سورة الأنبياء: الابتلاءات الخاصة بالأنبياء

- تدبر القرآن الكريم
- 2025-08-23
سورة الأنبياء: الابتلاءات الخاصة بالأنبياء
ملاحظة : النص تفريغ آلي سيتم إضافة النص بعد التنسيق قريبا
بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. مستمعينا حياكم الله واهلا بكم الى هذه الحلقة الجديدة من برنامج التفسير نوافذ دينية والذي مازال الحديث فيه عن أنوار وتأملات في سورة الأنبياء. فتعالوا بنا مستمعينا لمعين هذه السورة الجليلة. النور أن تولد ثانية والماضي مغفور. إخوتي الكرام. حين تفتح قلبك لسورة الأنبياء لا تقرأ أحداثا ماضية. بل تسمع صوت الوحي يخبرك أن لكل نبي في هذه السورة مقاما، ولكل ابتلاء فيها مغزى، ولكل دعاء فيها طريقا مفتوحا إلى السماء. هي سورة النبوة الكبرى والمقام التوحيدي الجليل. جمعت أنفاس الأنبياء وسطور التضحيات لتكون للعالمين أية على صدق الوعد وسمو المقصد. مستمعينا. دعونا نكمل الحديث عن أنفاس الأنبياء وعن دعواتهم، وعن استجابة الله لهم. حتى أن هذه السورة سميت بسورة الاستجابة. فرحبوا معي مستمعينا الأفاضل بفضيلة الدكتور بلال نور الدين أستاذ التفسير والإعجاز العلمي في القرأن والسنة، عضو رابطة علماء الشام، والمشرف العام على الموقع الرسمي للعالم الجليل الدكتور محمد راتب النابلسي. حياكم الله دكتور، وأهلا ومرحبا بكم. بارك الله بكم ونفع بكم، وشكرا لهذه الاستضافة الكريمة. أهلا فيك دكتور في سورة الأنبياء والتي تحدثت فيها في اسابيع سابقة توقفنا في حديثنا عند الحديث عن عدل الله المطلق، تحدثنا عن الحساب، عن الوعد والوعيد، تحدثنا عن الفرقان الذكر، ربطنا صفات المتقين بخشية الله في الغيب. اليوم نأتي لنخصص هذه الحلقة عن ذكر الأنبياء في سورة الأنبياء. تقدم الحديث عن بلاغة وإعجاز القران الكريم حين ذكر هؤلاء الأنبياء بغير ترتيب زمني، فذكر مثلا إبراهيم قبل نوح عليهما السلام وهكذا. وبينا الإعجاز في ذلك اليوم يا دكتور نتحدث عن الأيات التي تختص بسيدنا إبراهيم عليه السلام. إبراهيم لم يكن خصما للوثنية فقط بل حجة حية على فسادها فجاء التهديد بالنار فكانت بردا وسلاما. نود بيان أن من صدق مع الله فإن نار القوم ونار الدنيا ينجو منها، فالقلوب الموحدة لا تحترق. زدنا من علمكم بارك الله فيكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. عليه الصلاة. وعلى اله وصحبه ومن والاه. وبعد. كما تفضلتم سورة الأنبياء يعني فيها روح ونفس من أنفاس الأنبياء عليهم صلوات ربي وسلامه. عليه. السلام. ويبدأ ذكر الأنبياء بشكل مفصل في السورة بقوله تعالى ولقد أتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين. وتأخذ السورة هنا مقطعا من قصة إبراهيم عليه السلام، وهو المتعلق بتحطيم الأصنام وبناء الإيمان والتوحيد في نفوس قومه. نعم. والله تعالى عندما وصف إبراهيم عليه السلام قال إن إبراهيم كان أمة. فهو عليه السلام قد حول مسار أمة كاملة من ذل الشرك إلى عز التوحيد والعبودية. فهو لم يكن فردا واحدا. وهذا يعلمنا أن كل واحد منا لا ينبغي أن يكتفي بنفسه. أو أن يكون فردا. أو أن يؤثر أن يكون صالحا فحسب، وإن كان هذا مطلب شرعي، ولكن المطلوب أن نكون مصلحين، وأن ننتقل من الإصلاح إلى الإصلاح، فإبراهيم انطلق من ذاته إلى هداية خلقه، خلق الله تعالى إلى هداية قومه، فكان أمة، وما تزال الأمة إلى يومنا هذا تذكره في كل صلاة، فنقول اللهم صل على محمد وعلى ال محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى ال ابراهيم. وعليه فعلاقتنا بنبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة. عليه. الصلاة والسلام علاقة مستمرة وعلاقة وثيقة، فهذا النبي الكريم بدأ بهدم الأبنية، قالوا وجدنا اباءنا لها عابدين قال لقد كنتم أنتم وأبناؤكم في ضلال مبين. التقاليد والعادات. ويعني ما وجدنا عليه أباءنا وما تربينا عليه وأعرافنا وتقاليدنا، هذه كلها إذا كانت معارضة لشرع الله فلا ينبغي الاستمرار فيها. قال لقد كنتم أنتم وأبناؤكم في ضلال مبين. فعلمنا هنا إبراهيم عليه السلام أن نبدأ بهدم الأفكار المغلوطة، ثم نبدأ ببناء الأفكار الصحيحة. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. فبعد أن فاجأهم بأنه يتعرض لأصنامهم ويتعرض لمعبودهم من دون الله قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا معكم من الشاهدين. نعم الان عندما توجه إلى الله وحده وبناء التوحيد في النفوس وعمل لوجه واحد. كفاه الله الوجوه كلها فلم تحرقه النار، لأن النار مخلوق من مخلوقات الله، ولا يقوم أمرها ولا تحرق إلا بأمر الله. قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم. نعم، فيعني الإنسان عندما يحسن التوجه إلى الله الدرس الذي تعلمنا إياه القصة أن الإنسان حينما يحسن توجهه إلى الله يعني يغير الله له نواميس الكون كله لأنه أحسن التوحيد، ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، اعمل لوجه واحد يكفك الوجوه كلها. من جعل الهموم كلها هما واحدا هم أخرته ومعاده كفاه الله الهموم كلها، ومن تشعبت به الهموم في الدنيا لم يبال الله بأي أودية الدنيا هلاكا، فالإنسان إما أن يكون موحدا، أو أن يريد ان يرضي فلانا وفلانا وفلانا، ولن يرضى أحد عنه، ثم يستحق عقوبة الله تعالى. إبراهيم عليه السلام علمنا هذا الدرس العظيم أنك عندما تحسن التوجه إلى الله فالله يكفيك البشر كلهم، فإذا بالنار تصبح بردا وسلاما، ولو قال بردا لربما تجمد أو عانى من البرد لأن البرد مزعج كما هي الحرارة، لكن قال كوني بردا وسلاما على إبراهيم وخص بها إبراهيم عليه السلام، فالنار تحرق، وهذه نعمة من الله من نعم الله تعالى، نطهو بها طعامنا نتدفأ بها. إلخ. لكن الله تعالى على إبراهيم جعلها بردا وسلاما لما أحسن إبراهيم التوجه. أنا لا أقول إن كل إنسان يحسن التوجه إلى الله. إلى الله سيكون له معجزة لأن المعجزات للأنبياء عليهم صلوات. ربي. وسلامه. لكن ستكون له معاملة خاصة من الله. كرامة من الله. سيرعاه الله سيدخل إلى قلبه السكينة. سيحميه من شرور الخلق. سيتولى أمره. ذلك بأن الله مولى الذين ءامنوا وأن الكافرين لا مولى لهم. نعم بارك الله فيكم. إذا هنا يا دكتور نحن نتحدث عن رسائل النبوة من رحم الابتلاء. خاصة في سورة الأنبياء. تتحدث عن ابتلاء ثم تتحدث عن نجاة. فهذا ما تركز عليه السورة في حديثها عن هؤلاء الأنبياء. لذلك عندما ننتقل لمشهد أخر من مشاهد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام سيدنا لوط وكان في فترة سيدنا إبراهيم عليهما السلام. كيف تحدثت الأيات عن قوم عكسوا الفطرة فكان لوط ناصحا ومصلحا وصابرا على الأذى. نعم بعد. بعد قصة سيدنا إبراهيم ب بطريقة يعني جميلة جدا. تنتقل الأيات إلى الحديث عن سيدنا لوط عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. ولوطا اتيناه حكما وعلما. يعني واذكر لقومك يا محمد صلى الله عليه وسلم. اذكر لهم هذه القصة يجب أن يتعلموها ويجب أن يعوا القصص والتاريخ لأن فهم التاريخ يؤدي إلى فهم الحاضر واستشراف المستقبل بشكل صحيح. نعم فلا بد من قراءة الماضي قراءة وعي وتدبر وتأمل، ولا سيما إذا كان هذا الماضي هو قصص الأنبياء عليهم السلام. نعم. فقال ولوطا اتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين. وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين. يعني هنا القصة تأخذ منحى الاختصار لتأتي الصور الأخرى وتبين ما هذه الخبائث التي كانت تعملها وكيف نجاه الله تعالى. فالعبرة هنا بالقصة كما تفضلتم. الفرج بعد الشدة. ونجيناه. التمكين بعد الابتلاء. يعني سنة الله أن أن الأنبياء ومن بعدهم المؤمنون والأقوام والمجاهدون والمقاومون وكل الناس أنهم يمكنوا يبتلون أولا. فيصبرون ثانيا. فيمكثون ثالثا. وهنا لما سئل الإمام الشافعي رحمه الله ندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين؟ أجاب إجابته الرائعة لن تمكن قبل أن تبتلى تبتلى. نعم. يعني كطالب يدخل إلى الجامعة فيسأل يعني هل أطلب الشهادة؟ أم أطلب الامتحان؟ فيقال له لن تأخذ الشهادة قبل أن تخضع للامتحان. هو التكريم والتمكين والعزة والرفعة تأتي بعد ابتلاء عظيم، نعم هذه سنة الله. لذلك هنا في قصة لوط عليه وعلى نبينا السلام جاءت مختصرة، تريد أن تبين هذه النقطة تحديدا، ونجيناه هنا موطن الشاهد من القرية التي كانت تعمل الخبائث، ما هذه الخبائث؟ ما تفضلتم به. أن هؤلاء الأقوام كانوا يخالفون الفطرة، واليوم يعني بعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة على نزول القران على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. نعيش هذه الايات واقعا لأن العالم اليوم نحن مجتمعاتنا والحمد لله بخير عظيم ونسأل الله أن تبقى. لكن العالم اليوم يدعم الشذوذ. يدعم مخالفة الفطرة. يريد أن يصبح الإنسان بلا قيم وبلا مبادئ. يعني الزنا والعياذ بالله هو مخالفة لكنه مخالفة لحكم شرعي فاستحق صاحبه حدا من حدود الله. لكن ال ال ال أن يأتي الرجل الرجل والمرأة المرأة. فهذا ليس خلاف شرع الله فحسب، بل هو خلاف الشرع حتما، لكنه ليس كذلك فحسب، وإنما هو خلاف الفطرة التي فطر الله الناس عليها. لذلك كانت عقوبته أشد، وكان الإثم فيه أعظم. وكان التحذير منه أكبر لأنه يخالف الإنسان فيه فطرته التي فطره الله عليها. نعم. فاليوم نحن بحاجة أن نعود إلى أصل الفطرة. والفطرة مقوم من مقومات التكليف التي وهبنا الله إياها. اليوم إنسان. يعني ربما يفعل شيئا لا يرضي الله فيقول لك انزعجت من الداخل هذا، هذه هي الفطرة. نعم. إذا كان أرقى وأرقى. إن لم يستيقظ لصلاة الفجر يقول لك أنا معكر طوال نهاري، لماذا خير؟ والله اليوم ما صليت الفجر حاضر تمام، نمت عنها، رغم المنبه أيقظني، لكن رجعت أثرت الفراش الدافئ أو الوثير، فهنا ما الذي حصل؟ فطرته تحركت، لكن لما يألف الإنسان المعصية كما حصل مع قوم لوط عليه السلام ويمارسها، ويخرج عن مبادئ فطرته تطمس هذه الفطرة، فإذا طمست الفطرة فعندها كما قال صلى الله عليه وسلم لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. نعم. يعني يصبح المعروف عنده كالمنكر، بل ربما أصبح يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف، يقول لك أنتم متخلفون، لماذا لا تسمحون بهذه الظواهر الشاذة؟ لماذا لا تتركون الناس على حرياتهم؟ لماذا؟ لماذا؟ إلخ. نعم فهذه الأيات الكريمة تأتي بمرض يخالف فطرة الله ويستحق عقوبة الله. واليوم نواجهه ويريد العالم أن يفرضه على أنه ثقافة جديدة في مجتمعاتهم البعيدة عن الله. ونسأل الله أن تبقى أسرنا قلاعا حصينة ضده. ويبين كيف أن الله تعالى عندما تكون العفة والطهارة وينأى الإنسان بنفسه عن هذه الأجواء المحرمة فإن الله ينجيه من القوم الفاسقين. ثم قال وأدخلناهم في رحمتنا نعم يعني تخلية وتحلية، نعم نجيناه من القوم الظالمين، وهذه تخلية انتهى منهم نعم. لكن لم يكتفي البيان القرءاني بذلك، لكن قال وأدخلناهم في رحمتنا. فإذا دخل الإنسان في رحمة الله تعالى فما فقد شيئا. يا رب ماذا فقد من وجدك؟ وماذا وجد من فقدك؟ نعم. إذا هذه الايات هي كان المقصد فيها هو الإنكار على الباطل هو واجب علينا. وإن كنت وحيدا فالله ينجي أهل الإيمان من الطوفان. وهذا ما نشعر أن الاية تقصده من خلال حديثك الطيب. يا دكتور. هنالك لفتة جميلة يا دكتور قبل الحديث عن سيدنا لوط. ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين. وذلك في الانتهاء عن حديث سيدنا إبراهيم عليهما السلام. هنا إشارة في سورة الأنبياء إلى الأرض المباركة وكأنها فيها تلميحات إلى أن هذه الأرض المباركة سيكون فيها ابتلاءات الأنبياء ولم تسلم من ابتلاءات الأنبياء. صحيح. نعم. الأرض التي باركنا فيها للعالمين هي هذه الأرض المباركة التي أكرمنا الله تعالى بالعيش فيها. نعم. وأصل بركتها هو المسجد الأقصى. نعم. وفلسطين المباركة الطيبة. وما حول المسجد الأقصى كما قال كثير من المفسرين. نعم. فنحن نعيش ببركة هذه الأرض. أرض الشام أرض مباركة ببركة الأقصى. فهذه البركة التي حصلت لها لم تحصل. يعني هبة مجردة عن ابتلاء. هذه سنة الحياة. نعم هذه الأرض تتعرض اليوم وتعرضت سابقا لحملات كثيرة من أجل النيل من صمودها وثباتها وقوتها، لكن يأتي إن شاء الله دائما بعد الثبات والقوة والمواجهة. يأتي بعد ذلك إن شاء الله التمكين والفرج كما حصل مع أنبياء الله تعالى. وهذه إشارة جميلة جدا. نعم نعم. وبعد هذا المشهد العظيم نذهب مع الايات لصبر الالف عام. ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له. دعوة امتدت قرونا ولم تفقد حرارتها. دعا. بكى. صبر. حتى جاءه الفرج. بكلمة واحدة. فاستجبنا. نرجو بيان أنوار عدم استبطاء الإجابة. فإنها تحين بعد تمام البلاء والصبر. تفضل قصة سيدنا نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. عليهما الصلاة والسلام. أيضا جاءت في ايتين اثنتين في هذه السورة كما تفضلتم ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له. والفاء هنا تلفت النظر فاستجبنا. الفاء في اللغة للترتيب على التعقيب. نعم. يعني وكأن الإجابة جاءت عقب النداء. نادى فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم. لكن لو نظر الإنسان كما تفضلتم في سورة نوح وجد أنه دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عاما. فكيف يقول الله تعالى نادى فاستجبنا. لأن الزمن عند الله تعالى ليس كالزمن عندنا نحن يستبطئ نحن نتأخر. الإجابة. نحن نظن أن الوقت قد طال. نحن نظن أن الابتلاء قد طال أمده. لكن في الحقيقة عند ربنا كن فيكون. نعم فالزمن مخلوق من مخلوقات الله يحكمنا لكنه لا يحكم الله تعالى حاشاه. فربنا جل جلاله يبين أن بقوله فاستجبنا. أن الإجابة مهما طال أمدها فهي قريبة. إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا. نعم الله تعالى قد يؤخر الإجابة بالنسبة لنا نحن نستطيعها. لكن هو في الحقيقة. لما سيدنا موسى وهارون عليهما السلام قال قد أجيبت دعوتكما. أصبحت من الماضي أجيبت أجيبت بعد أربعين سنة. نعم. لكن قد أجيبت. انتهى. فنحن ينبغي أن نستيقن هذا الأمر عندما ندعو الله تعالى. ألا بمجرد أن أقول يارب قد أجيبت دعوته. انتهى. يا رب. الان متى يأتي موعد التنفيذ؟ هذا علمها عند ربي بحكمة بالغة من الله تعالى. علمتها أم جهلتها. لأن الله تعالى مربي. ما معنى رب العالمين مربي. الابن يقول لأبيه يا أبت. اريد حاسوب. أريد جوال. أريد دراجة هوائية. الأب يحب ابنه. من اللحظة التي يطلب يقول أريد أن أتيه بها. لكن الأب يقول هذا لا ينفع لأن الجوال الان مضر. الأن أنت في مرحلة دراسية. يؤجله له إلى حين يأخذ الشهادة ثم يأتيه به. لكن الأب من لحظة طلب الابن وضع في باله أنه سيأتي له بما أراد لأنه يحبه. والله تعالى يحبنا وهو رب العالمين. كيف يربينا. من تربيته لنا أن يحدد وقت العطاء. وأن يحدد وقت المنع. فإذا علم العبد الحكمة في المنع. عاد المنع عين العطاء. فربنا جل جلاله يجيب الدعاء. لذلك قال صلى الله عليه وسلم. ما من عبد يدعو الله بدعاء إلا استجيب له. فإما أن يعجل له في الدنيا، وإما أن يدخر له في الأخرة. وإما أن يغفر له بقدر ما دعا. ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم وما لم يعجل. قال وما يعجل. قال يقول يا رب دعوتك فلم تستجب لي، فلنعلم أن استبطاء الإجابة مانع من موانع الإجابة. نعم. فندعو ونعلم أن الله حكيم وعليم يختار ما يصلحنا. وقد أجاب دعوتنا لذلك هذا هو الدرس. ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له. فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ونصرناه من القوم الذين كذبوا بأياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين. فالنصر حاصل، والاستجابة حاصلة لا ينبغي أن نستبق بها، وإنما ينبغي أن نعد أنفسنا لنكون أهلا للدعاء لله، وأهلا لإجابة الله لنا. نعم بارك الله فيكم يا دكتور ونحن نتحدث عن هذه الابتلاءات وتدريبنا الايات ونحن على ظهر سفينة الابتلاءات. يأتي الحديث عن سيدنا داوود وسيدنا سليمان عليهما السلام. مثال العدل وفهم القلوب. قصة زرع مأكول. حكم بليغ وفهم أبلغ. فهم الله سليمان وأثنى على كلا الحكمين. نرجو البيان والتوضيح بارك الله فيكم يا دكتور. نحن بعد قصة سيدنا نوح كما تفضلتم تأتي قصة سيدنا داوود وسيدنا سليمان عليهما السلام وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين. يعني حتى يعلم المشاهدون عما نتحدث. نتحدث عن زرع لرجل يعتني به مزرعة، ورجل أخر عنده غنم، والغنم في الليل عدت على نفشت فيه غنم القوم، عدت في الليل على الزرع وأكلته فأفسدت الغنم الزرع. فالان نحن أمام حاجة إلى حكم حكم شرعي، ماذا نفعل؟ هذا الرجل اعتدت غنمه على زرع جاره، نعم. فكان أن حكم داوود بحكم وحكم سليمان بحكم أقرب إلى الصواب وأقرب إلى الحق. فيعني كما روى في الروايات أن داوود حكم بأن ال بأن ال صاحب الزرع يأخذ الغنم دائما بينما سليمان قال بل يأخذه حتى يصلح أرضه، فإذا صلحت أرضه رجعت الغنم إلى صاحبها. فهما حكمان اجتهاديا. المسألة كما يقال عندنا في شرعنا يعني عندما لا يكون فيها نص واضح فالاجتهاد فيها يعني مطلوب. نعم يجتهد الإنسان بما يوافق العدل وبما يوافق الإحسان أحيانا لأن الله يأمر بالعدل ويأمر بالإحسان فالإحسان مرتبة فوق العدل، فهنا أصبح هناك اجتهادات. الله تعالى أثنى على الاجتهاد إذ يحكمان في الحرث. نعم. ما ذم أحدهما وكنا لحكمهم شاهدين، فالله شهد وما غاب عنه لا حكم داوود ولا حكم سليمان، لكن أحيانا ربنا عز وجل قال. وفوق كل ذي علم عليم. فالعلم درجات وليس كل علم بمرتبة العلم الأخر. فأحيانا يكون اجتهاد أقوى من الاجتهاد الأخر فقال تعالى ففهمناها سليمان وكلا أتينا حكما وعلما. فهل علم داوود لا ينكر وحكمه لا ينكر؟ لكن يعني لعل الله عز وجل في هذه المسألة يعني أنار قلبه سليمان بالحكم الأقرب إلى الصواب، وهنا لما قال ففهمناها سليمان يعني ليعلم الإنسان أن توفيقه من الله تعالى وحده. نعم. فنحن لا نتحرك بقوتنا الذاتية وإنما بقوة الله، ولا نحكم اجتهاداتنا الجيدة والقوية بخبرتنا العميقة كما يحلو للناس، أنا قاضي مضى علي كذا وكذا أحكم، أنا لا أخطئ وإنما قال ففهمناها سليمان فالله تعالى هو الذي يفهمنا. وهو الذي يعلمنا. فيعني يكون الحكم ربما أولى من حكم أخر. نعم نعم. ثم بعد ذلك يذكر ربنا جل جلاله ما أتاه لداوود وما أتاه لسليمان. ويلفت نظري في الحديث عن داوود قال وعلمناه صنعة. لبوس. لكم من بأسكم. فالله تعالى هنا يشير إلى أهمية العمل. العمل. نعم لأهمية الكسب ويثني على الحرفة. يعني يعني سيدنا داوود يخيط الثياب ويخيط الدروع التي تحصن الإنسان من البأس فإذا وعلمناه صنعة لبوس. هذا عنوان عريض اليوم لشبابنا، للناس، بأن يتعلم الإنسان صنعة تعينه على حياته. وعنوان لنا أيضا في. في. في حياتنا وفي دولنا بأن الصنعة مطلوبة. والحركة مطلوبة اليوم في تعليم مهني يسمونه. فكما أننا بحاجة إلى الأكاديميين أيضا بحاجة إلى الصنعة التي تبني وتنهض بالأمم. وتحدث ربنا جل جلاله بعد ذلك عن ما سخره لسليمان من الريح التي تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها. إعادة لذكر البركة. في. هذه الأرض الطيبة، وما يمكن أن يحققه الله من معجزات فيها بنصر المؤمنين، وخذلان الكافرين، وعدم تحقيق أهدافهم إن شاء الله مما يريدونه، وما سخره الله له من الجن الذين كانوا يعملون بأمره وكنا لهم حافظين. نعم نعم بارك الله فيكم. إذا ذكر الأرض المباركة في سورة الأنبياء أن يأتي مرتين، هذا لم يأت بالسياق العادي، وإنما له مدلولات، له أنوار، له ألطاف يا دكتور حينما يتحدث عن سليمان وعن الأرض المباركة، حين يتحدث عن لوط وعن إبراهيم وعن الأرض المباركة عليهما الصلاة والسلام جميعا. إذا هنالك إشارات، هنالك توجه إلى هذه الأرض كما ذكرت في البداية وإلى الابتلاءات التي ستكون عليها. نعم. نعم. بارك الله فيكم. الان ننتقل للحديث عن الجسد النحيل يا دكتور أهل ذهبوا ولكن قلبا بقي يقول وأنت أرحم الراحمين. فكان الرد فكشفنا ما به من ضر. حدثنا عن سيدنا أيوب عليه السلام عن صبره الطويل مع أن ذكره في القرأن الكريم لم يتعدى الأربع مرات في سورة صاد والنساء والأنعام وهنا في الأنبياء تفضل. يعني بعد أن ذكر الله عز وجل سيدنا داوود وسيدنا سليمان تحدث أيضا بعجالة عن سيدنا أيوب، وأيوب معروف بصبره يعني كما يعرف حاتم بكرمه من يعني مع بعد التشبيه وغير ذلك. فإذا ذكر أيوب ذكر الصبر وقال تعالى إنا وجدناه صابرا إنا وجدناه صابرا. ما أجمل أن يجدنا الله صابرين. الصبر مطية لا تكبو. والصبر طريق إلى الله عز وجل. وصول الإنسان فيه حتمي. فالصبر يوصل الإنسان إلى أعلى الدرجات. إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب. نعم فأيوب عليه السلام صحيح لم يذكر كثيرا في كتاب الله تعالى، ولكنه أصبح رمزا للرجل الذي يصيبه المرض أو الضر. فيعني يلتجئ إلى الله تعالى بأدب عال جدا. قال وأيوب إذ نادى ربه ما ما اشتكى للخلق ما شكى للخلق يعيب على مؤمن. أو يعاب على المؤمن أن يشكو الخالق لخلقه. لا يفعلها المؤمن. قد. قد يتخذ الأسباب. يقول أنا مريض من أجل أن يعالجه الطبيب. لكن يتشكى ويتسخط أمام الناس وكأنه يشكو خالقه. فالمؤمن لا يفعلها. معاذ الله. قال وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر. لأن الأصل هو الخير. فالضرر. قال ما الثانية؟ انظر إلى هذا الأدب. ما قال أغرق الضر وأصبحت فيه وكأنه مس خفيف. إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين. فنادى ربه ولم ينادي غيره، فجاءت الاستجابة كما جاءت لغيره من الأنبياء. قال فاستجبنا له فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر واتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين. فأيوب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. وأيوب الصابر الذي بلغ مرتبة عالية جدا من معرفة الله تعالى هيأته لأن يصبر لحكم الله تعالى. نعم في كتاب الله تعالى. يقول ربنا فاصبر لحكم ربك. حكم الله تعالى. إذن قد يأتي مخالفا لما أريده، لما أطمح إليه، لما أتمناه. وإلا لماذا أؤمر بالصبر؟ يعني لو كنت أريد المال فالمال معي وأريد الزوجة فالزوجة ومعي وأريد الولد. فالأولاد موجودون وأريد الصحة فالصحة قائمة. صحيح. إذن لماذا أخاطب؟ فاصبر لحكم ربك. إذا حكم ربي قد يأتي بخلاف ما أريده وبخلاف ما أطمح إليه. لكن الله أعلم وأحكم فأنا أصبر لحكم ربي. أي أحبس النفس عن الجزع والسخط والتشكي وأرضى بما قضاه الله تعالى. وهذا معنى. فاصبر لحكم ربك في القران الكريم ثلاث مرات. يقول تعالى فاصبر إن وعد الله حق. فقط انتظر. نعم أنت مهمتك أن تنتظر. لكن الوعد حق. فهنا أيوب يعلمنا هذا الدرس العظيم في الصبر على الضر والالتجاء إلى الله تعالى عند المصيبة. فيستجيب الله تعالى لعبده ويكشف ما به من ضر. نعم نعم. إذا هذه الايات تتحدث عن أدب الدعاء في بلاء الطهر. والمقصد هنا أنه إذا اشتد الوجع يا دكتور فاعلم أن أرحم الراحمين يسمعك. لا تشتكي بل ارمي قلبك على مكان وعتبة سجودك تماما. بارك الله فيك. نعم نعم. ونذهب الان إلى مشهد سريع وذكر سريع لكنه شريف. لا تفاصيل بل صفة واحدة تكفي كل من الصابرين. نحن هنا نتحدث عن سيدنا إسماعيل وإدريس وذا الكفل عليهما السلام. لم كانت هذه الأيات تتحدث فقط عن صدق وتكليف. ما جماليات هذه الأيات التي تتحدث فيها عن هؤلاء الأنبياء يا دكتور؟ نعم كما تفضلتم هو سطر واحد. نعم ذكر ثلاثة أنبياء وإسماعيل وإدريس وذا الكفل. طيب ماذا تريد أن تعرف عن هؤلاء؟ قال كل من الصابرين. نعم هنا الصورة أجملت في مكان أخر فصلت مثلا نبي الله إدريس المعلومات عنه قليلة. نعم ذو الكفل نبي من أنبياء الله على قول جمهور المفسرين. وهذا الصحيح لأنه جاء ذكره بين الأنبياء فليس مجرد رجل صالح وإنما هو نبي من الأنبياء، ولم يذكر تفاصيل عنه إلا أنه صابر، يعني أحيانا الإنسان يعيش حياته ويقضي إلى الله تعالى، ثم إذا ذكر بعد خمسين سنة من وفاته يذكر بفضل له، فقد يقول الناس فلان رحمه الله كان قارئا للقران. نعم كان حافظا لكتاب الله. كان محسنا يتبرع للفقراء. كان يكفل يتيما وحياته كلها فيها. ذهب ورجع ودرس وأكل وشرب وتنزه لا تذكر. يقال بكلمة واحدة فلان كان صابرا، فلان كان محسنا فيذكر الإنسان بأجمل أعماله وأفضل أعماله، فهنا في سطر واحد ذكر الله إسماعيل ونحن نعرف اسماعيل عليه السلام ونعرف صبره واعظم صبره ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين. نعم. يعني وضع جبينه ووضع رأسه وقال له اذبح يا أبي. ووضعت السكين على الرقبة ولم يتحرك، ولم يهمس ببنت شفة، ولم يتسخط ولم يشكو فنعرف صبره. ما هو صبر وإدريس وذا الكفل؟ يكفي أن الله تعالى قال كل من الصابرين. فهذه شهادة عظيمة جدا يذكر بها الإنسان، الإنسان لأنه يذكر بعد موته، يعني بشهادته العليا على أهميتها، ولا بمكانته التي بلغها، ولا بالوزارة التي تقلدها، سيذكر بعمله فقط بصبره بجهاده، بثباته بمساعدته للناس، بإحسانه للأخرين، بصلاته، بعبادته، هذا ما يذكر اليوم بين الناس، فربنا جل جلاله قال كل من الصابرين فأعطاهم شهادة في الصبر. يعني ليتنا جميعا يجدنا الله من الصابرين ونأخذ هذه الشهادة العظمى. اللهم امين. إذا يا دكتور بشكل عام الصدق والتكليف يفرضان جناحيهما على هذه القصص وعلى هؤلاء الأنبياء، ليس شرطا أن تروى قصتك مرارا، ولكن يكفي أن يعلم الله صدقك وثباتك وتعلقك بالله سبحانه وتعالى. فإذا علم الله من الإنسان الصدق نعم. قال. وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين. يأتي الإكرام من الله جل جلاله. نعم لا إله إلا الله. وإذا ما ذهبنا إلى التسبيح والذكر يا دكتور والذي ذكر في القرءان كثيرا وكان صفة لازمة لكل نبي. لكن هنا نتحدث عن تسبيح مختلف عن تسبيح يونس عليه السلام في بطن الظلمات وتسبيح زكريا عليهما السلام. ماذا تحدثنا عن هذه المشاهد وهذا الإعجاز البلاغي والتصوير البياني؟ تفضل. نعم بعد ذلك يذكر الله تعالى كما تفضلتم نبيه يونس وزكريا عليهما السلام. نعم ويشتركان كما تفضلتم بشيء واحد وهو تسبيح وذكر وذكر الله تعالى والناتج عنه. فاستجبنا له. فاستجبنا له. في الحالتين. فاستجبنا له. ونجيناه. والثانية. ووهبنا له. نعم فهنا عندما نتأمل في هذه الأيات الكريمة. يونس عليه السلام ذهب مغاضبا. يعني لم يهتدي قومه ولم يستجيبوا ولم يسمعوا. والإنسان بطبيعته يحب أن يرى أثر عمله. ويونس قضى فيهم عمرا ولم يستجيبوا. فظن أن لن نقدر عليه. أي لن نضيق عليه. نعم. يعني لن نقدر بمعنى من القدرة. حاشاه أن يعتقد أن الله لا يقدر عليه. هذه لا تليق بمؤمن. فكيف لا تليق بنبيه يعني. فظن أن لن نضيق عليه في الأمر. فيه سعة يعني فليذهب. فذهب. لكن. لكن هذا لا ينبغي للداعية أن يترك موقعه للمصلح أن يترك مكانه مهما طال أمد الاستجابة. نعم. فحصل ما كان من يعني التقمه الحوت فنادى في الظلمات، نعم في ظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر ظلمات بعضها فوق بعض، قال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. وهنا قال العلماء يعني هذا دعاء الذكر دعاء هو ما قال أسألك أن تفرج عني، لكن يكفي أنه قال لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين. اعترف بظلم نفسه وناجى الله تعالى قال فاستجبنا له. هنا أريد أن أؤكد على موضوع قال ونجيناه من الغم. انتهت القصة هنا قال وكذلك ننجي المؤمنين. فحولها من حالة فردية إلى قانون جماعي حتى لا نقرأ القرأن بنفس يعني أنه تاريخ؟ لا أبدا، القضية قضية قانون إن صح التعبير بالعرف الحديث سنة من سنن الله تعالى بالعرف القرءاني. فاستجبنا له ونجيناه من الغم وهذه له وحده. قال وكذلك ننجي المؤمنين إلى قيام الساعة. فهو قانون يشملك كما شمل أنبياء الله. ليس للأنبياء فقط. فأنت أيضا إذا ذكرت الله وناجيته وطلبت منه فإن الله ينجيك من الغم الذي أنت فيه. يكشف الكربات. ويدخل إلى قلبك السكينة، ويبعد عنك الأذى. وكذلك ننجي المؤمنين. نعم مشابه له. زكريا عليه السلام. زكريا الان يعني له قصة أخرى لم يقع في غم أو يدخل في في بطن الحوت أو في الظلمات. لكن ربي لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين. زكريا يريد الولد يريد من ينفع الناس من بعده. يريد من يبقى لأن الإنسان في طبيعته، يعني عنده حاجات من حاجاته، الطعام والشراب لبقاء الجنس، ومن حاجاته الزواج لبقاء النوع، ومن حاجاته تأكيد الذات لبقاء الذكر، يحب أن يبقى ذكره. قال رب لا تذرني فردا. فيحب الولد فقال. ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. فهنا سيدنا زكريا عليه السلام طلب طلب من الله عز وجل وهو أن يرزقه الولد، فكان أن قدر الله له ذلك ووهبه. ولا يخفى ما في قوله تعالى ووهبنا أن الولد هبة من الله تعالى، وعطية عظمى ينبغي أن يرعاها الإنسان، وأن يقوم على تربيتها وتنشئتها التنشئة الصالحة التي ترضي الله. نعم بارك الله فيكم يا دكتور. وفي اخر المشاهد مشهد الطهر والنقاء. مشهد الاصطفاء. ظهرت اية خالدة والتي أحصنت فرجها. ماذا تحدثني يا دكتور عن طهارة السيدة مريم عليها السلام. عن الصمت في وقت بحاجة للدفاع عن النفس. ماذا تحدثنا عن سيدنا عيسى عليه السلام وهو في المهد؟ ولما بعد الحديث عن كل هؤلاء الأنبياء تأتي الاية الكريمة إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون. تفضل. نعم ختمت ختم الحديث عن الأنبياء بذكر مريم عليها السلام وابنها النبي عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام. عليهما الصلاة والسلام. والله تعالى يعني هنا الخطاب طبعا عام لكنه يخص النساء أكثر. فما أجمل الحياة وما أشد جماله في النساء، وما أجمل الطهر والعفاف، وما أعظم جماله وطهره وعفافه في النساء. فهذه المرأة الصالحة حصنت نفسها من الحرام، وأبعدت نفسها عن ما يوردها ما يشينها في الدنيا والأخرة، وحمت نفسها من من كل معصية. فكان أن الله تعالى قال فنفخنا فيها من روحنا. انظروا إلى العطاء الذي يكرم الله تعالى به المرأة الحيية الستيرة العفيفة الطاهرة. ولننظر إلى أثره. فما الذي حصل؟ الله تعالى جل جلاله عبر جبريل عليه السلام قال فنفخنا فيها من روحنا فكان أن كان لها هذا الولد العظيم عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وجعلها الله وابنها اية للعالمين. وانظروا إلى يعني اللي تفضلت به حضرتك إنه ال ال ال. الصمت. نعم يعني أه. فلن أكلم اليوم إنسيا. فأشارت إليه. كيف؟ ربنا عز وجل يربي النفس الإنسانية على أنك عندما تكون صاحب حق ومظلوم فإن الله عز وجل يتولى أمرك، وإن الله عز وجل يتولى بيان الحق، وإن الله عز وجل يتولى. طبعا الإنسان يدافع عن نفسه. لكن السيدة مريم يعني كانت في موقف ليس فيه دفاع، يعني لماذا تدافع عن نفسها؟ فحملته يعني. أه. ال ال ال ال ال. التهمة واضحة والبراءة منها تكاد تكون شبه معدومة أمام الناس. لكن الله عز وجل في عليائه تولى الدفاع عنها. ولأنها طهرت نفسها وحصنت نفسها من الأثام ومن المعاصي فكافأه الله تعالى بهذه المكافأة العظيمة. ولا يخفى في قوله تعالى وجعلناها وابنها أية للعالمين هذه الإشارة إلى نبي الله عيسى عليه السلام. ثم يقول تعالى إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون. هذا فيه إشارة إلى وحدة الأنبياء ووحدة الدعوة التي جاء بها الأنبياء. وما أرسلنا من رسول من قبلك إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون. فكل الأنبياء جاؤوا بشيئين اثنين جاءوا بالتوحيد وبالعبادة التوحيد قمة العلم، والعبادة قمة العمل، الإنسان نشاطه في الحياة علم وعمل. إما أن أكون اتعلم أو أعمل. ما قيمة العلم؟ التوحيد. فلو تعلم الإنسان كل علوم الدنيا ولم يتعلم التوحيد فقد خاب وخسر. ولو جهلت كل علوم الدنيا مع أهميتها. لكنه تعلم التوحيد فقد أفلح. نعم. ما نهاية العمل؟ أنا أعمل. أذهب وأرجع. أنزل إلى السوق. وأنزل إلى الجامعة. ما نهاية وقمة العمل أن أكون في عبادة الله تعالى. والله تعالى ما أرسل من نبي إلا ليعلم الناس شيئين. العلم والعمل. التوحيد والعبادة. وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا. حسن التوجه إلى الله. التوحيد فاعبدون. العمل عبادة لله تعالى. نجعل أعمالنا في طاعة الله تعالى. فلذلك ختمت بهذه القصص بخاتمة رائعة جدا. إن هذه أمتكم أمة واحدة. نحن جميعا إخوة، أنبياء الله إخوة، وأتباعهم إخوة. فأتباع عيسى. إخوتنا وأتباع موسى. أخوتنا وأتباع إبراهيم الذي كان حنيفا مسلما. إخوتنا. إن هذه أمتكم أمة واحدة. كلها على مبدأ التوحيد والتوجه إلى الله وحسن العبادة لله تعالى. وأنا ربكم فاعبدون. إلهنا واحد أنبياؤنا متعددون. لكنهم يدعون إلى إله واحد وإلى عبادة إله واحد. نعم نعم. ولكن الاية التي تتبعها كان فيها جمالية جدا تخفى على كثير من الناس إلا من تدبر ووعى هذه الأية يا دكتور وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون. إذا بعد كل هذا الحديث. بعد كل هذه الابتلاءات، بعد كل هذه القصص وبعد توحيد الله. يبقى البشر بشر وعندهم هذه النزعات البشرية. فيصفها يصفها القرأن بأنهم بعد كل هذا التفصيل إلا أنهم وتقطعوا أمرهم بينهم. ولكن كل إلينا راجعون. هذه. هذه جماليات تفصيلية مع كل هذا السرد إلا أن البشر ينسون أو يتناسون. يذهبون في غفلات الحياة. ثم هم يعودون إلى الله. لأن طبيعة البشر ولا يزالون مختلفين إلا من رحم. ربي. نعم طبيعة النفس البشرية أنها تحب الإختلاف أو لا أقول تحب وإنما يعني تسعى إليه أو توجد أسبابه. مع أن الله تعالى لم يوجد أسباب الخلاف في الدين. فالدين في الأصل يجمع ولا يفرق. قال تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. نعم فالدين يجمعنا لأن القبلة واحدة، ولأن الإله واحد، ولأن الأنبياء يدعون إلى دعوة واحدة، ولأننا نقف في صلاة واحدة، ولأننا ولأننا. ومع ذلك نجد أن يعني كما قال تعالى. وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم. نعم تجد أن الناس يتفرقون في دين الله تعالى، وهذا له أسبابه الكثيرة التي يعني ليس الان مقام ذكرها. أفرأيت من اتخذ إلهه هواه. عندما يكون الهوى. نعم وللأسف اليوم. اليوم الهوى يلبس لبوسا مختلفة. فلا أحد يقول أنا أتبع هواي اليوم أنا أتبع عقلي مثلا على سبيل المثال يقول لك أنا قال لي عقلي وأنا يقول لي عقلي شيئا أخر بخلاف ما قاله لك عقلك. فإذا كون كل واحد سيتبع عقله ففي الحقيقة هو سيتبع هو نفسه. نعم. فاليوم ليس التبعية للعقل يعني بمنأى عن تبعية الهوى. إذا لم تكن منضبطة بفهم النصوص والتعامل مع الوحي فهذا له أسبابه كما قلنا، لكن ربنا جل جلاله يعني يختم بختام رائع قال كل إلينا راجعون. يعني في النتيجة العودة إلى الله تعالى وحده وهو الذي سيحاسب، فيعني كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر في سجوده من دعاء اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك. نعم، نعم بارك الله فيكم، لذلك يا دكتور نرى الملال، نرى الطوائف، نرى، نرى الأفكار، لأن كل إنسان فينا اتخذ هواه وهو إلهه، واتخذ تفكيره هو الحق، وأنني أرى وأظن وأشك إذا هذه كلها جاءت في محصلة وتقطعوا أمرهم. هنا يضيق ذكر هذه المعاني الجميلة ولكن نفرد لها حلقة خاصة بإذن الله تعالى. إن شاء الله. نعم بارك الله فيكم. إذا إخوتي الكرام في صورة واحدة اجتمع الأنبياء وكل واحد منهم ترك أثرا خالدا ودعوة حية وعبرة لا تموت. فيا من أثقله البلاء! قف مع أيوب ويا من غرق في ضيق النفس، سلم روحك مع يونس، ويا من استصعب التغيير تذكر نوحا، ويا من سعى للتوحيد امش على خطى إبراهيم عليهم السلام جميعا. فهذه ليست قصص بل مرايا للنفس وخرائط للسالكين ونفحات نبوة في درب المتقين. وكل ذلك جمع في قلب المبعوث رحمة للعالمين صلوات ربي وسلامه عليه. بهذا مستمعينا نختم حلقة اليوم. وفي الختام نشكر الضيف الكريم فضيلة الدكتور والعالم الجليل الدكتور بلال نور الدين، ونشكرك يا دكتور على ما قدمتم وأفدت وجزيتم خير الجزاء. |