خمسة تمنع الوقوع في المعصية

  • الحلقة الخامسة عشرة
  • 2016-03-09

خمسة تمنع الوقوع في المعصية


خمسةٌ تمنع الوقوع في المعصية :
1 ـ أن يعلم العبد قبح المعصية و دناءتها :
بسم الله، الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، والصلاة السلام على النبي العدنان، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، وإلى خمسة أمورٍ جديدة في قضايا الدين والدنيا والآخرة.
حرمت المعاصي صيانةً للعبد
خمسةٌ تمنع الوقوع في المعصية أولها: أن يعلم العبد قبح المعصية و دناءتها، وأن الله إنما حرمها صيانةً للعبد، وأن الله لا يحرم شيئاً فيه مصلحةٌ للإنسان، قال تعالى:

وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
(سورة الأعراف: الآية 157)

إن كل شيءٍ حرمه الله تعالى تنتظمه كلمةٌ واحدة هو من الخبائث، لا ترتضيه النفوس السليمة، ولو كان فيه مصلحةٌ للإنسان لما حرمه الله تعالى.

{ قال صلى الله عليه وسلم: ما تركت من شيءٍ يقربكم من الله إلا أمرتكم به، ولا تركت من شيءٍ يبعدكم عن الله إلا نهيتكم عنه }

(رواه الطبراني)

فإذا علم العبد دناءة المعصية وقبحها وأن الله حرمها صيانةً له عن أسباب شقائه وهلاكه فإنه عند ذلك يطبق منهج الله تعالى، ويبتعد عن المعاصي.

2 ـ الحياء من الله :
خمسةٌ تمنع الوقوع في المعصية، أولاً: أن يعلم العبد قبح المعصية ودناءتها.
ثانياً: الحياء من الله، ما الحياء من الله؟ حديثٌ شريفٌ يوضح هذا الأمر:

{ عن عبد الله ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: استحيوا من الله حق الحياء، قلنا: إنا لنستحي من الله يا رسول الله، والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى }

(رواه الألباني)

ما يعين على الحياء
ينتبه إلى كل لقمةٍ تدخل إلى فمه، وإلى كل فكرةٍ تدخل إلى رأسه، وأن تذكر الموت والبِلى هذا معينٌ على الحياء، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء.

3 ـ يقين العبد أن النعم التي هو فيها تزول بمعصية الله :
خمسةٌ تمنع الوقوع في المعصية، أن يعلم العبد قبح المعصية ودناءتها، الحياء من الله.
ثالثاً: يقين العبد أن النعم التي هو فيها تزول بمعصية الله واحدةً واحدة، وفي الحديث :

{ إن الرجل ليحرم الرزق بذنب يصيبه }

(رواه ابن ماجه والنسائي)

يقول الإمام الشافعي:
شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلـــــــــــمَ نــــــــورٌ وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي ***
{ الإمام الشافعي }
ويقول ابن مسعودٍ رضي الله عنه:

{ إني أحسب الرجل لينسى العلم يُعلمه بذنب يعمله }


4 ـ أن يعلم أن لكل معصيةٍ عقاباً :
لكل معصية عقاب
خمسةٌ تمنع الوقوع في المعصية، أولاً: أن يعلم العبد قبح المعصية ودناءتها، ثانياً: أن يستحي من الله حق الحياء، ثالثاً: أن يوقن أن النعم التي فيها إنما تزول بمخالفة أمر الله، رابعاً: أن يعلم أن لكل معصيةٍ عقاباً:

{ يقول ابن عباس رضي الله عنهما: إن للمعصية سواداً في الوجه وظلمةً في القبر ووهناً في البدن وضيقاً في الرزق وبغضاً في قلوب الخلق، وإن للطاعة نوراً في الوجه ونوراً في القلب وقوةً في البدن وسعةً في الرزق وحباً في قلوب الخلق }


5 ـ قِصر الأمل :
خمسةٌ تمنع الوقوع في المعصية، أن يعلم العبد قبح المعصية ودناءتها، أن يستحي من الله حق الحياء، أن يوقن أن النعم التي هو فيها تزول بمعصية الله، أن يعلم أن لكل معصيةٍ عقاباً، خامساً: قِصَرُ الأمل، أكثروا ذكر هادم اللذات، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من أحببت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به.
أكثروا ذكر هادم اللذات
خمسةٌ تمنع الوقوع في المعصية، أن يعلم العبد قبح المعصية ودناءتها، أن يستحي من الله، أن يوقن أن النعم التي هو فيها تزول بمعصية الله، أن يعلم أن لكل معصيةٍ عقاباً، أن يتذكر الموت ويكون أمله في الحياة قصير.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعصمنا من الذلل، وأن يقينا من الوقوع في المعاصي والآثام، وأن يرحمنا برحمته، إنه وليُّ ذلك، والقادر عليه، والحمد لله.
وإلى لقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته