البعد عن اتباع الهوى
البعد عن اتباع الهوى
ما هو الهوى وكيف جاء في كتاب الله تعالى؟
السلام عليكم: نتحدث اليوم عن عبادة الهوى أو اتباع الهوى، والهوى هو ميل النفس إلى الشهوة المحرمة، وسميَ بالهوى لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا وفي الآخرة إلى الهاوية، والهوى لم يأتِ في كتاب الله تعالى إلا مذموماً، قال تعالى: |
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا(سورة الفرقان:الآية 43)
الهوى مذمومٌ في كتاب الله
|
فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(سورة القصص:الآية 50)
إذاً هما حلان لا ثالث لهما، إما أن تدخل تحت عبادة المولى فتستجيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتتبع أوامر الله تعالى ورسوله، وإما أن تتبع الهوى. فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ، قال تعالى في آية آخرى: |
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ (176)(سورة الأعراف: الآية 175-176)
لرفعناه بها أي بالآيات، اتباع الهوى مذموم لأنه خروجٌ من عبادة المولى إلى عبادة الهوى وهي عبادة الشهوةِ المحرمة. |
أسباب اتباع الهوى
أسباب اتباع الهوى تتلخص في شيئين اثنين؛ الأول: مجالسة أصحاب الأهواء، فمن يجالس أصحاب الأهواء يهوى عملهم ويهوي معهم، |
إن الهوى لهو الهوان بعينه فإذا هويت فقد لقيت هواناً{ ابن المقفع }
الابتعاد عن مجالسة أصحاب الأهواء
|
قال سيدنا علي رضي الله عنه: (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَتَيْنِ طُولُ الأَمَلِ وَاتِّبَاعُ الْهَوَى ، فَأَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ وَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ...)، فالذي يتبع هواه لا يستمع للحق غالباً لأنه يسير مع هواه أينما سار. |
علاج اتباع الهوى
أين الحل؟ أين العلاج؟ العلاج في قوله تعالى: |
فَأَمَّا مَن طَغَىٰ (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (41)(سورة النازعات: الآية 37-38-39-40-41)
فالحلُّ في شيئين: في الخوف من مقام الله تعالى، أن تعظِّم الله تعالى تعظيماً يدفعك إلى أن تخاف أن تقع في معصيته لأن لكل معصيةٍ عقاباً ومن يعلم أنه سيعاقب على معصيته لا يعصي الله تعالى وإذا فعل تاب وعاد فوراً. والأمر الثاني في العلاج: ونهى النفس عن الهوى، |
والنَّفسُ كَالطّفلِ إِنْ تُهمِلْه ُشَبَّ عَلَى حُــبِّ الرّضَاع وَإِنْ تَفْطِمْهُ يَنفَطِـــــــمِ وخالفِ النفسَ والشيطانَ واعْصِهمــا وإِن هما مَحَضاكَ النصحَ فاتِهَّــــــــمِ{ البوصيري }
اتهم نفسك
|