• محاضرة في الأردن
  • 2024-01-15
  • عمان
  • الأردن

إرادة الله

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
أيها الإخوة الأحباب، ربنا جل جلاله له أسماء حسنى، وله صفات فضلى، والله تعالى نُسبّحه فنقول: سبحان الله! بمعنى أنه جل جلاله مُنزَّه عن كل نقص بأسمائه وأفعاله وصفاته، فالنقص من شأن المخلوق، والكمال لله تعالى وحده.

الإرادة من صفات الله تعالى:
من صفات الله تعالى أنه جل جلاله مريد، له إرادة جل جلاله، الله تعالى من صفاته الإرادة، فهو يريد جل جلاله، وقد خلق الإنسان وجعله صاحب إرادة، والله تعالى الواحد، وخلق الإنسان وجعل فيه صفات ينفرد بها، فمثلاً: لا تجد إنساناً في الأرض يشاركك في بصمة الإصبع أبداً، كل إنسان له بصمة، ولا في قُزَحية العين، ولا في الزمرة النسيجية، ولا في رائحة الجلد، ولا في ما يمكن أن نسميه كود السائل المنوي أبداً، فربنا جل جلاله فرد، ولأن الإنسان مُكرّم عنده، قال تعالى:

وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا(70)
(سورة الإسراء)

أعطاه بعض الصفات الني ينفرد بها عن غيره من المخلوقات، وربنا جل جلاله مريد، والإنسان له إرادة، لكن شتان بين إرادة الخالق وإرادة المخلوق، لكن الإنسان مريد يعني مختار، يعني يريد أن يفعل الشيء أو لا يريده، الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، الحيوان إرادته محددة جداً، لأنه لا يملك محاكمة، فكثيراً ما يُسيَّر، الإنسان هو المخلوق المُكلَّف الذي يختار، يريد أن يفعل فيفعل.

إرادة الإنسان متعلقة بالقدرة والأمكان:
ربنا جل جلاله من صفاته الإرادة كما أسلفنا، وجعل الإنسان صاحب إرادة، لكن الإرادة دائماً عند الإنسان تتعلق بالقدرة والإمكان؛ فأنا قد أريد أن أحمل حجراً يزن طناً كاملاً، لكنني لا أقدر على ذلك، فإرادتي متعلقة بالقدرة أولاً، ثم بالإمكان؛ فقد يريد الإنسان أحياناً أن يفعل شيئاً يقدر عليه، ولكن لا يمكنه أن يفعله، أو لا يفعله، فمثلاً: إذا كان لدى أب طفل رضيع يبلغ شهراً، وأزعجه بصوته هل يقدر أن يلقيه من النافذة ويتخلص منه؟ يستطيع، ولكن هل يمكن أن يفعل ذلك؟ لا يمكن؛ لأن الله أودع فيه حب ابنه، لا يستطيع أن يلقي به، إلا في حالات نادرة جداً -والعياذ بالله- فيها إجرام عالٍ.
فالأصل في الإنسان أن إرادته متعلقة بقدرته وبإمكان فعله، قد يريد أن يشتم شخصاً معيناً له مكانة كبيرة في المجتمع، يريد أن يفعل، أن يقف في ساحة عامة ويشتمه من شدة غيضه منه، لكن لا يمكنه أن يفعل ذلك، لأنه إن فعله اقتِيد إلى السجن فلا يفعل.

إرادة الله لا يحدها شيء:
إذاً إرادة الإنسان متعلقة بقدرته وبإمكانه، لكن إرادة الواحد الديان لا يحدها شيء، لأن الله على كل شيء قدير، من هنا قال تعالى:

فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ(16)
(سورة البروج)

أي هو جل جلاله يفعل الذي يريده، أما نحن لسنا فعّالين لما نريده، قد نفعل بعضه ولا نستطيع فعل بعضه، كل إنسان عنده طموحات استطاع أن يحقق منها جزءاً، وجزء كبير ما استطاعه، فنحن لا نفعل ما نريد، نريد لكننا غير متمكنين من فعل ما نريد دائماً.

أنواع إرادة الله تعالى:
وإرادة المولى جل جلاله لها نوعان:

أولاً- إرادة كونية قدرية:
إرادة كونية قدرية، وإرادة دينية شرعية، حتى نفهم الإرادة الإلهية تماماً، لأن ما يحيط بنا اليوم من الأحداث الجِسام والمآسي والنكبات يفتح الباب للحديث عن إرادة الله؛ هل يريد الله ما يحدث؟ طبعاً يريده، لا يقع في مُلْك الله ما لا يريده، فأنت تقصد أن ربنا عز وجل يريد أن يُقتَل الناس في غزة؟ طبعاً يريد، لأنه لو كان لا يريد لمَا وقع، هو ملِك جل جلاله وكل ما في الأرض ملكه، فإذا قلت وقع شيء بخلاف إرادته فهذا نقص كبير في التوحيد، ومعنى هذا أن هناك جهة أخرى تتحكم في الكون، يريد طبعاً، لكن ما كل ما يريده المولى جل جلاله يحبه، وما كل ما يريده يرضاه، وما كل ما يريده يأمر به.
معنى الإرادة الكونية القدرية أن كل شيء يحصل في الكون بإرادته، إرادة كونية قدرية فيكفر الكافر بإرادته ويؤمن المؤمن بإرادته، ويجرم المجرم بإرادته، ويُحسِن المحسن بإرادته، يريد جل جلاله أن يحصل ما يحصل، فلا يقع في ملكه شيء لا يريده هو، وإلا وقعنا في إشكال كبير.

أدلة على الإرادة الكونية القدرية في القرآن:
الآن ربنا عز وجل هذه الإرادة الكونية القدرية لها آيات في كتاب الله، مثلاً:

وَكَذَ لِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوًّا شَیَـٰطِینَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ یُوحِی بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٍ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورًاۚ وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا یَفۡتَرُونَ(112)
(سورة الأنعام)

معنى هذا أنه شاء أن يفعلوه.

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ(99)
(سورة يونس)

معنى هذا أن ربنا شاء ألا يؤمن كل الناس، فالمشيئة بينها وبين الإرادة فروقات بسيطة، والبعض قالوا أنهما مترادفتان عند الله، ففي اللغة يوجد فرق، لكن عند الله مشيئته وإرادته شيء واحد ﴿وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ﴾، ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾.

وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(13)
(سورة السجدة)

إذاً: هذه الآيات تدل أن الله عز وجل يشاء، يريد أشياء في مُلكه لا يرضاها ولا يحبها لكنه يشاؤها جل جلاله.

إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(7)
(سورة الزمر)

فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ(125)
(سورة الأنعام)

إذاً ربنا أحياناً يريد الضلال للإنسان، ﴿وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ﴾، يريد أن يضله، قال على لسان نوح عليه السلام:

وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ۚ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(34)
(سورة هود)

حسناً، الآن يقع الإشكال هنا، عند العوام يقع الإشكال في فهم هذه الإرادة، فكيف ربنا عز وجل يريد أن يقع في مُلكه شيء لا يحبه ولا يرضاه؟ فالاختيار لا يتحقق إلا إذا أراد المولى جل جلاله ذلك، فإذا ربنا عز وجل لا يوقِع في ملكه إلا ما يرضاه وما يحبه، ولا يريد إلا ما يكون فيه رضاه وما يكون وفق شريعته إذاً أصبحنا ملائكة، ولا يوجد جنة ولا نار، ولا يوجد حساب ولا عقاب، ولا تكريم، ولا تكليف، ولا دين، ولا أنبياء، ولا رسل.
إذا إنسان لم يفهم الإرادة الكونية القدرية، فهل من المعقول أن يريد الله؟ طبعاً معقول، إذا ربنا عز وجل أراد أن يمنع الإجرام في الأرض، فلا يوجد قاتل يقتل أبداً مباشرة يتوقف القتل في الأرض، فالقاتل الذي تريد نفسه أن تقتل كيف يتحقق اختياره؟ كيف يفعل ما يحاسبه الله تعالى عليه يوم القيامة؟ إذا ربنا قال له حاسبتك على نيتك وما كان في قلبك لكان للناس حجة عليه حاشاه جل جلاله، لا أحد له حجة على ربنا:

قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ(149)
(سورة الأنعام)

إذاً هذه الإرادة الكونية القدرية، بمعنى أن كل شيء في الوجود يقع بإرادته، كل شيء في الوجود بإرادة المولى جل جلاله، زلزال، الله أراده، حرب، الله أرادها، قصف، الله أراده، هل رضيه؟ لا والله ما رضيه، هل أمر به؟

وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(28)
(سورة الأعراف)

حاشاه أن يأمر جل جلاله بجرم أو بسرقة أو بقتل أو بنهب، حاشاه، لكن يريده أن يتحقق الاختيار.
إرادة ربنا المولى جل جلاله متعلقة بحكمته، له حكمة فيما يجري، فيريد الشيء جل جلاله ويوقِعه، وتتحقق حكمته منه بغض النظر عن الموقع ولو كان مجرماً، ثم يحاسب هذا الذي أوقع هذا الجرم.

حادثة الإفك والحكم المستفادة منها:
أوضح مثال حادثة الإفك؛ السيدة عائشة أمنا، أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها يتكلم الناس في عِرضها، ويتهمونها بالفاحشة مع صفوان عندما تأخر الجيش وعادت معه، وقد نسَوها ولم ينتبهوا إلى أنها ليست في الهَودج، وقع، لما وقع هذا الحدث يعني أن الله تعالى أراده، هل كان من الممكن ألا يقع؟ طبعاً، لأن كل شيء بمُلك الله ممكن، كان هناك مئة سبب لئلا يقع، لو حملوا الهودج وانتبهوا أنه خفيف لانتظروها، لو لم تُضِع عقدها فتذهب للبحث عنه فتتخلف عن الركب ما حصل، لو تخلّف مع صفوان عدة رجال معه ثلاثة أو أربعة لم يعد هناك تهمة لعدم وجود الخلوة، صار هناك أكثر من شاهد، فكان من الممكن بالمنطق أن تعدّ عشرة أسباب تمنع وقوع حادثة الإفك، لكن الله عز وجل أراد أن تقع حادثة الإفك، وتكلم الناس في عِرض عائشة رضي الله عنها، والمشهد مشهد شر وألم وانزعاج، ونحن لسنا بحالة في هذه المرحلة في الدعوة -كما قد نتوهم- إلى أن نضيف إلى الصف مشكلة جديدة، ونؤجج المشكلة، وبدأ المنافقون يلوكون الحديث، والبعض حمى لسانه، والبعض تكلم بما سمع، والبعض مشى بالأمر، وتنوع الناس وافترقوا أياماً وليالي، وليس هناك وحي ينزل يحل هذا الإشكال، ويبين براءة عائشة رضي الله عنها، ثم يقول المولى جل جلاله بعد أن برّأ عائشة رضي الله عنها:

إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ(11)
(سورة النور)

الواقع وقع، وإرادة الله أوقعته، والله لا يرضى عن أن يُتكلَّم عن عائشة رضي الله عنها، ولا يأمر بذلك حاشاه لكنه أراده فوقع ﴿لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ﴾، إذاً هو خير، ولكن أين الخير؟ تلمّس بعض الحكم، تلمّس ما شئت منها، تحب أن تحكي عن مكانة عائشة رضي الله عنها إلى يوم الدين تكلم، تحب أن تحكي عن المنافقين الذين تسللوا إلى داخل الصف المسلم وأراد الله عز وجل أن يفضحهم تكلم، تريد أن تتحدث عن إيمان كثير من الناس بأن ما يأتي إلى رسول الله هو وحي من الله وليس من عنده تكلم، لأنه لو كان من عنده لبرّأها بعد ساعة وما انتظر كل هذا الوقت، لكنه بشر وتجري عليه خصائص البشر، لكنه وحي من الله، فانتظر حتى جاءه الوحي، لا يوجد شخص باستطاعته تبرئة نفسه بعد دقيقة ويؤجلها شهراً، والناس تحكي وهو يسمع.
فإذا أردت أن تتكلم عن حِكَم ما يجري فهي كثيرة، وهذا ما نعلمه، وغاب عنا الكثير، قد يكون هناك حكم كثيرة نحن لم نفهمها، لكنها وقعت.
إذاً: "لكل واقع حكمة" كما قيل، كل شيء يقع في مُلك الله يقع بإرادة الله، وله حكمة من الله قد تظهر لنا، وقد تغيب عنا، وقد يظهر شيء منها، ويغيب شيء منها، لكن الله تعالى جل جلاله له في كل واقع حكمة، هذا ما نوقن به، فهذه إرادة الله الكونية أو القدرية.

ثانياً- إرادة الله الشرعية:
الإرادة الثانية هي الشرعية وهي ما يريده الله تعالى مني ومنك، هذه الإرادة الشرعية، فإذا صليت فقد حققت مراد الله الشرعي، وإذا صمت فقد حققت مراد الله الشرعي، وإذا امتنعت عن القتل والسرقة فقد حققت مراد الله الشرعي، فإرادة الله الشرعية أرادها الله أن تقع من بعض المُكلَّفين، وألا تقع من بعضهم الآخر، لكن إرادته الكونية القدرية واقعة دائماً، أما الشرعية؛ لأن الإنسان مُخيَّر فالبعض يفعل، والبعض لا يفعل:

قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ(30)
(سورة النور)

انتهى الأمر، لو بالإرادة الكونية يجعل الله الناس يغضون أبصارهم كان أي إنسان يطلق بصره بالحرام بعد ثلاث ثوان يصاب -والعياذ بالله- بالعمى، فيستقيم كل الناس خوفاً من العمى، لكن ربنا ما أراد ذلك، ربنا أراد كإرادة كونية قدرية أن يمشي الناس وأن يطلق البصر من يطلق، وأن يغض مَن يغض، ثم إرادته الشرعية أن تغض، فبطولتك أن تفعل ما يريده الله منك شرعاً، الكوني واقع بك حتماً، المرض ليس به أي سبب مني أحياناً، ولكن يأتي المرض -نسأل الله السلامة للجميع-، أحياناً يأتي الفقر، أحياناً الزلزال:

أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ(16)
(سورة الملك)

إرادة كونية قدرية لا علاقة لي بها، وأنا جالس الأرض تهتز تحتي، ولكن أنا أستطيع أن أقوم وأصلي عندما يؤذن المؤذن، وأستطيع أن أتابع نومي، فأنت ضمن إرادة الله الشرعية تتحرك كما تريد، وضمن إرادته الكونية والقدرية يحركك الله تعالى كما يريد، فأنت لا تشغل نفسك ولا أنا أشغل نفسي بإرادة الله الكونية والقدرية، لأن هذا عمل الله، والله يعرف عمله، جل جلاله يعلم ما كان وما لم يكن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، يعلم كل شيء جل جلاله، فيتصرف جل جلاله ويفعل ما يشاء، ﴿فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ﴾ فلا تشغل نفسك بتتبع الحِكم من إرادته القدرية الكونية، ستظهر لك وحدها، لا تركض وراءها، تظهر وحدها في الوقت الذي يريده الله، لكن اشغل نفسك دائماً بمعرفة هل حققت المراد الشرعي منك أم لم تحققه، إذا حققت المراد الشرعي فكل ما يفعله الله تعالى بك خير لك:

{ عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له. }

(صحيح مسلم)

أمرك كله خير لأنك مؤمن وحققت مراد الله الشرعي، فالآن إذا جاءك المرض فهو خير، وإذا كنت بصحة فهو خير، الفقر خير، والغنى خير، طبعاً؛ لأن المؤمن (إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له). فأنت عندما تحقق مراد الله الشرعي منك لا تشغل نفسك بعدها بما يريده الله تعالى بك، الذي يريده الله جل جلاله يفعله، بالعامية "لو بتصلح أو ما بتصلح" أحياناً الكلمات العامية تكون معبرة.
ربنا عز وجل يفعل ما يشاء جل جلاله، الناس اليوم يشغلون نفسهم بالإرادة الكونية والقدرية، لماذا؟ ما ذنبه هذا الشخص؟ والله أعرفه ملتزم ويصلي الفجر يومياً في المسجد، أنت لا علاقة لك بعباد الله، هذا شأن الله، أنت ما شأنك معه؟ شأنك أنك عبد طائع أم عاصٍ، هذا الذي ينبغي أن نشغل أنفسنا به يا كرام.

الله جل جلاله له القدرة المطلقة:
إذاً أيها الكرام، ما دام ربنا جل جلاله يريد ومريد جل جلاله وفعال لما يريد:

وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ(68)
(سورة القصص)

أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا(44)
(سورة فاطر)

فهو جل جلاله صاحب القدرة المطلقة، وما دام صاحب القدرة المطلقة إذاً من ضمن السنن الكونية والإرادة الكونية أنه جل جلاله يمكن أن يحسم المعركة في ثانية، بل في لحظة، حتى قال بعض العلم:

إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَىْءٍ إِذَآ أَرَدْنَٰهُ أَن نَّقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ(40)
(سورة النحل)

هذا فقط لتصل لك الفكرة، فالله عز وجل لا يحتاج كن، لا يحتاج إلى وقت، لكن حتى يوصل لك الفكرة، وأن الأمر كله بقوله كن ينتهي.

الأمة تخضع للتأديب التربوي:
فأمره بين الكاف والنون كما قال، فإذاً ربنا عز وجل يحسم المعركة في اللحظة التي يريدها، وفي الظرف الذي يريده، لكن ربنا عز وجل يؤدّبنا، نحن اليوم كأمة نخضع للتأديب التربوي، لقوله تعالى:

وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(21)
(سورة السجدة)

لأننا مطلوبون للرحمة الإلهية، هبْ أن طبيباً جاءه مريض يشكو من ألم بسيط في معدته، فلما فحصه تبيّن له أن الأمر يحتاج إلى حمية، فأعطاه قائمة من الطعام الممنوع، وقائمة من الطعام المسموح وقال له: إياك أن تخالف، تحتاج لحمية كاملة لمدة شهر، وسيكون الشفاء بعدها بإذن الله مع تناول بعض الأدوية، وهبْ أنه جاءه مريض آخر عنده مرض مزمن ليس له علاج، فسأله المريض الثاني: قل لي ماذا آكل؟ فقال له الطبيب: كل ما شئت، أيهما أفضل للمريض؛ أن يخضع للحمية أو أن يُفتَح له أبواب كل شيء؟ لا والله أن يخضع للحمية، فنحن مطلوبون لرحمة الله تعالى لذلك نحن في العناية المشددة، فكثرت مصائبنا، وهؤلاء المنحرفون حالهم يندرج ضمن قوله تعالى:

فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ(44)
(سورة الأنعام)

وما قال باب، ﴿كُلِّ شَيْءٍ﴾ وما قال شيء ﴿أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ﴾ فمن كان ضمن العناية الإلهية والتأديب التربوي خير له من أن يكون ضمن الإكرام الاستدراجي فيستدرجه الله تعالى استدراجاً إلى حتفه، فنحن ضمن هذه العناية، وربنا جل جلاله يوجهنا دائماً في القرآن الكريم إلى أن المصيبة إن وقعت لا ينبغي أن تتوجه سهام نقدك إلى الخارج، وإنما ينبغي أن تدير السهام وتحوّلها إلى داخلك، وهذا شأن العقلاء، وشأن النبيهين الذين يتنبّهون:

أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(165)
(سورة آل عمران)

في أحد، ﴿قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا﴾ في بدر، ﴿قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا﴾ ما قال الله تعالى قل هو من المجتمع الدولي، وما قال هو من تآمر الإمبريالية العالمية عليكم، ولا من الماسونية ولا من الصهيونية على عِظم تآمرهم، وعلى عظم عداوتهم، قال ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ﴾ فوجه سهام نقدهم إلى الداخل، ﴿هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ﴾ حينما لم تبنوا البناء الصحيح، ﴿هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ﴾ حينما لم تعدوا العدة، ﴿هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ﴾ حينما تركتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

{ والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ. }

(رواه الترمذي)


خيرية الأمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
فهذه الأمة خيريتها في أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فإذا تركت علة خيريتها فمصيبتها كبيرة.
إذاً ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ﴾، سهام النقد وجِّهها إلى الداخل، دائماً حتى مع أولادك ومن حولك طلابك علِّمهم هذه القاعدة: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ﴾، لا تقل فلان وفلان والظروف الخارجية، قل: أنا قصرت، طبعاً بحالات نادرة هناك ظروف خارجة عن إطار الإنسان، لكن بالعموم قال ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ﴾، ماذا فعل الصحابة الكرام في أحد؟ خالفوا أمراً تكتيكياً واحداً، ليس أمراً شرعياً، فهناك أمر شرعي وهناك أمر تكتيكي إداري، الأمر الشرعي كالصوم والصلاة، فهم لم يتركوا فرضاً من الفروض، ولم يتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكنهم تركوا أمراً إدارياً، إلا أنه أمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب الطاعة، لا تنزلوا من جبل الرماة إلا أنهم نزلوا، فعاتبهم المولى جل جلاله ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ انظر إلى تذييل الآية ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، فربنا عز وجل كان من الممكن أن تنزلوا عن جبل الرماة وألا ينتبه خالد بن الوليد لكم ولا يحدث الذي حدث وتنتهي المعركة؛ لأن الله قدير على حجب الرؤية عنه، لكن ربنا عز وجل أراد أن تسير المعركة وفق الإرادة الكونية حتى ينتبه ويعود ليلتف لتتعلموا درساً لن تنسوه أبداً بأن الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة.

أحداث غزة فيها ألم ممزوج بالأمل:
أحبابنا الكرام، اليوم الأحداث التي تجري في غزة الحبيبة، وفي فلسطين الغالية كما كنت أقول وما زالت أقول مؤلمة جداً ومؤمّلة جداً، فيها ألم وفيها أمل، وكنا نعيش الألم فقط، واليوم نعيش الألم مع الأمل فلله الحمد والمِنّة، وأحسب -ولا أزكيهم على الله- أن أهل غزة قد أعدّوا العُدّة الإيمانية، وأعدوا العدة القتالية، والله أعلم ولا نزكيهم على الله، ولكن هذا ما نلاحظه بأعيننا ونتكلم بما رأينا، وبما أثلج صدورنا من إيمانهم، وثباتهم، ورسوخهم، وصبرهم، ورباطهم...إلخ.
ونسأل الله أن يكون ذلك بادرة لنا جميعاً لنحيي الأمة، وأنا أرى ذلك، ولكن أريد أن نثبت عليه، وأن نحض عليه دائماً.

خريجو دار الأرقم:
أحبابنا الكرام، النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان في دار الأرقم كانوا بضع أو عشرة رجال، قلة قليلة من الرجال، دار الأرقم يا كرام خرّج الخلفاء؛ أبو بكر وعثمان وعلي رضي الله عنهم خرّيجو مدرسة دار الأرقم، بيت صغير على الصفا، مُطل على الكعبة، لا تكييف، ولا تدفئة، ولا تبريد، ولا براد، ولا فرن، ولا غاز، ولا ميكرويف، لا يوجد به شيء، بيت صغير من الطين واللِّبن على الصفا ومطل على الكعبة، خرّج الخلفاء، خرّج المُموّلين للدعوة؛ عبد الرحمن بن عوف خرّيج دار الأرقم، خرّج الشهداء؛ جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة، خرّج الصابرين المرابطين؛ عمار بن ياسر، وبلال الحبشي، وخباب بن الأرت، خرّج السفراء؛ مصعب بن عمير، معظم المبشرين بالجنة العشرة خرّيجو دار الأرقم، دار الأرقم مدرسة بسيطة جداً ومتواضعة جداً لكن كان فيها إحياء للأمة، تربية على الطاعة لله، على التفاني في خدمة دين الله عز وجل...إلخ

لا بد من توجيه سهام النقد لأنفسنا للعودة إلى ديننا:
اليوم نحن مليار ونصف مليار مسلم في الأرض، فنحن اليوم خُمس سكان الأرض تقريباً، ونحن اليوم أمة موجودة على الخريطة، فإذا فتحت الخريطة تجد أمة الإسلام فبلاد الإسلام كبيرة جداً سواء بلاد عربية أو غيرها من البلاد الإسلامية، فنحن على الخريطة موجودون، ولكننا في الواقع مُغيَّبون غائبون، فأنا لا أنكر دور أعدائنا عندما أقول نوجّه سهام النقد إلى الداخل، لا أعني أبداً أن العدو بريء -معاذ الله- بالعكس، هو حرص على تغييبنا، لكن العنصر الفعال والنقطة الخرجة ونقطة الصفر هي النقد الداخلي، فهذا مهما استجديته لن يفعل شيئاً فهو عدوك، هو لن يغير شيئاً، يقال: نناشد المجتمع الدولي، مجلس الأمن، متى تحرك المجتمع الدولي لنصرة قضية المسلمين في فلسطين أم في بورما، أم في أفغانستان، متى تحرك المجتمع الدولي؟ أصلاً ما هو تعريف المجتمع الدولي؟ هو عصابة تتحكم بأهل الأرض، نحن نناشد المجتمع الدولي والقوانين الدولية ومتى يتحرك الضمير الإنساني الغائب، هذا كلام لا معنى له، أنا لا أنكر أنه أحياناً قد يتحرك ضمير فئة أو جماعة، ونشكرهم ونشكر لهم ونثني عليهم، لكن أن نتعلق بهم، ونتعلق بمناشدتهم، وبالضمير، وبالإنسانية هذا كلام، اليوم وجّه سهام النقد إلى الداخل، ولْنَعد إلى ديننا، ولْنَعد إلى كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولنحيِ الأمة في داخلنا؛ لأن الأمة يا كرام تُفرِز دولة، لكن الدولة لم تفرز أمة في حياتها، راجعوا التاريخ، الأمة تفرز دولة، الأمة تفرز قيادة، هذه غزة أمامكم؛ صمودها أن أمة انتشر فيها حفظ القرآن كتاب الله، وتربت عليه، فأفرزت هذه الأمة قيادة قادت المعركة، أما أنت الآن جِئْ بعشرة رجال أطهار أبرار وضعهم على رأس الدولة وليس هناك أمة يكون لديك إشكال، وهذا واقع تاريخياً، وفي العصر الحديث، وفي الماضي، فالأمة هي التي تحيي القيادة، وليست القيادة التي تحيي الأمة على أهمية القيادة وعلى دورها، ولكن الأساس في الإحياء الأمة.
فأمة المليار ونصف المليار اليوم لعل الله عز وجل في هذه الأحداث الأخيرة نلاحظ وجود صحوة، وتنبّه لقضايانا أكثر، لكن لا نزال بحاجة أكثر لإحياء مفهوم الأمة في داخلنا، وكل إنسان يبدأ من بيته، من مكانه، من نفسه، من مملكته، بيتك مملكتك، نفسك مملكتك، عملك مملكتك، كل إنسان يرى الدائرة التي يستطيع أن يتحرك فيها، ويكون مساهماً في بناء الأمة لعل الله عز وجل يكتب النصر والتمكين لأمتنا، ونكون جميعاً إن شاء الله جنداً لهذا النصر، ولذاك التمكين، وإن لم نرَه فلعلنا نموت ونحن على الطريق، ويكفينا شرفاً أننا إذا رحلنا إلى الله رحلنا ونحن على الطريق لا خارج الطريق.
والحمد لله رب العالمين