍ ووقوفٍ بين يدي الله تعالى، (مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا) هناك عقوبة، فالإنسان مسؤولٌ عن أعماله، هذه الحقيقة الرابعة. |
الحقيقة الخامسة:
أنَّ العلم المبنيَّ على الوحي يُوصل إلى القيم الثابتة والحقائق الخالدة، إنه العلم المبنيُّ على الوحي، أما العلم المبنيُّ على الأهواء فهذا ليس علماً، فإنما هو تقليدٌ للآباء وللأجداد (مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا). |
الحقيقة السادسة:
الحياة الدنيا إلى زوال
|
قال تعالى: |
إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا(سورة الكهف: الآية 7-8)
لذلك: "مَن حَفِظَ عَشرَ آياتٍ مِن أوَّل سُورةِ الكَهفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ". لأنه فهم الحقائق المهمة في الحياة. |