الجوال في المسجد

  • الحلقة الرابعة
  • 2021-04-16

الجوال في المسجد

أصبح الهاتف يصاحبنا في كل مكان، ومن الأماكن التي يدخل إليها الجوال معنا المسجد، فلا بد من الانتباه إلى ما يأتي:

أولاً:
عند دخول المسجد يجب تحويل وضع الجوال الى الوضع الصامت لنقطعَ صلتنا بالخلق ثم نحكم صلتنا بالخالق،فهذا الوقت لله وحده،وهذا المكان بيت الله،وأنت إذا ذهبت إلى منزل مسؤول كبير فإنك تغلق جوالك قبل الدخول عليه، بل قد يُؤخذ منك هاتفك على الباب ولا يسمح لك بإدخاله معك أصلاً،فكيف وأنت في بيت ملك الملوك في الصلاة أو الخطبة أو درس العلم أو في انتظار الصلاة يقول صلى الله عليه وسلم:

{ إِذَا سَمِعْتُمُ الإِقَامَةَ، فَامْشُوا إِلَى الصَّلاَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالوَقَارِ }

(صحيح البخاري)

وهل من السكينة أن يبقى الهاتف مفتوحاً يصدر صوتاً كل حين،بل هل من السكينة أن يعبث الإنسان بهاتفه دون ضرورة وهو ينتظر الصلاة!
أما في خطبة الجمعة ففي الحديث الشريف:

{ إذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ؛ فَقَدْ لَغَوْتَ }

(صحيح مسلم)

ألا يُقاس على ذلك أن من اللغو في الخطبة أن ترد على رسالةٍ جاءتك والإمام يخطب!
ويقول صلى الله عليه وسلم:

{ ومَن مَسَّ الحَصَى فقَدْ لَغا }

(صحيح مسلم)

أوليس العبث بالهاتف فيه من اللغو والانشغال عن الخطبة أكثر مما في مس الحصا!

ثانياً:
بعض المصلين ما إن تنتهي صلاة الجماعة حتى يفتح جواله ليرى من اتصل به ثم يذهب خلف الصفوف ويجري اتصاله مشوشاً على المسبوقين من جهة ومؤدي السنة من جهة أخرى وقد جاء في الحديث الصحيح:

{ لا يَجْهَرُ بعضُكم على بعضٍ بالقرآنِ }

(صححه الألباني)

فإذا كان الجهر بالقرآن الذي هو أقدس كلام في الوجود لا يجوز في هذه الحال لئلا تشوش على المصلين فكيف بمن يشوش على المصلين بمحادثته الهاتفية.

ثالثاً:
قد ينسى أحدنا جواله على وضع الرنين، ومن طبع الإنسان النسيان فإذا ما جاءت المكالمة وعلا صوت الرنين أبقاه على حاله ولم يتجه إلى إقفاله، فإذا سألته عن سر صنيعه أجابك بأنه يخشى أن تبطَل صلاته بسبب تحركه في الصلاة، وهنا نسأله: ألا تخشى أن تفسد على الجميع لا سيما على الإمام صلاتهم وخشوعهم باستمرار هاتفك بالرنين
لقد نص الفقهاء على أن الحركة المبطِلة للصلاة هي الحركة التي يظنَّ الناظر إلى المصلي أنه لا يصلي،ونصُّوا أيضاً على أن الحركة التي تكون لإصلاح الصلاة كالتقدُّم لملء فراغ في صف متقدم لا تُبطل الصلاة، أوليس إغلاق الجوال حركة لإصلاح الصلاة ؟!!
أخي الحبيب إذا دخلت المسجد فأغلق الجوال فإن نسيت وجاءتك مكالمة أثناء الصلاة فبادر فوراً إلى إغلاق الهاتف.
المساجد بيوت الله تعالى وأنت فيها زائر الله جل جلاله فاستشعر هذا المعنى إذا دخلت المسجد، يقول صلى الله عليه وسلم:

{ من توضَّأَ في بيتِهِ ثمَّ أتى المسجدَ فَهوَ زائرُ اللَّهِ وحقٌّ على المزورِ أن يُكرمَ الزَّائرَ }

(صححه السيوطي)

واستشعر أنك بجوار المولى جل جلاله، ففي الحديث:

{ إِنَّ اللهَ لَيُنادِي يومَ القيامةِ: أين جِيرَانِي، أين جِيرَانِي ؟ قال: فَتقولُ الملائكةُ: رَبَّنا! ومَنْ يَنبغي أنْ يُجَاوِرَكَ ؟ فيقولُ: أين عُمَّارُ المَساجِدِ؟ }

(صححه الألباني)

والحمد لله رب العالمين.