خمسة تعينك على تربية اولادك

  • الحلقة الثالثة عشر
  • 2016-03-05

خمسة تعينك على تربية اولادك


خمسة تعينك على تربية أولادك:
ابنك هو أغلى شيء تملكه
بسم الله، الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، والصلاة السلام على النبي العدنان وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، إلى لقاءٍ جديد ومع خمسة أمورٍ جديدة في قضايا الدين والدنيا والآخرة.
خمسةٌ تعينك على تربية أولادك، لأن ابنك هو أغلى شيء تملكه في الوجود، فإذا كان على النحو الذي ترجوه سعد وأسعدك وإذا كان لا سمح الله ولا قدَّر على الوجه الذي لا ينبغي شقي وأشقى.
خمسةٌ تعينك على تربية أبنائك.

أولاً : كن لهم قدوة.
الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم والطفل من باب أَوْلى يتعلم بعينه لا بأذنه، ألف نصيحة في الصدق يهدمها أن يأتي اتصال إلى البيت وأنت في الغرفة فتقول لابنك قل للمتصل أبي ليس هنا، احذر أن يراك ابنك على خلاف ما تأمره به فإذا رآك على خلاف ذلك هدمت عنده كل القيم لأنه يتعلم منك مباشرة، علمهم بحالك قبل أن تعلمهم بمقالك.
سهل بن عبد الله التستري يروي قصته فيقول: ( كنت ابن سبع سنين وأنا أقوم بالليل أنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار، فقال لي خالي يوماً: ألا تذكر الله الذي خلقك؟ قلت: كيف أذكره؟ قال: قل بقلبك ثلاث مرات من غير أن تحرك لسانك: الله معي، الله ناظر إلي، الله شاهدي. فقلت ذلك ثم أعلمته، قال: قلها في كل ليلة إحدى عشرة مرة، فقلت ذلك قال: فوقع في قلبي حلاوة (أولاً قالها تلقيناً دون فهم ثم بعد حين أصبح لها معنى) قال: فلما كان بعد حين قال لي خالي: احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر، فلم أزل على ذلك سنين، فوجدت له حلاوة في سري، ثم قال لي خالي يوما: يا سهل، من كان الله معه وهو ناظر إليه وشاهده لا يعصيه، إياك والمعصية).
خمسةٌ تعينك على تربية أبنائك، أولاً: كن لهم قدوةً.

ثانياً: استخدام القصة الواقعية وضرب المثل.
استخدام القصة الواقعية
فالمعلومة المجردة صعبة على الطفل ينبغي للأب أو للمعلم أو للمربي أن ينتقل من الشيء المحسوس إلى الشيء المجرد، مثلاً: أنا أريد أن أعلم ابني مفهوم المراقبة لا أقول له إن الله يراقبك مباشرة لكن إذا قلت له قصة بائعة الحليب:
قالت: بنية قومي فامزقي اللبنـــــا الماء سوف يزيد الوزن والثمنا قالت لها البنت: يا أمــــاه معــذرةً لقد نهى عمـــــــــرٌ أن نخلط اللبنـا قالت لها الأم: أنى يرى عمر صنيعنا إنما الفاروق ليــــــــــــــــس هنـــــــــــا قالت لها البنـــــت: لا تفعلــــــــــــي أبداً الله يعلـــــــم منا الســــــــــر والعلنـا إن لم يكن عمر الفاروق يبصرنا فإن رب أبي حفصٍ هنـــــــــا معنـا ***
{ بائعة اللبن - جدة عمر بن عبد العزيز }

{ النبي صلى الله عليه وسلم مرةً خطَّ لأصحابه خطاً في الرمل، بأدوات بسيطة نسميها اليوم الوسائل التعليمية، خطَّ لهم خطاً وعن يمينه خطوطاً وعن شماله خطوطاً ثم وضع يده وأشار بأُصْبُعِهِ إلى الخط الأوسط المستقيم ثم قرأ قوله تعالى: (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) }

[ أخرجه أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود في هذا المعنى]

خمسةٌ تعينك على تربية أبنائك: كن لهم قدوةً، استخدم القصة وضرب المثل.

ثالثاً: المراقبة والملاحظة.
الطفل يحتاج إلى متابعة
فالطفل يحتاج إلى متابعة لكن ليست المتابعة التي ترهقه بل ينبغي أن يراقب بلطف، التربية عمليةٌ تراكميةٌ تكاملية، أحياناً أبٌ يقول لك ابني لا يصلي، قل له ما عُمْرُ ابنك؟ يقول ست عشرة سنة، متى قلت له أول مرةٍ صلي؟ يقول لك أمس هذا غير صحيحٍ تربوياً، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

{ مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ }

[ صححه الألباني في صحيح أبي داود]

فالإنسان يتعلم بالتراكم لا بالأمور اللحظية الآنية، والتربية تكاملية بمعنى أنه يجب أن يجتمع فيها ميمات أربع، الميم الأولى: ميم المسجد، والثانية: ميم المجتمع، والثالثة: ميم المنزل، والرابعة: ميم المدرسة.
خمسةٌ تعينك على تربية أبنائك: كن لهم قدوةً، استخدم القصة وضرب المثل، راقبهم ولاحظهم بلطف.

رابعاً: الترغيب قبل الترهيب.
ترغيب الطفل وتجنب ترهيبه
هناك عبارة شائعة يستخدمها البعض مع الأطفال يقول له: صلّ فإن لم تصلّ دخلت النار، إن كذبت تدخل النار، لم ينتبه الأب أن يقول له إن الله يحبك صلِّ من أجله، أنعم عليك أعطاك هذه العين التي ترى بها الأشياء الجميلة، جعلك تمشي إلى مدرستك، يذكره بنعم الله. الترغيب قبل الترهيب.
خمسةٌ تعينك على تربية أبنائك: كن لهم قدوةً، استخدم القصة وضرب المثل، راقب ولاحظ، الترغيب قبل الترهيب.

خامساً: ملاحظة الفئة العمرية.
مراعاة الفئة العمرية
أخيراً: عندك ولدٌ في الصف الرابع وآخر في التاسع وشابٌّ في السنة الأولى في الجامعة، التربية غير مشتركةٍ حتماً بين الثلاثة يجب أن لا يكون هناك عقوبة جماعية في البيت، هذا الشاب لا يعاقب بشدة قد يُكسر إذا عوقب بطريقة غير صحيحة ينبغي أن نلاحظ الفئة العمرية والفروق الفردية.
أسأل الله عز وجل أن يعيننا ويعينكم على تربية أبنائنا في هذه الظروف الصعبة وأن ينشأ جيلٌ يعيد لهذه الأمة مجدها.
وإلى لقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته