• الحلقة الحادية عشر
  • 2020-05-04

فضل صلاة الفجر

السلام عليكم: الآية اليوم هي الآية الثامنة والسبعون من سورة الإسراء وهي قوله تعالى:

أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا
(سورة الإسراء: الآية 78)

(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) الصحيح من أقوال أهل العلم: أنه زوال الشمس، أي من وقت الظهيرة، صلاة الظهر، (إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ): أي إلى ظلمة الليل، المغرب والعشاء، فشملت هذه الآية أو هذا الجزء من الآية الصلوات الأربعة، الظهر والعصر والمغرب والعشاء، (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) هذه الآية.
وأمَّا الحديث: فهو ما أخرجه البخاري في صحيحه:

{ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فضْلُ صَلاةِ الجَمِيعِ علَى صَلاةِ الواحِدِ خَمْسٌ وعِشْرُونَ دَرَجَةً، وتَجْتَمِعُ مَلائِكَةُ اللَّيْلِ ومَلائِكَةُ النَّهارِ في صَلاةِ الصُّبْحِ، يقولُ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {وَقُرْآنَ الفَجْرِ إنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُودًا} }

(صحيح البخاري)

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فضْلُ صَلاةِ الجَمِيعِ) أي صلاة الجماعة، (علَى صَلاةِ الواحِدِ خَمْسٌ وعِشْرُونَ دَرَجَةً، وتَجْتَمِعُ مَلائِكَةُ اللَّيْلِ ومَلائِكَةُ النَّهارِ في صَلاةِ الصُّبْحِ)، (يقولُ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {وَقُرْآنَ الفَجْرِ إنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُودًا}).

صلاة الفجر تشهدها الملائكة
صلاة الفجر تشهدها الملائكة
(صَلاةِ الجَمِيعِ) أي صلاة الجماعة، (كانَ مَشْهُودًا) تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، (وَقُرْآنَ الفَجْرِ) المقصود به صلاة الفجر أو صلاة الصبح، وهذه الصلاة تشهدها الملائكة، فإذا علم الإنسان أنَّ هذه الصلاة التي يغفل عنها كثيرٌ من الناس، إذا علم أنَّ هذه الصلاة تحضرها الملائكة وتشهدها ملائكة الرحمن لتعرج بها إلى المولى جلَّ جلاله وتخبره بما كان من أمر عباده وقد اجتمعوا على صلاة الفجر، اجتمعوا في المسجد، وربما يجتمعون في البيت في حالاتٍ خاصة كما نمر به في هذه الأيام، لكن يجتمعون على هذه الصلاة، فيجتمع الأب مع الأمِّ مع الأولاد فيصلون جماعةً، فتحضر هذه الصلاة، صلاة الفجر، تحضرها الملائكةُ المقرَّبون (مَلائِكَةُ اللَّيْلِ ومَلائِكَةُ النَّهارِ)،

خصوصية قراءة القرآن فجراً
قُرْآنَ الفَجْرِ له مَزِيَّةٌ عظيمة
قُرْآنَ الفَجْرِ له مَزِيَّةٌ خاصة، هذه المزية أنَّ النفس في الصباح تكون مُفرَّغةً من شواغرها، هدوء، ليس هناك ما يشغل النفس من أعمال النهار وحسابات النهار وهموم النهار وإنما هي صفاء وروحانية وسكينة وهدوء، فلذلك كان لقرآن الفجر مزيةٌ خاصة، فإذا قرأ الإنسان في صلاة الفجر صفحةً من كتاب الله أو صفحتين وتأمَّل بهما وتدبرهما وتمعَّن في معانيهما وتعمَّق في فهمهما، هذا هو التدبر الذي يريده الله تعالى منا، إنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ له مَزِيَّةٌ عظيمة، والمغبون هو الذي يترك هذه المزية، المغبون هو الذي ينام عن صلاة الفجر، المغبون هو الذي يؤدي صلاة الفجر من غير خشوع ومن غير تدبر ومن غير أذكار ومن غير إعطاء هذه الفريضة حقها الذي أراده الله تعالى.
إلى الملتقى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.