يوم عاشوراء

  • 2017-09-29
  • عمان
  • مسجد الناصر صلاح الدين

يوم عاشوراء

الحمد لله نحمده، ونَستعين به ونستهديه ونسترشُده، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يَهديه الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلِّل فلن تَجد له وليّاً مُرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بِربوبيته، وإرغاماً لِمن جحد به وكفر، وأشهد أنَّ سيدنا محمداً عبده ورسوله، سيد الخلق و البشر ما اتصلت عينٌ بنظرٍ أو سمعت أُذنٌ بخبر، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذُرِّية سيدنا محمدٍ وسلِّم تسليماً كثيراً.

صيام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء:
وبعد فيا أيُّها الإخوة الكرام، لمّا وَصَل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، رأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يومٌ صالح، يومٌ نجَّى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال صلى الله عليه وسلم: فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه.

{ قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ فرأَى اليهودَ يصومونَ يومَ عاشوراءَ فقال لهم : ما هذا اليومَ الذي تَصومونهُ قالوا : هذا يومٌ صالحٌ هذا يومٌ نَجَّى اللهُ فيه بَنِي إسرائيلَ من عدُوِّهم فصامهُ موسى عليهِ السلامُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أنا أحقُّ بِموسَى منكم فصامهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأَمَرَ بصومِه }

(أخرجه البخاري ومسلم)

يوم عاشوراء أيُّها الإخوة، وهو اليوم العاشر من شهر الله المُحرَّم، يُذكِّرنا بالصراع القديم المُستمر بين الحقِّ والباطل، الحقّ الذي يُؤيده الله تعالى في عليائه، والباطل الذي رُبما تَكالبت عليه أُمم الأرض، ولكن يبقى الحقّ حَقّاً ويبقى الباطل باطلاً، أكثر القصص أيُّها الإخوة وروداً في كتاب الله تعالى هي قصة موسى عليه السلام مع قومه، أو قصة موسى عموماً، لأنّها كما قال المفسّرون من أعجب القصص، وفيها من العِبر ما فيها، وفيها ما ينبغي للمسلمين اليوم أن يَعوّا جيداً دروسها وعِبَرها.

قصة سيدنا موسى عليه السلام تُبيّن أنه لا رادّ لقضاء الله:
أيُّها الإخوة الكِرام، فرعون طاغية عصره، ولكل عصرٍ فرعون، فرعون حُذِّر من موسى عليه السلام، وحَذَّر قومه منه، فسخَّره الله تعالى ليُربيّه في قصره، وعلى فراشه، وعلى مائدته.

وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)
(سورة القصص)

في هذه الآية أيُّها الإخوة أمران: (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ)، والأمر الثاني: (فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ)، وفيها نَهيان: (وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي)، وفيها بِشارتين: (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).
(فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ) الله أكبر!
أمٌّ يُوحي إليها الله تعالى إن كُنتِ خائفةً على مولودك من بطش فرعون فألقيه في النهر، تخاف عليه فتُلقي به في التابوت وتدعه لأمواج اليمّ، كيف ذلك؟! حصل ذلك أيُّها الإخوة لأنَّ أمواج البحر لم تكن عشوائيّةً أبداً، ليس في الكون صُدفة، ليس في الكون مُصادفة، الكون يجري بتقدير الله عز وجل، حتى أمواج البحر، وأمواج النهر التي ننظر إليها فنظن أنها عشوائيّة هي في حقيقة الأمر كانت تتقاذف التابوت لتضعه أمام قصر فرعون.
أنت تتحرك ضمن إرادة الله
كان بالإمكان والله على كل شيءٍ قدير أن يحفظ الله موسى عليه السلام من كيد فرعون بعيداً عن قصر فرعون، تُسافر به أمه ويُنجيه الله من فرعون، أو تحفظه في بيتها ويحفظه الله من جنود فرعون، لكن الله غالبٌ على أمره، فأراد أن يُعلّمنا درساً، أنَّ الله إذا أراد إنفاذ أمرٍ فإنه لا رادَّ لقضائه وقدره، فأراد أن يُربيّه فرعون في قصره ليقضي على مُلكه، هذا الذي كنت تَحذر منه، عليك أن تُربيه في قصرك، وعلى فراشك، وعلى مائدتك، وتكون له كالوالد للولد، ثم يقضي على مُلكِك، لأنّك يا فرعون مهما بلغت من بطشٍ وجبروت فأنت تتحرك ضمن إرادة الله، وضمن خطّة الله، وخُطتك كلها إنما هي نقطةٌ صغيرةٌ لا تُرى بالعين في بحر خطّة الله تعالى، فأنت لا تخرج عن أمر الله.

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4)
(سورة العنكبوت)

أبداً، لا يمكن أن يسبق الله أحدٌ من خلقه جلَّ جلاله.

كيف نجّى الله موسى عليه السلام في عاشوراء؟
أيُّها الإخوة الكِرام، ولمّا بلغ الكربُ مَداه، وقصة موسى معروفةٌ فصولها عندكم، لمّا بلغ الكربُ مَداه ووصل موسى عليه السلام إلى طريقٍ مسدود، فمن أمامه الماء ومن خلفه فرعون وجنوده.

فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)
(سورة الشعراء)

انتهت المعركة.
قال (كلا) أداة ردعٍ وزجر:

قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)
(سورة الشعراء)

هذه ثقة المؤمن بنصر الله تعالى، وصل إلى طريقٍ لا يمكن أن يُتابع، وخلفه عدوٌ يَتربص به، وجنودٌ لا يعلم عددها إلا الله، فأين المفر؟ وكيف النجاة؟ رُبما في احتمالات الحروب احتمال النجاة أصبح صِفراً والمعركة قد انتهت، لكن عند الله تعالى (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) وهَدَاه ربُّه، فضرب البحر بعصاه فأصبح طريقاً يبساً، هذا الذي حصل في العاشر من مُحرّم من هذا الشهر الكريم، نجّى الله فيه موسى وقومه من فرعون وبطشه.

القلوب بيد الله يُقلبها كيف يشاء:
القلوب بيد الله وحده
أيُّها الإخوة الكِرام، إنَّ نور الله مهما حاول المجرمون طمس مَعالِمه، فإنه سيُضيء على البشرية كُلها، إن الطُغاة وإن أثّروا في عيون الدهماء يوماً، واستمالوهم بالعطايا والمِنَح فإنَّ القلوب بيد الله وحده، يُصرِّفها كيف يشاء، هؤلاء السَحَرة الذين جاؤوا لمحاربة موسى، دقائق فقط والقلوب بيد الله وحده، يُقلبها كيف يشاء، ما هي إلا دقائق:

فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ (48)
(سورة الشعراء)

الخُرقات في بيت فرعون، في داخل بيته، آسية زوجة فرعون كانت مؤمنةً، وضرب الله بها مثلاً إذ قالت:

وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)
(سورة التحريم)

لم تخلُ الساحة من المؤمنين الصادقين، رجلٌ مؤمنٌ من آل فرعون يَكتُم إيمانه قال:

وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28)
(سورة غافر)

لا ينبغي أيُّها الإخوة أن يَنفَرِد الباطل بالساحة مهما عَظُم أمر الباطل، فلا بُدَّ أن يبقى للحق مساحاتٌ مُضيئة فإياكم أن تيأسوا، إياكم أن تُهزموا من الداخل، لا بُدَّ أن يبقى الحقُّ مستمراً.
فرعون ومن هو فرعون زوجته مؤمنة! ورجلٌ مؤمنٌ من آل فرعون جاء ينشر الحقّ، وسَحَرته تحولوا في دقيقةٍ إلى مؤمنين بربِّ موسى وهارون!

فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ ۚ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)
(سورة يونس)

ولكن كان هناك مؤمنون، لا ينبغي أن يَنفَرِد الباطل بالساحة.

العاقبة للمُتَّقين:
الطُغاة دائماً يَقلِبون الحقائق
أيُّها الإخوة الكِرام، ومما يُستفاد من هذا اليوم العظيم الذي نجّى الله فيه موسى وقومه من بطش فرعون وملأه، أنَّ الطُغاة دائماً يَقلِبون الحقائق، ويتّهمون الأبرياء الصادقين، ماذا قال فرعون عن قوم موسى؟ قال:

إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54)
(سورة الشعراء)

لم يكتفِ بذلك بوصفهم بالشرذمة، وبأنهم خارجون عن القانون وبأنهم قِلةٌ لا يعبأ بهم أحد، بل زاد ذلك سوءاً، وتصوروا الآن ماذا قال فرعون:

وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127)
(سورة الأعراف)

الله أكبر! فرعون أكبر مُفسدٍ في الأرض، الذي قال أنا ربكم الأعلى، الذي كان يُقتِّل أبناءهم ويَستحيّ نساءهم، الذي جعلهم شيعاً، ولعب بورقة الفتنة الطائفية، فرعون يقول له الملأ من قومه: (أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ)، هو أعظم مُفسِد ويتّهم المُصلحين بالمُفسدين، لذلك أيُّها الإخوة ليس كل من ادّعى العدالة والنزاهة مُحقّاً وصادقاً، وليس كل من رُميَ بالتّطرُف والفساد مُبطلاً، أبداً.
الصراع مهما امتد أجله، واستحكمت حلقاته فالعاقبة للمتقين، بشرط الصبر مع المُصابرة، مع الاستعانة بالله تعالى:

قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)
(سورة الأعراف)

العاقبة لك أيُّها المُتّقي، مهما طال الأمد، هذا الكلام ليس للتخدير أبداً، هذا الكلام ليس للبيع والشراء، ليس مُجاملات، هذا قرآنٌ يُتلى إلى يوم القيامة، هذه قصصٌ واقعيةٌ يُؤيدُها وحي السماء (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) مهما طال الأمد، مهما استمر، الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، (اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا)
أيضاً:

وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ (84)
(سورة يونس)


لا بُدَّ أن يكون مع الصبر صِلةٌ بالله تعالى:
مع التوكل على الله، مع الاستعانة به، مع الصبر.
الصبر أيُّها الإخوة في القرآن الكريم غالباً ما يكون مقروناً بشيءٍ آخر، كي لا يكون صبر العجز والخَوَر والاستكانة.

إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)
(سورة آل عمران)

(اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا)

وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)
(سورة البقرة)

لا بُدَّ مع الصبر دائماً من صِلةٍ بالله
لا بُدَّ مع الصبر دائماً من صِلةٍ بالله، لأنَّ الصبر من غير صِلةٍ بالله قهر، والصبر مع القهر بعده القبر، لكن الصبر مع التقوى والاستعانة بالله والتوكل على الله بعده النصر، ولو كان نصراً مبدئيّاً تلقى الله عز وجل فتقول يا ربّ، أنا بريءٌ من كل دمٍ أُريق، أنا بريءٌ من كل معصية، أنا بريءٌ من تأييد الطُغيان والظلم والعدوان، يكفيك ذلك ليكون بعد صبرك وتقواك، نصرٌ من الله عز وجل وكفى به من نصر.
حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أنَّ مَلَك الموت قد تخطّانا لغيرنا وسيتخطى غيرنا إلينا فلنأخُذ حِذرنا، الكيّس من دان نفسه وعمل لِمَا بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأمانيّ ، استغفروا الله.
الحمد لله ربِّ العالمين، و أشهد أن لا إله إلا الله وليُّ الصالحين، اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميدٌ مجيد، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات إنَّك يا مولانا سميعٌ قريبٌ مجيبٌ للدعوات.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافِنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقِنا واصرف عنا شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، إنَّه لا يذلُّ من واليت ولا يَعزُّ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، فَلَكَ الحمد على ما قضيت، ولك الشُكر على ما أنعمت وأوليت، نستغفرك ونتوب إليك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، اللهم هبّ لنا عملاً صالحاً يُقربنا إليك، يا واصل المنقطعين صِلنا برحمتك إليك.
اللهم بفضلك عُمَّنا، واكفنا اللهم شرَّ ما أهمّنا وأغمَّنا، وعلى الإيمان الكامل والكتاب والسُنَّة توفَّنا، نلقاك وأنت راضٍ عنا، لا إله إلا أنت سبحانك إنّا كنا من الظالمين، وأنت أرحم الراحمين، وارزقنا اللهم حُسن الخاتمة، واجعل أسعد أيامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنا.
اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحقِ والدين، وانصر الإسلام وأعزَّ المسلمين، اللهم من أراد بالإسلام ودياره وأهله خيراً فوفِقه لكل خير، ومن أراد بهم غير ذلك فاشغله بنفسه يا أرحم الراحمين.
اللهم بفضلك ورحمتك انصر إخواننا المُستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، على أعدائك وأعدائهم يا ربَّ العالمين، أطعم جائعهم، واكسُ عُريانهم، وارحم مُصابهم، وآوِ غريبهم، واجعل لنا في ذلك عملاً مُتقبّلاً يا أرحم الراحمين، اجعل هذا البلد آمناً سخيّاً رخيَاً مُطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
وفِّق اللهم ملك البلاد لِمَا فيه خير البلاد والعباد.
أقم الصلاة وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.