حقوق وواجبات الزوج والزوجة
حقوق وواجبات الزوج والزوجة
الحمد لله رب العالمين ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً متقبلاً يا رب العالمين.
الله بين الزوجين :
وبعد أيها الأخوة الكرام ؛ أيتها الأخوات الفاضلات ؛ اجتماعٌ مبارك ميمون إن شاء الله تعالى على طاعة الله ، وعلى رغبةٍ في إرضاء الله تعالى ، موضوع اللقاء: حقوق الزوج وحقوق الزوجة ، أو حقوق الزوجين من باب التغليب. |
الله بين الطرفين
|
العلاقة بين الزوجين تبنى على طاعة الله أو على معصيته :
ثانياً: هذه العلاقة بين الزوجين إما أن تبنى على طاعة الله ، وعندها يتولى الله في عليائه التوفيق بين الزوجين ، أو لا سمح الله ولا قدر تبنى على معصية الله فيتولى الشيطان التفريق بين الزوجين ، والله تعالى حينما رسم صورةً للعلاقة بين الزوجين عبر عن ذلك بمعنى عظيم ، قال: |
هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ(سورة البقرة: الآية 187)
الستر يساهم في نجاح العلاقة
|
وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ(سورة النساء: الآية 34)
لأنه لا ينبغي أن يَعْلَمَ الأولاد في البيت بوجود مشكلةٍ بين الأب والأم ، لذلك لم يقل: اهجروهن في البيوت ، بمعنى أن ينام هو في غرفة وهي في غرفة ، أو يذهب من البيت ليهجرها ، ينبغي أن يهجرها داخل الغرفة حتى لا يدري الأولاد بأن هناك خلافاً بين أمهم وأبيهم ، فما بال بعض الزوجات لمجرد خروج زوجها من البيت تفتح الهاتف لتحدّث أمها بمسيرة يومها مع زوجها وخلافها معه ، وما بال بعض الأزواج أيضاً يذهب إلى أمه ليقول لها: أنا غير مرتاحٍ في حياتي ، والحياة جحيم مع هذه الفتاة التي اخترتموها لي. |
الزواج ستر وجمال وقرب :
التجمُّل مطلوب من الطرفين
|
ضرورة الاستماع للزوجة
|
{ زَوْجِيَ العَشَنَّقُ ، إنْ أنْطِقْ أُطَلَّقْ وإنْ أسْكُتْ أُعَلَّقْ }
(أخرجه البخاري)
والقصة طويلة لو قرأتموها في الصحاح تحتاج شرحاً لنصف ساعة ، ثم تحدثه عن زوج اسمه أبو زرع ، وزوجة اسمها أم زرع ، وأبو زرع يحب أم زرع ، وأم زرع تحب أبا زرع ، وأبو زرع رجل كريم جداً ومعطاء ، ولكن في نهاية القصة قالت: إلا أنه طلقها ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول للسيدة عائشة: |
{ يا عائشةُ ! كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ }
(أخرجه البخاري)
هذا القرب ، تحكي له قصة افتراضية ، يسمعها ويعلق عليها ، يسابقها وتسابقه ، قالت: سبقته فلما ركبني اللحم سبقني ، أي كبرت فأصبحت أسمن مما هي عليه ، قالت: سبقني، فقال: يا عائشة هذه بتلك ، أي واحدة بواحدة ، يؤانسها. |
{ عن عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها أنَّها كانَت معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في سفَرٍ قالت: فسابقتُهُ فسبقتُهُ على رجليَّ ، فلمَّا حَملتُ اللَّحمَ سابقتُهُ فسبقَني فقالَ: هذِهِ بتلكَ السَّبقةِ }
(أخرجه أبو داود بسند صحيح)
اللباس موائمة ومناسبة :
المواءمة بين الزوجين
|
قاعدتان مهمتان تتعلقان بالمرأة والرجل معاً :
أدِّ ماعليك قبل أن تطلب ما لك
|
القاعدة الثانية: قابل الإحسان بإحسان ، وأسرع بأداء واجباتك دون نقصان ، أي إن وجدت من زوجتك مبادرة لأداء واجبٍ من واجباتها فأسرع فوراً إلى إحسانٍ مقابل ، وأنتِ إن رأيت من زوجك اتجاهاً لإكرامكِ فقابليه فوراً بالإحسان. |
المؤمن يبني حياته على العطاء
|
وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ
يؤكد الله تعالى في هذه الآية ألا يظن بعض الرجال أنه مطلوبٌ من الزوجة أمور وليس مطلوباً من الرجل مثلها ، فربنا عز وجل عبّر في القرآن الكريم قال: (وَلَهُنَّ) أي وللنساء ، (مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ) كما أن عليها واجب طاعتك ، وكما أن عليها واجب حفظك ، وحفظ بيتك ومالك كما سيأتي ، فإن لها أيضاً حقوقاً ينبغي أن تؤديها ، (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) أي بما تعارف عليه الناس. |
حقوق الزوجة :
1 ـ النفقة عليها بمعروف :
أول حق من حقوق الزوجة النفقة ، قال تعالى: |
لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا(سورة الطلاق: الآية 7)
النفقة على الزوج
|
أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ(سورة الطلاق: الآية 6)
(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ) مما تجدون (وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ) يقول صلى الله عليه وسلم: |
{ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - جهّزت به جيشاً ليغزو في سبيل الله - وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ - أعتقت فيه رقبة عبد من العبيد - وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ }
(صحيح مسلم)
فتصوروا أعظم دينار تنفقه هو الذي على أهل بيتك. |
اكفِ بيتك أولاً
|
إذاً الحد الأول أو النفقة الأولى أو الحق الأول هو النفقة بما يكفي بالمعروف. |
على المرأة ألا تأخذ من مال زوجها بغير إذنه إلا إن قصّر في الحاجات الأساسية :
امرأة تقول: هل يحق لي أن آخذ من مال زوجي بغير إذنه؟ النفقة واجبة عليه ، فهو ترك أمواله في الخزانة فأنا أسحب وآخذ من غير إذنه، الجواب: لا ، وإن كانت النفقة واجبةً عليه فلا يجوز أن تأخذي من ماله بغير إذنه ، إلا إن قصّر في الحاجات الأساسية من طعامٍ وشرابٍ وكساءٍ ودواء ، أي لا يأتي بطعامٍ إلى البيت ، هناك حالات نادرة موجودة بمجتمعنا مع الأسف، زوج بخيل جداً لا يأتي بالطعام والشراب ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لزوجة أبي سفيان: خُذي ما يَكفيكِ وولدَكِ بالمعروفِ ، أي شيء بسيط فقط من أجل أن تأكلي وتشربي ، لأنه ليس من المعقول المرأة تجوع وزوجها لا يطعمها: |
{ تَروِي عَائِشَةُ رضِي اللهُ عنها: جاءت هندٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم ، فقالت: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ شحيحٌ ، لا يعطيني ما يَكفيني وولَدي ، إلَّا ما أخذتُ من مالِهِ ، وَهوَ لا يعلَمُ ، فقال: خُذي ما يَكفيكِ وولدَكِ بالمعروفِ }
(أخرجه البخاري)
التقصير في الحاجات الأساسية
|
2 ـ حسن العشرة :
الحق الثاني من حقوق الزوجة هو حسن العشرة ، لقوله تعالى: |
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
قال المفسرون: معاشرة المرأة بالمعروف لا تعني أن تُلحق الخير بها فقط ، ولكنها تعني أن تحتمل الأذى منها إن وجد ، هذا أعظم نوع من أنواع المعاشرة بالمعروف ، أن يأتي أذى من طرف ثم أنت ترده بالخير (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ). |
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: |
{ خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي }
(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ)
امتحان الرجل في بيته
|
{ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ }
(أخرجه أحمد والتِّرْمِذِيّ)
والنبي صلى الله عليه وسلم كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ" أي يساعد أهله في البيت ، في البيت يوجد أشياء تحتاج إلى ترتيب ، ممكن أن ترتب هذه الأشياء ، فالرجل لا ينقص قدره إن كان في مهنة أهله ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكون في مهنة أهله: |
{ عَنِ الأَسْوَدِ ، قَالَ: " سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ " }
(رواه البخاري)
أي إذا كان هناك ضغط في البيت ، وضغط عمل ، والأولاد يشاغبون ، فيمكن هو أن يساعدها في قضايا معينة لا يمنع ذلك ، هذه من المعاشرة بالمعروف ، كان صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله ، يساعدهم. |
صور المعاشرة الحسنة :
السماح للزوجة بالتعبير عن رأيها
ذات يوم وقفت زوجة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتراجعه ، أي تناقشه بقضية فأنكر عليها عمر ذلك ، فقالت: ولم تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه؟ والحديث في صحيح البخاري ، أحياناً بعض الرجال ينكر أن تقول له زوجته شيئاً ، طبعاً يكون الحديث بلطف وبحكمة ، ولو كانت بهذا الشكل كان أفضل ، بعض الرجال يأنف من ذلك يقول: أنا رجل البيت ، وكلمتي هي النافذة ، ولا أسمح لأحد أن يتدخل في قيادة البيت ، لا ، هي أقرب شيء للبيت ، ربما تعطيك فكرة غائبة عنك ، لا مانع ، هذا لا يعني انتقاصاً من قدرك ، ومن قوامتك ، أنت قوام البيت ، وأنت القائم على شؤونه ، ولكن من قوامتك على البيت أن تسمع رأي الآخرين ، وأحياناً الإنسان يستفيد بمعلومة من أصغر إنسان ، من طفل أحياناً ، يستفيد من معلومة قد تغيب عنه. |
النبي صلى الله عليه وسلم لما طلب من الصحابة أن يتحللوا من العمرة بعد صلح الحديبية ، الصحابة الكرام وجدوا في أنفسهم ، تضايقوا أن يتحللوا ولما يدخلوا ويعتمروا ، فلما وجدوا في أنفسهم لم يستجيبوا للأمر لأنهم غابوا عن الواقع قليلاً ، وهم يفكرون فيما حصل لهم ، فالنبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سلمة وذكر لها ما لقي من الناس ، في رواية قال: هلك الناس آمرهم فلا يستجيبون ، أي عدم طاعة رسول الله مصيبة كبرى ، قلت: تحللوا لا يتحللون ، فقالت له أم سلمة: يا رسول الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم حتى تنحر بدنك ، أي اخرج وانحر وتحلل أنت ، وتدعو حالقك فيحلقك فخرج ولم يكلم أحداً حتى فعل ذلك، فلما رأى الصحابة الكرام ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم زال عنهم الذهول ، وأحسوا بخطر المعصية ، فقاموا ينحرون هديهم ويحلق بعضهم بعضاً ، وكان كل ذلك بفضل مشورة امرأة. |
{ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحَابِهِ: قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا ، قالَ: فَوَاللَّهِ ما قَامَ منهمْ رَجُلٌ حتَّى قالَ ذلكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ منهمْ أحَدٌ دَخَلَ علَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فَذَكَرَ لَهَا ما لَقِيَ مِنَ النَّاسِ ، فَقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ ، أتُحِبُّ ذلكَ ، اخْرُجْ ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ كَلِمَةً ، حتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ ، وتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ حتَّى فَعَلَ ذلكَ نَحَرَ بُدْنَهُ ، ودَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذلكَ قَامُوا ، فَنَحَرُوا وجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا }
(صحيح البخاري)
من حسن العشرة بين الزوجين
|
البسمة تصنع شيئاً كثيراً
|
{ النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ }
(رواه أبو داود)
ما قال: فليحبس ذلك في داخله ، قال: "فَلْيُخْبِرْهُ" ، قل له: إني أحبك. |
وعندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم وأمام جمعٍ من الرجال من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة. |
{ يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ أحبُّ إليكَ؟ قالَ عائشةُ ، قيلَ مِنَ الرِّجالِ؟ قالَ: أبوها }
(أخرجه ابن ماجة بسند صحيح)
لم يأنف أن يقول أمام الناس إنه يحب زوجته ، من العظيم أن تحب زوجتك لأن المنحرفين يحبون غير زوجاتهم ، فأنت شيء جميل أن تقول: إني أحب زوجتي. |
فقال في حديثٍ آخر عن خديجة رضي الله عنها: " رزقت حبها ". يشكر الله على نعمة الحب ، فعدم التعبير عن المشاعر ، لا ببسمة ، لا بملاطفة ، لا بكلمة ، هذا أمر ليس من حسن العشرة ، ومع الزمن يُنشِئ نفوراً بين الطرفين ، لا تعود الأيام قادرة على الالتئام بينهما ، لذلك حاول دائماً بين الفينة والأخرى أن تعبر عن محبتك لزوجك ، وبعد حين عندما يرزقك الله أولاداً عبّر لهم عن المحبة ، قل له: يا بني أنا أحبك ، قبّله: |
{ قال بعض جُفاة الأعراب حين رأى النَّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقبِّلون أولادهم الصِّغار ، فقال ذلك الأعرابي: إنَّ لي عشرة مِن الولد ما قبَّلت واحدًا منهم ، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَوَ أَمْلِك لك شيئًا أن نزع الله مِن قلبك الرَّحمة؟" }
(رواه البخاري ومسلم)
الحرمان من الحب
|
3 ـ التحصين :
الشهوة مثل المنشار
|
4 ـ المهر :
المهر دين من الدرجة الممتازة
|
حقوق الزوج :
1 ـ حق القوامة :
الآن ننتقل إلى حقوق الزوج، الآية الأولى في هذا الموضوع قال تعالى: |
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ(سورة النساء: الآية 34)
القوامة للرجل هي تكليف
|
التفضيل لا يقتضي الأفضلية
|
{ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ }
(رواه الإمام أحمد بسند صحيح)
والله أنا أغبط النساء على أنهن بواجبات القليلة تفتح لهن أبواب الجنة ، وعلى أن الرجل بمعاملاته المالية ، وما عليه من واجبات ، وبيوع ، ومعاملات ، ورِبا ، ويقع في الحرام ، ويذهب إلى عمله ، ويخالط كثيراً من الناس ، أي مجال دخول الجنة عنده أضيق بكثير من المرأة ، النبي صلى الله عليه وسلم يحدد بأمور بسيطة: |
{ إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ }
ويقول صلى الله عليه وسلم: |
{ أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتِ الْجَنَّةَ }
(رواه الترمذي)
أخواتنا الكريمات ، إخواننا الكرام؛ مما يذكر أن امرأةً جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، انظروا إلى هذه المرأة الجريئة في الحق ، كيف النبي صلى الله عليه وسلم يسمعها، قالت: يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك- أنا أتيت باسم مجموعة من النساء- أتيت أخطب خطبة ، قالت: هذا الجهاد كتبه الله على الرجال ، فإن يصيبوا أجروا ، وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون ، ونحن معشر النساء نقوم عليهم- أي نحن نقوم على البيوت ، ونطبخ ، وننظف ، ونربي الأولاد- فما لنا من ذلك ؟ قال صلى الله عليه وسلم: أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج والاعتراف بحقه يعدل ذلك ، أي هذا جهاد في سبيل الله ، فهذه ميزة أعطيت للمرأة بخلاف الرجل ، أنها بالقيام على بيت زوجها تأخذ أجر الجهاد في سبيل الله تعالى. |
{ جَاءَت امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم فَقَالَتْ: يَا رَسولَ اللهِ إِنِّي وَافِدَةُ النِّسَاءِ إِلَيْكَ هَذَا الْجِهَادُ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى الرِّجَالِ فَإِنْ نَصِبُوا أُجِرُوا ، وَإن قُتِلُوا كَانُوا أَحْيَاءً عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ وَنَحْنُ مَعَاشِرَ النِّسَاءِ نَقُومُ عَلَيْهِمْ فَمَا لَنَا مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم: ( أَبْلِغِي مَنْ لَقِيتِ مِنَ النِّسَاءِ أَنَّ طَاعَةَ الزَّوْجِ وَاعْتِرَافًا بِحَقِّهِ يَعْدِلُ ذَلِكَ وَقَلِيلٌ مِنْكُنَّ مَنْ يَفْعَلُهُ }
(أخرجه البزار)
2 ـ التحصين :
الحق الثاني من حقوق الزوج على زوجته أن تحصنه ، قلنا في البداية: يحصن زوجته ، هنا تحصن زوجها ، وهنا أيضاً مهم جداً كما قلت في الفقرة السابقة ، لكن هنا حديثٌ يؤيد الموضوع: |
{ عن أبي هريرةَ قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه: إِذَا دعَا الرَّجُلُ امْرأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فلَمْ تَأْتِهِ فَبَات غَضْبانَ عَلَيْهَا؛ لَعَنتهَا الملائكَةُ حَتَّى تُصْبحَ }
(متفقٌ عَلَيهِ)
ما لم يكن هناك عذر شرعي يمنع فليس لها ألا تجيبه. |
النظر الحرام مرفوض
|
3 ـ التزين له :
التزين والتطيب
|
4 ـ الاستئذان :
من حقوق الزوج على زوجته الاستئذان ، أن تستأذنه ، يذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالاً لذلك: |
{ لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ- أي النفل فقط انتبهوا- وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ ، وما أنْفَقَتْ مِن نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ }
(صحيح البخاري)
أي هو قال لك: هناك جارة لا تدخليها إلى البيت ، انتهى ، هو لا يحب أن يدخل فلان إلى بيته ، لا تدخلي إلى بيتك فلاناً ، ونقول للزوج أحياناً: هناك بعض الأزواج يقسون في ممارسة هذا الحق فيمنعها بأن تزورها أختها مثلاً لغير عذر ، هذا لا يجوز أيضاً ، لكن لو أن جارة من الجارات ، أو امرأة ، أو صديقة ، هو لم يحبها ، ووجد أنها تفسد عليه بيته ، ينبغي أن تطيعه ولا تدخلها ، ولا تدخل في بيته إلا من يريد. |
5 ـ حفظ عرضه وماله :
حفظ العرض في البيت
|
6 ـ الاعتراف بفضله :
حق الاعتراف بالفضل
|
{ عَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: َأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ، قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (بِكُفْرِهِنَّ) قِيلَ : يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ، قَالَ: (يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ }
(رواه البخاري)
يوم من الأيام جاء متعباً ، وخرجت منه كلمة لا تقولي له: أنا لم أرَ منك يوماً جميلاً ، أيام جميلة ، أيام حلوة وجميلة جداً لكن الآن هو غاضب ، اصبري ، لذلك ينبغي أن تعترف المرأة بفضل زوجها. |
7 ـ خدمته :
خدمة البيت والزوج ليس حقاً قضائياً
|