خمسة تعينك على غض البصر
- الحلقة التاسعة
- 2016-02-24
خمسة تعينك على غض البصر
خمسة تعينك على غض البصر :
1 ـ استحضار مراقبة الله تعالى والاستعانة به :
بسم الله، الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، والصلاة السلام على النبي العدنان، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان. |
أيها الأخوة الكرام؛ أيتها الأخوات الكريمات؛ إلى لقاءٍ جديد، ومع خمسة أمور جديدة في قضايا الدين والدنيا والآخرة، يقول تعالى في كتابه الكريم: |
قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ(سورة النور:الآية 30)
غض البصر من عبادات الإخلاص
|
أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ(سورة العلق:الآية 14)
ولا بد بالاستعانة بالله لأن الله تعالى يقول: |
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)(سورة الفاتحة:الآية 5)
فنصف الدين عبادة، ونصفه استعانة، فما لم تطلب من الله تعالى أن يعينك على عبادته فلن تستطيعها، لأن كل قوتك إنما هي مستمدة من قوة الله تعالى، لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن انظر على من اجترأت. |
2 ـ الابتعاد عن مواطن الفتن :
الابتعاد عن مواطن الفتن
|
{ وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا }
ومواطن الفتنة تكون في الأماكن، وتكون في الأشخاص، فأحياناً هناك سهرةٌ مختلطةٌ لا ترضي الله عز وجل، وغض البصر يكون فيها شبه مستحيل. |
3 ـ مجاهدة النفس وتعويدها :
خمسةٌ تعينك على غض البصر، أولاً: استحضار مراقبة الله تعالى، والاستعانة به، ثانياً: الابتعاد عن مواطن الفتنة، ثالثاً: مجاهدة النفس وتعويدها، والنفس كالطفل إن تهمله شبّ على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم، فالإنسان ما لم يجاهد نفسه ويعودها فإنه لا يستطيع أن يتغلب عليها، قال تعالى: |
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ(سورة العنكبوت:الآية 69)
قال العلماء: جهاد النفس والهوى، جاهدوا في ترك المعاصي والآثام ابتغاء وجه الله، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)، وفي الحديث الشريف: |
{ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ }
فالعفة عن المحارم لا تأتي إلا بعد الاستعفاف أي طلب العفة، ولا يوجد شيءٌ في الدين بغير جهد. |
4 ـ الإكثار من النوافل :
خمسةٌ تعينك على غض البصر، أولاً: استحضار مراقبة الله لك، واستعانتك به، ثانياً: الابتعاد عن مواطن الفتنة، ثالثاً: مجاهدة النفس، رابعاً: الإكثار من النوافل، قال تعالى في الحديث القدسي: |
{ وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلي بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا، وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه }
(رواه البخاري)
الإكثار من النوافل
|
5 ـ التأمل في آثار غض البصر ونتائجه :
خمسةٌ تعينك على غض البصر، استحضار مراقبة الله، الابتعاد عن مواطن الفتنة، مجاهدة النفس، الإكثار من النوافل، خامساً: أن تعلم يقيناً ثواب وفوائد غض البصر، وعقابه، ونتائج إطلاق البصر، فغض البصر يورث فوائد كثيرة منها أنه يخلص القلب من ألم الحسرة، وصدق الشاعر إذ قال: |
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتــــــــــك المناظر رأيت الذي لا كله أنــــــــت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر ***{ حكم مختارة من عيون الشعر والأدب }
فالبصر رائدٌ للقلب، وما يدخل إلى العين يصل إلى القلب قطعاً، والإنسان العاقل لا يضحي بسعادته الأبدية وراحة قلبه من أجل لذةٍ طارئةٍ تزول بعد انقضائها، وغض البصر يورث القلب نوراً، لأن الله تعالى ينور قلب من غض بصره عن محارم الله، ويورث المرء صحة الفراسة، فينظر المرء بنور الله، يقول أحد العلماء: والله للذة العفة أعظم من لذة الذنب. |
غض البصر يورث القلب نوراً
|
اللهم أعنا على غض البصر، وحفظ اللسان. |