العلم والحكم لله جل جلاله وحده
العلم والحكم لله جل جلاله وحده
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينا الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علماً وعملاً متقبلاً يا رب العالمين، وبعد: |
فهذا هو اللقاء الخامس عشر من لقاءات سورة الأنعام، ومع الآية الحادية عشرة بعد المئة، وهي قوله تعالى: |
وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَىْءٍۢ قُبُلًا مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوٓاْ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)
(وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةَ) هم طلبوا إنزال الملائكة كما ورد في بداية السورة: |
وَقَالُواْ لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ۖ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِىَ ٱلْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ (8)(سورة الأنعام)
معظم إيماننا هو غيب
|
وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (55)(سورة البقرة)
وقول النصارى: |
قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ ٱللَّهُمَّ رَبَّنَآ أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَايَةً مِّنكَ ۖ وَٱرْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ (114)(سورة المائدة)
فطلبوا إنزال المائدة، وقالوا: |
إِذْ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ يَٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ۖ قَالَ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112)(سورة المائدة )
فديدن الأقوام السابقة أنهم كانوا دائماً يحاولون أن يصلوا إلى الشهادة، وهذا ما فعله كثير من المشركين مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى إنهم طلبوا أن يروا العذاب بعينهم. |
وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍۢ(32)(سورة الأنفال)
وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْحِسَابِ (16)(سورة ص)
طبيعة الإنسان أنه يريد أن يرى بعينه والإيمان غيب، فالمؤمن ينتقل من الشهادة إلى الغيب فيؤمن بأشياء لا يراها ولكنه يوقن بوجودها، الآن ربنا -عزَّ وجلَّ- يقول: ولو أننا -افتراضاً لكن هذا لن يحصل- نزلنا إليهم الملائكة كما طلبوا وكلمهم الموتى، وهم طلبوا ذلك في مكان آخر. |
فَأْتُواْ بِـَٔابَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ (36)(سورة الدخان)
الإيمان من خلال الآيات التي تدل على وجود الله
|
وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ(117)(سورة الأعراف )
قلنا له: الحية التي تسعى تشبه العصا التي تسعى، هي الحية الأفعى من غير أن تكون عصا ثم تتحول، ما هي الأفعى؟ هي عبارة عن جماد في الأصل، لما جعل فيها ربنا -جلَّ جلاله- الروح أصبحت تسعى، فالكون بحد ذاته من غير أن تُخرق فيه العادات هو معجزة لمن أراد أن يؤمن، لمن أراد أن يؤمن الكون يدله على الله من غير خرق للعادات بوضعه الراهن الطبيعي بانتظامه، من غير أن تشرق الشمس من مغربها، تشرق من مشرقها هي معجزة، أما الذي يريد أن يقول لك: أنا حتى أؤمن أريدها أن تشرق من المغرب، معنى هذا هو لا يريد أن يؤمن لأن شروقها من المشرق معجزة، انتظامها كل يوم في وقت شروقها معجزة، فالآيات التي تدل على وجود الله وعلى اليقين بالله كاملة موجودة، لكن هل أنت تملك القرار بالإيمان أو لا؟ هنا السؤال، هؤلاء لم يكونوا يملكون القرار بالإيمان أصلاً، فلذلك خوارق العادات لن تنفعهم، كما أن الكون بكل ما فيه من إعجاز لم ينفعهم، فقال: (مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوٓاْ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ ) هذه طلاقة القدرة الإلهية، ربنا -عزَّ وجلَّ- طليق القدرة، ولو شاء أن يؤمن عباده لآمنوا، يجبرهم على ذلك كما أجبر الملائكة، فعندما يريد الله أن يؤمن إنسان ما في الأرض فإنه يؤمن، لكن ربنا -عزَّ وجلَّ- ما أراد أن نأتيه قسراً، أراد أن نأتيه حباً، قال: |
لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)(سورة البقرة)
لو أراد أن يجبرنا على الهدى لأجبرنا. |
وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَءَامَنَ مَن فِى ٱلْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ (99)(سورة يونس)
في القرآن دائماً الأكثرية مذمومة
|
وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى ٱلْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)(سورة الأنعام )
كما سيأتي بعد قليل، فلا تكن مع الأكثرية، كن مع الحق، لكن ليس دائماً كل أكثرية يقابلها الأقلية، فقد يكون هؤلاء كثر، وهؤلاء كثر، هؤلاء أكثر، وهؤلاء أكثر، والدليل على ذلك قوله تعالى: |
أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسْجُدُ لَهُۥ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِى ٱلْأَرْضِ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلْجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ(سورة الحج)
وعاء الجهل مملوء بالمعلومات المغلوطة
|
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا شَيَٰطِينَ ٱلْإِنسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍۢ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)(سورة الأنعام)
(وَكَذَٰلِكَ) هذه كافة تشبيه، أي كما هو الحال معك يا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان الحال مع الأنبياء الذين هم قبلك، فهذه سنة الله في النبوات، وهذا فيه تسلية لقلب النبي -صلى الله عليه وسلم-، العوام يقولون: إذا رأى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته، الإنسان يتسلى بأن يجد غيره قد حصل معه ما حصل معه هو، لما كعب بن مالك صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد غزوة تبوك ولم يفعل كما فعل المنافقون، ويعتذر باعتذارات غير صحيحة، وقال له: أنا تخلفت عنك وقد كنت ميسوراً و الحال جيد، ورغم ذلك أنا تخلفت عن الغزوة هكذا من غير عذر، فلما خرج جعل بعض الناس يغلّطونه في قراره، ما الذي فعلته؟ أهلكت نفسك، لو اعتذرت له بمثل ما اعتذر به الناس لكان يستغفر لك، وكان يكفيك استغفار رسول الله لك؛ أصدقاء السوء، قال: هممت بنفسي أن أخطّئ نفسي بأن أعود فأعتذر، ثم قلت: "هل لقي أحد مثل ما لقيت"؟ فقالوا: نعم رجلان، ورجلان صالحان هلال بن أمية الواقفي، والثاني العمري، فلما وجد أن هناك غيره قد فعل ما فعل، ولقي العقوبة التي لقيها هان عليه الأمر، قال: " لي فيهما أسوة"، فالإنسان دائماً إذا اتخذ قراراً أو أصيب بمصيبة، فإن مما يهونها عليه أن يجد أن غيره قد لاقى مثل ما لاقى، فلذلك القرآن الكريم كثيراً ما يقصّ على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أخبار الأمم السابقة والأنبياء السابقين، وهنا يقول:(وَكَذَٰلِكَ) -كما جرى معك جرى مع من قبلك- (جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا)، إذاً ليس العدو يتصرف بغير إرادة الله- حاشا لله-(جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا) نحن جعلناهم، فالعدو مقصود إذاً لذاته، لما يقول تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا)، لما يقول تعالى: |
وَمِنْ ءَايَٰتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)(سورة الروم)
الألم هو مفتاح الشفاء
|
وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82)(سورة الأعراف)
الأصل أن المعصية في الخفاء والطاعة بالجهر، فلذلك (يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ)، لأنها وسوسة، هي شر فلذلك سماها وحي، والوحي هو الإعلام بخفاء بالمعنى اللغوي وليس الاصطلاحي. |
زخرف القول هو تزيين المعصية
|
وَلِتَصْغَىٰٓ إِلَيْهِ أَفْـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْءَاخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (13)(سورة الأنعام)
المؤمن بالآخرة لا يصغي إلى زخرف القول
|
أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًا وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَٰبَ مُفَصَّلًا ۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ (114)
قل لهم: (أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًا) أي ليس من المنطقي ولا من العقل أن ابتغي؛ أي أن أطلب حكماً غير الله تعالى لأنه (هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَٰب)َ هو أنزله إلى نبيه، لكن لأن نبيه بلّغنا إياه فهو قد أنُزل إلينا أيضاً، (مُفَصَّلًا) أي مبيناً مستوفياً لكل ما في الحياة، (وَٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ) من اليهود والنصارى من أهل الكتاب (يَعْلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ)، يعلمون ذلك يقيناً لأنهم يجدون ذلك مكتوباً في كتبهم، (فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ)، فإياك أن يكون تكذيبهم إياك وتكذيبهم بالكتاب- رغم علمهم بأنه منزّل من ربك بالحق- أن يجعلك ذلك في شك من أمرك، اليوم والله أحياناً الإنسان من شدة ما يتمادى أهل الباطل في باطلهم تمر عليه دقائق يراجع فيها حساباته، يشك في معتقده، يقول لك: ربما أنا غلطان، كلهم يقولون هكذا: ربما أنا لا أعرف، يقول لك: لم يبقَ غيري أنا متمسك، كلهم يأخذ ربا، ربما نحن المخطئون تبين أنها ليست ربا، يقولها بين مزح و جد، لكن الإنسان أحياناً من شدة ما يتمادى أهل الباطل في باطلهم ويدعمون على باطلهم يشك في أمره، فالتوجيه الإلهي هنا(فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ) مهما قالوا لك: هذا كذب، هذا افتراء، هذا ليس ديناً، إياك للحظة واحدة أن تشك في أمر دينك(فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ) |
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ(115)
كلمة ربنا -جلَّ جلاله -هي القرآن الكريم، وكلمة (كلمة) تطلق على المفرد وعلى الجمع، يقال: ألقى فلان كلمة ويكون قد ألقى ألف كلمة في كلمته فيقال كلمة، (وَتَمَّتْ) أي أصبحت تامة غير منقوصة وتمامها في أنها صدق وعدل؛ لأن كل ما في القرآن الكريم إما أن يكون خبراً أو أن يكون أمراً ونهياً، فأما ما كان فيه من أخبار فهي صادقة صدقاً، وأما ما كان فيه من أوامر ونواهي فهي عادلة، عدل ليس فيها ظلم، في القرآن الكريم تجد يحدثك الله تعالى عن قوم موسى، تمت كلمة ربنا صدقاً في الحديث عن موسى عليه السلام، وفيه: |
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيرًا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12)(سورة الحجرات)
كل ما في القرآن إما أنه خبر أو أمر وإنشاء
|
وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى ٱلْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)
نحن نتبع اليقين، الإيمان اليقين، الإيمان مئة بالمئة أما هم يتبعون الظن وما تهوى الأنفس، (وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) أي يكذبون، الظن لا مستند له، أما اليقين إيمان مطلق. |
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ(117)
لا يخفى عليه شيء من ذلك فيعلم الضال من المهتدي، وهذا له منعكس في سلوك الإنسان ألا ينصب نفسه موزعاً الناس بين الضلال والهدى (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ) فأولاً: لا تقحم نفسك في الأشياء التي ليست من شأنك وإنما هي من شأن الإله، وثانياً: ما دام الله تعالى يعلم المهتدي ويعلم الضال فكن من أهل الهداية، اسعَ إلى أن تكون من المهتدين، لأن الله يعلم من ضل عن سبيله، والحمد لله رب العالمين. |