• محاضرة في الأردن
  • 2023-10-02
  • عمان

الحب والاتباع

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً وعملاً متقبلاً يا رب العالمين، وبعد:


حاجة الإنسان إلى الحب:
الإنسان يشعر بحاجة أن يحب
أيها الكرام، الإنسان يشعر دائماً بحاجة إلى أن يُحِبّ أو أن يُحَبّ، أو يشعر بكليهما، وقد حدثني شيخنا الدكتور راتب ـ حفظه الله ـ أنه حضر حفلاً في ختام مسيرة رجل كبير من علماء النفس، فجُعل له حفل للتكريم في جامعة دمشق، فقام خطيباً، وافتتح كلمته بقوله: "كل من لا يشعر بحاجة إلى أن يُحِبّ أو أن يُحَبّ فليس من بني البشر" الإنسان يشعر بحاجة أن يحب، ويشعر بحاجة أن يحبه الناس، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة عن أساليب الحب، وكيف يحب العبد ربه، وبيّن أن الله تعالى:

{ إنَّ اللهَ تعالى إذا أحب عبدًا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فَأَحْبِبْهُ، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القَبُولُ في الأرضِ. }

(متفق عليه)

ويُكتَب له القبول، فبيّن هذه الحاجة في الإنسان، وهي حاجة الحب.

غذاء العقل والقلب والجسم:
فالإنسان عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك.
غذاء عقله العلم، المعلومات، يغذي عقله، الإنسان كلما جلس جلسات علم يشعر بغذاء لعقله، لفكره، بغض النظر عن أهمية السلوك، لكن لمجرد أن يتعلم أي علم مفيد يشعر بأنه غذّى عقله، فكره،
وغذاء القلب هو الحب، فالقلب إذا أحب كأنك غذيته.
وغذاء الجسم الطعام والشراب.

جعل الله علاقتنا معه مبنية على الحب:
المحب يكثر الحديث عن حبيبه
والمحب يكثر الحديث عن حبيبه، حتى إن المحب يبحث عن طريقة ليصطنع حديثاً ليذكر حبيبه، والله تعالى له الحب الأول والآخر، فهو الذي خلقنا، ورزقنا، وهدانا، وأعطانا، ثم ابتدأنا بالحب فقال:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)
(سورة المائدة)

فأحبنا قبل أن نحبه، وجعل العلاقة بينه وبين عباده مبنية على الحب، لا على الإكراه، فقال:

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256
(سورة البقرة )

ولو شاء أن يجعلها مبنية على الإكراه:

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ(99)
(سورة يونس)

لكن أراد أن يأتيه عباده حباً وطوعاً، أن يعبدوه حباً، حتى إن مَن عبد الله تعالى قسراً فإن فعله لا يُسمّى عبادة، وإنما العبادة هي الطاعة مع الحب، فإذا لم يطع فلم يعبد، وإذا لم يحب لم يعبد.

محبة رسول الله تأتي بعد محبة الله مباشرة:
وبعد محبة الله تعالى مباشرة تأتي محبة رسوله صلى الله عليه وسلم، قبل كل حب من البشر محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:

{ لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن وَلَدِه، ووالِدِه، والناس أجمعين. }

(متفق عليه)

أي الإيمان الكامل، الإيمان المتكامل الذي يريده الله (حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن وَلَدِه، ووالِدِه، والناس أجمعين) حتى إن سيدنا عمر كان في قمة الأدب والصراحة مع رسول الله، فلما قال له:

{ يا رَسُولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الآنَ يَا عُمَرُ. }

(صحيح البخاري)


المحبة والاتباع شيئان متكاملان:
المحبة تورث الاتباع
يعني الآن اكتمل إيمانك، والمحبة تورث الاتباع، فالمحبة والاتباع لا أجد أي سبب للمفاضلة بينهما كما نسمع في كثير من الكلمات؛ أن المحبة أولى أم الاتباع؟ هما شيئان متكاملان، لا ينفصل أحدهما عن الآخر، فالمحبة تورث الاتباع، والاتباع يورث المحبة، فكلٌّ منهما سبب ونتيجة، وكلٌّ منهما شرط لازم غير كافٍ لكمال الإيمان، فالذي يدّعي فقط الحب دون أن يبذل أي شيء في الاتباع فهذه المحبة ناقصة، لا أقول: جوفاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهذا الصحابي الكريم:

{ أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: ومَاذَا أعْدَدْتَ لَهَا. قَالَ: لا شيءَ، إلَّا أنِّي أُحِبُّ اللَّهَ ورَسوله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ. }

(صحيح البخاري)

فالحب شيء عظيم، لكن لا يكمل الحب إلا بالاتباع، ولا يجمل الاتباع إلا بالحب، فكلاهما مهمان، وكلاهما متكاملان، الحب والاتباع، المحب يكثر الحديث عن حبيبه، ونحن أحب الخلق إلينا بعد محبتنا لله تعالى، أحب الخلق إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤمنون يحبون رسول الله، فهو الأسوة، وهو القدوة:

لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا(21)
(سورة الأحزاب)


معنى الأسوة:
القدوة هي الشخصية التي ترجو أن تكونها
الأسوة أحبابنا الكرام؛ أنا أقول الأسوة هي أنت، هي مستقبلك، هي طموحك، فأنت عندما يكون أمامك شاب قدوته لاعب الكرة الفلاني الذي يتقاضى مبلغ كذا في الشهر، هذا قدوته، فهذا الشاب الذي أمامي هو هذا اللاعب، ما دام هو قدوته، فهو هو، يعني هذا سقفه، فمهما سعى فكل سقفه أن يصل إلى هذا اللاعب، ولن يصل، فهو في المحصلة بدل أن يصل إنسان إلى كمال قدوته، يحب أصحاب المال لكن قد لا يحصّل المال، لكنه وضع سقفاً له وهو تحصيل المال، يحب المغني الفلاني، الفنان الفلاني، فالقدوة هي أنت، هي مستقبلك، هي الشخصية التي ترجو أن تكونها.

أنواع الشخصيات:
لذلك قالوا: الإنسان شخصيات ثلاث:
شخصية يكونها: الوضع الراهن؛ أنا بلال لي شخصية أنا عليها، فيها الخير، وفيها الشر، فيها الإيجابيات، وفيها السلبيات، وأحاول دائماً أن أراجع نفسي لأتلافى السلبيات، وأعزز الإيجابيات، وكل منا له شخصيته بما هو عليه.
وهناك شخصية يكره أن يكونها: يعني تقول له: فلان بخيل، يقول لك: أنا أقبل كل شيء إلا البخل، أنا لا أحب البخيل، لا أستطيع أن أجلس معه، تقول له: فلان منافق، يا أخي كل شيء إلا أن يكون الإنسان ذو وجهين، يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، يا أخي فليتكلم بوجهي ولا يتكلم خلف ظهري، النفاق شخصية ممقوته، يكره أن يكون منافقاً، الكذاب، شخصية يكره المؤمن أن يكونها.
القدوة الحقيقية في الأصل هي الرسول الكريم
وهناك الشخصية التي يرجو أن يكونها: كلما ارتفعت هذه الشخصية وعظمت فأنت أعظم بارتفاع قدوتك، فلذلك الله تعالى ما أراد أن يكون لنا قدوة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن اقتفى بهديه فيما بعد ذلك، نحن لماذا نقول عن الصحابة قدوات لأبنائنا؟ لأنهم صاحبوا رسول الله، لماذا نقول سلف هذه الأمة قدوة لنا؟ لأنهم ساروا على نهج رسول الله، لماذا نقول العلماء العاملون قدوات لمجتمعاتنا؟ لأنهم ورثة الأنبياء، فالقدوة الحقيقية في الأصل هي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ بمعنى أن من لا يرجو الله، ولا يرجو اليوم الآخر لن يكون له في رسول الله أسوة حسنة، باختصار؛ لأن همومه مختلفة، هذه القدوة متعلقة بالله وباليوم الآخر، فإذا كان هو يرجو الدنيا فينبغي أن يبحث عن قدوات من أهل الدنيا، لكن إذا كان طموحه أن يصل إلى الله، وأن يصل إلى اليوم الآخر، وأن ينجو عند الوقوف بين يدي الله فقدوته رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أكثر الخلق وصولاً إلى الله، وأكثر الخلق رجاء لليوم الآخر، وأكثر الخلق ذكراً لله.
فإذا إنسان قال لك: مثلاً أريد أن أدخل كلية الطب، إذاً ينبغي أن يكون القدوة لك في ذلك طبيب، أما طموحي أن أدخل كلية الطب، لكن جعلت قدوتي مهندساً، فالقدوة تتناسب مع الهدف، فمن كان يرجو الله واليوم الآخر فقدوته رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أيها الكرام، الصحابة الكرام ضربوا أروع الأمثلة في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضربوا أروع الأمثلة في اتباعه.

أمثلة عن محبة الصحابة لرسول الله:
محبة خبيب بن عدي رضي الله عنه:
أما عن الحب؛ فهذا خبيب بن عدي رضي الله عنه الذي أخرجته قريش إلى ظاهر مكة في منطقة التنعيم المعروفة اليوم، الميقات المعروف، أخرجته إلى ظاهر مكة لتقتله، ووضعته على خشبة الصلب، وأرادت أن ترميه بالسهام والرماح، وأرادوا أن ينالوا من عزيمته، وأن يأخذوا منه كلمة واحدة تجعلهم ينتشون بانتصار موهوم، فقالوا له: أتحب أن محمداً مكانك وأنت ناجٍ؟ ولو قال لهم: أحب ذلك، لعله ينجو لما أخطأ شرعاً.

مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(106)
(سورة النحل)

لكنه ما أراد أن يأخذوا منه هذه الكلمة، وهو مستعد لملاقاة ربه، قال: "لا والله ما أحب أن أكون وادعاً آمناً في أهلي عندي عافية الدنيا ونعيمها وأن محمداً يوخز بشوكة" لم يقل أن يكون مكاني، شوكة، هذا حب.

محبة السميراء بنت قيس رضي الله عنها:
السميراء بنت قيس عقب غزوة أحد، وقد أُشيع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قُتِل جعلت تتفقد رسول الله في أرض المعركة، أين هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وتسعى، وفي طريقها يُنعَى إليها أبناؤها الذين استشهدوا في المعركة، وهي تقول: ما فعل رسول الله؟ فلما وصلت إليه وكحلت عيناها بمرآه، قالت: "يا رسول الله كل مصيبة بعدك جلل"، أي هينة ولا أبالي ما أصابني، هذا حب.

{ كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي دِينَارٍ فَقَدْ أُصِيبَ زَوْجُهَا وَأَخُوهَا يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمَّا نُعُوا لَهَا، قَالَتْ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: خَيْرًا يَا أُمَّ فُلَانٍ، فَقَالَتْ: أَرُونِيهِ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَأَشَارُوا لَهَا إِلَيْهِ حَتَّى إِذَا رَأَتْهُ قَالَتْ: كُلُّ مُصِيبَةٍ بَعْدَكَ جَلَلٌ. }

(أخرجه البيهقي في دلائل النبوة)


محبة سواد بن غزية رضي الله عنه:
سواد بن غزية والنبي صلى الله عليه وسلم يسوي الصفوف في معركة بدر بقدح كان في يده ويقول: "استوِ يا سواد" وينخزه بالقدح، بالعصا التي في يده، فيقول له: "أوجعتني يا رسول الله"، قال: "استقد"، قال: "والله بعثك بالحق والعدل أريد القوَد"، أريد أن آخذ حقي، أريد القصاص، فقال: "استقد يا سواد"، فكشف عن بطنه صلى الله عليه وسلم فأكبّ سواد على بطن النبي صلى الله عليه وسلم يقبلها، فقال: "ما حملك على ما فعلت يا سواد؟" قال: "قد حضر ما ترى يا رسول الله"، الحرب العودة منها احتمالها ضعيف، "قد حضر ما ترى يا رسول الله، فأردت أن يكون آخر العهد من الدنيا أن يمس جلدي جلدك"، هذا حب عظيم.

{ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية - حليف بني عدي بن النجار - وهو مستنتل من الصف، فطعن في بطنه بالقدح، وقال: استو يا سواد، فقال: يا رسول الله! أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل، فأقدني .قال: فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه، و قال :استقد قال: فاعتنقه فقبل بطنه، فقال ما حملك على هذا يا سواد؟ " قال: يا رسول الله! حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك! فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير. }

(أخرجه ابن إسحاق في سيرته)


محبة ربيعة رضي الله عنه:
الوَضوء هو الماء الذي يُتوضّأ به
ربيعة خادم وضوء النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان مهمته التي جعلها لنفسه أن يحضر وَضوء النبي صلى الله عليه وسلم، الوَضوء: هو الماء الذي يُتوضّأ به يسمى وَضوءاً بفتح الواو، الوُضوء: عملية الوضوء، الوَضوء: ماء الوضوء، فهو كان خادم رسول الله في وضوئه، يأتيه بماء الوَضوء ليتوضأ، فجاءه يوماً بماء الوضوء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سلني حاجة، النبي صلى الله عليه وسلم يكافئ حتى قال:

{ ما لِأَحدٍ عندَنَا يَدٌ إلَّا وقَدْ كافأناهُ، ما خلَا أبا بكرٍ، فإِنَّ لَهُ عِندنَا يَدًا يُكافِئُهُ اللهُ بِها يَومَ القيامَةِ، ومَا نفَعَنِي مَالُ أحَدٍ قَطُّ مَا نَفَعِني مالُ أبي بِكْرٍ، ولَوْ كنتُ متخِذًا خَلِيلًا، لاتخذْتُ أبا بكرٍ خلِيلًا، أَلَا وَإِنَّ صاحبَكُمْ خليلُ اللهِ. }

(صحيح الجامع)

أبو بكر لم يُكافَأ على يده، فقال: "سلني حاجتك"، يريد أن يكافئه، أريد بيت، أريد زوجة، اطلب، قال: "أسألك مرافقتك في الجنة"، ما الذي ذاقه من الحب هذا ربيعة حتى أراد ألا يكون الموت فاصلاً بينه وبين رسول الله، فأن يكون رسول الله في الفردوس الأعلى، وأن يكون هو في مرتبة أدنى، فقال: "أسألك مرافقتك في الجنة"، ما طلب لا بيت ولا دنيا ولا متاع، فقال النبي: "أوغير ذلك؟" خففها، قال: "هو ذاك يا رسول الله"، قال: "فأعني على نفسك بكثرة السجود". هذا الطلب الذي تطلبه بحاجة لعلامات، أنا وزير لله المثل الأعلى وزير التعليم العالي أقول لك: سلني حاجتك، فتقول لي: أنا أريد شيئاً من الدنيا واسطة عند الوزير الفلاني، أما دخّلني على كلية الطب، أعطني علامات التوجيهي، فقال له: "أعني على نفسك بكثرة السجود، هذا الطلب يحتاج منك إلى بذل، لا يوجد فيه محاباة، هذا بحاجة إلى بذل، أكثر من الصلاة حتى تكون معي في الجنة، هذا أيضاً من الحب.

{ كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ. قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ. }

(صحيح مسلم)


محبة سعد بن الربيع رضي الله عنه:
سعد بن الربيع رضي الله عنه بعد غزوة أحد النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رجل ينظر لنا سعد بن الربيع؟ ما وجده بين الناس، فقال رجل أنا يا رسول الله، قال: فاذهب، فوصل إليه فوجده يعاني سكرات الموت في أرض المعركة، قال: إن رسول الله يقرئك السلام، ويقول: كيف تجدك؟ أنت بين الأحياء أم الأموات؟ قال: بل بين الأموات، انتهت الدنيا، ولكن أقرئ رسول الله مني السلام، وقل لأصحابه: لا عذر لكم إن خُلِص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف، همه وهو على فراش الموت ألّا يصل الأعداء إلى رسول الله، هذا حب.

أمثلة عن الاتباع:
أما إذا تحدثت عن الاتباع فتتحدث عن صور مشرقة من زوايا أخرى.

اتباع ابن مسعود رضي الله عنه:
ابن مسعود رضي الله عنه يدخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب بالناس، فأشار إليهم اجلسوا، من الناس من هو واقف، عبد الله بن مسعود ما زال خارج المسجد فيسمع النبي يقول اجلسوا فيجلس في مكانه وهو خارج المسجد، وابن مسعود يعلم أن الخطاب ليس له، هو لمن داخل المسجد، هو لمّا يدخل، لكن ما أراد أن يسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلسوا ثم يبقى واقفاً، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تعال يا بن مسعود، ادخل".

اتباع الصحابة لرسول الله بخلع الخاتم:
كان يخطب على المنبر يوماً فنزع خاتمه وقال: "والله لا ألبسه أبداً"، فنزع الناس خواتمهم، طبعاً الخاتم من المباحات، كان النبي صلى الله عليه وسلم يختم الكتب التي تأتيه بالخاتم، الختم، فلما صنعوا له خاتماً نزع خاتمه، فبقي على الإباحة، لكن لما نزعه ظنوا أنهم ينبغي أن يقتدوا فوراً فنزعوا.

{ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اصْطَنَعَ خاتَمًا مِن ذَهَبٍ وكانَ يَلْبَسُهُ، فَيَجْعَلُ فَصَّهُ في باطِنِ كَفِّهِ، فَصَنَعَ النَّاسُ خَواتِيمَ، ثُمَّ إنَّه جَلَسَ علَى المِنْبَرِ فَنَزَعَهُ، فقالَ: إنِّي كُنْتُ ألْبَسُ هذا الخاتِمَ، وأَجْعَلُ فَصَّهُ مِن داخِلٍ فَرَمَى به ثُمَّ قالَ: واللَّهِ لا ألْبَسُهُ أبَدًا فَنَبَذَ النَّاسُ خَواتِيمَهُمْ. }

(صحيح البخاري)


اتباع الصحابة لرسول الله بخلع النعليين أثناء الصلاة:
جواز الصلاة بالنعال
كان يصلي بأصحابه فخلع نعليه في الصلاة ووضعهما عن يمينه أو عن شماله كما قال الراوي، ففعل الناس فعله، فلما قضى صلاته قال: "ما حملكم على ما فعلتم؟ قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا"، باختصار، قال: "إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما قذر، فإذا دخل أحدكم المسجد فليصلِّ بنعليه، فلينظر إن كان بهما قذر فليمسحه وليصلِّ"، الحكم لا زال كما هو جواز الصلاة بالنعال، أما الحالة التي صارت معي فهي حالة خاصة بوحي من الله تعالى.

{ بينَما رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ - يصلِّي بأصحابِهِ؛ إذ خلعَ نعلَيهِ، فوضعَهُما عن يسارِهِ، فلمَّا رأى ذلِكَ القومُ، ألقوا نعالَهُم، فلمَّا قَضى رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ صلاته قالَ: ما حملَكُم علَى إلقائِكُم نعالَكُم؟ قالوا: رأيناكَ ألقيتَ نعلَيك، فقالَ: إن جبريلَ أتاني فأخبرَني أنَّ فيهما قذَرًا، إذا جاءَ أحدُكُمُ المسجدَ، فلينظُر، فإن رأى في نعليهِ قذرًا، فليَمسحهُ، وليصلِّ فيهِما. }

(صحيح على شرط مسلم)


اتباع الصحابة لأمر رسول الله بتجمعهم مع بعضهم:
قال: لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج مع أصحابه كانوا يتفرقون، في الغزوة يمشي كل ثلاثة أو أربعة مع بعضهم، فقال صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن تفرقكم في هذه الأودية والشعاب إنما ذلكم من الشيطان"، لنبقَ كلنا مع بعض، قال الراوي: "فكان الناس يتجمع بعضهم إلى بعض حتى يُقال لو بُسط عليهم ثوب لعمّهم"، يعني يقتربون أكثر وأكثر تنفيذاً لأمر الله صلى الله عليه وسلم.

{ كان النَّاسُ إذا نزَلوا منزلًا تفرَّقوا في الشِّعابِ والأوديةِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ تفرُّقَكم في هذه الشِّعابِ والأوديةِ إنَّما ذلكم مِن الشَّيطانِ، قال: فلم ينزِلوا بعدُ منزلًا إلَّا انضمَّ بعضُهم إلى بعضٍ حتَّى لو بُسِط عليهم ثوبٌ لعمَّهم. }

(صحيح ابن حبان)


اتباع النساء لأمر رسول الله عند خروجهن من المسجد:
المرأة شأنها الستر
ولما خرج النساء والرجال من المسجد اختلط النساء بالرجال ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أيتها النساء، ليس لكنّ أن تحققن وسط الطريق، فالمرأة شأنها الستر، عليكن بحافات الطريق، اتركوا الطريق للرجال، وأنتن من يمين الطريق ومن يساره حتى لا يصير اختلاط على باب المسجد، قال: فكانت المرأة يعلق ثوبها بالجدار من شدة لصوقها به، يعني تحاول أن تنفذ الأمر أعلى تنفيذ.

{ استأخِرْنَ؛ فإنه ليس لكن أن تَحْقُقْنَ الطريقَ عليكن بحافَاتِ الطريقَ, فكانت المرأةُ تلتصقُ بالجدارِ حتى إن ثوبَها ليتعلَّقُ بالجدارِ من لصوقِها به. }

(صحيح أبي داوود)

فإن تحدثت عن المحبة فهذه صور المحبة، وإن تحدثت عن الاتباع فهذه صور الاتباع، ثم إن المؤمن بعد أن يقرأ هذه الصور المشرقة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه يستصغر نفسه أمام هذا الحب وهذا الاتباع، سيخطر في باله خاطر، لو كنا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو عشنا معه، لو تأملنا حاله، لو سمعنا من كلامه فيأتيه جبر الخاطر من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

{ مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ. }

(صحيح مسلم.)


طريق الحب والاتباع مستمر:
يقدّم ماله كله وأهله مقابل أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشوار الحب لم يتوقف، وانقطاع الرؤية البصرية لا يعني انقطاع الرؤية القلبية، والاتباع لم يتوقف، فقد حفظ الله تعالى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وحفظ سيرته، فما من رجل في التاريخ حُفظت سيرته وسنته كما حُفِظت سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، حتى إنك إذا شكّ الراوي في شيء وضع شكّه في الحديث كما قلنا قبل قليل، قال: "فوضع نعليه عن يمينه أو عن شماله"، فالأمران سيّان، لكن حتى يعطيك ما الذي حصل، حتى حُفِظت قصعته واسمها الغراء، وحفظ ناقته القصواء، وحُفظ تبسمه:

{ جاء يهوديٌّ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا محمدُ إنَّ اللهَ يُمسكُ السماواتِ على إصبعٍ والجبالَ على إصبعٍ والأرضينَ على إصبعٍ والخلائقَ على إصبعٍ ثم يقول أنا الملكُ قال فضحك النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتى بدت نواجذُه قال وَمَا قَدَرُوْا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ. }

(أخرجه الترمذي)

وحفظ ضحكه، وحُفظ غضبه يوم كان تنتفخ أوداجه أو يحمرّ وجهه صلى الله عليه وسلم.
الحب قائم والاتباع قائم
رواية تصويرية وكأنك تراه، حفظ الله هذه السنة بتفاصيلها حتى في بيت الخلاء، وحتى في فراش الزوجية، وحتى في تعامله مع الأعداء، ومع الأصدقاء وفي كل شيء، وفي سيرته من أجل أن يبقى الاتباع قائماً، فالحب قائم، والاتباع قائم.
ثم إنك تقرأ حديثاً يأخذ بألبابك أنت أيها المسلم الذي تعيش في آخر الزمان إن كان ذاك آخر الزمان، فتقرأ حديثاً كقوله صلى الله عليه وسلم: يجلس مع أصحابه وتخيل الموقف ويقول لهم فجأة: "وودت لو أنا رأينا إخواننا"، أحب أن أرى إخواني، قالوا: "نحن إخوانك يا رسول الله، أولسنا إخوانك؟ قال: لا، أنتم أصحابي" أنتم نلتم شرف الصحبة، أنتم أصحاب، "إخواني ناس يأتون من بعدي يود أحدهم لو رآني، قالوا: كيف تعرف من أمتك من لم يأتِ بعد يا رسول الله؟" كيف تعرفهم ولم يأتوا؟ قال: "أرأيتم لو أن لأحدكم خيلاً غراً محجلة بين خيل دُهم بُهم أكان يعرفها؟ قالوا: بلى يا رسول الله"، يعني عنده خيل غر أي في رأسها بياض، ومحجلة يعني ساقاها فيهما بياض خالط السواد، من أجود أنواع الخيول، والخيل الكثيرة دُهم بهم، يعني من أردأ أنواع الخيول، فهو عن بعد يعرف خيله من بين كل الخيول، "قالوا: بلى، قال: فإن أمتي ممن يأتون بعدي يأتون غرّاً محجلين من الوضوء".
الذي يداوم على الصلوات، يتوضأ يمسح رأسه، ويمسح كعبيه، ويسبغ الوضوء على المكاره غر محجل كالغر المحجلة فيعرفهم رسول الله عليه وسلم، "وإني فرطهم على الحوض"، أسبقهم إلى الحوض، مضيفكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو يهيئ الحوض وينتظر ليسقي الناس من حوضه صلى الله عليه وسلم، ثم يقول صلى الله عليه وسلم: "ليذادنّ أقوام عن الحوض أعرفهم فأقول: هلمّ هلمّ"، تعالوا إلى الحوض، "وهم يذادون"، يعني يبعدون، ممنوع أن يقتربوا من الحوض، "فأقول أمتي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً".

{ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتَى المَقْبُرَةَ، فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم دارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللَّهُ بكُمْ لاحِقُونَ، ودِدْتُ أنَّا قدْ رَأَيْنا إخْوانَنا قالوا: أوَلَسْنا إخْوانَكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أنتُمْ أصْحابِي وإخْوانُنا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ فقالوا: كيفَ تَعْرِفُ مَن لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِن أُمَّتِكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، فقالَ: أرَأَيْتَ لو أنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فإنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الوُضُوءِ، وأنا فَرَطُهُمْ علَى الحَوْضِ ألا لَيُذادَنَّ رِجالٌ عن حَوْضِي كما يُذادُ البَعِيرُ الضَّالُّ أُنادِيهِمْ ألا هَلُمَّ فيُقالُ: إنَّهُمْ قدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فأقُولُ سُحْقًا سُحْقًا. }

(صحيح مسلم)

هؤلاء من أمتك بالهوية، آخذ رقم مسلم فقط، خذ لكن لا يوجد أداء نهائياً، ترك الدين، وترك الصلاة، وترك الطاعة، وترك العبادة، وهمه مع الغرب، ومع الآخر، لكنه مسلم في الهوية، إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، غيروا وبدلوا وما بقوا على سنتك، ولا على نهجك، ولا على أخلاقك، ولا على حبك، ولا على اتباعك، تركوا، فأقول: سحقاً سحقاً.

محبة رسول الله واتباعه فرض:
فإذاً أيها الكرام، صحيح أننا لم يتح لنا أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أنا دائماً أقول: هناك من أتيح له أن يراه ولكنه كان أبا لهب وأبا جهل، فليس كل من رآه أسلم، لأن الإنسان بالنهاية مخير، ليست العبرة في الزمن الذي جئت به، لكن العبرة في الموقف الذي وقفته، فإذا كان موقفك هو محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعه فكن في أي زمن فأنت معه، وإذا كان موقف الآخرين عناداً واستكباراً وبعداً عن منهجه فكن في أي زمن شئت فأنت من أصحاب سحقاً سحقاً، نسأل الله السلامة.
فأيها الكرام، محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض، واتباعه فرض، ومحبته تحيي القلوب، وتنعش الأفئدة، وهو الذي خاطبه ربه فقال:

وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)
(سورة القلم)

فما أعظم أن نقتدي بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أعظم أن نكون على نهجه حتى نلقاه على الحوض إن شاء الله نشرب من يده شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.