اكتب سيرتك الذاتية
اكتب سيرتك الذاتية
كان من السابقين إلى الإسلام، قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم. |
هاجَر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. |
شهد مع النبي الكريم المشاهد كلها بدراً وأُحُداً والخندق. |
هذا ما نعرفه عن مسعود بن ربيعة رضي الله عنه، ولم يرد في السيرة غير ذلك. |
ولكن هذه الكلمات القليلة التي نترجم له بها، ليس كلمات عابرة، بل كل واحدة منها تحمل في طياتها معانٍ عظيمة. |
كان من السابقين إلى الإسلام فهل نحن من السابقين إلى الخير؟ |
هاجَر مع رسول الله، فهل فكرنا يوماً بالحركة في سبيل ديننا ونصرته؟ وهل هجرنا ما نهى الله عنه؟ |
عاش مسعود رضي الله عنه ستين سنة، أكل وشرب ولبس وتزوج وعمل، لكن سيرته ذُكِرت بثلاث جُملٍ لخَّصت حياته وجعلته من العظماء. |
لا تكن عابراً في الحياة اترك بصمتك فيها:
هل فكرت يوماً بعد وفاتك كيف سيُلخِّص الناس حياتك؟ |
فليقولوا مثلاً: كان يساعد الناس، أو فليقولوا: كان أباً ناجحاً ربَّى دعاةً وأبطالاً، أو فليقولوا: كانت أُمّاً عظيمة ربَّت أبناء صالحين وبنات صالحات، أو فليقولوا: كانت زوجةً صالحة وجزءاً عظيماً من نجاح زوجها، أو مدرسة تعلم القرآن وتبني الأجيال. |
أو فليقولوا: كان مواظباً على صلاة الجماعة في المسجد، أو كان يدعو الناس إلى الخير، أو كان طبيباً محسناً محبوباً …. |
لا تكن عابراً في الحياة، اترك بصمتك فيها، الناس لن تذكر أموالك ولا عقاراتك، الناس سيذكرون أخلاقك وقيمك، ولن يذكروا تفاصيل حياتك التي تشترك بها مع بقية البشر. |
في صلاة الجنازة وعند الدفن وعلى شفير القبر، سيقف الناس لوداعك ولن يقول أحد: رحمه الله فقد كان صاحب مالٍ كثير، بل سيقولون رحمه الله لقد كان ينفق الكثير. |
ولن يقولوا رحمه الله فقد كان يسكن عشرين بيتاً، بل سيقولون رحمه الله فلقد كان يُسكِن عشرين فقيراً ويتيماً. |
لن يقولوا رحمه الله فقد كان يطعم الطيب، بل سيقولون رحمه الله فقد كان يطعم الطيب. |
وهكذا تمضي الحياة بنا، ويكتب كل منّا سيرته الذاتية، فأحسن كتابتها، فأنت من تصوغها، والآخرون سيرددون ما كتبت أنت فقط. |