نظر .. أثر .. خبر

  • 2019-04-05
  • عمان
  • مسجد الصالحين

نظر .. أثر .. خبر


الخطبة الأولى :

يا ربنا لك الحمد مِلء السماوات والأرض، ومِلء ما بينهما، ومِلء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء و البشر أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدِ منك الجد، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، غنى كل فقير، وعز كل ذليل، وقوة كل ضعيف، ومفزع كل ملهوف، فكيف نفتقر في غناك؟ وكيف نضل في هداك؟ وكيف نذلُ في عزك؟ وكيف نضام في سلطانك؟ وكيف نخشى غيرك والأمرُ كلهُ إليك؟ وأشهدُ أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، أرسلتهُ رحمةً للعالمين بشيراً ونذيراً، ليخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنّات القرُبات، فجزاه الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته، اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، وسلم تسليماً كثيراً، وبعد عباد الله اتقوا الله فيما أمر، وانتَهوا عما عنه نهى وزجر, يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.


الإسراء والمعراج حدثٌ بارزٌ في تاريخ الدعوة الإسلامية :
أيها الكرام؛ حديثنا اليوم عن الإسراء والمعراج، والإسراء والمعراج حدثٌ بارزٌ في تاريخ الدعوة الإسلامية سبقته البعثة، وتلته الهجرة، واختلفوا في توقيته.
لقد سمعنا دعاءك في الطائف، ولقد رأينا حالك، ورأينا ما فعل بك قومك، فجاءت هذه الرحلة لتعلمك أن وراء كل محنةٍ مِنحةٌ من الله، وأن وراء كل شِدّةٍ تحيط بالمؤمن شَدَّةٌ إلى الله:

إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
( سورة الإسراء: الآية 1)

النبوة رحمة
سمع دعاءك يوم خرجت إلى الطائف تلتمس النصرة عند أهلها، وقد كذبك قومك في مكة، فكان تكذيب أهل الطائف إليك أشد، حتى إنهم أغروا صبيانهم به صلى الله عليه وسلم فرموه بالحجارة حتى شُجَّ جبينه صلى الله عليه وسلم، وسال الدم، وأوى إلى حائطٍ- إلى بستان-وجاءه ملك الجبال يقول: " يا محمد إن الله أرسلني لأكون طوع أمرك لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين- الجبلين، وعندها لن يكون هناك طائفٌ حتى يومنا هذا، تنتهي الطائف إلى غير رجعة- قال: لا يا أخي اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يوحده "، دعا لهم، واعتذر عنهم، ورجا الله أن يكون في ذريتهم من يوحد الله، إنها النبوة، ثم دعا ربه كما ورد في كتب السير: " إلهي إلى من تكلني؟ أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به السماوات والأرض، وصلح عليه أمر الأولين والآخرين، إلى من تكلني إلى عدوٍ يتجهمني أم إلى قريبٍ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضبٌ علي فلا أبالي- بمعنى إن لم يكن هذا الذي أصابني في الطائف غضباً منك عليّ بل مجرد ابتلاء وامتحان فما أحبه إلى قلبي- لا أبالي ولك العتبى حتى ترضى، لكن عافيتك أوسع لي" إنه الأدب النبوي، ألا يرجو الإنسان مصيبته، بل أن يرجو العافية دائماً، ولكن عافيتك أوسع لي، قال تعالى: (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) سمع دعاءك، ورأى حالك، ورأى تكذيب قومك، فجاءت هذه الرحلة المباركة لتشعرك يا محمد صلى الله عليه وسلم أنك سيد ولد آدم، وأنك سيد المخلوقات، وأن مكانتك عند الله عظيمةٌ جداً:

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ
( سورة الإسراء: الآية 1)

لم يقل: بنبيه، ولا قال: برسوله، وهو نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم، لكنه اختار صفة العبودية التي يحبها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أن يكون عبداً لله، فأعظم مقام هو مقام العبودية، إن مظاهر الانكسار والسجود والخنوع تكون دائماً مظاهر ذِلَّةٍ وخنوع إلا بين يدي الله عز وجل فهي في ظاهرها ذِلَّةٌ لله، وفي حقيقتها عزةٌ للنفس، وأيَّةُ عزة، أن سمح الله لك أن تكون عبداً بين يديه، أن تقف وتناجيه، فمن شعوب الأرض من يعبد البقر، ومن شعوب الأرض من يعبد الجرذان، ومن شعوب الأرض من يعبد الشمس حتى يومنا هذا، و أنت شرفك الله تعالى أن تكون له عبداً:

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
( سورة الإسراء: الآية 1)


الإسراء و المعراج معجزة لا تخالف العقل لكنها تخالف العادات فقط :
المعجزة أمر خارق للعادة
أيها الأخوة الكرام؛ ابتدأت السورة بقوله: (سُبْحَانَ) لأنها معجزة، أمرٌ خارقٌ للعادة، لكنه ليس خارقاً للعقل، انتبهوا، هو غير مألوفٍ عادةً لكنه ممكن عقلاً، فاليوم إن جاءك إنسانٌ هنا وقال لك: قد ذهبت إلى بيت المقدس وعدت، أو ذهبت من المسجد الحرام من جدة إلى بيت المقدس وعدت في الليلة ذاتها، فهل تعد هذه معجزةً اليوم؟ إنها مع الطائرات لم تعد معجزة، لكنها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت أمراً خارقاً للعادات لا يألفه الناس، لكن في العقل الله على كل شيءٍ قدير، فالمعجزة لا تخالف العقل لكنها تخالف العادات فقط، (سُبْحَانَ).

المؤمن الحقيقي ينتقل من النظر إلى الأثر إلى الخبر :
الإنسان ينتقل من النظر إلى الأثر
أيها الكرام؛ أمرٌ مهمٌ جداً في هذا اللقاء الطيب، الناس جميعاً - ويشترك معهم المخلوقات الأُخرى - يتعاملون بالنظر، أنا الآن أراك فأنت موجود، و أنت الآن تسمع صوتي فأنا هنا أُلقي الخطبة، ولو كنت في غرفةٍ أُخرى من المسجد، هذا نظر، كلنا نتعامل بالنظر، والمخلوقات الأُخرى أيضاً التي كرمنا الله عليها تتعامل بالنظر، فالقطة تتعامل بالنظر، هذا نظر، لكن الإنسان وحده يزيد على المخلوقات الأُخرى بأنه ينتقل من النظر إلى الأثر، فأنت الآن توقن بوجود الكهرباء في هذا المسجد رغم أنك لا تراها، لكنك تسمع تكبير الصوت، وترى إضاءة المصابيح، فهذا أثر، والأثر يدل على المُؤَثِّرْ، فينبغي لكل عاقل أن يؤمن بوجود الله من خلال الأثر، فالبعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، أَفَسماواتٌ ذات أبراج، وأرضٌ ذات فجاج، ألا تدلان على العليم الخبير؟ النظر نشترك به مع بقية المخلوقات، ليس لنا أن نفخر به أبداً، يقول: رأيته بأم عيني، نظر، أما الإنسان فينبغي أن يتعامل بالأثر فينظر فيستدل على شيء غير موجود من خلال شيء موجود، على شيء ليس غير موجود، على شيء لا يراه هو موجوداً فيستدل من الأثر على المؤثر، هذه عمليةٌ عقلية نختص بها نحن بني البشر، أما المؤمن إيماناً حقيقياً فينتقل من النظر إلى الأثر إلى الخبر، فيؤمن بالخبر، هذا مؤمنٌ ورب الكعبة، فإن جاءه الخبر عن الله تعالى قال: آمنت وصدقت وحتى لو لم يرهُ، وحتى لم ير آثاره يصدق به، (نظرٌ، أثرٌ، خبر).
قال رجل من السلف الصالح: لقد رأيت الجنة والنار عياناً، رأيت الجنة والنار بأم عيني، قالوا له : انظر فيما تقول يا رجل، ماذا تقول؟ من يرى النار والجنة بعينيه؟ قال: والله لقد رأيتهما بعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورؤيتي لهما بعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق عندي من رؤيتي لهما بعيني، هذا المؤمن يُصَدِّقُ بالخبر، قال تعالى:

كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ
(سورة التكاثر:الآية 5-6)

علم اليقين يؤدي بك أن ترى نار جهنم و أنت في الدنيا، لأنك ترى كل عملٍ يُوردك إلى نار جهنم فكأنك ترى النار فيه، فإذا اندفع الإنسان بدافع شهوته إلى اقتراف ما نهى الله عنه فإنه يرى الجحيم، وكأنه يراها رأي العين، لذلك يقول تعالى في كتابه:

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ
(سورة الفيل: الآية 1)

والنبي صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل، ولم ير ما فعله ربه بأصحاب الفيل بعينيه، بالنظر، ولكنه رآه بالخبر، وعندما يكون المخبر صادقاً فرؤية الخبر أعظم من رؤية النظر.

عظمة إيماننا أننا نؤمن بالغيب ولا نكتفي بالشهادة :
أيها الكرام؛ جئت بهذا الكلام المتعلق بالإسراء والمعراج، أبو بكر الصديق رضي الله عنه جاؤوه فقالوا : إن صاحبك- يظنون أنهم يقللون من قدره بأبي هو وأمي- يزعم أنه أُسري به، قال: إن كان قال فقد صدق، هذا أبو بكر، هذا مقام الصديقيّة، إن كان قال فقد صدق، لم يسمعه أبو بكر فتحفظ، قال: إن كان قال فقد صدق، انتهى الأمر، قالوا : أو تصدقه فيما يقول؟ أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح، فقال: نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوةٍ أو روحة، يصدقه في كتاب الله بخبر السماء، فلُقِّبَ بالصديق رضي الله عنه وأرضاه.
نحن أيها الكرام؛ عظمة إيماننا أننا نؤمن بالغيب ولا نكتفي بالشهادة، لذلك في مفتتح سورة البقرة عندما وصف الله المؤمنين بدأ فقال:

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
(سورة البقرة: الآية 3)

عظمة إيماننا أننا نؤمن بالغيب
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) ثم قال: (وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ) نحن لماذا اليوم في المسجد هنا وربما غيرك نائم في بيته أو في نزهته؟ ما الذي جاء بك إلى المسجد؟ وما الذي تركه في نزهته؟ جئت لأنك تؤمن بالغيب، فقط لأنك تؤمن بالغيب، وتعلم أن تخلُّفك عن صلاة الجمعة حرام، وأن تركك لمجلس العلم سيعرضك للمساءلة بين يدي الله يوم القيامة، أما في الدنيا فأنت وهو ستخرجان اليوم دون أي شيء، دون أي مُساءلة، فالذي جاء بك وبي اليوم إلى المسجد هو إيماننا بالغيب، والذي أوقفك بين يدي الله هو إيمانك بالغيب، والذي سيجعلك تصوم رمضان بعد شهرٍ من الآن - بلغنا الله وإياكم رمضان- هو إيمانك بالغيب، والذي يدفعك أن تركب إلى مكة لتطوف بالبيت حيث الجو الحار، الحرارة المرتفعة، والأرض الجرداء، وتدفع المبالغ لتصل إلى هناك، هو إيمانك بالغيب، وكل ما تفعله في حياتك إنما تفعله إيماناً بالغيب، فكن من أصحاب الخبر، وإياك أن تبقى في النظر والأثر، النظر نشترك به مع بقية المخلوقات، والأثر لكل عاقل استخدم عقله، والخبر للمؤمن الصادق إيماناً حقيقياً بما أعدَّه الله له، إن كان قال: فقد صدق.

دروس الإسراء والمعراج :
أيها الأخوة الكرام؛ دروس الإسراء والمعراج كثيرة، الصلاة، كل الأوامر فرضت بوحيٍ من السماء إلا الصلاة عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه ليعلمه بفرضية الصلاة لأهميتها، فهي عماد الدين.
ثم مكانة المسجد الأقصى في الإسراء والمعراج:

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
(سورة الإسراء: الآية 1)

قضية الأقصى من صلب ديننا
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، هذه الأرض مباركةٌ ببركة المسجد الأقصى، وأرض الشام مباركةٌ ببركة المسجد الأقصى، وأهل الشام إن شاء الله مباركون ببركة المسجد الأقصى، وهذا الذي ينبغي ألا يغيب عن ذهننا أبداً ولا للحظة، فقضية الأقصى ليست هامشيةٍ وليست فرعيةً وليست ثانويةً كما يُروّج، إنها قضيةٌ من صلب عقيدتنا، ومن صلب ديننا.
أيها الأخوة الكرام؛ وفي الإسراء والمعراج نقول: ما دام الله هو الآمر فهو الحافظ والضامن، فهو الذي يأمرك، وهو الذي يحفظك، فطبق أمره، وفي الإسراء والمعراج نقول: إن اليسر مع العسر، وليس بعد العسر بل مع العسر، إن اليسر مع العسر، وإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، هكذا يعلمنا الإسراء والمعراج.

وراء كل محنة منحة و وراء كل شِدة شَدَّةٌ إلى الله تعالى :
أختم بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث سُئل:

{ يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: الأَنْبِيَاءُ, ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ, فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاؤُهُ, وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ, فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ }

(رواه الترمذي)

وراء كل محنة منحة
(الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ) أي الأفضل فالأفضل، فالابتلاءات لها حكم جليلة والإسراء والمعراج يعلمنا- كما ابتدأنا- أن وراء كل محنة منحة، وأن وراء كل شِدة شَدَّةٌ إلى الله تعالى.
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، و وزِنُوا أعمالكم قبل أن توزنَ عليكم، واعلموا أن ملكَ الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيَتخطى غيرنا إلينا فلنتخذ حذرنا، الكيس من دانَ نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، وأستغفر الله.
الحمد لله رب العالمين، وأشهدُ أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

الدعاء :
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك يا مولانا سميعٌ قريبٌ مجيبٌ للدعوات، اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، اللهم بارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم و أنت المؤخر، و أنت على كل شيءٍ قدير، اللهم برحمتك أعمنا، واكفنا اللهم شر ما أهمنا وأغمنا، وعلى الإيمان الكامل والكتاب والسنة توفنا، نلقاك وأنت راضٍ عنا، اللهم فرج عن إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم فرج عنهم فرجاً عاجلاً، اللهم أطعم جائعهم، واكسُ عريانهم، وارحم مصابهم، وآو غريبهم، واجعل لنا في ذلك عملاً متقبلاً يا أرحم الراحمين، اللهم انصر إخواننا المرابطين في المسجد الأقصى على أعدائك وأعدائهم يا رب العالمين، اللهم انصرنا على أنفسنا وعلى شهواتنا حتى ننتصر لك فنستحق أن تنصرنا على أعدائنا، اللهم اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان، وفق اللهم ملك البلاد لما فيه خير البلاد والعباد، أقم الصلاة، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.