خمسة ينبغي أن تفرح بها

  • الحلقة الخامسة
  • 2016-02-15

خمسة ينبغي أن تفرح بها


خمسة أمور ينبغي أن تفرح بها :
1 ـ الفرح بالوحي :
الفرح يجب أن ينضبط بمنهج الله
بسم الله، الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، والصلاة السلام على النبي العدنان وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان، إلى لقاءٍ جديد، ومع خمسة أمور جديدة في قضايا الدين والدنيا والآخرة، خمسةٌ ينبغي أن تفرح بها.
السعادة مطلبٌ لكل البشر، والفرح هو أحد مظاهر السعادة، وهذا الفرح يجب أن ينضبط بمنهج الله تعالى، خمسةٌ ينبغي أن تفرح بها: أولاً: الفرح بالوحي، أن تفرح بوحي الله تعالى كتاباً أو سنةً صحيحةً، لأن الله تعالى يقول:

وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ
[ سورة الرعد: 36 ]

وجاء في صحيح البخاري:

{ عن أَنس رضي الله عنه: أَنَّ أَعرابيًّا قَالَ لرسول اللَّه: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ رسولُ اللَّه: مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: حُبُّ اللَّهِ ورسولِهِ، قَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ }

موطن الشاهد هو قول أنس رضي الله عنه وهو راوي الحديث: فما فرحنا بشيءٍ، فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت، هذا هو الفرح بالوحي.

2 ـ الفرح بفضل الله ورحمته :
ثانياً: الفرح بفضل الله ورحمته، قال تعالى:

قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ
[سورة يونس: 58]

يفرح الإنسان بإسلامه
قال أبو سعيدٍ الخدري رضي الله عنه: فضل الله هو القرآن، ورحمته أن جعلنا من أهل القرآن، وقال بعضهم: فضل الله ورحمته الإسلام الذي هداكم الله إليه، والذي عليه جمهور المفسرين، وقاله ابن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: فضل الله هو الإسلام، ورحمته القرآن، يفرح الإنسان بإسلامه، ويفرح بإيمانه، ويفرح بقرآنه.

{ روت عائشة رضي الله عنها قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مرحباً بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسرّ إليها حديثاً فبكت فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتها عما قال فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم فسألتها فقالت: أسر إليّ أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي فبكيت، فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، أو نساء المؤمنين، فضحكت لذلك }

[رواه البخاري]

إذاً فاطمة رضي الله عنها ضحكت وفرحت بفضل الله تعالى أن جعلها من أهل الجنة، أو جعلها سيدة نساء أهل الجنة.

3 ـ الفرح بالتوبة :
خمسةٌ ينبغي أن تفرح بها أولاً: الفرح بالوحي، ثانياً: الفرح بفضل الله ورحمته، ثالثاً: الفرح بالتوبة:

{ يضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لفرحة ربنا جل جلاله بتوبة أحدنا،بدويٌ معه ناقته عليها زاده وطعامه وشرابه أخذته سِنةٌ من نوم ففتح عينه فلم يجد ناقته في صحراءٍ قاحلة لا نَبْتٌ فيها ولا ماء فأيقن بالهلاك،ثم إنه أوى وأخذته سِنةٌ من نوم فلما أفاق وجد ناقته أمامه، وعليها زاده وشرابه، فأخطأ من شدة الفرح، وقال: يا رب أنت عبدي وأنا ربك،يقول صلى الله عليه وسلم معلقاً على الحادثة: لله أفرح بتوبة عبده من هذا البدوي بناقته }

[رواه مسلم]

عندما تستشعر فرح الله بتوبتك تفرح بها
فإذا استشعر الإنسانُ أن الله تعالى يفرح بتوبته فينبغي أن يفرح هو بتوبته.

4 ـ الفرح بالنصر :
خمسةٌ ينبغي أن تفرح بها، الفرح بالوحي، وبفضل الله ورحمته، وبالتوبة، رابعاً: الفرح بالنصر، قال تعالى:

فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
[سورة الروم: 4-5]

فإذا شاءت حكمة الله تعالى أن يرينا نصراً مؤزراً للمؤمنين، أو نصراً جزئياً تشجيعياً، فمن شأن المؤمن أن يفرح بنصر الله، والإنسان ينتصر على نفسه وشهواته ثم ينتصر على عدوه في أرض المعركة، لأن المهزوم أمام نفسه لا يستطيع أن يواجه نملة.

5 ـ الفرح بالطاعة :
خمسةٌ ينبغي أن تفرح بها، أولاً: الفرح بالوحي، ثانياً: الفرح بفضل الله ورحمته، ثالثاً: الفرح بالتوبة، رابعاً: الفرح بالنصر، أخيراً: الفرح بالطاعة:

{ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا:إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ،وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ }

[رواه البخاري ومسلم]

الفرح بالطاعة مشروعٌ ومطلوبٌ
فالفرح بالطاعة مشروعٌ ومطلوبٌ، ونقيس على الصيام كل عبادةٍ وطاعةٍ لله، فإن المؤمن يفرح بها، فإذا لقي الله عز وجل يوم القيامة فرح بطاعته.
أسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم فرحة النظر إلى وجهه الكريم، إنه ولي ذلك، والقادر عليه.
إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته