عظماء أخرجهم الجوع
- الحلقة الثانية عشر
- 2016-05-18
عظماء أخرجهم الجوع
الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
عظماء أخرجهم الجوع :
{ خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ساعَةٍ لا يخرُجُ فيها ولا يلْقاهُ فيها أحدٌ، فأتَاهُ أبو بكرٍ، فقال: ما جاء بِكَ يا أبا بكرٍ؟ فقال: خرجْتُ ألْقى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنْظُرُ في وجْهِه، والتَّسليمَ عليه. فلم يلْبَثْ أنْ جاء عمَرُ، فقال: ما جاء بك يا عمَرُ؟ قال: الجوعُ يا رسولَ اللهِ. قال: وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلك. فانطَلَقوا إلى منزلِ أبي الهيثمِ بنِ التَّيِّهَانِ الأنصاريِّ، وكان رجُلًا كثيرَ النَّخلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ له خدَمٌ، فلم يجِدُوه، فقالوا لامرأتِه: أين صاحبُك؟ فقالت: انطلَقَ يستعذِبُ لنا الماءَ، ولم يلْبَثوا أنْ جاء أبو الهيثمِ بقِرْبَةٍ يَزْعَبُها فوضَعَها، ثمَّ جاء يلتَزِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَفْدِيه بأبيه وأُمِّه، ثمَّ انطلَقَ بهم إلى حديقَتِه، فبسَطَ لهم بِساطًا، ثمَّ انطلَقَ إلى نخلَةٍ، فجاء بِقِنْوٍ فوضَعَه. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفَلَا تَنَقَّيْتَ لنا مِن رُطَبِه؟ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أردْتُ أنْ تختاروا – أو قال: تخيَّروا– مِن رُطَبِه وبُسْرِه، فأكَلوا وشَرِبوا مِن ذلك الماءِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا والَّذي نفْسي بيَدِه مِن النَّعيمِ الَّذي تُسْأَلونَ عنه يومَ القيامةِ؛ ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ }
(رواه الترمذي)
خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ساعَةٍ لا يخرُجُ فيها ولا يلْقاهُ فيها أحدٌ، فأتَاهُ أبو بكرٍ رضي الله عنه فقال: ما جاء بِكَ يا أبا بكرٍ؟ فقال: خرجْتُ ألْقى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنْظُرُ في وجْهِه، وأسلم عليه، فلم يلْبَثْ أنْ جاء عمَرُ رضي الله عنه، فقال: ما جاء بك يا عمَرُ؟ قال: الجوعُ يا رسولَ اللهِ- أخرجني الجوع- فقال صلى الله عليه وسلم: وأنا قد وجَدْتُ بعضَ ذلك، فانطَلَقوا إلى منزلِ أبي الهيثمِ بنِ التَّيِّهَانِ الأنصاريِّ، وكان رَجُلًا كثيرَ النَّخلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ له خدَمٌ، فلم يجِدُوه، فقالوا لامرأتِه: أين زوجك؟ فقالت: انطلَقَ يستعذِبُ لنا الماءَ- أي يأتي لنا بماءٍ عذب- فلم يلْبَثوا أنْ جاء أبو الهيثمِ بقِرْبَةٍ ممتلئةٍ يحملها فوضعها، ثمَّ جاء يلتَزِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويقول له: فداك أمي وأبي يا رسول الله، ثمَّ انطلَقَ بهم إلى حديقَتِه، فبسَطَ لهم بِساطًا، ثمَّ انطلَقَ إلى نخلَةٍ، فجاء بِرُطَبٍ فوضعه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفَلَا تَنَقَّيْتَ لنا مِنه؟ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أردْتُ أنْ تختاروا- اختاروا ما شئتم- فأكلوا وشربوا من الماء، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا والَّذي نفْسي بيَدِه مِن النَّعيمِ الَّذي تُسْأَلونَ عنه يومَ القيامةِ؛ ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ، أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم. |
هل جاع أحدنا يوماً؟
|
{ كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يأتينِي فيقولُ: أَعندَكِ غَدَاءٌ؟ فأقولُ: لا، فيقولُ: إنِّي صائِمٌ }
(رواه الألباني)
سؤال الإنسان عن المباحات يوم القيامة :
الإنسان أيها الأخوة سيسأل يوم القيامة عن المباحات، وإذا كنا سنسأل عن المباحات فما بالنا بغيرها! والنبي عليه الصلاة والسلام في هذا الموقف فسَّر قوله تعالى : |
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ(سورة التكاثر: الآية 8)
فقال لهم: ظِلٌّ باردٌ، ورُطَبٌ طيِّبٌ، وماءٌ بارِدٌ، ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ )، فهذا هو الذي سيسأل عنه يوم القيامة، نحن والحمد لله في كل يوم عندنا ظلٌ وماءٌ باردٌ، وقد يكون عندنا لحمٌ وفواكه وغير ذلك، وقد جاء في الحديث الشريف : |
{ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ النَّعِيمِ أَنْ يُقَالَ لَهُ : أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ وَنُرْوِيَكَ مِنْ الْمَاءِ الْبَارِدِ؟ }
(أخرجه الترمذي)
سيسأل العبد عن تقصيره
|
يقول مقاتل بن حيان: صليت خلف عمر فقرأ قوله تعالى: |
وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ(سورة الصافات: الآية 24)
فجعل يكررها لا يستطيع أن يجاوزها من البكاء. |
وروي عن الحسن البصري أنه كان إذا أراد أن يشرب بكى، يذكر قول أهل النار: أن أفيضوا علينا من الماء. |
لذا كان علي بن زيد رضي الله عنه يقول: ما رأيت رجلين كأن النار لم تخلق إلا لهما مثل الحسن وعمر. |
أيها الأخوة؛ أيتها الأخوات؛ إلى لقاءٍ آخر. |