محمد شحرور في ميزان الشرع-1

  • الحلقة السادسة عشرة
  • 2018-07-25

محمد شحرور في ميزان الشرع-1


فهم محمد شحرور القرآن الكريم بنفسية المنهزم :
السلام عليكم؛ كنت أتمنى في هذه اللقاءات ألا أتحدث عن أشخاصٍ محددين، ولكن تقتضي الضرورة أحياناً أن نذكر أشخاصاً بأسمائهم لنحذر منهم.
نتحدث في هذه الحلقة عن شخصٍ اسمه محمد شحرور، وهو دكتورٌ في الهندسة المدنية في جامعة دمشق، راجت أفكاره الدينية كثيراً في الآونة الأخيرة.
استعان بالعقل الرياضي
بدايةً الرجل مواليد دمشق عام 1938، درس الهندسة المدنية في موسكو، ثم بدأ بدراسة التنزيل الحكيم كما يقول هو في سيرته الذاتية بعد نكسة حزيران عام 1967، بالمناسبة هو يكثر من ذكر أنه درس القرآن، أو التنزيل الحكيم كما يقول بعد هذه النكسة، أي أنه دخل إلى فهم القرآن الكريم بنفسية المنهزم، فهو يقرر بأن هذه النكسة كان لها أثرٌ كبيرٌ في دراسته للتنزيل الحكيم، ثم يقرر- والكلام من موقعه ومن سيرته الذاتية - أنه استعان بالعقل الرياضي ليفهم القرآن الكريم، وهذه أعجوبةٌ ما سمعنا بها أبداً، على كلٍّ الرجل في عام 1990 أصدر كتابه المُشكِل بعنوان: الكتاب والقرآن قراءةٌ معاصرة، انبرى وقتها كثيرٌ من العلماء وطلاب العلم واللغويين للرد عليه، وهناك كتاباتٌ كثيرةٌ ترد عليه، أبرزها بيضة الديك للكاتب واللغوي يوسف الصيداوي، الرجل غاب عن الأنظار فترةً طويلة تزيد على عشرين سنة بعد أن أثار كتابه زوبعةً كبيرةً ولغطاً كبيراً في المجتمع، غاب جزئياً ثم عاد قبل سنتين من الآن ليظهر على وسائل الإعلام الحديثة، ليظهر فكره الجديد، ولكن بفكر أشد انحرافاً من الفكر السابق، وليأتي بأشياءٍ غريبة وعجيبةٍ لم يُسمع بها في سلف هذه الأمة، ولا في عصورها الإسلامية الزاهرة المتقدمة.

ظهور مجموعات ومنظمات ترتكب الكبائر باسم الدين :
الدين لا ينتج تطرفاً
عاد الرجل ليظهر من جديد اليوم في زمنٍ فيه مشكلةٌ، حيث ظهرت مجموعاتٌ أو منظماتٌ تشوه الدين باسم الدين، ترتكب الكبائر باسم الدين، تستحل الدماء باسم الدين، هذا الزمن فيه ضياعٌ، وتشتتٌ كبيرٌ، لاسيما في جيل الشباب، نُخَبُنا وبعض مُفكرينا بطريقةٍ أو بأخرى نسبوا هذا الفكر المتشدد إلى الدين، مع أن الدين لا ينتج تطرفاً، ولا ينتج فكراً متشدداً، ولو كان تطبيق الدين وتطبيق أحكامه سينتج فكراً متطرفاً لأنتجه في العصور الزاهرة بهذه الأمة يوم كان الدين مترسخاً في نفوس الناس، ويوم كان الدين يطبق بأحكامه كلها بدءاً بالحدود وانتهاء بأقل التكليفات الشرعية، مع ذلك بعض المفكرين والنخب نسبوا هذه المنظمات التكفيرية التي تعمل في الأصل بأجر لصالح الدول، ويتبعها الجهال نسبوها للدين، وبأنها نتاجٌ لمعاهدنا الشرعية، وتراثنا الإسلامي، وفكرنا الشرعي، وهذا لغطٌ وغلطٌ كبيرٌ جداً، ظهر إما عن حسن نية من البعض، أو عن سوء نية من البعض الآخر، النتيجة أنه في ظل هذه الحالة المتردية من فهمٍ سيئ للدين، من فهم منسوبٍ للدين، والدين منه براء ظهر محمد شحرور من جديد ليطرح أفكاره التنويرية التجديدية في مقابل الفكر الظلامي الذي ملَّ الناسُ منه، واضطربوا من ممارساته السيئة التي تدمي القلب، فوجد محمد شحرور أتباعاً له لاسيما بين جيل الشباب، للحديث تتمة مهمة نتابع الحديث عنها في اللقاء القادم.
إلى الملتقى أستودعكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته