• الحلقة الثالثة
  • 2018-05-28

الدين يجمعنا


الدين يجمع و لا يفرق :
السلام عليكم؛ ديننا يحتاج إلى إصلاح عندما يكون سبباً لفرقتنا، لا باعثاً لوحدتنا، قال تعالى:

شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ
[ سورة الشورى: 13]

الدين يجمع ولا يفرق
حينما يفرقنا الدين فإنه يحتاج إلى إصلاح، لأن دين الله تعالى يجمع ولا يفرق، قال ابن عباس رضي الله عنهما:" أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الفرقة، وأخبرهم إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله "، الدين يجمع ولا يفرق.
أولاً : لأنه يوحد الوجهة نحو الإله الواحد، والمنهج الواحد، والقبلة الواحدة.
ثانياً: لأن الله تعالى شرع عباداته كلها عبادات جماعية؛ الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج.
ثالثاً: لأن الدين يربطنا بالوحي لا بالنظريات المتناقضة التي يهدم آخرها أولها.
أخيراً: الدين يجمع ولا يفرق لأنه سلامٌ، لأنه يتفق مع فطرتنا، فهو سلامٌ مع النفس، وسلامٌ مع الله، وسلامٌ مع الناس من حولنا.

متى نتفرق في الدين ؟
نتفرق عندما نسمي أنفسنا بأسماء جماعتنا
لكن متى نتفرق في الدين؟ نتفرق في الدين.
أولاً: عندما نسمي أنفسنا بأسماء جماعتنا و تحزباتنا، ولا نرتضي ما سمانا الله تعالى به في قرآنه:

جَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ
[ سورة الحج: 78]

الدين يفرقنا ولا يجمعنا عندما نعتقد ثم نستدل
فلماذا نرتضي تسمياتٍ نسمي بها أنفسنا هي دون هذه التسمية العظيمة، تسمية الله تعالى لنا المسلم.
ثانياً: نتفرق حينما نقدم قول الإمام أو الشيخ أو الفقيه على النص الصحيح الصريح، عندها يفرقنا الدين ولا يجمعنا.
ثالثاً: نتفرق في الدين عندما ننشغل بالقضايا الفقهية الفرعية، و نتشاغل عن مقاصد الشريعة العظمى، أيعقل مثلاً أن يتجه مليار مسلم إلى قبلةٍ واحدة ليؤدوا الصلاة بكيفيةٍ واحدة، ليحققوا الغاية من الصلاة، ثم يتقاتل المسلمون بشأن حركة من حركات الصلاة؟ هنا يفرق الدين ولا يجمع، الدين يفرقنا ولا يجمعنا عندما نعتقد ثم نستدل، فنضع فكرةً في ذهننا ثم نبحث لها عن دليل فنلوي أعناق النصوص لتوافق ما اعتقدنا به مسبقاً، والأصل في المسلم أنه ينطلق من النص، ومن الوحي، و يستدل ثم يعتقد، ولا يعتقد ثم يستدل، الدين يفرقنا عندما تنتقل القدسية من النص المعصوم إلى الفهم المغلوط، فالنص وحي من الله تعالى سواء كان قرآناً أو سنةً صحيحة، وهو معصوم من الخطأ، لكن فهمنا له قد يقع فيه خطأ، فحينما نتشبث بفهمنا المغلوط للنص عندها نتفرق في الدين، الدين يجمع ولا يفرق، الدين يجمع المسلمين جميعاً نحو جهةٍ واحدةٍ، وهدفٍ واحد، فهم يسيرون حتماً في طريقٍ واحد للوصول إلى الهدف المشترك.
إلى الملتقى أستودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته