خمسةٌ لا يعلمها إلا الله

  • الحلقة الثامنة والعشرون
  • 2016-04-09

خمسةٌ لا يعلمها إلا الله

بسم الله الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، والصلاة والسلام على النبي العدنان وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، وإلى خمسة أمور جديدة في قضايا الدين والدنيا والآخرة.
خمسةٌ لا يعلمها إلا الله:

1. لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد

{ يقول صلى الله عليه وسلم: مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله، لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد }

(صحيح البخاري)

المستقبل غيب
المستقبل غيب لا أعلم ما سيكون، هل ستبقى الأمور على حالها أم تتغير هل سأبقى على صحتي أم ستتغير لا سمح الله ولا قدر، لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد، الآيات الواردة في هذا المعنى كثيرة منها:

وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ
(سورة آل عمران: الآية 179)

فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ
(سورة يونس: الآية 20)

وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ
(سورة الأنعام: الآية 59)

على الإنسان أن يستسلم لقضاء الله وقدره ما دام لا يعلم ما سيكون في غد.

التسليم لقضاء الله هو الموقف العملي في علم الغيب
خمسة أمور لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد، ما الموقف العملي؟ هو التسليم لقضاء الله وقدره ما دمت لا أعلم ما سيكون يجب أن أستسلم، الموقف العملي الأهم أن هناك ثلاث مصطلحات، هناك إنسان كاهن يدعي أنه يتنبأ بالمستقبل، وعندنا عراف يدعي أنه يعرف أمور معينة، وعندنا المنجم الذي يدعي التنبؤ بالمستقبل بناءً على حركة النجوم والأفلاك والأبراج، الموقف العملي لي:

{ من أتى كاهناً فسأله عن شيءٍ حجبت عنه التوبة أربعين ليلة فإن صدقه بما قال كفر }

(رواه الترمذي)

{ من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد برئ مما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم }

(رواه أبو داود)

{ من اقتبس باباً من النجوم لغير ما ذكر الله فقدِ اقتبسَ شعبةً منَ السحرِ، المنجِّمُ كاهنٌ، والكاهنُ ساحرٌ، والساحرُ كافرٌ }

(أخرجه أبو داود)

ملخص الحديث لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد وكل ما أخبر به من غيب هذا الكاهن أو العراف أو المنجم هو كذبٌ وإن حصل لأنه لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد.

2. لا يعلم أحدٌ ما يكون في الأرحام
ما يكون في الأرحام
خمسة أمور لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد، ولا يعلم أحدٌ ما يكون في الأرحام، بعض الناس يقولون: إننا بالتصوير نستطيع أن نصل إلى معرفة الجنين هل هو ذكر أم أنثى من قال لك أن الحديث يتحدث عن الذكورة والأنوثة فقط، ربنا عز وجل ما قال الله يعلم الذكر والأنثى فحسب، قال: ما يكون في الأرحام فالذي يكون في الرحم أمورٌ كثيرة صفاتٌ نفسيةٌ وجسديةٌ ومدة لبثه في رحم أمه وهل يستمر أو لا يستمر ولون عيونه وشعره ومستقبله وأيامه ورزقه وحياته كل هذا مما يكون في الأرحام ولا يعلم أحدٌ ما يكون في الأرحام.

3. لا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غداً
الرزق موكلٌ إلى الله تعالى
خمسة أمور لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد، ولا يعلم أحدٌ ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غداً، أمرُ الرزق موكلٌ إلى الله تعالى فإذا علم الإنسان أن رزقه بيد الله تعالى فإنه يسعى للرزق لكن لا يغش ولا يكذب ولا يحتال ولا يأخذ مال غيره بغير حق ولا يعطي بغير حق لأن الله قد تكفل له برزقه وهو الوحيد جل جلاله العالم ما يكون من رزق الإنسان، والمطلوب من الإنسان أن يسعى فقط، يقول هاشم الأصم:(علمت أن رزقي على الله تعالى وقد ضمنه فاشتغلت بعبادته وقطعت طمعي عما سواه وترفعت عن الشبهات والدنايا).

4. لا تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت
خمسة أمور لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد، ولا يعلم أحدٌ ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غداً، ولا تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت، المطلوب أن تعمل وتستعد للموت، قال تعالى:

وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
(سورة آل عمران: الآية 102)

أي كن في كل لحظةٍ مسلماً مستسلماً لله تعالى فإنك لا تدري في أي لحظةٍ تموت.

5. لا يدري أحدٌ متى يجيء المطر
المطر رزقٌ بيد الله
خمسة أمور لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد، ولا يعلم أحدٌ ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غداً، ولا تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت، وما يدري أحدٌ متى يجيء المطر، المطر رزقٌ بيد الله يسوقه كيف ما يشاء وفي الحديث:

{ صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الصُّبْحِ بِالحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ }

(صحيح البخاري)

مفاتيح الغيب خمسٌ لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد، ولا يعلم أحدٌ ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غداً، وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت، ما يدري أحدٌ متى يجيء المطر، وفي الآية الكريمة:

إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
(سورة لقمان: الآية 34)

إلى لقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.