شروط الانتفاع بالقران الكريم

  • الحلقة الثانية والعشرون
  • 2016-03-26

شروط الانتفاع بالقران الكريم

بسم الله الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ، والصلاة والسلام على النبي العدنان وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان ، إلى خمسةِ أمورٍ جديدة في قضايا الدين والدنيا والآخرة.

أولاً: الخوف من الله تعالى
خمسةُ شروطٍ للانتفاع بالقرآن الكريم ، أولاً: الخوف من الله تعالى ، قال تعالى:

فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ
(سورة ق: الآية 45)

في آيةٍ ثانية:

إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ
(سورة هود:الآية 103)

وفي أيةٍ ثالثة:

طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ
(سورة طه: الآية 1-2-3)

الخوف من الله تعالى
فالذي يخشى الله تعالى يتذكَّر بالقرآنِ وينتفعُ به ، قال تعالى:

وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ
(سورة الأنعام: الآية 51)

وفي الحديث الشريف:

{ من خاف أدلج أي سار في الظلمة ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة }

(رواه الترمذي)


ثانياً: حضور القلب
خمسةُ شروطٍ للانتفاع بالقرآن الكريم ، أولاً: الخوف من الله تعالى ، ثانياً: حضور القلب ، قال تعالى:

إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
(سورة ق: الآية 37)

القلب السليم
قال العلماء لمن كان له قلبٌ أي قلبٌ حي لأن كل الناس لهم قلوب ، ليست الحياة المادية وإنما الحياة المعنوية أي القلب القابل للتأثر أي أنه يستقبل إشعاعات الوحي المبارك ، هو القلب السليم من كل شهوةٍ لا ترضي الله ، هو القلب السليم من قبول خبر يتناقض مع وحي الله ، هو القلب السليم من أن يُحكِّم غير شرع الله في كل أموره.

ثالثاً : تفريغ النفس من شواغلها
خمسة شروط لتنتفع بكتاب الله تعالى ، أولاً: الخوف من الله ، ثانياً: حضور القلب وأنت تتلو كتاب الله ، ثالثاً: أن تفرِّغ النفس من شواغلها وأن تلبي حاجاتها المشروعة قبل البدء بقراءة القرآن ، قال تعالى:

إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا
(سورة الإسراء:الآية 78)

في الآية ملمحٌ مهمٌ فالإنسان حينما يستيقظ لصلاة الفجر يكون قد نسي هموم الأمس كاملةً وهذا من نعم الله على الإنسان فإذا بدأ نهاره بقراءة القرآن الكريم كان ذلك أدعى ليُقبل على القرآن ويفهمه ويتدبره وينتفع بقراءته.

رابعاً: التفاعل مع الآيات:
خمسةُ شروطٍ للانتفاع بالقرآن الكريم ، الخوف من الله ، حضور القلب ، تفريغ النفس من شواغلها ، رابعاً: التفاعل مع الآيات:
التفاعل مع الآيات
عن حذيفة رضي الله عنه يصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم قال:

{ كان يقرأ مسترسلاً لا يبطئ في قراءته ولا يسرع ، مسترسلاً ، إذا مر بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبح ، وإذا مر بسؤالٍ سأل ، وإذا مر بتعوذٍ تعوَّذ }

(صحيح مسلم)

يتفاعل صلى الله عليه وسلم مع الآيات.

خامساً : التعامل مع القرآن الكريم بشعور التلقي للتنفيذ الفوري
التعامل مع القرآن بشعور التلقي للتنفيذ
خمسةُ شروطٍ للانتفاع بالقرآن الكريم ، الخوف من الله ، حضور القلب ، تفريغ النفس من شواغلها ، التفاعل مع الآيات ، خامساً: التعامل مع القرآن الكريم بشعور التلقي للتنفيذ الفوري ومعنى التلقي للتنفيذ أنني سوف أسمع أمراً فأأتمرُ ، سوف أسمع نهياً فأتجه إلى تركه فوراً ، سوف أقرأ قصةً في القرآن وآخذ منها عبرةً ، سوف أقرأ آيةً كونيةً وأنظر فيها ، سوف أقرأ مشهداً من مشاهد الجنة فأسعى إلى الجنة ، سوف أسمع مشهداً من مشاهد النار فأفرُّ من النار بكل وسيلةٍ وسبيل ، عندما نتعامل مع القرآن بشعور التلقي للتنفيذ الفوري لا بشعور التبرُّكِ فحسب نكون قد انتفعنا بالقرآن الكريم.
خمسة شروط للانتفاع بالقرآن الكريم ، الخوف من الله ، حضور القلب ، تفريغ النفس من شواغلها وتلبية حاجاتها المشروعة ، التفاعل مع الآيات والتعامل مع القرآن الكريم بشعور التلقي للتنفيذ الفوري.
أسألُ الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بالقرآن الكريم وأن يجعله حجةً لنا لا حجةً علينا وأن يجعله لنا هدىً وشفاءً ورحمةً والحمد لله رب العالمين وإلى لقاءٍ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.