محامِد الخلق كلهم
محامِد الخلق كلهم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللّهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزِدنا عِلماً وعملاً مُتقبّلاً يا أرحم الراحمين، اللّهم أخرجنا من ظُلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعِلم، ومن وُحول الشهوات إلى جنات القُربات وبعد: |
أيها الإخوة الكرام يقول النبي صلى الله عليه وسلم: |
{ من قال إذا أوى إلى فراشِه : الحمدُ لله الذي كفَاني وآواني، الحمدُ لله الذي أطعمَني وسقاني ، الحمدُ لله الذي منَّ عليَّ وأفضّلَ، اللهمَّ إني أسألُك بعزَّتِك أن تُنَجِّيَني من النارِ، فقد حمِدَ اللهَ بجميعِ محامدِ الخَلْقِ كلِّهم }
(أخرجه ابن السني والحاكم والبيهقي)
الحمد حالة نفسية تعتري المؤمن لعظيم فضل الله عليه:
الحمد هو حالة نفسيّة تعتري المؤمن
|
{ لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ. }
(أخرجه أبي داوود والترمذي)
من لا يشكُر الناس على معروفهم لا يشكُر الله لأنَّ هؤلاء عباد الله، والمؤمن إذا تعوّد الشُكر فإنه يشكُر للناس مع شُكره لله تعالى، فشُكر الناس مطلوب، فالشُكر يكون على شيءٍ نالك من المشكور له، هذا الشُكر في اللغة، والمدح تمدحه على صفةٍ فيها يستحق المدح عليها ولو لم ينلك منه شيءٌ، فتقول: فلان كريم تمدحه، هل أعطالك شيئاً؟ لا والله لم ألتقي به في حياتي لكن معروف بكرمه، فتمدحه على صفةٍ فيه وإن لم ينلك من هذه الصفة خير، لكن يكفي أنها موجودة فيه، هذا مدح الأول شُكر، الحمد لله تعالى هو مجموع الشُكر مع المدح، فالحمد هو حمدٌ لله تعالى لأنه الواحد، لأنه الأحد، لِما فيه من الصفات لأنه الكريم، لأنه الجواد، لأنه الشافي، لأنه المُعطي، حمدٌ له لِما فيه من الصفات، ثم هو شكرٌ له لِما أولاك من نِعَمه العظيمة، فالحمد هو جمعٌ للمدح مع الشُكر كما قال أهل اللغة، والحمد يعني في العُرف لا يكون إلا للمؤمنين وكأنها كلمة اختصت بها شريعة الله تعالى أن نقول الحمد لله: |
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(2) ٱلرحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ (3)(سورة الفاتحة)
الله جلَّ جلاله رحمن في ذاته رحيم في أفعاله:
الرحمن صفة ذاته والرحيم صفة أفعاله
|
يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)(سورة مريم)
عذابٌ من الرحمن فالرحمن يُعذِّب، لذلك قال الشاعر: |
فقسا ليزدجروا ومن يكُ حازمًا فليقسُ أحيانًا على منْ يرحمُ{ عبد الحميد جودت السحار }
فالرحمن اسم ذات والرحيم اسم فعل، فالحمد هو مجموع المدح والشُكر، والحمد يبدأ بحالة نفسية يشعر بها المؤمن في داخله، لعظيم فضل الله تعالى عليه، يقول لك: أنا مُمّتن في داخلي رُبّما هو لا ينطق بكلمة لكن من أعماقه يتفكّر في آلاء الله في أيام الله فيحمد الله على ما هو فيه من نعمة، وقد تفيض عينه عندما يتذكّر نعمة الله عليه، والحمد قد ينتقل من حالة القلب إلى حالة اللسان فيقول: الحمد لله، بعد الصلوات ثلاثة وثلاثين مرة الحمد لله، قبل النوم ثلاثة وثلاثين مرة الحمد لله. |
{ كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ. }
(صحيح البخاري)
الحمد أن تُسخِّر نِعَم الله عليك في طاعته:
فالحمد ينتقل إلى اللسان يمتلئ به القلب فينتقل إلى اللسان، ثم ينتقل إلى الجوارح شُكراً قال تعالى: |
يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)(سورة سبأ)
نُسخير النعم في طاعة الله تعالى
|
ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)(سورة الأعراف)
ليس شكورين، شاكرين يعني حتى الشُكر القليل لا يفعلونه، (وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)، (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ). |
الشيطان لمّا ذكر الله تعالى مداخله على الإنسان، الشيطان يتكلم يُبين لك، اليوم هناك من شياطين الإنس مَن لا يُبين لك خطته في عداوتك، يُحيّرك كيف يُعاديك، أما شيطان الجن إبليس وضع الخطة قال لك أنا هكذا خطتي معك وهكذا سأفعل: (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) يعني نتيجة العمل الذي سأعمله "عمل الشيطان"، نتيجة كل العمل الذي سأعمله هو أن أصِل إلى مرحلة أن أُحوّل الناس وأصِرفهم عن شكر الله تعالى فقط، فكل من يترك الشُكر إنما هو في الحقيقة يُنفِّذ خطة الشيطان، من يترك الشُكر لله هو في الحقيقة يُنفذ خطة عدوه الأول: |
قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5)(سورة يوسف)
يُنفّذ خطة الشيطان، وكل من يُكثر الشُكر لله تعالى فهو يؤدي حقّ الرحمن. |
النوم هو الموت الأصغر:
فأحبابنا الكرام هنا في هذا الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: من قال إذا أوى إلى فراشه، موضوع اللحظات الأخيرة قبل النوم، تُشبه إلى حدّ، لنستشعر هذا الأمر تُشبه إلى حدّ كبير اللحظات الأخيرة قبل فراق الدنيا، لأنَّ النوم هو الموت الأصغر. |
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)(سورة الزمر)
فالله يتوفى الأنفس، والدليل أنَّنا نتذكر فيه الموت لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث: |
{ إذا أوَى أحَدُكُمْ إلى فِراشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِراشَهُ بداخِلَةِ إزارِهِ؛ فإنَّه لا يَدْرِي ما خَلَفَهُ عليه، ثُمَّ يقولُ: باسْمِكَ رَبِّ، وضَعْتُ جَنْبِي، وبِكَ أرْفَعُهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْها، وإنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ. }
(صحيح البخاري)
النوم موت
|
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)(سورة البقرة)
قال: اجعلهما آخر ما تقول. |
أعظم نِعَم الله بعد الإيمان والهداية نعمة الصحة والكفايّة:
اليوم علماء النفس يتحدثوا أنَّ الإنسان في نومه يرى ما بات عليه، يعني إذا كان يدرس رياضيات فإنّه يحُلّ كل الليل مسائل في الرياضيات، فالإنسان في نومه غالباً ما يرى ما ختم يومه به، ما نام عليه. |
أعظم نعم الله هي نعمة الصحة والكفايّة
|
{ من أصبحَ منكُم آمِنًا في سِربِه مُعافًى في جسَدِه عندَه قوتُ يومِه فَكأنَّما حيزت لهُ الدُّنيا }
(أخرجه الترمذي وابن ماجه)
السرب هو سرب الطيور، الطيور عندما تتحرك، تتحرك أسراب، فشبّه الإنسان في جماعته بسرب الطيور، (من أصبحَ منكُم آمِنًا في سِربِه مُعافًى في جسَدِه عندَه قوتُ يومِه فَكأنَّما حيزت لهُ الدُّنيا) يعني مَلك الدنيا بحذافيرها ما نقصه شيء منها، مادام أكل وشرب وإذا أحتاج دواء موجود معه ثمنه، وإذا ابنه في المدرسة ويريد مصروفاً أعطاه، يعني أموره لا يوجد أفضل من ذلك، فكأنما حيزت له الدنيا. |
فيقول صلى الله عليه وسلم: (من قال إذا أوى إلى فراشِه: الحمدُ لله الذي كفَاني وآواني) وأيضاً من النِعم التي يستشعرها الإنسان قبل نومه، وموطنها قبل النوم أن تضع رأسك على وسادة، يعني لك فِراشٌ تأوي إليه، هناك أُناس لا يجدون مأوى، المأوى نعمة عظيمة من نِعَم الله تعالى، سواءً كان البيت صغيراً أم كبيراً، مُلّكاً أم مُستأجراً، عالياً أم أرضّياً، مهما يكن، مكسوَّاً كُسوة فاخرة أم كُسوة بسيطة جداً، مادام أنَّك تأوي إلى مكان تُغلِق عليك الباب وتنام مطّمئناً، فهذه من النِعَم التي يستشعرها المؤمن في كل لحظة ويزداد استشعاره لها عندما يأوي إلى فراشه. |
حدثني أحد الإخوة الكرام أنه يوماً من الأيام اضطر إلى سفر إلى مدينة أُخرى، وقضى بها نهاره كله ولم يستطع العودة إلى مدينته وكان موسم أعياد أو كذا، وبدأت جولته على فندق ينام فيه من الثامنة ليلاً إلى الواحدة، وما استطاع أن يجد غرفةً تؤويه، وهو يدور في سيارته إلى أن استقبله أحد الفنادق، هو في البداية بدأ يبحث عن خمسة نجوم، هو مُرفّه، ويُحبّ الفنادق الخمسة نجوم، بعد ساعة نزلت القضية إلى أربع نجوم، وبعد ساعتين إلى ثلاثة ثم نجمتان، وبعد ذلك نجمة واحدة وبعد ذلك بلا نجوم فقط مكان يؤويه! يعني أي بيت أي شيء، ثم استقبله فندق ولكن لا يوجد به غرف لكن في بهو الفندق في الأسفل أحضر له فِراش وقال له: ضع رأسك ونام، نظر إلى الفراش وجده مُتّسخ، عنده مِنشفة وضعها فوق الوسادة هو مُتعود على النوم الوثير، وضع رأسه، وقال لي: أول مرة أقول الحمد لله الذي كفاني وآواني وكم من الناس من لا مأوى له فاستشعرها وأبكي، يعني أنا وجدت مأوى أخيراً، وكل المأوى عبارة عن فِراش ووسادة. |
فإذا نام الإنسان في بيته فقال: الحمد لله الذي كفاني وآواني، فهذه من أعظم نِعَم الله تعالى عليه. |
العافية نعمة تجعل الطعام والشراب طيباً:
العافية نعمة تجعل الطعام والشراب طيباً
|
(الحمدُ لله الذي منَّ عليَّ وأفضلَ) المنّ هو العطاء. |
يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(17)(سورة الحجرات)
الصحابة الكرام كانوا يقولون، الأنصار قالوا: المنُّ لله ولرسوله، الإنسان ليس له منٌّ على الله تعالى حاشاه، الله يمنَّ عليه عبدٌ من عباده، فهو أنعمَّ علينا بنعمة الإيجاد ونعمة الإمداد ونعمة الهُدى والرشاد، نِعَم الله تعالى علينا لا تُعدُّ ولا تُحصى، فيتذكر الإنسان هذه النِعَم عند نومه فيقول: (الحمدُ لله الذي منَّ عليَّ وأفضلَ) أعطاني، والعطاء من الله تعالى أحبابنا الكرام والمنّ من الله منّ بلا مُقابل، أحياناً أنت تمنُّ على إنسان ولكن بمقابل، تُعطيه وتريد منه شيئاً أما المنّ من الله تعالى فهو منٌّ بلا مقابل قال تعالى: |
هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)(سورة الرحمن)
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)(سورة القصص)
العزيز هو الذي يحتاجه كل شيء في كل شيء ولا يحتاج شيء:
قال أهل التفسير: يعني أحسّن إحساناً يُشبه إحسان الله إليك، فالله تعالى يُحسن إلينا ابتداءً من غير أن نطلب منه، وينبغي أن يكون إحسانك للناس من غير أن تُلجِئهم إلى الطلب، وإنما تبادئهم بالإحسان (وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ). |
التوسل إلى الله بشيءٍ من أسمائه أو صفاته جائز
|
الله قهر عباده بالموت وقهرهم بالنوم:
كما قلنا النوم في بعض معانيه موت، هو الموت الأصغر أو وفاة (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ) أن تصبح عند الله عز وجل والدليل أنك لا تملك نفسك ليلاً، في النهار تظنّ أنك تملكها، تظنّ والمُلك لله ليلاً ونهاراً، لكن تظن أنك إذا أردت أن تذهب تذهب، أما في الليل نفسك تأخذك إلى مكة أو إلى واشنطن والناس يركضون وراءك وأنت تهرب لا تعرف إلى أين تأخذك نفسك، فالله توفى النفس وصارت عنده، يتحكم فيها جلّ جلاله من غير أي إرادة منك في الليل، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: |
{ إذا اسْتَيْقَظَ أحَدُكُمْ مِن نَوْمِهِ، فلا يَغْمِسْ يَدَهُ في الإناءِ حتَّى يَغْسِلَها ثَلاثًا؛ فإنَّه لا يَدْرِي أيْنَ باتَتْ يَدُهُ. }
(صحيح مسلم)
يعني لا يعرف الإنسان في الليل ليس عنده أي تصرُف، سُلبت منه إرادة التصرف، وربنا عز وجل هو القاهر فقهره بالموت وقهره بالنوم، فعندما ينام يقول لك: النوم سلطان، لم أشعر بشيء، فيتذكر الإنسان ذلك فيسأل الله تعالى أن يُنجيه من نار جهنم، قال: فمن قال ذلك(فقد حمِدَ اللهَ بجميعِ محامدِ الخَلْقِ كلِّهم) يعني استوفى الحمد لله تعالى هذا الذي يريده الله، ربنا عز وجل لا يطلب منا الكثير كلمة الحمد والشكر. |
{ إنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ العَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا. }
(صحيح مسلم)
يرضى عنه بذلك، فقط أن يقول الحمد لله. |
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)(سورة إبراهيم)
( الحمدُ لله الذي كفَاني وآواني، الحمدُ لله الذي أطعمَني وسقاني، الحمدُ لله الذي منَّ عليَّ وأفضلَ، اللهمَّ إني أسألُك بعزَّتِك أن تُنَجِّيَني من النارِ، فقد حمِدَ اللهَ بجميعِ محامدِ الخَلْقِ كلِّهم) والحمد لله رب العالمين. |