شروط تحقق دين القيمة

  • الحلقة الحادية عشر
  • 2018-06-30
  • عمان

شروط تحقق دين القيمة


خمسة عناصر تنجي الإنسان يوم القيامة :
السلام عليكم.
قال تعالى:

وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
[ سورة البينة:5 ]

مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
[ سورة يوسف:40 ]

دين القيمة هو الدين شديد الاستقامة
حتى يتحقق الدين القيم، أو دين القيمة، وهو الدين شديد الاستقامة الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، والذي ينجِّي الإنسان يوم العرض على الله تعالى، لا بد أن تتحقق وفق الآية الكريمة الأولى خمسة عناصر، أولاً: عبادة الله، ثانياً: الإخلاص، ثالثاً: حنفاء، رابعاً: يقيمون الصلاة، خامساً: يؤتون الزكاة.
العبادة مفهومٌ واسعٌ شامل
نبدأ بالعنصر الأول وهو الأهم؛ عبادة الله، عبادة الله تعالى اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، فالعبادة مفهومٌ واسعٌ شامل، وليس في التصور الإسلامي نشاطٌ إنسانيٌ لا يُطلب فيه تحقيق معنى العبادة أو وصف العبادة، بل إنَّ كل نشاطٍ إنساني غايته الإسلامية تحقيق معنى العبادةِ لله تعالى في العمل، وفي المجتمع، وفي الحياة، وفي الطريق، وفي كل عملٍ يعملهُ الإنسان، إنما يطلب منه أن يحقق معنى العبادة لله تعالى.

تخلف الواقع عند قصر مفهوم العبادةِ على مفهومٍ ضيق :
حينما قصرنا العبادة على مفهوم ضيقٍ في صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحج، صار عندنا أذكارٌ تردد لا يفقه كثيرٌ من المسلمين معناها، ولا تنعكس سلوكاً في حياتهم، صلاةٌ هي عبارةٌ عن حركاتٍ وسكناتٍ تُفتتح بالتكبير وتُختتم بالتسليم دون أن تحقق الغاية منها.
صيامٌ تحول من شهر عبادة إلى شهر عادة، فيهِ تلذذٌ وسمرٌ ومتابعةٌ للمسلسلات.
حاجٌّ يلتزم بمحظورات الإحرام، لكنه متلبسٌ طوال حياتهِ بمحظورات الإسلام، هذا ما حصل، حجابٌ فرضَ في الأصل ليكون مظهر عفةٍ وحياء، فصارت الفتاة تتفنن في إزاحته وتزيينه ليصبح أجمل وأجمل، هذا ما حصل في واقعنا عندما قصرنا مفهوم العبادةِ على مفهومٍ ضيق.

سبل تحقيق دين القيمة :
أولاً: حتى نحقق دين القيمة لا بد من عبادة الله تعالى بالمفهوم الواسع، اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
ثانياً: الإخلاص لله تعالى في هذه العبادة، فلا يتوجه الإنسان بأي عملٍ إلا ويبتغي به وجه الله تعالى وحده.
المسلم يوالي أولياء الله
ثالثاً: ﴿ حُنَفَاءَ ﴾ أي مائلون عن الشرك وأهل الشرك، فالمسلم يوالي أولياء الله، ويتبرأ من أعداء الله، ﴿ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ وهنا إقامة الصلاة تعبير عن الحركة نحو الخالق، فالصلاة صلة بالله تعالى، ﴿ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ﴾ وهي حركةٌ نحو المخلوق بالإحسان، والخدمة، والمساعدة، ومد يد العون، فإذا تحققت العبادة مع الإخلاص مع الميل عن الشرك وأهله مع الصلةِ بالله والإحسان إلى المخلوقين، كان ذلك دين القيمة الذي يرتضيه الله تعالى، وإن لم يكن كذلك فإننا ندعو ونقول: اللهم أصلح لنا ديننا.
إلى الملتقى أستودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته