خمسة تقوي إيمانك بالله

  • الحلقة الثامنة عشر
  • 2016-03-16

خمسة تقوي إيمانك بالله

بسم الله الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، والصلاة والسلام على النبي العدنان وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، وإلى خمسة أمورٍ جديدة في قضايا الدين والدنيا والآخرة.
خمسةٌ تقوي إيمانك بالله تعالى من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان وفي الحديث الشريف:

{ إن الإيمان لَيَخْلَقُ في جوف أحدكم فجددوا إيمانكم }

(رواه الطبراني)


تدبر القرآن الكريم
خمسةٌ تجدِّد الإيمان بالله عز وجل، أولاً: تدبر القرآن الكريم، يقول تعالى:

وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ
(سورة الإسراء: الآية 82)

تدبر القرآن يعني فهمه
وتدبر القرآن يعني فهمه ثم أن تنظر إذا قرأت آية في كتاب الله فتقول: أين أنا من هذه الآية؟

{ ورد في مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في ليلةٍ من الليالي يردد آيةً في كتاب الله حتى أصبح }

أيةٌ واحدة

إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
(سورة المائدة: الآية 118)

{ عثمان رضي الله عنه كان يقول: لو طَهُرَتْ قلوبنا ما شبعت من كلام الله }

لأنه غذاءٌ للقلوب فإذا كانت القلوب طاهرةً نقيةً تقبلته ولم تشبع منه، طريقة الانتفاع بالقرآن الكريم لها قانون.

{ يقول ابن قيم رحمه الله: ملاك ذلك أمران أن تنقل قلبك من وطن الدنيا فتسكنه في وطن الآخرة }

ثم تقبل به كله (بكل قلبك) على معاني القرآن واستجلائها وتدبر وفهم ما يراد من كتاب الله.

ذكر الله و لزوم حِلَقِ الذكر
أي شيءٍ يذكرك بالله فهو ذكر
خمسةٌ تقوي إيمانك بالله تعالى، أولاً: تدبر القرآن العظيم، ثانياً: ذكر الله و لزوم حِلَقِ الذِكر، ذِكر الله مفهومه واسع أوله ذكر اللسان وهو أن تقول مثلاً: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لكن هناك ذكرٌ وهو القرآن الكريم، وهناك ذكرٌ وهو التفكر في خلق السماوات والأرض، وهناك ذكرٌ وهو مجلس العلم، فأي شيءٍ يذكرك بالله فهو ذكر وفي القرآن الكريم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا
(سورة الأحزاب:الآية 41)

فالأمر منصبٌ على الذِكر الكثير، يقول صلى الله عليه وسلم:

{ لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا حَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ }

(أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ)

وكان الصحابة الكرام يحرصون على الجلوس للذكر وكانوا يسمونه إيماناً، من ذلك:

{ قول معاذ رضي الله عنه لرجلٍ من أصحابه اجلس بنا نؤمن ساعةً }

(رواه البخاري)


الاستكثار من الأعمال الصالحة
خمسةُ تقوي إيمانك بالله تعالى، تدبر القرآن، الذكر، الاستكثار من الأعمال الصالحة وفي حديثٍ صحيحٍ:

{ سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه: مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ }

(رواه مسلم)


الإكثار من ذكر الموت
خمسةٌ تقوي إيمانك بالله تعالى، تدبر القرآن، لزوم حِلَقْ الذكر، الأعمال الصالحة، الإكثار من ذكر الموت، الإيمان يقوى بذكر الموت، يقول صلى الله عليه وسلم:

{ عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله ﷺ: أكثروا ذكر هاذم اللَّذات: الموت }

( رواه الترمذي، والنَّسائي)

المكثِر من ذكر الموت يكرم ب 3 أشياء
لأن تذكر الموت يردع عن المعاصي ويذكرها بمنازل الآخرة، ومما يذكر بالموت زيارة القبور، لأنه صلى الله عليه وسلم يقول:

{ كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلوب وتدمع العين وتذكر الآخرة }

(أخرجه مسلم)

ومن أكثر من ذكر الموت أُكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة وقناعة القلب ونشاط العبادة.

الدعاء
خمسةٌ تقوي إيمانك بالله تعالى: تدبر القرآن، لزوم حِلَقْ الذكر، الاستكثار من الأعمال الصالحة، الإكثار من ذكر الموت، أخيراً: الدعاء، دعاء الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم:

{ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الإيمان لَيَخْلَقُ (أي يبلى) في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم }

(رواه الطبراني)

إسألوا الله، فإذا قام الإنسان في ثلث الليل الأخير، وفي أوقات الإجابة وتحرَّى ساعة الجمعة المباركة أو ليلة القدر العظيمة أو ليالي العمر ونفحاته وما أكثرها وسأل الله أن يجدد الإيمان في قلبه وأن يقويه فهذا من أعظم الوسائل المعينة على زيادة الإيمان.
الدعاء من وسائل زيادة الإيمان
خمسةٌ تقوي إيمانك بالله تعالى: تدبر القرآن، لزوم حِلَقْ الذكر، الاستكثار من الأعمال الصالحة، الإكثار من ذكر الموت، والدعاء.
أسأل الله عز وجل أن يجدد الإيمان في قلوبنا وأن يزيدنا إيماناً وعلماً وعملاً متقبلا والحمد لله رب العالمين.
وإلى لقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته