تلاوة القرآن الكريم حق تلاوته
تلاوة القرآن الكريم حق تلاوته
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)(سورة البقرة)
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور: بلال نور الدين:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، إخوتي الأكارم أينما كنتم، أسعد الله أوقاتكم بكل خير، بتحية الإسلام أحييكم، وتحية الإسلام السلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في بداية حلقة جديدة من برنامجنا "تأملات دعوية"، ونحن نحاور فيها فضيلة الداعية المربي أستاذنا الدكتور: محمد راتب النابلسي، |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
بارك الله بكم ونفع بكم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. |
الدكتور: بلال نور الدين:
سيدي في تأملاتنا الدعوية اليوم نتحدث عن كتاب الدعوة الأول، وهو كتاب الله تعالى، فسلاح الداعية الأول القرآن الكريم، وهذا القرآن الكريم منهج الله تعالى بين أيدينا جميعاً، وعندما امتدح الله تعالى من آتاهم الكتاب قال: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ﴾ فكيف يتلو الداعية، بل كيف يتلو كل إنسان، وقد اتفقنا أن كل إنسان داعية إلى الله تعالى بحاله أو بمقاله، كيف نتلو القرآن حق تلاوته؟ |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
مبادئ تلاوة القرآن الكريم:
بارك الله بكم على هذا السؤال، هذا القرآن الكريم أن تتلوه حق تلاوته؛ هناك من جعل لهذه التلاوة مبادئ. |
أولاً_ تلاوته وفق قواعد اللغة العربية:
القراءة الصحيحة وفق قواعد اللغة العربية
|
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)(سورة يوسف)
والحقيقة البحث طويل حول عظمة هذه اللغة العربية التي اختارها الله لكتابه الكريم، فأول بند من القراءة الصحيحة أن يُقرَأ وفق قواعد اللغة العربية. |
ثانياً_ قراءته وفق علم التجويد:
ممكن أن نضيف؛ أن يقرأ هذه الآيات وفق علم التجويد إن أمكن. |
الدكتور: بلال نور الدين:
مُرتَّلاً. |
أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)(سورة المزمل)
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
نعم، يوجد وقف، يوجد إدغام، إقلاب، إظهار...إلخ، لكن بكلمة: |
فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79)(سورة الأنبياء)
أن نفهم ماذا قال الله -عز وجل- أنا لست مع ذَم مَن يعتني بالتجويد، لا، هذه مطلوبة إلا أن نكتفي بالتجويد، أن نكتفي بالقراءة، ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ هذا كلام خالق الأكوان، كلام الله، يعني الإنسان لما يصل إلى الله -عز وجل- وصل إلى كل شيء. ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإذا فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء. |
فاللغة العربية هي الأولى في العالم باعتراف العالم كله، تحتاج إلى جلسة أخرى، فهذا القرآن عربي، فأول شيء: |
الدكتور: بلال نور الدين:
وفق قواعد اللغة؟ ووفق التجويد ما أمكن. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
وفق قواعد اللغة، تعلموا العربية فإنها من الدين، والتجويد إن أمكن |
الدكتور: بلال نور الدين:
الثالثة الفهم. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
ثالثاً_ الفهم:
الفهم، عفواً، هذه الآيات فيها أمر، فيها نهي، فيها قصص، وفيها آيات كونية، هي الكليات، أمر، نهي، قصص، وفيها آيات كونية، يعني 1300 آية، • آية الأمر تقتضي أن نأتمر. • آية النهي تقتضي أن ننتهي، • آية القصة تقتضي أن نعتبر، ماذا نفعل بـ 1300 آية؟ |
الدكتور: بلال نور الدين:
1300 آية كونية. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
1300 آية بالضبط، يبدو أن هذه الآيات الكونية: |
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33)(سورة الحاقة)
يعني إبليس مؤمن بالله، قال: |
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82)( سورة ص )
الدكتور: بلال نور الدين:
وهو من الكافرين. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
الأبلغ من الفهم أن نعمل بما قرأنا
|
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)(سورة الأحزاب)
أنت مخاطب بهذه الآيات، أين أنت من هذه الآيات؟ وشيء دقيق جداً، هذا كلام خالق الأكوان، كلام أصل الكمال والجمال والنوال، كلام من إليه المصير، كلام الذات الكاملة، شيء لا ينتهي، "فضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه" هذا القرآن يُتلَى كل يوم، يعني ممكن أن تقرأ صفحتين أو ثلاثة أو أربعة، لكن لما الإنسان يصلي فيه أيضاً يكون قد تأثر تأثراً بالغاً، فالصلاة عماد الدين، وعصام اليقين، وسيدة القربات، ومعراج المؤمن إلى رب الأرض والسماوات، فإنسان يعرف الله، ويقول ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني، -والله لا أبالغ-، اتصل بأصل الجمال والكمال والنوال، اتصل بمن بيده كل شيء، رحمن رحيم، رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، فلذلك: |
{ إِنَّ هذا العلمَ دينٌ ، فانظروا عمن تأخذونَ دينَكم }
(رواه أنس بن مالك في الجامع الصغير وفي سنده ضعف)
{ يا ابنَ عمرَ ! دينُك دينُك، إنَّما هو لحمُكَ و دمُكَ، فانظُر عمَّن تأخذُ، خُذ عنِ الَّذينَ استَقاموا، و لا تأخُذ عن الَّذينَ مالوا. }
(الألباني عن عبد الله بن عمر وفي سنده ضعف)
الدكتور: بلال نور الدين:
سيدي وفي آيات أخرى يصف الله تعالى كتابه أو يسميه بالنور، القرآن نور، فكيف يكون القرآن نوراً؟ |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
عفواً، نحن الآن في هذه الصالة، لو أطفئت الأنوار كلياً، لا أراك ولا تراني، إذاً هذه العين طبعاً ترتيب العين الأولى الأولى 6/6 فأنت بغرفة، وهناك إنسان، أو هناك شيء معين، وليس هناك كهرباء، ولا شمس إن كانت الغرفة لها نوافذ. |
الدكتور: بلال نور الدين:
لا يوجد ضوء، تعطلت الرؤيا. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
أبداً، لا يوجد شيء يقع. |
الدكتور: بلال نور الدين:
والقرآن نور. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
هذه العين البشرية، إن لم يكن هناك وسيط بينها وبين المرئي وهو النور لا قيمة لها، الآن الثانية: |
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (28)(سورة الحديد)
مبادئ العقل:
الآية واضحة مثل الشمس، فهذا العقل هو أعقد شيء في الكون، فيه ثلاثة مبادئ: 1. مبدأ السببية: العقل لا يفهم شيء بلا سبب 2. مبدأ الغائية: ولا شيء بلا غاية. 3. ومبدأ عدم التناقض: ولا يقبل التناقض، هذا العقل، والآيات القرآنية: |
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)(سورة البقرة)
العقل أن تصل إلى الشيء قبل أن تصل إليه
|
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)(سورة الفجر)
الدكتور: بلال نور الدين:
بعد فوات الأوان. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
بعد فوات الأوان، يعني مثلاً: مَن أكفر كفار الأرض؟ فرعون الذي قال: |
فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ(24)(سورة النازعات)
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)( سورة القصص)
عندما أدركه الغرق قال: |
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)( سورة يونس )
يعني إنسان معه تقريباً خيارات لا تعد ولا تحصى، قبول أو رفض، أما مع الدين معه خيار واحد، خيار وقت، هذا البيت ما عجبك لا تشتريه، هذا الشريك ما عجبك لا تشاركه، ممكن أن ترفض مليون شيء، لكن مع الإيمان: |
هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158)(سورة الأنعام)
وأكفر الكفار هو فرعون. |
الدكتور: بلال نور الدين:
قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
فلا بد أن نؤمن في الوقت المناسب. |
الدكتور: بلال نور الدين:
في الوقت المناسب، إذاً سيدي القرآن نور؛ لأنه يتوسط بين العقل والأمور، فيعطيك المنهج الذي تسير عليه، كما يتوسط النور بين العين والمرئي. سيدي هناك أيضاً رسالة أحب أن أوجهها من خلالكم، اليوم هناك من يُسمّون أنفسهم "القرآنيون"؛ بأننا نعترف بما جاء في كتاب الله تعالى، ولكننا لا نؤمن بما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فما توجيهكم لهؤلاء؟ ما علاقة القرآن بالسنة؟ |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
مهمة النبي شرح آيات الله:
هناك آيات قرآنية، وهي وحي متلوّ، وهناك وحي غير متلوّ هو السنة، النبي مهمته أن يشرح للناس فهمه الراقي للآيات، فالفهم الراقي أعلى فهم، القرآن فهمه النبي الكريم. |
الدكتور: بلال نور الدين:
كان قرآناً يمشي. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
تأثر الناس بحركة الداعية:
عليه أُنزِل القرآن، "الكون قرآن صامت، والقرآن كون ناطق، والنبي قرآن يمشي"، ولي تعليق هنا؛ والآن ما لم يرَ الناس على اختلاف نِحَلهم ومِلَلهم إسلاماً يمشي أمامهم، إن حدّثهم فهو صادق، إن عاملهم فهو أمين، إن استُثِيرت شهوته فهو عفيف، الذي يؤثر في الناس الحركة، يعني إنسان أمامك، صادق، أمين، النبي كان صادقاً وأميناً وعفيفاً، وكان صاحب نسب أيضاً. |
الدكتور: بلال نور الدين:
نعرف أمانته وصدقه وعفافه. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
التفكر في الموت جزء من الدين:
التفكر بالموت بأن تستعد له
|
الدكتور: بلال نور الدين:
الطريق المستقيم، إذاً سيدي قال تعالى: |
بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)(سورة النحل)
إذاً: هؤلاء الذين يريدون فصل القرآن عن السنة هذه دعوة خطيرة.. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
أعلى فهم للقرآن فهم النبي العدنان. |
الدكتور: بلال نور الدين:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)(سورة النساء)
ويقول تعالى: |
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115)(سورة الأنعام)
ما معنى هذه الآية؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
منكم الصدق ومني العدل:
بارك الله بك على هذا السؤال، يعني ممكن القرآن 600 صفحة أن يُضغَط بكلمات؟ كأن الله يقول: يا عبادي، منكم الصدق، ومني العدل، تتفاوتون عندي بصدقكم، وأنا أعدل بينكم، أو هذا الكتاب كل كلماته إما خبر أو إنشاء، الخبر صادق، والإنشاء عادل. |
الدكتور: بلال نور الدين:
الإنشاء يعني الأمر، النهي. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
نعم، فهذا الشيء دقيق جداً، أنت معك كتاب خالق الأكوان: |
فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي رأوه لما وليت عنا بغيرنا ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت ثياب العجب عنك وجئتنا ولو ذقت من طعم المحبة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلا بحبنا ولو نسمت من قربنا لك نسمة لمت غراما واشتياقا لقربنا ولو لاح من أنوارنا لك لائح تركت جميع الكائنات وجئتنا فما حبنا سهل وكل من ادّعى سهولته قلنا له قد جهلتنا{ علي بن محمد بن وفا }
فلذلك أن تصل إلى الله يجب أن تقول ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني، بالمناسبة السعادة، عنا سعادة وشقاء، لكن عنا غنى وفقر. |
الدكتور: بلال نور الدين:
وسعادة ولذة. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
الفرق بين السعادة واللذة:
اللذة حسيّة، طابعها حسيّ، وتحتاج إلى ثلاثة شروط دائماً، تحتاج إلى صحة، ووقت، ومال، لحكمة بالغة بالغة بالغة: • بأول الحياة: يوجد صحة، ويوجد وقت، ولا يوجد مال. • في الوسط: يوجد مال، ويوجد صحة، ولا يوجد وقت. • في النهاية: يوجد مال، ويوجد وقت، ولا يوجد صحة. |
السعادة باتصالك بالله عز وجل
أما السعادة اتصالك بالله عز وجل، إذا انعقدت صلة مع الله أصل الجمال والكمال والنوال، الإله العظيم، الرب الرحيم، الرحمن الرحيم، صاحب الأسماء الحسنى، والصفات العلا، هذا الشيء سعيد جداً. |
الدكتور: بلال نور الدين:
سيدي من الموضوعات الرئيسية في القرآن الكريم القَصص القرآني، ما أهمية أن يتسلّح الداعية إلى الله بموضوع القصة، والقرآن أكثر من ذكر القصص؟ |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
القصة هي الأسلوب الأول في إقناع الآخر
|
الدكتور: بلال نور الدين:
إذاً القصة القرآنية أو القصة بشكل عام ينبغي للداعية أن يتسلّح بالقصة. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
نعم، القصة فيها أشخاص، فيها حركة، فيها بداية، فيها عقدة، فيها نهاية، فيها مغزى، |
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)(سورة يوسف)
وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)(سورة الأنبياء)
قلب الله القصة إلى قانون. |
الدكتور: بلال نور الدين:
وكنتم دائماً في خطبكم سيدي تضمّنونها: • ركناً عَقدَياً. • وركناً نصياً من كتاب الله وسنة رسوله. • وركنا قصصياً. • وركناً من آيات الله في الآفاق، وهذا كان يعني المنهج النافع. |
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
آيات الله في الآفاق:
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)(سورة فصلت)
الشمس تكبر الأرض بمليون وثلاثمائة ألف مرة، بينهما 156 مليون كم، الآن |
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1)(سورة البروج)
آلاف الملايين البروج، أحد هذه البروج برج العقرب، فيه نجم متألق أحمر اللون، يتسع للأرض والشمس مع المسافة بينهما، الشمس تكبر الأرض بمليون و300 ألف مرة، بينهما 156 مليون كم، هذا قلب العقرب يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما، هذا الإله العظيم يُعصَى؟ ألا يُخطَب وِدّه؟ ألا تُرجَى جنته؟ ألا تُخشَى ناره؟ |
الدكتور: بلال نور الدين:
كيف كان يتأمل النبي عليه الصلاة والسلام القرآن:
جزاكم الله خيراً سيدي وأحسن إليكم. |
إخوتي الأكارم، النبي صلى الله عليه وسلم طلب من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن يقرأ عليه القرآن، استغرب عبد الله، قال: |
{ قالَ لي النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأْ عَلَيَّ، قُلتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قالَ: فإنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِن غَيرِي، فَقَرَأْتُ عليه سُورَةَ النِّسَاءِ، حتَّى بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}، قالَ: حَسْبُكَ الآنَ فالْتَفَتُّ إلَيْهِ،، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ. }
(صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود.)
هكذا كان يتأمّل سيد الدعاة، وهكذا كان يتدبّر سيّد الدعاة كتاب ربه جل جلاله، وهكذا ينبغي أن نتدبره ونعمل به. |
لم يبقَ لي في نهاية هذا اللقاء الذي سعدت فيه بصحبتكم، وصحبة شيخنا جزاه الله عنا خير الجزاء إلا أن أشكر له ما تفضل به، وأن أشكر لكم طيب المتابعة سائلاً المولى جل جلاله أن نلتقيكم دائماً وأنتم في أحسن حال مع الله ومع خلقه. |