بين الرجاء والخوف
بين الرجاء والخوف
السلام عليكم: الآية اليوم هي الآية الستون من سورة المؤمنون وهي قوله تعالى: |
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ(سورة المؤمنون: الآية 60)
وأمَّا الحديث: فقد روى ابن ماجة بسندٍ حسن: |
{ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أَهوَ الَّذي يَزني ويَسرِقُ، ويَشرَبُ الخمرَ؟ قالَ: لا، يا بِنتَ أبي بَكْرٍ أو يا بِنتَ الصِّدِّيقِ ولَكِنَّهُ الرَّجلُ يَصومُ، ويتَصدَّقُ، ويُصلِّي، وَهوَ يَخافُ أن لا يُتقبَّلَ منهُ }
(سنن ابن ماجة)
الخوف علامة الإدراك
من الطبيعي أن يخاف الإنسان
|
خوفٌ مقدسٌ: أن يخاف الإنسان أن يكون عمله قد شابهُ شيءٌ من رياء، أو أن يكون عمله قد خالف شيئاً من الأحكام، أو قد كان فيه تقصيرٌ في حق العبودية، رغم أنه يؤدي ما طلب منه لكن قلبه وجلٌ خائفٌ يخشى أن لا يتقبل منه هذا العمل. |
المؤمن يزداد خوفه من الله
المؤمن يزداد خوفاً من الله
كان السلف الصالح يقدمون أعظم الأعمال وهم خائفون من الله تعالى، واليوم تجد كثيراً من المسلمين قد أعرضوا عن منهج الله ومع ذلك فهم مطمئنون، أيا ترى هل السلف الصالح محقون بخوفهم؟ أم نحن الساذجون باطمئناننا؟ لا شك أنَّ خوفهم كان خوف العقلاء، لا شك أنَّ خوفهم كان خوف العارفين بالله، فالإنسان كلما ارتقى في معرفة الله ازداد خوفه منه لأنه يعلم أنَّ الله تعالى عظيم. |
مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا(سورة نوح: الآية 13)
وكلما عَظُمَ الله عزَّ وجل في قلبه يزداد خوفاً لا من معصيته فحسب بل يزداد خوفاً من التقصير في حق العبودية له، فيقدم العمل الصالح وهو يخشى أن لا يتقبل منه لتقصيرٍ في العمل أو بسبب رياءٍ لابس العمل. |
يجب أن يكون الخوف مقروناً بالحب
أيها الإخوة الكرام: نحن لا نريد خوفاً مُيئِّساً ولا مقنِّطاً، نريد خوفاً مقروناً مع الحب، فالمؤمن يطير إلى الله تعالى كالطائر، فجناحاه الرغبة والرهبة، خوفاً وطمعاً، (رَغَبًا وَرَهَبًا) |
إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا(سورة الأنبياء: الآية 90)
نحب الله عزَّ وجل ونطيعه ونخاف منه في الوقت نفسه، نطمع بثوابه ونخاف من عقابه. |
إلى الملتقى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |