زهد النبي صلى الله عليه وسلم

  • الحلقة السادسة والعشرون
  • 2021-05-08

زهد النبي صلى الله عليه وسلم


مقدمة :
الدكتور بلال نور الدين :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حياكم الله أخوتي الأكارم ؛ أخواتي الكريمات ؛ أينما كنتم في مستهل حلقة جديدة من برنامجنا : " مع الرسول صلى الله عليه وسلم ".
خيرُ النبيين لمْ يذكر على شفةٍ إلا وصلّت عــــــــــليه العُجم والعربُ خيرُ النبيين لمْ تحصر فضائلهُ مهما تصدت لها الأسفارُ والكتبُ
أيها الأخوة الأحباب ؛ رحبوا معي في بداية هذه الحلقة بفضيلة شيخنا الدكتور محمد راتب النابلسي .
السلام عليكم سيدي .

الدكتور محمد راتب النابلسي :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وكثر الله أمثالكم .

الدكتور بلال نور الدين :
أكرمكم الله سيدي ، سيدي بارك الله في عمركم ، ونفعنا بعلمكم .
سيدي ؛ الحديث اليوم عن زهده صلى الله عليه وسلم ، الزهد مفهوم يفهمه بعض الناس بشكل مغلوط ، وهو ترك الدنيا ، ويتمسك آخرون بالدنيا بطريقة لم يفهموا حقيقة الدنيا كيف نقدم الموضوع ؟

العمل الصالح علة وجود الإنسان :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
والحق وسط بين طرفين ، لأن علة وجود الإنسان في العمل الصالح ، والإنسان القوي بماله ، أو بعلمه ، أو بمنصبه أقدر على تحقيق علة وجوده في الدنيا ، إنسان قد يكون بمنصب رفيع بجرة قلم قد يحق حقاً ، ويبطل باطلاً ، إنسان بدخل مالي كبير يحل مشاكل الأيتام ، والفقراء ، والمساكين ، والمرضى ، والعجزة ، والطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق ، شيء دقيق جداً .
أعرف بيتاً ؛ الأب أصيب بمرض عضال بقلبه ، زرتهم كآبة ما بعدها كآبة ، الأولاد شيء صعب جداً ، جاء إنسان محسن تبرع بإجراء عمل جراحي لهذا الأب ، زرته بعد نجاح العملية الأطفال يكادون يرقصون فرحاً ، فالبطولة أن يكون لك عمل صالح تلقى الله به ، وسمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً .
أنا أتصور - وهذا اجتهاد مني - ما هو الثواب ؟ أنت رفعت إلى الله عملاً خالصاً تخدم به شخصاً لا ينتمي إليك ، أو لا تنتمي إليه ، لكن قلبك الرحيم دفعك لهذا العمل ، ما هو الثواب ؟ يعود عليك من الله عطاء لا يصدق ، السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، هناك عطاء هو التوفيق .

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)
[ سورة هود]

يوجد عطاء يومي ؛ زوجة صالحة ، أولاد أبرار ، مكانة اجتماعية ، موقف حكيم ، حكمة في التصرفات ، الحقيقة لا تعد ولا تحصى ، أي فوائد معرفة الله ، وطاعته ، وتطبيق منهجه لا تعد ولا تحصى ، في دخله ، في إنفاقه ، في علاقاته ، في مكانته ، في حل مشكلاته، في الأزمات ، في الجوائح كما نسمع الآن ، ما يقع في بعض المجتمعات هناك ظلم شديد ، عنده رؤية ، عنده موقف ، عنده منهج ، عنده صبر ، أنت أحياناً تعطي شيكاً بمئة ألف، ممتاز ، وشيكاً بمئتي ألف ، وشيكاً بخمسمئة ، ولكن هناك شيك موقع ، والرقم تُرك لك ، هؤلاء الصابرون .

قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)
[ سورة الزمر]

مع الله يوجد أرباح طائلة ، أرباح لا تنتهي ، أما الإنسان ما دام غنياً فهو مستمتع بمال وفير ، بسكن واسع ، بزوجة تروق له ، بسفر ، بسيارة ، فخطه البياني صاعد ، اشترى بيتاً ، اشترى سيارة ، تسلم منصباً رفيعاً ، جمع مبلغاً جيداً ، اشترى بيتاً بالمصيف ، بيتاً على البحر ، طالع ، طالع ، طالع ، جاء ملك الموت للصفر .
" عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك " .

بطولة الإنسان أن يعرف الله في الوقت المناسب :
لكني أقول : إلا أن المؤمن خطه البياني صاعد صعوداً مستمراً ، والموت نقطة على هذا الخط ، لذلك أهل الإيمان تعبوا ، واحتملوا أذى الآخرين ، وامتحنوا ، وابتلوا ، يقول المؤمن حينما يرى مقامه في الجنة : لم أرَ شراً قط ، بينما أهل الدنيا الذين انحرفوا ، وبنوا مجدهم على أنقاض الآخرين ، بنوا غناهم على إفقارهم ، بنوا حياتهم على موتهم ، عزهم على ذلهم ، يكتشفون بعد فوات الأوان أن الحقيقة أنه كان خاسراً ، لذلك فرعون الذي قال :

أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)
[سورة النازعات]

والذي قال :

وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)
[سورة القصص]

عندما قال : آمنت ، فالإيمان قطعي سيكون ، لكن بعد فوات الأوان ، مثل طالب دخل للامتحان لكنه لم يدرس أبداً فأخذ الصفر ، جاء إلى البيت قرأ الكتاب فهم النص ، متى فهم الدرس ؟ بعد انتهاء الامتحان ، البطولة أن نعرف الله في الوقت المناسب ، وكلما كان الوقت شباباً كان العطاء كبيراً .

الدكتور بلال نور الدين :
إذاً سيدي كأني فهمت منكم أن الزهد في الدنيا لا يعني تركها ، تحدثتم عن العمل الصالح ، فالزهد ليس تركاً للدنيا .

فهمُ حقيقة الحياة الدنيا يعين على الزهد :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أن تخرج من قلبه ، وأن تبقى في يده ، ما دام الله كبيراً عنده فصلواته متقنة ، غض بصره ، الشاشة بالبيت ، الدخل ، الإنفاق ، تفاصيل حياته ، أما في الدنيا فالدنيا أقوى ، المؤمن القوي أقرب إلى الله لأنه يوجد عنده خيارات عالية جداً ، يحل مشكلة الأيتام ، يبني مستشفى ، يؤسس تعليماً .

الدكتور بلال نور الدين :
السيدة عائشة رضي الله عنها تقول :

{ عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما شبع آلُ محمد صلى الله عليه وسلم مُنْذُ قَدِم المدينة من طعامٍ البر ـ الخبز ـ ثلاث ليالٍ تباعاً حتى قُبِضَ }

[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي]


الدكتور محمد راتب النابلسي :
لأنه قدوة ، للفقراء ، والأغنياء ، والضعفاء ، والأقوياء ، والعلماء ، والزهاد ، هو قدوة للكل .

الدكتور بلال نور الدين :
إذاً سيدي فهمُ حقيقة الحياة الدنيا يعين على الزهد بحيث لا نتمسك بها بهذا التمسك المفرط ، ولا نترك العمل بها في الوقت نفسه .

الدكتور محمد راتب النابلسي :
لا بد من موقف وسط ، لأن الحقيقة للدنيا جانب آخر ، أنت بالدنيا تطعم الفقراء ، تنشئ المعاهد الشرعية ، بالدنيا تلبي حاجات المساكين ، والله يوجد مشاريع إسلامية وخيرية تفوق حدّ الخيال .

الدكتور بلال نور الدين :
فالنبي صلى الله عليه وسلم مع كل هذا الزهد في الدنيا يقول :

{ عن أنس بن مالك رضي الله عنه : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة ( النخلة الصغيرة ) فليغرسها }

[أخرجه البزار]


بطولة الإنسان أن يأخذ بالأسباب ثم يتوكل على الله :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
إذاً الغرب أخذ بالأسباب أخذاً مذهلاً ، المسلمون لم يأخذوا لها ، أخذ بالأسباب واعتمد عليها ، وقع في الشرك الخفي ، المسلمون لم يأخذوا بها ، أما البطولة فأن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء .

{ عن شداد بن أوس رضي الله عنه : أنه بكى فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم [ يقوله فذكرته ] فأبكاني . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أخوف ما أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية . قلت : يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك ؟ قال : نعم أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً ولكن يراؤون بأعمالهم . والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائماً فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه }

[أخرجه الإمام أحمد]

" أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي ، أما إني لست أقول إنكم تعبدون صنماً ولا حجراً ، ولكن شهوة خفية ، وأعمال لغير الله " .

الدكتور بلال نور الدين :
سيدي ؛ بعض الناس اليوم مظهر الزهد في أذهانهم ، شخص ذو ثياب متسخة ، ممزقة ربما ، ربما يجلس على قارعة الطريق ، شعره غير مرتب ، يقولون : هذا زاهد في الدنيا .

الوسط قمة الكمال :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
هذا يتناقض مع هذا الدين العظيم .

{ عن قيس بن بشر التغلبي رحمه الله قال : أخبرني أبي - وكان جليساً لأبي الدَّرْداءِ - قال : كان بدمشق رَجُلٌ من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، يقالُ لهُ : ابنُ الحْنَظَلِيَّةِ ، وكان رجلاً مُتَوحِّدا ، قَلمَّا يُجالسُ الناسَ ، إنمَّا هو صلاةٌ ، فإذا فرغَ فإنما هو تَسبيحٌ وتكبيرٌ ، حتى يَأْتَي أهلَهُ قال : فَمرَّ بنا ونحنُ عندَ أبي الدرداء ، فقال له أبو الدرداء : كلمة تَنْفَعُنا ولا تَضُرُّكَ ، قال : بَعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة فَقَدِمَتْ ، فجاء رجلٌ منهم فجلسَ في المجلسِ الذي يَجلِسُ فيه ، رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ إلى جَنبِهِ ، لو رأيْتَنا حين الْتَقَيْنا مع العدوِّ ، فحملَ فُلانٌ فَطعنَ رجلاً منهم ، فقال : خُذها مِني وأنا والغلامُ الغِفارِيُّ ، كيف ترى في قوله ؟ فقال : مَا أُراهُ إلا قَدْ بَطَلَ أَجْرُهُ ، فَسمِعَ بذلك آخرُ ، فقال : ما أرى بما قال بَأْساً ، فَتنَازعَا حتى سمعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: سُبحانَ الله ! لا بأْسَ أنْ يُؤْجَرَ ويُحمْدَ ، قال أبي : فرأيتُ أبا الدرْداءِ سُرِّ بذلك وجعلَ يَرْفعُ رأسه إليه ويقولُ : أَأَنْتَ سمعتَ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول : نعم فما زالَ يُعيِدُ ذلك عليه ، حتى إنِّي لأقول : لَيَبْرُكَنَّ على رُكبتيه ، قال : ثم مَرَّ بنا يوماً آخرَ ، فقال له أبو الدرداء ، كلمة تَنْفَعُنا ولا تَضُرُّك ، قال : نَعم ، قال لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : المُنفِقُ على الخْيلِ كالبَاسِط يَدَهُ بالصَّدَقَة ، لا يَقْبِضُها ، ثُمَّ مَرَّ بنا يوماً آخرَ فقال له أبو الدرداء : كلمة تَنفعُنا ولا تضرُّكَ ، قال : نعم ، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : نِعمَ الرجلُ خُرَيمْ الأَسدي ، لَوْلا طولُ جُمَّتهِ ، وإسْبالُ إزارِهِ ، فَبَلَغَ ذلك خُريْما فَعَجلَ وأخذ شفْرةَ، فقطع بها جُمتَّهُ إلى أُذُنَيْه ، ورفع إزارهُ إلى أنْصَافِ سَاقَيْهِ ، ثم مرّ بنا يوماً آخر ، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعُنا ولا تضرّك ، قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنكُم قادِمُونَ على إخوانكم ، فَأصْلحُوا رِحَالَكُم ، وأصلحوا لِبَاسَكُم ، حتى تكونوا كأنَّكم شَامَةٌ في النَّاسِ ، فَإنَّ الله لا يُحبُّ الفُحشَ ولا التَّفَحُّشَ }

[أخرجه أبو داود]

هذا المنهج الإلهي ، والمؤمن القوي بهندامه ، ببيته يوجد أناقة ، لا يوجد بذخ ، ولا أشياء غير مقبولة ، لكن يوجد أناقة ، يوجد تناسب ألوان ، ثياب معقولة ، معقولة ؛ أي وسط لا يوجد ثمن باهظ ، ولا شيء يزدريه الإنسان ، فالبطولة أن نكون من أهل الوسط ، قمة الكمال الوسط .

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)
[ سورة البقرة]


الدكتور بلال نور الدين :
والنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى هذا الرجل شعره غير مرتب قال : أما وجد هذا ما يهذب به شعره ؟

الذكاء والنجاح أن نعمل للآخرة :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أعرف إنساناً اشترى فندقاً في باريس من ثمانين طابقاً ، ممتلئ دائماً ، في اليوم الثاني هناك مشكلة في نقل الملكية جاءته جلطة ومات ، فالدنيا تنتهي بجلطة ، بفشل كلوي ، أما الآخرة فمديدة ، فالذكاء والنجاح أن تعمل للآخرة ، نعمل في الدنيا للآخرة دون أن نعلق قلوبنا بهذه الدنيا .

الدكتور محمد راتب النابلسي :
أن تربط الدنيا بالآخرة ، الآخرة مكانها باهتمامك بالدنيا ، بالعمل الصالح ، هما متكاملان .

خاتمة وتوديع :
الدكتور بلال نور الدين :
وكما تقولون : الدنيا تغر وتضر وتمر .
جزاكم الله خيراً سيدي ، وأحسن إليكم .
أخوتي الأكارم ؛ لم يبقَ لي في نهاية هذا اللقاء الذي سعدنا فيه بصحبتكم إلا أن أشكر لكم حسن المتابعة ، راجياً المولى جلّ جلاله أن تكونوا دائماً في أحسن حال مع الله ومع خلقه ، إلى الملتقى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته