وصية لقمان لابنه
وصية لقمان لابنه
تعريف بالعقيقة :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، ولعظيم سلطانك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، يا رب ماذا فقد من وجدك؟ وماذا وجد من فقدك؟ |
مَـن فاتهُ مِنـك وَصلٌ حظـهُ النّــــدم ومَـن تـَكـُن هَـمّـه تـسمـو بـه الهِـِـمَـــمُ وناظـرٍ في سـوى مَعـناك حُـقّ لــه يُــقـتـصّ مِـن جَــفنه بالدمـع وهـو دمُ في كـُـل جارحة عـيـنٌ أراك بـهـــــــا مِـنـّى وفـى كـُـل عـضـو للثـنـاء فـَــــمُ فـإن تكلـمـت لـم أنـطِـق بغيركـــــــم وإن ســـكتُّ فـشغـلـي عنـكـمُ بكــــــــــــمُ أخذتـُـم الروح مـني في مُـلاطــفــة فـَـلستُ أعـرف غـَــيراً مُـذ عَـرفتكــــــمُ تركـتُ كـل طريـقٍ في محبتـكـــــــم إلا طـريـقـــاً تــُودي بي لِـرَبــعِـكــــــُــــمُ ***{ علي بن وفا رضي الله عنه }
ما هي العقيقة؟
|
وصية لقمان لابنه في القرآن الكريم :
1 ـ التوحيد و عدم الإشراك بالله :
إخواننا أحببت في هذا اللقاء الطيب وكلكم عندكم أولاد أو سيكون عندكم أولاد إن شاء الله، أن أتحدث عن وصيةٍ في القرآن الكريم عظيمة النفع، يقول تعالى جلّ من قائل: |
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ[ سورة لقمان:13 ]
الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه
|
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ[ سورة محمد: 19 ]
لم يقل له فقل:لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ، بل قال: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ)، التوحيد علم، أن تدرك يقيناً أنه لا يعطيك إلا الله، ولا يمنعك إلا الله، ولا يخفضك إلا الله، ولا يرفعك إلا الله، ولا يُعزُّ إلا الله، ولا يُذلُّ إلا الله، الله وحده فقط: |
قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ[ سورة الأنعام: 91]
التوحيد علم
|
إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلكن قَدْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِمُحَقِّرَاتٍ[مسند البزار بسند حسن]
إنسان يتوجه إلى حجر في العالم الإسلامي على الأعم الأغلب غير موجود، إلى القمر، إلى الشمس، غير موجود، لكن شهوةٌ في القلب وأعمالٌ لغير الله، هذا الشرك الخفي، وهو أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، أول نصيحة يتوجه بها لقمان لابنه (لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) هذه النصيحة الأولى. |
الأمور كلها بيد الله عز وجل :
إخواننا مع التوحيد ينفع قليل العمل و كثيره، ومن غير توحيد لا ينفع لا قليل العمل ولا كثيره: |
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ[سورة النساء: 48]
هل ضاقت رحمة الله أن يغفر للمشرك؟ حاشاه ربي أن تضيق رحمته، إذاً لماذا لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ؟ سأضرب مثلاً من بلدي، لو أن إنساناً خرج من دمشق باتجاه حلب، ركب مقصورة القطار، تفاجأ أنه أخطأ، هو حجز في الدرجة الأولى، لكنه جلس في الدرجة الثانية دون أن يعلم، هذا خطأ؛ لكنه خطأ مغفور، لماذا؟ لأن القافلة تسير باتجاه حلب، أي إن الطريق صحيح، ثم اكتشف أنه أخطأ خطأ ثانياً؛ كان يجب في الحجز أن يختار مقصورةً فيها طعام، هناك مقصورات فيها طعام وهو جائع، هذا خطأ ثان يتحمله، لكن اتجاه القطار إلى حلب، الأمور بخير، ثم اكتشف أنه أخطأ خطأ ثالثاً؛ جلس في مقصورة مع مجموعة شباب يلهون ويعبثون ويصرخون فما ارتاح له بال، كان يمكن أن ينام في الطريق، هذا خطأ ثالث لكنه مغفور، لأن القطار يسير باتجاه حلب، أما لو أنه أخطأ وركب الحافلة المتجهة إلى درعا جنوباً، فهذا خطأ لا يغفر، لأنه اتجه بعكس الاتجاه الصحيح. |
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ[سورة النساء: 48]
أنت يمكن أن تذنب ذنوباً يغفرها الله، لكن أن تتجه لغير الله فالطريق غير سالكة أصلاً، أنت اخترت الطريق المعاكس تماماً. |
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ[ سورة لقمان:13 ]
الأمر بيد الله
|
وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ[ سورة الأعراف: 183]
الأمور بيد الله عز وجل، الأمور ليست بيد أمريكا ولا غيرها، مهما بدا للناس ضعاف النظر أن الأمور بيد غير الله، لكن الحقيقة أن الأمور بيد الله عز وجل وحده، لذلك إخواننا (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) هذه الوصية الأولى. |
بر الوالدين :
ثم يقول تعالى: |
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ[ سورة لقمان:14-15 ]
التوجيه ببر الوالدين
|
2 ـ مراقبة الله ومعرفة أسمائه الحسنى وصفاته الفضلى :
ثم يقول له: |
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ[ سورة لقمان:16 ]
الآن دخل معه بالتفاصيل؛ الآية الأولى: (لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ) عموميات، أما الآن فالتفاصيل. |
الله عز وجل يراك حيث كنت
|
أخواننا الكرام؛ هناك صحابي جليل اسمه عمير بن سعد، عمير بن سعد عندما صار كبيراً، صار والياً على حمص السورية، فهذا الشاب الصغير كان عمره عشر سنوات، له قصة جميلة جداً، توفي والده وهو صغير فأصبح يتيماً منذ نعومة أظفاره، فلما بلغ عشر سنوات تزوجت أمه من ثريٍّ من أثرياء المدينة يسمى الجُلَّاس بن سُوَيْد، هذا الرجل أحب عميراً حب الأب لابنه، وأغدق عليه من عطائه ما أغدقه، كما أحب عميرٌ الجُلَّاس حبّ الابن لأبيه، فكان يبره ويحبه ويطيعه، وسارت الأمور على هذا النحو على ما يرضي الله ورسوله، إلى أن حصلت مفاجأة، النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يخرج إلى غزوة تبوك، وغزوة تبوك كانت في جو حار، والطريق صعب وطويل، وكان المنافقون يثبِّطون في المدينة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يخرج إلى غزوة وَرَّى بغيرها، أي لا يقول أين يذهب، فالحرب خدعة، لا ينبغي أن يفصح الإنسان عن وجهته، إلا في هذه الغزوة أوضح للناس وجهته حتى يتأهبوا، لأن الطريق طويلة، والجو حار، فلابد من استعدادات، فأوضح للناس وجهته، عمير يتجول في أزقة المدينة يرى عجباً عجاباً، يرى رجلاً يمسك فراشه، يبيعه ويتصدق بثمنه لتجهيز الغزوة، امرأة تأتي بحُليّها تُلقيها بين يدي رسول الله، وتقول: خذها وأنفقها في سبيل الله، أشخاص يأتون بمالهم جميعاً، ماذا أبقيت؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. |
{ عن عمرَ بنَ الخطَّابِ قال: أمرَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يومًا أن نتصدَّقَ، فوافقَ ذلِكَ مالًا عندي، فقلتُ: اليومَ أسبِقُ أبا بَكْرٍ إن سبقتُهُ يومًا، فَجِئْتُ بنصفِ مالي، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: ما أبقيتَ لأَهْلِكَ؟ قلتُ: مثلَهُ، قالَ: وأتى أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ بِكُلِّ ما عندَهُ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: ما أبقَيتَ لأَهْلِكَ ؟ قالَ: أبقَيتُ لَهُمُ اللَّهَ ورسولَهُ، قلتُ: لا أسابقُكَ إلى شيءٍ أبدًا }
[سنن أبي داود بسند صحيح]
هذا يتصدق، هذا يعطي، لكن تفاجأ بشيء أن عمه الجُلَّاس لا يفعل شيئاً، ولا يتصدق بدرهم، وعمه ثري من الأوس، الموقف غريب، عمير طفل صغير، عمره عشر سنوات، انظروا إلى التربية على التوحيد والمراقبة، ماذا يفعل؟ فقال: لعلي أشجع عمي لعله نسي، فجلس في البيت وصار يقول: والله رأيت اليوم كذا وكذا، هذا يبيع فراشه، وتلك امرأةٌ تقدم حُليَّها، فالجُلَّاس بن سُوَيْد بكل برودة دم كما يقال التفت إليه وقال: والله إن كان محمدٌ صادقاً فيما يقول فنحن شَرٌّ من الحُمُر! أي من الحمير، الله أكبر، إنها كلمة الكفر، كفر بواح، إن كان محمدٌ صادقاً فيما يقول فنحن شَرٌّ من الحُمُر، الآن عمير كأن الصاعقة نزلت عليه، ابن عشر سنوات احمرّ وجهه، ماذا يفعل؟ أصبح يراود نفسه، إن أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم خُنت عمي الذي رباني وأغدق عليّ، وإن سكت عنه خنت الله ورسوله، تأخذه فكرة وترجعه فكرة إلى أن وقف وقال: يا عم والله ما على ظهر الأرض بعد محمدٍ أحدٌ أحب إليَّ منك، ولكنك قلت كلمةً هي الكفر، فإن سكت عنك خنت الله ورسوله، وإن أخبرت عنك أخاف أن أعقك، ولكني عزمت أمري وسأخبر رسول الله فافعل ما بدا لك، وتدبّر أمرك، عشر سنوات! ذهب إلى رسول الله وهو مع أصحابه، دخل عليه قال: يا رسول الله، عمي الجُلَّاس قال: إن كان محمدٌ صادقاً فيما يقول فنحن شرٌّ من الحمر، استدعاه رسول الله، ائتوني به، جاء الجُلَّاس والصحابة جلوس، قال: يا جُلَّاس ما هذا الذي بلغني عنك؟ أأنت قلت كذا وكذا؟ قال: يا رسول الله والله ما قلت شيئاً من ذاك، غلامٌ يكذب، ما قلت شيئاً، الصحابة أصبحوا قسمين، قسم يقول: والله ما عرفناه إلا فتى صادقاً في المساجد، وليس من المعقول أن يكذب، وقسم آخر يقول: فتى عاق، أبى إلا أن يقطع اليد التي امتدت له بالخير، الآن النبي صلى الله عليه وسلم- هنا المفاجأة- لا يوجد عنده جواب، لمن يحكم؟ هل قالها أم لم يقلها؟ غشيته السكينة إذاً الوحي، الله أكبر، الوحي يتنزّل من أجل عمير، عشر سنوات، جبريل من فوق سبع سماوات، وحي يتلى إلى يوم القيامة من أجل عمير، ما هو الوحي؟ سورة التوبة: |
يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ[ سورة التوبة: 74]
هنا الجُلَّاس عندما تلا النبي صلى الله عليه وسلم الآيات وقف مصدوماً، عمير استبشر، الوحي نزل من أجله، قال الجُلَّاس: بل أتوب يا رسول الله، بل أتوب، وأسأل الله أن يغفر لي، الآن يمسك النبي صلى الله عليه وسلم أذن عمير برفق ويقول له: وفّت أذناك ما سمعت يا عمير، وصدّقك ربُّك، قال: أما الجُلَّاس فزاد من بره وعطائه لعمير وكان يقول: هذا الذي نجاني الله به من النار. |
التربية بالمراقبة شيء عظيم جداً
|
أخواننا الكرام؛ التربية بالمراقبة شيء عظيم جداً، أن الله يراك، ربِّ الطفل على ذلك، كنا صغاراً، جميعنا في المدرسة حكوا لنا قصة فيها مغزى وعبرة، قصة بائعة الحليب: |
قالت بنية قومي فامزقي اللبـــــــــنا فالماء سوف يزيد الوزن والثمنا قالت لها البنت يا أماه معــــــــــــذرةً فقد نهى عمر أن نخلط اللبــــــــنا قالـت الأم أنى يـرى عمر صنيعـنا؟ إنما الفاروق ليــــــــــس هنــــــــــــــــا قـالـت البنـت: لا تفعـلــــــــــــــــي أبـداً فالله يعـلـم مـنـا الـسر والعلـــــــــــنا إن لم يكن عمر الفاروق يبصرنــا فإن رب أبي حفصٍ هنا معنـــــــــا ***{ بائعة اللبن - جدة عمر بن عبد العزيز }
أين الله؟! هذه الفتاة سمعها عمر بن الخطاب وكان يَعِسُّ في المدينة يتفقد الرعية ليلاً، فلما سمع قولها في الصباح أتى بأولاده وأقسم ليزوجنها لأحدهم، هذه البنت التي قالت: إن لم يكن عمر يرانا فإن رب عمر يرانا، زوجها لابنه عاصم، من كان من نسلهما؟ عمر بن عبد العزيز، الذي أعاد للخلافة راشديتها، عمر أدرك أن مثل هذه الفتاة التي تقول: إن لم يكن عمر يرانا فإن رب عمر يرانا ستربي شخصاً مختلفاً تماماً، فجعلها زوجاً لابنه. |
أخواننا الكرام؛ ماذا قال لقمان؟ |
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ[ سورة لقمان:16 ]
أدخله بالأسماء الحسنى، تربية بالأسماء الحسنى، اللطيف، الخبير، الرزاق. |
التربية بأسماء الله الحسنى
|
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ[ سورة لقمان:17 ]
3 ـ إقامة الصلاة :
(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ) الآن دخل معه بالأوامر التشريعية التكليفية بعد التوحيد، لأنه من غير توحيد حتى الصلاة لا تنفع، سامحوني بهذا الكلام، من غير توحيد حتى الصلاة لا تنفع |
{ الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ، لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ }
[سنن ابن ماجة بسند حسن]
أمام الناس يصلي بشكل جيد، يذهب الناس يغيّر، التوحيد أساس، بعد التوحيد قال: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ). |
معنى أقم الصلاة
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءَ الْمُنكَرِ[سورة العنكبوت: 45 ]
صلاة وفحشاء بالقول ومنكر بالفعل أي أنّ الصلاة لم تقم على الوجه الذي يرضي الله عز وجل، سقط الوجوب وإن لم يحصل المطلوب، أما أقم الصلاة أي أدّ الصلاة كما أمر الله أن تؤدّى، في الحركات، وفي الأفعال، وفي الأقوال، ثم في مقاصد الصلاة الكبرى، وهي أن تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر، الفُحش في الأقوال، والمنكر في الأفعال. المصلي ليس عنده قولٌ فاحش، والمنكر في الأفعال، لا يفعل أفعالاً منكرة لا يرضاها الله. |
4 ـ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر:
إذا رأيت معروفاً فشجع عليه
|
5 ـ الصبر :
ثم قال: (وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ) لماذا؟ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يصيبك شيءٌ منه، أي لا تقل: لن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر لأنه صعب، سيؤذونني، سيحاسبونني، (وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ). |
6 ـ الأخلاق العالية والذوقيات والأدبيات المتفردة في الإسلام :
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ[ سورة لقمان:18 ]
(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا) الآن الذوقيات، تواضع، أخلاق عالية (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ): |
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ[ سورة لقمان:19 ]
(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)هذه الذوقيات. |
أولاً: التوحيد، ثانياً: مراقبة الله ومعرفة أسمائه الحسنى وصفاته الفضلى، ثالثاً: إقامة الصلاة، رابعاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خامساً: الصبر، سادساً: الأخلاق العالية والذوقيات والأدبيات في الإسلام، هذا منهج لقمان الحكيم لابنه. |
التربية عملية تكاملية وتراكمية و تفاعلية :
الإسلام يرعى المولود منذ كونه فكرةً
|
يجب أن يتعود اطفالنا على المسجد
|
{ مُرُوا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سِنِينَ، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عشرِ سِنِينَ، وفَرِّقُوا بينهم في المضاجعِ }
[أبو داود]
(مُرُوا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سِنِينَ، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عشرِ سِنِينَ) أي ثلاث سنوات وأنت تقول له: صلِّ، ومرة يصلي، ومرة لا يصلي، ثلاث سنوات كم فرض يوجد فيهم؟ ألف يوم تقريباً اضربهم بخمسة، خمسة آلاف فرض، خمسة آلاف مرة وأنت في صراع معه، ثم بالعاشرة يأتي الضرب، هناك بعض التربويين يقول لك: لا يوجد ضرب ولا يجوز وكذا، أي ليس ضرباً مبرِّحاً هو ضرب تأديبي، ولكن أنا واثق إذا كان من السابعة للعاشرة هناك أمر بالصلاة فلا يحتاج للضرب، لأنه تعلم وتعوّد، فهي ثلاث سنوات محاولات حتى تصل للصلاة، التربية ليست يوماً وليلة، وليست لحظة، هي تراكم، يجب أن تمرّن نفسك، الزمن صعب هذا صحيح، كل شيء حولي يدعو للفساد، هذا صحيح، لكن بالنهاية هذا ابنك، هذا مصيرك، هذا قائدك إلى الجنة إن شاء الله، فلابد من بذل جهود. |
يجب أن يكون هناك حوار بينك وبين ابنك
|
{ كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَخَوَّلُنا بالمَوْعِظَةِ في الأيَّامِ، كَراهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنا }
[صحيح البخاري]
أي ليس دائماً خطاب هناك حوار، فالتربية تكاملية تفاعلية تراكمية، بذلك تنجح التربية، أما بغير ذلك فتنتج تربية عرجاء لا تستقيم على حال. |
ثناء على شباب صغار من حفظة القرآن الكريم :
أخواننا الكرام؛ أنا كنت وعدت شابين من الشباب الموجودين هنا أولهم اسمه محمد المعتز بالله الشمعة، هذا القارئ الشيخ الصغير يقرأ القرآن الكريم بشكل جيد، القاعدة النورانية، وحفظ جزء عمَّ ما شاء الله، وكل هذا بمعية الشيخ داود جزاه الله خيراً. |
الشيخ داود:
أنا آخذ غالباً الثناء لكن جزاه الله خيراً الشيخ حمزة هو أستاذهم، وهو الذي يباشر عملية التعليم، وأنا أشجعه من بعيد جزاه الله خيراً، فأسأل الله أن يكتب له الأجر، وأن يكتب الأجر للجميع. |
الدكتور بلال:
حياك الله شيخ حمزة، أنا مشكلتي أني كنت مديراً، فأنا أعرف المدير لا أعرف الأساتذة، تفضل معتز، تعال إلى هنا من أجل التصوير، نستمع الآن إلى قراءة طيبة من القارئ الشيخ محمد المعتز بالله الشمعة فليتفضل مشكوراً: |
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ * كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا[سورة النبأ : 1-15]
جزاك الله خيراً. الآن أخوه الصغير لأنه قال لي قبل اللقاء أريد أن أقرأ القرآن، المعتصم بالله تفضل يا معتصم، الآن مع القارئ الشيخ المعتصم بالله الشمعة فليتفضل مشكوراً: |
وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ[سورة الهمزة: 1-9]