سؤال وجواب
سؤال وجواب
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين. |
اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علَّمتنا وزِدنا علماً وعملاً مُتقبَّلاً يا رب العالمين. |
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنَّات القربات. |
تعريج على الخطبة:
أحبابنا أنا الذي أردته من هذه الخطبة اليوم، أن نحفظ هذه الكلمات الأربعة: وهي ظنُّ الجاهلية، وحُكم الجاهلية، وتبرُّج الجاهلية، وحَميِّةُ الجاهلية، لأنَّ حقيقةً كل فساد المجتمعات، مبنيٌ على هذه الأربعة، هذه أركان أربعة للفساد في المجتمعات، أن يفسد التصوُّر، لأن اليوم الوضع الاستثنائي الذي تعيشه الأمة، لا سيما في تكالُب أعدائها عليها، قد يؤدّي إلى ظنُّ الجاهلية، غير الحق بالله تعالى والعياذ بالله، هذا أسوأ تصوُّر، فالتصوُّر الصحيح يُبنى عليه سلوكٌ صحيح. |
حُكم الجاهلية: كثيرٌ من الناس مَن يقعون في حُكم الجاهلية، أي حُكم بغير منهج الله، حُكم الجاهلية، ولو كان صادراً بالمرسوم التشريعي رقم كذا، ولو عن البيت الأسود بأمريكا، هو حُكم الجاهلية، ما دام ليس حكم الله، فهو حُكمٌ جاهلي. |
وتبرُّج الجاهلية: والعياذ بالله اليوم أصبح أشدّ من الجاهلية الأولى، الحرص على بناتنا ونساءنا بترك التبرُّج. |
وحَميِّةُ الجاهلية: كم من إنسانٍ يرفض الحق اليوم أنفةً، وهو يعلم أنه حق، وهذا ليس له، يقول لك أنا لا أستطيع، أمي تزعل منّي، أو أنا من قبيلة فلان، نحن جرت العادة عندنا في المحافظة، أننا لا نورِّث البنات، لا أستطيع أن أخرُج عن التقاليد، يقولونها كثيراً، هذا حَميِّةُ الجاهلية. |
السؤال الأول أحبابنا الكرام:
هل يجوز وضع كتاب يحوي أذكار الصباح والمساء وبعض الآيات في الحقيبة؟
نعم يجوز لا يوجد مانع، وعلى العكس هذا شيءٌ طيِّب وجيِّد، لكن الإنسان يتحاشى قدر الإمكان إدخالها معه إلى دورة المياه، أمّا في الحقيبة مُعزّزة مُكرّمة، الحقيبة لا تُلقى في الأرض، توضع على الطاولة أو الكرسي، فليس هناك أي مشكلة، على العكس هذا شيءٌ مُستحب، يُذكِّر الإنسان بقراءة الأذكار في الصباح والمساء. |
السؤال الثاني:
هل الحكومة الجديدة تحكُم بما أنزل الله في إقامة الحدود؟
حتى الآن ما تزال القوانين السارية هي القوانين القديمة، نحن قوانينُنا في بلدنا سورية ولله الحمد، قانون الأحوال الشخصية قانون شرعي، الزواج، الطلاق، الرضاع، الحضانة، الميراث، بفضل الله كلها شرعية، حاولوا كثيراً أن ينالوا منها، وما يزالوا، لكثيرٍ من البلدان، لكن قضاءنا شرعي بهذه الأمور، الأحكام الأُخرى المعاملات، منها ما هو شرعي مُتَّفِق مع الشريعة، ومنها ما هو وضعي، قد يُخالف الشريعة، مثل أحكام الإيجار سابقاً في بلادنا، لم تكن أحكاماً شرعية، بل على العكس كان فيها ظلم للمؤجِّر، الآن نحن نطلب من الحكومة الجديدة، أن تقترب من أحكام الشريعة، بما نُسمّيها السياسة الشرعية، ونسأل الله أن يكون ذلك، لكن نحن ما المطلوب منّا؟ المطلوب منّا بالأحكام الشرعية، نأخذ بالقضاء الشرعي، يفصِل القاضي الشرعي، زواج طلاق إلى أخره... |
الأحكام الثانية التي توافق الشريعة على العين والرأس، لا تستقيم حياة الناس بغير قضاء، وجود قضاء مدني أفضل من عدم وجود قضاء نهائياً، فنأخُذ ما يوافق الشريعة، وما يُخالف الشريعة أنا عن نفسي لا آخُذ به، أنا كشخص بغض النظر عن الحكومة، إقامة الحدود أمرٌ مُبكِّر، أنا لا أقول هذا الكلام تملُّقاً لأن الكاميرا تُسجِّل، إقامة الحدود على العين والرأس. |
لكن أحبابنا الكرام إقامة الحدود هي رأس الهرم، يعني أنت عندما يكون عندك راتب الموظف لا يكفيه حتى اليوم الثالث من الشهر، وإذا سرق تقطع له يده!! هذا ليس تناقضاً مع أحكام الشريعة، سيدنا عُمر بعام الرمادة لم يقطع اليد، الحدود هي رأس الهرم، يعني تُنفَّذ آخر شيء، بعد أن ننعُم بالأمان والاستقرار، والناس تأكل وتشرب، نُقيم الحدود، أمّا الآن فقد نُثير على أنفسنا عش الدبابير، العالم كله ينتظر ليرى ماذا سنُطبِّق من الأحكام، إذا أقمنا حدّاً واحداً سيقولون هؤلاء العياذ بالله، ويضعون علينا حرف إكس، ولا يوجد رفع عقوبات، أنا لا أُبرِّر، أنا أتمنى أن تُطبَّق الأحكام غداً، لكن الوضع الطبيعي أنَّ الحدود هي آخِر الهرم، لا نبدأ بتنفيذ الحدود والناس لم يأكلوا ولم يشربوا، هذا الوضع الطبيعي الذي يُبنى عليه ديننا وتُبنى عليه شريعتنا. |
أرجو الدعاء بشفاء الطفلة هنا من مرض السرطان.
اللهم اشفها شفاءً لا يغادر سقماً، اللهم اشفها شفاءً لا يغادر سقماً، اللهم اشفها شفاءً لا يغادر سقماً، وارزق أهلها الصبر يا أرحم الراحمين حتى تُشفى بإذن الله. |
السؤال الثالث:
أعمل بوظيفةٍ إدارية في مؤسسةٍ إنسانية، كل يومٍ أتمزَّق عدة مرات لما يحدث في غزَّة وأحترق، والله أعلم، وأنا بحيرةٍ ماذا أفعل؟ أذهب للحدود، أذهب وأموت معهم؟ أعرف أنَّ السؤال عاطفي لكنه حقيقي.
والله كلنا ذلك الرجُل يا أخي، يشهد الله أننا أحياننا لا نستمتع بطعامٍ نأكله، ولا بجلسةٍ نجلسها، أهلنا، كما كان يحدث في سورية، عندما كان القصف يحدث على حلب، والغوطة الشرقية والمجاعة التي أصابتها، ومضايا، دم المسلم واحد، غزَّة أو سورية كله واحد، فنحن كلنا ذلك الرجُل، لكن نحن يجب أن نبقى متفائلين بالله، ونعمَل بالمُستطاع، نقوي أنفسنا، نقوي بلدنا، نقوي ديننا، نقوي عقيدتنا بالله تعالى، الذهاب للحدود لا يساوي شيء، لأنَّ القوة غاشمة والعياذ بالله، لن يسمحوا لأحدٍ لا بالدخول، ولا أن يُدخِل قشَّة، إلى الله المُشتكى، ليس عجزاً، لكن كل إنسان يملِك الدعاء، يستطيع إدخال شيء فليُدخِل شيء، طعام، شراب، إلى آخره... نقوي أنفسنا نقوي أمتنا: |
وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ(60)(سورة الأنفال)
حتى يأذن الله نكون على جاهزية |
{ مَن ماتَ ولم يغزُ ولم يحدِّث نَفسَهُ بالغَزوِ ماتَ علَى شُعبةٍ من نفاقٍ }
(أخرجه مسلم وأبو داوود)
نحن إن شاء الله نحدِّث أنفسنا دائماً، إذا فُتح لنا بابٌ لنصرتهم، أن نكون في الصف الأول إن شاء الله. |
السؤال الرابع:
أيُّهما أصح، اتباع مذهب واحد، أم البحث عن الصواب؟ وهل من المُمكن القول عن إمام أنه مُخطئٌ في المذهب؟
هذا السؤال طويل جداً، وإجابته تحتاج إلى محاضرة، العاميّ، ما معنى العاميّ؟ قد يكون مهندس لكن هو ما عنده علم شرعي نهائياً، مذهبه المذهَب الذي يتَّبِعه، يقول لك أنا حنفي أو شافعي، على العين والرأس، ما دام مُغطَّى بمذهَب إن شاء الله الأمور بخير. |
طالب العلم، يمكن أن يقول لك: في هذه المسألة الإمام الشافعي رضي الله عنه دليله أقوى، فيأخذ بها، طالب العلم يُرجِّح لا مانع، أو يُرجِّح له شيخه لا مانع، لأنَّ المذهَب ليس ديناً نتعبَّد الله به، لكن هو فهم فهمه هؤلاء ولا نتعصَّب له، ممكن إمام بالمذهَب يكون قد أخطأ؟ نعم، ولكن لست أنا من أقول أنه أخطأ، يعني لا يصح لشخصٍ عاميّ أن يقول أنَّ الشافعي أخطأ، هُم رجال ونحن رجال، أمّا ممكن إذا عالم مؤصَّل، العلماء يتأدَّبوا، يقول لك أخطأ، جانبه الصواب في هذه المسألة، الإمام الشافعي كان يقول: إذا رأيتم المذهبي ورأيتم الحديث فخذوا بالحديث، لكن هذا يُتقنه العلماء المُرجِّحون وليس كل إنسان. |
السؤال الخامس:
إذا بشار الأسد تابَ واعتذر للشعب، هل نسامحه ونصفَح عنه؟
كما تريد، لكن أنا لا أظن هذا الإنسان يتوب، ليس إغلاقاً لرحمة الله، لكن الإنسان أحياناً يبتعد في طريق الضلال والقتل فيغلب أن لا يتوب، كل إنسان يملِك أن يسامح أو لا يسامح، هذه ملكية شخصية، حقّه الشخصي. |
السؤال السادس:
أُريد أن أبدأ مشروع تجاري أنا وأصدقائي، بالنسبة لتقسيم نِسب صافي الأرباح، هل هناك ضوابط وقوانين مُعيَّنة شرعاً وقانوناً، أم بالاتفاق؟
بالاتفاق والتراضي، ليس هناك نِسب مُحدَّدة شرعاً للشراكة التجارية، هناك مِهن يقول لك الجهد يأخذ ستين بالمئة، والمال أربعين بالمئة، وهناك مِهن بالعكس، يقول لك القوة فيها للمال، المال ستين بالمئة، وأحياناً سبعين بالمئة، والجهد ثلاثون، أحياناً بالعكس، فالتقاسُم مبني على التراضي، ليس هناك أي شيء شرعاً يلزُمك بشيء. |
السؤال السابع:
هل يجب قطع يد السارق بهذه الحال إذا كانت أوضاعه جيدة أو ممتازة؟
طبعاً نحن نقول النظر، لذلك لا يعني أنَّ كل إنسانٍ سرق لا تُقطع يده، حدود الله حدود، لكن أقول تطبيقها على مستوى الأمة، يحتاج إلى وقتٍ ربما، لكن الحدود من شعائر دين الله تعالى. |
الدولة العلمانية في الأصل هي الدولة التي تحترم جميع الأديان، هكذا هُم يُعرِّفوها، بالحقيقة هي الدولة التي تحترم كل شيء إلا الإسلام، هي بالواقع علمانية نسبةً لشدّة العلم، فيقول لك نحن دولة تحترم جميع الأديان، مسلم مسلم، نصراني نصراني، يهودي يهودي، إلى أخر... أنا أحترم دينك، أنا دولة علمانية مبنية على قواعدٍ علمية بحتة، أمّا الواقع للأسف يحترم الكل، لكن المسلم إذا طبَّق دينه يقول له نحن دولة علمانية، أنا مسلم أريد أن أُطبِّق ديني، ألستَ دولةً علمانية؟! اسمح لي كما تسمح لغيري، للأسف العلمانيين العرب، إذا رأوا الراهبة مُحجبة ليس هناك مشكلة، أمّا امرأة تريد أن تتحجب فهناك مشكلة، يعني هو ما عنده مشكلة مع أحد إلا مع المسلمة. |
نرجو الدعاء للسيدة هيفاء بالشفاء العاجل من ورَم الرئة.
والله أورام السرطان كثرت في زماننا للأسف، لكثرة الحياة وما فيها من وسائل، وأطعمة، وأغذية غير صحية، وأدوية، إلى الله المُشتكى. |
اللهم اشفها شفاءً لا يغادر سقماً، اللهم اشفها شفاءً لا يغادر سقماً، اللهم اشفها شفاءً لا يغادر سقماً، ادعوا لهم إخواننا في جوف الليل أو في دعائكم. |
السؤال الثامن:
ما حُكم الملاعنة شرعاً؟ وهل يثبُت للمرأة فيها مَهرها عند التفريق بينهما؟
الملاعنة أحبابنا الكرام هذا بحثٌ طويل، الملاعنة رجُل يدَّعي والعياذ بالله أنه رأى امرأته في فراش غيره، أو رآها في الفاحشة والعياذ بالله، فهذا لا يأتي بالشهود الأربعة، لكن هي تنفي وهو يُثبِت، فيحلف أربع شهاداتٍ بالله والخامسة أنَّ عليه غضب الله إن كان كاذباً، وتحلف هي بالله أربع شهادات والخامسة أن عليها غضب الله، وعليه لعنة الله، انظروا إلى التفريق، هي عندما تحلف، تحلف إنها لم ترتكب الزِنا والخامسة أنَّ غضب الله عليها إن كان من الصادقين، لأن هي تُبرئ نفسها، فجعل الغضب عليها، أمّا رجُل يتهم زوجته كذباً وعدواناً، فقال: |
وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ(7)(سورة النور)
يثبُت مَهرها؟ نعم، ما دام نفوا، ويُفرَّق بينهما إلى الأبد دون رجعة، أن يقول والله كنت غلطان لم تكن هي، لا يُقبَل لأنه صار هناك اتهامٌ بالزِنا، لا رجعة بعد ذلك. |
السؤال التاسع:
تعبت من كثرة الديون ما الحل؟ ولكني أنوي السداد.
{ مَن أخَذَ أمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أداءَها أدَّى اللَّهُ عنْه، ومَن أخَذَ يُرِيدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللَّهُ }
(أخرجه البخاري ومسلم)
والله الديون كثيرة، الحل كثرة الاستغفار، والعمل بالأسباب، ولو الإنسان استطاع أن يُوفِّر شيئاً من مصروفه، عندها إذا رآك الدائن تؤدّي ولو بمبلغٍ بسيط، يتسامح إن شاء الله، أمّا إذا رآك لا تنتبه لهذا الموضوع أبداً، ممكن يكون شيء يزعجه، الحل بالدعاء والعمل الحثيث للأداء، والله يؤدّي عنك إن شاء الله. |
السؤال العاشر:
كيف أبدأ بدراسة السيرة النبوية؟ وأي سيرةٍ الأفضل؟
كتُب السيرة كثيرة، هناك كتاب اسمه السيرة النبوية للدكتور علي الصلابي دروسٌ وعِبر، جيد جداً، لأن معه العِبر والدروس، إذا كنت تريد فقط رواية السيرة، الرحيق المختوم للمُباركفوري. |
السؤال الحادي عشر:
هل يحق للزوجة المَهر إذا كان سبب الخلاف أمها؟ مع العلم أن الشاب هو الذي طلب الطلاق.
هذا يقرره القضاء، لكن بالعموم المَهر حقٌّ للزوجة، بمجرد العقد نصف المَهر، وبمجرد الدخول المَهر كاملاً، ولا يسقط إلا إذا طلبت الزوجة الطلاق، فيحق لها المَهر، لكن إذا كان للرجُل كلامٌ يقوله بأنها هي ألجأتني للطلاق، فالقضاء يحكُم، لكن بالعموم نعم يحق، والقضاء دائماً يفرض لها المَهر، إلا بحالات الخُلع التي تكون فيه هي من طلبت الطلاق من غير بأس. |
السؤال الثاني عشر:
والدي لا يتكلم مع إخوته، لأنه قد تأذَّى منهم كثيراً في صغره، وعندما أنصحه بصلة الرحم، يقول لي ليس عليَّ شيء.
ما أدري ما هو الأذى الذي تعرض له، لكن لا يُبرِّر قطع الرحم، وأنت إذا نصحت فقد قمت بما عليك، لكن أنت ليس لك سلطة على والدك إلا أن تنصحه. |
السؤال الثالث عشر:
كيف نصمِد على البلاء والابتلاء، دون أن نُخطئ في شيءٍ ونقع في معصية؟
الابتلاء هو علة وجودنا، ونحن مبتلون ومُمتحنون، والإنسان كلما قوّى علاقته بالله وارتباطه بالله عزَّ وجل، يُصبِح أقدر إن شاء الله على الصمود في الابتلاءات. |
السؤال الرابع عشر:
ما قولكم لما تمَّ استحداثه في موضوع توريث أبناء الميِّت في حياة أبيه من جدِّهم؟ وهل تمَّ تطبيق ذلك في محاكمنا في هذا البلد؟
نعم، المحاكم الشرعية في بلادنا، وبلاد الشام كلها، الأردن وفلسطين ولبنان، وبمصر، لا يورِّثون هُم ليس لهم ميراث، حتى أُعطيكم القضية، لو توفّيَ رجُل عنده أولاد، ثم توفّيَ الجَد، فالابن توفّيَ قبل أبيه، فهل الأحفاد يأخذون حصَّةً من جدِّهم؟ ليس لهم ميراث، لكن المحاكم الشرعية في بلادنا أخذت اجتهاد فقهي قديم موجود بمجلة الأحكام العدلية، بأنه اليوم التراحُم بين الناس أصبح ضعيفاً، يعني ما عاد اعتنى الأعمام بأولاد أخيهم ورعوهم، ففرضت لهم حصَّة أبيهم كما لو أنه أوصى لهم، وسمّوها الوصية الواجبة، وتأخذ بها المحاكم في بلادنا، نحن ننصح الأعمام إن جرى ذلك، أن يسمحوا من أنفسهم بهذه الوصية، إذا وصَّى الجَد انتهت المشكلة، ونحن ننصح أيضاً إذا جَد توفّيَ ابنه قبله، من أجل أن يخرُج من الحرَج كله، يكتب وصية أولاد ابني المتوفَّى لهم كذا، لهم هذا البيت، حتى لا يبقوا بلا شيء، نعم المحاكم الشرعية في بلادنا تأخذ بهذا القول. |
الآن أضافوا البنت بقانون الأحوال الشخصية الذي عدَّلوه من سنتين، أضافوا البنت كالبلدان الأُخرى، أولاد البنت وأولاد الابن، هو لا داعي للتفريق بينهما، لكن القانون السابق كان يُفرِّق، الآن لم يعُد يفرِّقوا، وهذا أصوب لأنَّ البنت مثل الابن. |
السؤال الخامس عشر:
حكم الذِكر بصوتٍ مرتفع عقب صلاة الجماعة؟
لا مانع أحبابنا الكرام، الذِكر الأمر فيه واسع، لكن لا تُشوش على المُصلّين، أنا أُحب الأذكار بعد الصلاة بصوتٍ منخفض، ولا أحد الآن يقول بأنَّ الشيخ سلفي، لكن الذِكر بصوتٍ منخفض، أو الإمام يقول سبحان الله، ذكروا، الحمد لله، فالذي يُصلّي، والذي يقرأ القرآن، من أجل ألا نُشوش على بعضنا، هذا الهدف، الذِكر بهدوء أَولى، لكن أنا لا أقول يجوز أو لا يجوز، يجوز لا مانع، لكن بعد الصلاة، من أجل ألا نُشوش على بعض، يكون الذِكر بالقلب أَولى، ممكن الإمام يُذكِّر المُصلّين، سبحان الله، يُعلِّمهم يُذكّرهم. |
السؤال السادس عشر:
لماذا زندق وكفر الشيخ محي الدين بن عربي؟
هذه قضية شائكة، الشيخ محي الدين بن عربي توفي رحمه الله، له ما له، وعليه ما عليه، في بعض كتبه كلمات يوهِم ظاهرها الكفر، البعض تأولها له، والبعض قال إنها مدسوسةٌ عليه، والله أعلم، لكن ظاهرها نعم، فلذلك نظروا في ظاهر ما في كتبه: فصوص الحكمة والفتوحات المكيَّة، فنَسَبوا له الكفر بناءً عليها |
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(134)(سورة البقرة)
السؤال السابع عشر:
الإسلام ليس فيه شيء يُنافي الفطرة والمنطق إلا مسألة السبايا، لم أفهم الغاية منها؟
السبايا لا تُناقِض الفطرة، والأخ الذي سأل إذا أراد أن يأتي لعندي وأرسل له حلقةً لي على اليوتيوب عن الموضوع. |
السبايا باختصار: كان هناك نظامٌ معمولٌ به في الأرض، باليونان وبالفرس وبالروم، أنه في الحرب هناك سبايا، فإذا جاء الإسلام وقال ليس هناك سبايا، معنى ذلك أنني أُعطي خصمي وعدوُّي ورقةً رابحة، بمعنى أنت خُذ النساء لعندك وأنا لا آخذ النساء، هذا غير ممكن!! بالحرب يجب أن تُعامل بالمثْل، فالإسلام اتَّبعَ ما كان معمولٌ به عند العرب، ليس هو من قال نريد أن نسبي النساء، أو شرَّع السبايا، الإسلام وجدَ نظاماً معمولاً به في العالم كله، بما فيه العرب، فعمِل به في غزواته، لكن أطَّره بأُطُرٍ أخرجته من دائرة الاغتصاب والجلوس غير الشرعي، والمعاملة السيئة، والإهانة والضرب والإذلال، ونقله نقلةً نوعية، ووضع له أحكاماً شرعية مُعيَّنة، جعلها مُلك يمين، وبعد ذلك أُم ولَد إذا وَلدت، وأولادها لا ينتقل السبي لهم، بمعنى لا نسمح للعبودية أن تستمر من جيلٍ إلى جيل، فقط هي وبعد ذلك لا يبقى سبي، ويُصبِح أولادها أحراراً، وعاملها بأرقى معاملة |
{ لا يَقُلْ أحَدُكُمْ: أطْعِمْ رَبَّكَ، وضِّئْ رَبَّكَ، اسْقِ رَبَّكَ، ولْيَقُلْ: سَيِّدِي، مَوْلايَ، ولا يَقُلْ أحَدُكُمْ: عَبْدِي، أَمَتِي، ولْيَقُلْ: فَتايَ، وفَتاتي، وغُلامِي }
(صحيح البخاري)
حتى يا أَمتي لا تقُل لها، هي أَمةً لله وليست لك، فعاملها بأفضل معاملة، وأدخلها بمدرسةٍ داخلية اسمها مدرسة الإسلام، كثيرٌ من خلفاء المسلمين أولاد سبايا، وهُم خلفاء!! فالإسلام خفَّف موضوع السبايا تخفيف حتى انتهى حُكماً بالعالم، الإسلام لا يريد السبايا، وبنفس الوقت لا يريد بأنه أنت تنتهِك حُرمتي وتدخل إلى دياري، وأنا أُعامِلُك بالإحسان، يجب أن أُعامِلُك بالمثْل، هذا الموضوع شرحته بأكثر من خمسة عشر دقيقة، أرسلها لك إن شاء الله. |
السؤال الثامن عشر:
هل يجوز السكن بمساكن الدولة التي غادرها سكانها من النظام البائد؟ عن طريق المسؤولين طبعاً، ونرجو الدعاء لمن ليس له سكن في المناطق المُهدَّمة.
الدولة إذا سمحت له بسكنها، وما دامت هي مساكن للدولة، فمن حق الدولة أن تُخرِج من تشاء وتُدخِل من تشاء، فهو ليس ملكيةً خاصة، إذا ملكية خاصة لشخصٍ، يجب على الدولة أن تؤكد أنَّ هذا الشخص يستحق أن يُصادر بيته لأنه مُجرم، وليس بالظن، حتى نكون صادقين، أمّا مساكن للدولة وملكيتها عامة للدولة، فالدولة تُسكِن بها من تشاء، والآن في سلطة جديدة، قالت له اسكُن فيسكُن، أسأل الله أن يُهيئ لكل من فقدَ سكناً سكناً إن شاء الله، والحمد لله رب العالمين. |