حين يصبح الضعف قوة

  • برنامج دار الأرقم - الحلقة السادسة
  • 2025-03-06

حين يصبح الضعف قوة


كثير من طلاب دار الأرقم كانوا ضعفاء يُخفون إسلامهم لكن دار الأرقم جعلتهم أقوياء:
كثير من طلاب دار الأرقم كانوا ضعفاء يُخفون إسلامهم، لكن دار الأرقم جعلتهم أقوياء، ووجود الضعفاء، بل قُل المستضعَفين في بداية الدعوة بشكلٍ ملحوظ، سببه عدم وجود المصالح التي تُعمي الإنسان عن قبول الحق.
فزعماء قريش كانوا أكبر المنتفعين، من الحالة الشركية والصنمية، التي كانت تمنحهم المال والنفوذ، وهذا ما أعمى عيونهم، وأصمّ آذانهم، بينما الضعفاء أو الفقراء، يتجردون لسماع الحق، دون تلكم الحجب.
كان خباب بن الأرت واحداً من هؤلاء المستضعَفين، الذين دخلوا دار الأرقم مبكراً، فقد أسلم قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم تلك الدار، كان المسلمون يومها ستة أشخاص فقط، وكان خباب واحداً من هؤلاء.
أنت اليوم واحد من ملياري مسلم، هل تستشعر معي معنى أن يكون خباب واحداً من ستة؟!
أقول هذا لأن كل واحد منّا، يجب أن يستذكر دائماً، أنه جرء من هذا الدين العظيم، وأنه لِبنة في ذاك البناء، وأنَّ هذه الدعوة بحاجةٍ إليه، وأنه بحاجةٍ إليها، ولا بُدَّ أن يكون مستعداً دائماً للدفاع عنها، وبذل ما يملِك في سبيل نصرتها.
يتعلم الدارسون في الأرقم، أنَّ القوة مطلوبة ولكنها متنوعة، هي قوة الأبدان، وقوة الإيمان، وقوة الأموال، وقوة العِلم، ويتعلمون أيضاً أنك قد تكون ضعيفاً، إلا أنك تجعل من ضعفك قوة، حينما تصرّ على الحق الذي تحمله بين جوانحك، فيغدو الأقوياء ضعفاء عن النَيل منك، وتصبح أيها الضعيف أقوى منهم، وقد عجزوا عن تحقيق مُرادهم منك.
استجمع خباب أسباب الضعف لكنه كان قوياً.
كان خباب مولى لأم أنمار الخزاعية، فهو عبدٌ وليس حراً، إلا أنه كان سبباً في إسلام عملاق الإسلام عمر بن الخطاب، فأيّة قوة تلك التي كان يحملها خباب؟!

كان خباب عبداً ولكن إسلامه جعله سيداً:
وكان خباب عبداً ولكن إسلامه جعله سيداً، وجعلنا نقول: سيدنا خباب رضي الله عنه، بينما كان أبو لهب سيداً، ولكن كفره جعلنا نقرأ قول ربنا:

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ(1)
(سورة المسد)

كيف أنَّ القيامة

خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ(3)
(سورة الواقعة)

كذلك هي دعوة الإسلام خافضة رافعة، تخفض من يُعاديها، وترفع من يُنصرها ، فكُن واحداً من أولئك الذين يرفعون راية الحق وترفعهم راية الحق.