أبو بكر الأنصاري
- الحلقة السادسة والعشرون
- 2016-06-20
أبو بكر الأنصاري
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
الموقف :
أيها الإخوة الكرام: موقف اليوم يرويه لنا ابن رجبٍ الحنبلي، في كتابه ذيل طبقات الحنابلة، في ترجمته للقاضي أبي بكرٍ الأنصاري. |
لم يأخذ الجزاء رغم حاجته
|
ورجع الشيخ بعد موسم الحج إلى بلده، وأما ما كان مني فإني خرجت من مكة وركبت البحر، فانكسر المركِب وغرق الناس وهلكت الأموال، وسلمني الله، إذ بقيت على قطعةٍ من الخشب تذهب بي يمنةً ويسرةً حتى لفظتني إلى جزيرةٍ فيها قومٌ أميّون لا يقرؤون ولا يكتبون فجلست في مسجدهم، فلمّا أن رآني أهل المسجد، اجتمعوا علي، فلم يبقَ في الجزيرة أحدٌ إلا قال علّمني القرآن، قال: فعلمتهم القرآن، قالوا: أتُحسن الكتابة؟ قلت: نعم، قالوا: علمنا الخط، فجاؤوا بصبيانهم وشبابهم فكنت أعلمهم، وحصل لي من ذلك خيرٌ عظيم، ثم قالوا لي بعد ذلك وهم يريدون أن أبقى معهم، عندنا صبيَّةٌ يتيمة، ومعها شيءٌ من الدنيا، ونريد أن نزوجك بها وتبقى معنا في هذه الجزيرة، فامتنعت، فألحّوا علي وألزموني، فلم أملك أمام إلحاحهم وإصرارهم إلا أن أجبت لطلبهم، فجهزوها وزفُّوها إليَّ، وإذا بي أنظر إليها، وإذا ذلك العقد الذي رأيته بمكة، بعينه، معلّقٌ في عنقها، فدُهشت وما كان لي حينئذٍ من شُغلٍ إلا النظر لهذا العقد، فقال محارمها: يا شيخ! كسرت قلب هذه اليتيمة، لم تنظر إليها وإنما تنظر إلى العقد، قلت لهم: إن لهذا العقد قصة، قالوا: وما هي؟ فقصصتها عليهم، فصاحوا وضجوا بالتهليل والتكبير وصرخوا بالتسبيح حتى بلغ صوتهم أنحاء الجزيرة، فقلت: سبحان الله، ما بكم؟ قالوا: إن الشيخ الذي أخذ منك العقد في مكة هو أبو هذه الصبية، وكان يقول عند عودته من الحج : والله ما وجدت على وجه الأرض مسلماً كهذا الذي ردّ عليَّ العِقد في مكة، اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه ابنتي، وتوفي ذلك الرجل وحقق الله دعوته وزوجك بابنته. |
صنائع المعروف تقي مصارع السوء
صنائع المعروف تقي مصارع السوء
|
{ إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلهِ عز وجل إِلاَّ بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ }
(رواه الإمام أحمد)