فقه الأزمات
فقه الأزمات
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الغر الميامين أمناء دعوته وقادة ألويته وارض عنا وعنهم يارب العالمين.
سنن الله تعالى
أيها الإخوة الأحباب: عنوان لقائنا اليوم فقه الأزمات ، جرت سنّة الله في الكون ، وأقول سنّة ، كلمة سنّة في المصطلح القرآني تعني في المصطلح الوضعي الحديث (القانون) |
وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا(سورة الأحزاب: الآية 62)
وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا(سورة الإسراء: الآية 77)
التدافع بين الحق والباطل
|
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا(سورة طه: الآية 124)
الآن لو كان يسكن في أعظم قصر فعنده معيشة ضنك ، هناك ضيق في القلب ، هناك شيء مفقود في حياته لا يجد به أمناً لأنه مبتعد عن الله عز وجل (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ ) (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا) ما دام عنده شرك فعنده رعب ، هذه سنّة من سنن الله. |
سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ(سورة آل عمران: الآية 151)
وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ(سورة الحشر: الآية 2)
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً(سورة النحل: الآية 97)
الحياة تطيب بالإيمان
|
فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا(سورة فاطر: الآية 43)
ملك قال لوزيره: قل لي كلاماً إن كنت فرحاً أحزن وإن كنت حزيناً أفرح ، قال له: كلُّ حالٍ يزول، فإن كنت في حال فرح فسيزول وإن كنت في حال حزن فسيزول ، فإذاً من سنن الله أن الحياة فيها متناقضات ، فيها يسر وفيها عسر ، فيها هناءة وفيها ضيق ، فيها ضيق وفيها سعة ، فيها ساعات انقباض وفيها ساعات انفراج ، هذه سنّة من سنن الله تعالى في الأرض ، لكن من رحمة الله تعالى أن الحياة في النهاية سواءً في الدنيا أو في الآخرة تستقر للمؤمن على حالةٍ من الأمن النفسي ، وهذا الأمن النفسي يعوضه عن كل ما يجده من عسرٍ وضيق ، قال تعالى: |
فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ(سورة الأنعام: الآية 81-82)
اليسر والعسر في الحياة
فهذه سنّةٌ من سنن الله في الأرض أن الحياة لها جانبان: جانب فيه يسر وجانب فيه عسر ، جانب فيه فرج وجانب فيه ضيق إلخ ، وقد عبر القرآن الكريم عن هذا المعنى فقال تعالى: |
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(سورة الشرح: الآية 5-6)
العسر يأتي ويأتي معه اليسر
الملمح الثاني: أنّ الله تعالى كرر الآية مرتين فقال: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) ومعلومٌ في اللغة العربية أن هناك معرفة وهناك نكرة ، طالب نكرة ، الطالب معرفة ، كتاب نكرة ، الكتاب معرفة، فالعسر معرفة ، ويسر نكرة ، فإذا تكررت المعرفة فهي نفسها ، يعني إذا قلنا: العسر ، العسر ، العسر ، العسر ، فكلها تدل على عُسرٍ واحد ، أما إذا تكررت النكرة فكل واحدة مختلفة عن الأخرى يسر ، يسر ، يسر. |
فعبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى بكلام مقتضب فقال: |
{ لن يَغلِبَ عُسرٌ يُسرَينِ ، إنَّ مع العُسرِ يُسرًا ، إنَّ مع العُسرِ يُسرًا }
(أخرجه الحاكم والبيهقي)
لأنه عسر واحد ، العسر معرّف فهو واحد ، لن يغلب عسرٌ يسرين ، لأنّ الله ذكر اليسر مرتين ، لكن العسر ما دامت معرفة فهي مرة واحدة ، فعسرٌ مقابله يسرين ، هذان ملمحان في الآية. |
الابتلاء والتمكين
الامتحان يكون في حالة الشدة
|
لا بد من الابتلاء
|
وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا(سورة الأحزاب: الآية 10-11)
أي تحليل له مؤيد وله معارض
|
متى ابتلوا؟ عندما بلغت القلوب الحناجر وزاغت الأبصار وبدأ بعض الناس ضعيفو الإيمان يظنون بالله ظنّ السوء ، هذه في معركة الخندق يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسك بيده فأسه فيضرب الحجر فيقول: فتحت بلاد كسرى ، ويضرب الثاني فيقول: فتحت بلاد فارس ، فقال أحد الناس في المدينة لصاحبه : أيعدنا صاحبكم ، لم يعد يقول رسول الله قال صاحبكم ، أن تفتح علينا بلاد كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن أن يقضي حاجته ، لا يستطيع أن يدخل بأمان من أجل قضاء حاجته ويَعدنا بفتح بلاد كسرى وقيصر ، هنا: (زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) إذاً من سنة الله أنّ الامتحان لا يكون إلا عندما يبلغ الابتلاء مبلغاً عظيماً في النفوس فهنا يُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ. |
وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ(سورة آل عمران: الآية 141)
مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ(سورة آل عمران: الآية 179)
نفي الشأن
|
فقه الأزمات في الإسلام
إخواننا الكرام: فقه الأزمات في الإسلام له بنود . |
1. التماسك
البند الأول: عند الأزمة المؤمن متماسك لا يهلع ، المؤمن في الأزمات متماسك ، قال تعالى: |
إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا(سورة المعارج: الآية 19)
الإنسان في القرآن الكريم
(الْإِنسَانَ) هو الإنسان في أصل خَلقه
|
إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(سورة العصر: الآية 2)
يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ(سورة الانفطار: الآية 6)
خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ(سورة الأنبياء: الآية 37)
وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًاسورة النساء: الآية 28
إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا(سورة المعارج: الآية 19)
وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا(سورة الأحزاب: الآية 72)
كنصيحة لا يقل أحدٌ أنا أتمتع بإنسانية عالية بل ليقل أنا أتمتع بربانية (وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ) |
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ(سورة آل عمران: الآية 79)
أتمتع بالإيمان بإيمانية ، لأن الإنسان بأصل خلقه والله إن لم يتمتع بالإيمان ربما يقترف من الرزايا وربما يقترف من الوحشية ما لا يفعله الحيوان ، هذا واقع نراه بأعيننا ، فالإنسان في القرآن غير ممدوح ، الإنسان في القرآن هو مخلوق ظلوم ، جهول ، خاسر ، لكن لما اصطبغ بالإيمان (صِبْغَةَ اللَّهِ) |
صِبْغَةَ اللَّهِ(سورة البقرة: الآية 138)
خوف الإنسان في أصل خلقه
|
كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ(سورة العلق: الآية 6-7)
الهلع والجزع من صفات الإنسان
توقع المصيبة مصيبةٌ أكبر منها
|
إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ(سورة المعارج: الآية 19-20-21-22-23)
الإنسان يجزع إن أصابه سوء
|
الاتصال بالله أصل قوة المؤمن
الصلة بالله ينبغي أن تكون دائمة
|
وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ(سورة المعارج: من الآية 24 إلى الآية 33)
ثم ختم |
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ(سورة المعارج: الآية 34)
أكد مرة ثانية بالمحافظة والديمومة على الصلة بالله |
أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ(سورة المعارج: الآية 35)
الاتصال بالله أصل قوة الؤمن
|
{ عَنِ عبد الله بنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا حزَبَه أمرٌ ، قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ الحليمُ العظيمُ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ربُّ العرشِ الكريمِ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ رَبُّ العرشِ العظيمِ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ربُّ السَّمواتِ وربُّ الأرضِ ، وربُّ العرشِ الكريمِ ، ثم يدْعو }
(أخرجه البخاري ومسلم)
وفي الحديث الصحيح: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا حزبَهُ أمرٌ صلَّى) أو فزع إلى الصلاة) ، يعني فوراً يتجه إلى الصلاة النبي صلى الله عليه وسلم عندما يجد أمر يهمه أو يغمه على مستوى الفرد أو على مستوى الجماعة ، يعني قد يكون الهم هم أمة وقد يكون هم فردي بتجارته وقد يكون الهم هم عام. |
{ عن حذيفةَ قالَ: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا حزبَهُ أمرٌ صلَّى }
(صحيح أبي داود)
وفي الحديث الصحيح أيضاً الذي رواه أحمد في مسنده: |
{ عن أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: شَرُّ مَا فِي رَجُلٍ شُحٌّ هَالِعٌ وَجُبْنٌ خَالِعٌ }
(رواه أحمد في مسنده)
شح هالع يعني بخل محزن ، |
وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(سورة الحشر: الآية 9)
السعادة في العطاء
|
رزق الإنسان وأجله مكتوبان
الآن من أعظم الأحاديث الشريفة التي تطمئن المؤمن وتبعث في نفسه الأمل في الأزمات وفي المحن وفي الشدائد هو قوله صلى الله عليه وسلم: |
{ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي ، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها ، فاتَّقوا اللهَ ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ }
(أخرجه أبو نعيم في الحلية بسند صحيح)
الإنسان مخير
|
فهذا الحديث إخواننا الكرام؛ أصل في أن الإنسان قد كتب رزقه وأجله فيتقي الله في رزقه وفي أجله ولا يخاف لا من كورونا ولا من رزق متأخر ولا من انفلونزا لأنه كله بقدر وهذا لا يعني أبداً أنه لا يتخذ الأسباب ولا يبتعد عن مواطن العدوى ولا يعقم يديه ولا ، ولا ، لكن لا يهلع ولا يخاف إلى درجة تخرجه عن طوره لأن الأمور بيد الله لكنه عندما يتخذ الأسباب يتخذها تعبداً لله لأن الله أمره بها ، لكنه يعلم أن الفعل فعل الله عز وجل وأن هذه الأسباب لا تفعل فعلها إلا بأمره جل جلاله. |
فهذا إخواننا الكرام : أول ما يقال في فقه الأزمات هو التماسك وعدم الهلع ، قال تعالى: |
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ(سورة التوبة: الآية 51)
وما قال علينا ، انظروا إلى دقة الآية ، قال: (مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) فما يكتبه الله هو لك في محصلة الأمر ، فقد تجده مرضاً وهو في حقيقته رفعٌ للدرجة عند الله وقد تجده ضيقاً في الرزق وهو عملياً دفعٌ لك إلى باب الله ، وقد تجده نَقْصاً في الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وهو عملياً ثوابٌ عظيمٌ في الصبر على قضاء الله وقدره ، فأنت ما تراه بعينك شيء وهو في حقيقته شيء ، فقال تعالى: (مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) لأنه في محصلة الأمر لك وليس عليك ، قال: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). |
2. التحلي بالأمانة
الأزمات تظهر المعادن
|
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا(سورة النساء: الآية 58)
وجاءت الأمانات بصيغة الجمع ، فما قال: الأمانة وإنما قال: (الْأَمَانَاتِ) لأن الأمانات أنواع: فهناك أمانة الواجب ، هناك أمانة التبليغ ، وهناك أمانة النفس التي بين جنبيك ، نفسك أمانة هل حملتها على طاعة الله أم تركتها لشهواتها؟ أولادك أمانة ، زوجك أمانة ، عملك أمانة ، (أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا) ويقول صلى الله عليه وسلم: ألا إنه لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ، فالإيمان من الأمانة. |
{ عن أَنَسِ بْنِ مَالِك قَالَ مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ إِلاَّ قَالَ:لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ }
(أخرجه الإمام أحمد)
ومن أروع الأحاديث التي يستدل بها على وجوب الأمانة حتى مع من لم يكن أميناً معك هو قوله صلى الله عليه وسلم: |
{ أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ }
(رواه الترمذي)
يعني حتى لو أن إنساناً خانك ، طبعاً هذا موضوع فيه خلاف فقهي نرجئه إلى وقته ، لكن عموماً الأصل بالمؤمن أخلاقه العالية أنه لا يقابل الخيانة بخيانة ، يأخذ حقه لكن بغير طريق الخيانة. |
3. التراحم
ومن الأمور التي ينبغي أن ننتبه إليها ومن فقه الأزمات هو موضوع التراحم ، يقول صلى الله عليه وسلم: مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ لاَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ. |
{ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ لاَ يَرْحَمُهُ اللَّه }
(رواه البخاري ومسلم)
4. الإكثار من الصدقات
الصدقة في الأزمات
|
{ إن الصدقة لتطفىء غضب الرب }
(أخرجه الترمذي وحسنه)
5. التكافل والتعاون
التكافل والتعاون
|
{ وعن أَبي سعيدٍ الخُدريِّ قَالَ: بينَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إِذ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ ، فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَقَال رسولُ اللَّه ﷺ: مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ، وَمَن كانَ لَهُ فَضْلٌ مِن زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَن لا زَادَ لَهُ ، فَذَكَرَ مِن أَصْنَافِ المَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لا حَقَّ لأحدٍ مِنَّا في فَضْلٍ }
(رواه مسلم)