محبة الله من خلال الحديث

  • الحلقة الثانية
  • 2016-02-08
  • عمان

محبة الله من خلال الحديث


خمسة أمور تكسب الإنسان محبة الله عز وجل :
بسم الله، الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، والصلاة والسلام على النبي العدنان، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
أيها الأخوة الكرام؛ أيتها الأخوات الكريمات؛ إلى لقاءٍ جديد ومع خمسة أمور جديدة في قضايا الدين والدنيا والآخرة.
خمسة أمور تُكسبك محبة الله تعالى من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

1 ـ الرفق :
أولاً: الرفق:

{ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ }

[رواه مسلم عن عائشة]

الرفق ضد العنف.

{ وما كان الرِّفْقَ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ، وَلا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلا شَانَهُ }

[رواه مسلم عن عائشة]

الرفق انعكاس لصلة الانسان بربه
والله تعالى من أسمائه الرفيق، يرفق بعباده، يرحمهم، يتلطف بهم، يُيَسِّر عليهم، والإنسان كلما أحسن صلته بالله تعالى كان رفيقاً، يرفق بأهله ، بأولاده، بزوجه، بطلابه، بعماله، وبموظفيه، خمسة أمور تكسبك محبة الله تعالى من خلال حديث رسول الله، أولاً: أن تكون رفيقاً.

2 ـ السماحة :
ثانياً: أن تكون سَمْحَاً في كل تعاملاتك:

{ إِنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ سَمحَ البَيعِ، سَمحَ الشِّرَاءِ، سَمحَ القَضَاءِ }

[رواه البخاري عن أبي هريرة]

يجب أن تكون سمحاً في بيعك و شرائك
السمح هو السهل، و السمح هو الجواد الذي يعفو عن حقه، ويتنازل عنه، ويجود به، هذا إنسانٌ سمح، إذا كنت بائعاً كن سمحاً في بيعك، أعط سعراً معقولاً، لا تناقش الزبون كثيراً، هذا سمح البيع، سمح الشراء إن كنت مشترياً فينبغي أن تكون سمحاً، لا تبالغ في المساومة في البيع والشراء.
سمح القضاء: أي إذا كان له حقٌ فهو سمحٌ في المُطالبةِ به، يطالب به برفقٍ، أو إن رأى المدين معسراً لا يستطيع الأداء ربما عفا عنه، وربما أجلَّه، ولم يلجئه إلى أن يقترض قرضاً ربوياً ليعطيه حقه، وإذا اقتضى أيضاً فهو سمحٌ، فإذا كان الحق عليه فإنه يعفو ويسامح، وربما تنازل عن حقوقه.
خمسة أمور تكسبك محبة الله تعالى من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أولاً: الرفق، ثانياً: السماحة.

3 ـ الجمال في الظاهر و الباطن :
ثالثاً: أن تكون جميلاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

{ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ }

[أخرجه الطبراني عن أبي أمامة]

إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ
الجمال يحبه الله تعالى، يحب جمال النفس والروح وجمال الظاهر، أي يُجمِّل الإنسان باطنه بتقوى الله تعالى، بالقلب السليم، بالطاعة، ويُجمِّل ظاهره باللباس النظيف الأنيق، وليس غالي الثمن، ولكن وفق ضوابط الشرع، و منهج الله تعالى.
خمسة أمور تكسبك محبة الله تعالى من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أولاً: كن رفيقاً، ثانياً: كن سَمْحَاً سهلاً، ثالثاً: كن جميلاً في باطنك وفي ظاهرك.

4 ـ الاتجاه إلى معالي الأمور و الابتعاد عن سفسافها ودنيئها :
رابعاً: أحب معالي الأمور لأنه صح في الحديث الشريف :

{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ وَأَشْرَافَهَا وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا }

[ أخرجه الطبراني عن حسين بن علي ]

يحب الله أن تكون ذا همة كبيرة عالية
يحب الله أن تكون ذا همة كبيرة عالية، أن تسعى لهداية الناس، أن تسعى لتربية أولادك، هذه معالي الأمور، أن تسعى لإتقان عبادتك، أن تسعى للإحسان إلى زوجك، وأهل بيتك، هذه هي معالي الأمور، عندما يكون همك عالياً تكون من محبي معالي الأمور، لكن حينما يبتعد الإنسانُ عن الله تعالى يهتم بسفساف الأمور، ويناقش الأمور التي لا تقدم ولا تؤخر، ويتابع الأحداث الوهمية، هذا إن لم يكن في الأمر معصية لله، فكيف إذا كان في معصية الله لا شك أنه من سفاسف الأمور ودنيئها.
خمسة أمور تكسبك محبة الله تعالى، أولاً: كن رفيقاً، ثانياً كن سمحاً سهلاً، ثالثاً: كن جميلاً في باطنك وظاهرك، رابعاً: اتجه إلى معالي الأمور و ابتعد عن سفسافها ودنيئها.

5 ـ أن تكون عبداً تقياً غنياً خفياً حفياً :
خامساً: كن عبداً تقياً غنياً خفياً، لأن الله تعالى كما صح في الحديث:

{ إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي }

[رواه مسلم عن عامر بن سعد]

العبد التقي هو الذي يأتي ما أمر الله به، ويجتنب ما نهى الله عنه، والعبد الغني ليس غني المال، وإنما غني النفس، لأنه صلى الله عليه وسلم يقول:

{ لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ }

[رواه البخاري عن أبي هريرة]

كثرة العرض: أي متاع الدنيا، ولكن الغنى غنى النفس، والعبد الخفي هو العبد المنقطع للعبادة، وفي روايةٍ أُخرى للحديث: (العبد التقي الغني الحفي) ليس الخفي الحفي، ما هو الحفي؟
الحفي هو الوَصُول لرحمه
هو الإنسان الذي يصل رحمه، ويحتفي بهم، يصل الأيتام والمساكين ويحتفي بهم، يمكن أن نقول الخفي بمعنى المنشغل بالعبادة، أو الحفي بمعنى الوَصُول لرحمه، اللطوف بهم، وبغيرهم من الضعفاء.
خمسة أمور تكسبك محبة الله تعالى من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أولاً: كن رفيقاً، ثانياً: كن سمحاً، ثالثاً: كن جميلاً في ظاهرك وباطنك، رابعاً: اتجه إلى معالي الأمور ودع عنك سفسافها ودنيئها، خامساً: كن عبداً تقياً غنياً خفياً حفياً.
إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته