الحج
الإصلاح
الخطبة الأولى:
يا ربنا لك الحمد ملأ السماوات والأرض، وملأ ما بينهما وملأ ما شئت من شيءٍ بعد، أهل الثناء والمجد أحقُّ ما قال العبد وكُلنا لك عبد، لا مانع لِمَا أعطيت، ولا مُعطي لِمَا منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. |
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، غنى كل فقير، وعزُّ كل ذليل، وقوة كل ضعيف، ومَفزَع كل ملهوف، فكيف نفتقر في غناك، وكيف نضل في هُداك، وكيف نذلُّ في عِزّك، وكيف نُضام في سلطانك، وكيف نخشى غيرك، والأمر كله إليك. |
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، أرسلته رحمةً للعالمين بشيراً ونذيراً، ليخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعِلم، ومن وحول الشهوات إلى جنَّات القُربات، ومن ذلِّ الشرك إلى عزّ التوحيد والعبودية، فجزاه الله عنّا خير ما جزى نبياً عن أمته. |
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً. |
قانونان ثابتان: الله تعالى لا يُضيع أجر المصلحين ولا يصلح عمل المفسدين.
وبعد أيُّها الإخوة الأكارم: كلمةٌ يرجوها أصحاب العقول الراجحة، وتتوق إليها النفوس السليمة، جاء بها الأنبياء فنقلوا الناس من الظلمات إلى النور، كلمةٌ يجب أن تكون عنوان المرحلة القادمة في بلادنا، مرحلة البناء، بناء الدولة، وبناء المجتمع، وبناء الإنسان، إنها كلمة الإصلاح، وهل هناك أجمل من الإصلاح؟ هل هناك أجمل من أن يُصلِح الإنسان علاقته بربه؟ ثم يُصلِح علاقته بمن هم حوله، ثم يُصلِح علاقته بمجتمعه، ثم يُصلِح علاقته حتى بالبيئة من حوله، من جمادٍ ونباتٍ وحيوان. |
أيُّها الإخوة الكرام: يصف الله تعالى المؤمنين فيقول: |
وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ(170)(سورة الأنعام)
حاشا لله أن يُضيع أجر إنسانٍ أراد إصلاحاً، إصلاحاً في مجتمعه، أو في بيئته، أو إصلاحاً لنفسه (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) وفي الطرف المقابل قال تعالى: |
فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ(81)(سورة يونس)
هما قانونان، وسُنَّتان من سُنن الله تعالى في خلقه (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) قانون، (إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) قانونٌ ثانٍ، الله تعالى لا يُضيع أجر من أصلح، ولا يُصلح عمل من أفسد، فالمفسدون في الأرض مهما رأيت من قوتهم، ومن جبروتهم، ومهما توهمت أنهم يُسيطرون، ويحكمون ويملكون، فإنَّ الله تعالى سنَّ قانوناً لا يتبدل، وهو أنَّ الله لا يُصلِح أعمالهم، وقد رأيتم بأُمِّ أعينكم، كيف أنَّ الله تعالى لم يُصلِح عمل المفسدين، ولم يُهيئ لهم، ولم يُمكِّن لهم. |
وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ(142)(سورة الأعراف)
ويقول تعالى أيضاً: |
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ(77)(سورة القصص)
وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ(205)(سورة البقرة)
وهنا (تَوَلَّى) تحمل معنيين: تولى أعرض، ترك الناس وأوى إلى شأنه، والمعنى الثاني (تَوَلَّى) أي أصبح ذا ولايةٍ، ولّاه الله تعالى أمراً (وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ). |
وفي الحديث الصحيح: |
{ إنَّ الإسلامَ بدَأ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدَأ فطُوبى للغُرَباءِ قيل ومَنِ الغُرَباءُ قال: الَّذينَ يَصلُحونَ إذا فسَد النَّاسُ. }
(أخرجه الطبراني والبيهقي)
الأمم تنهض بالصالحين والمُصلحين معاً:
فإذا أردت أن تكون من غُرباء آخر الزمان، فأصلِح عند الفساد، لا تقل ضع رأسك بين الرؤوس، وإنما قل سأصلح وحدي ولو فسد الناس جميعاً، والإسلام أيُّها الإخوة، يُميِّز بين الصالح والمُصلِح، فالأمم لا تنهض بالصالحين فحسب، ولكنها تنهض بالصالحين والمُصلحين قال تعالى: |
وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ(117)(سورة هود)
يبادرون بالإصلاح ولا يكتفون بصلاح النفس. |
ما معنى الإفساد؟
ما الفساد أيُّها الإخوة؟ الفساد أن تُخرِج الشيء عن طبيعته، اللبن له طبيعة اللهم زِدنا منه، كما قال صلى الله عليه وسلم: |
{ إذا أكل أحدُكم طعامًا فليقلْ : اللهمَّ بارِكْ لنا فيه، وأَبدِلْنا خيرًا منه وإذا شرب لبنًا فليقل: اللهم بارِكْ لنا فيه و زِدْنا منه، فإنه ليس شىءٌ يجزى من الطعامِ و الشرابِ إلا اللبنُ }
(أخرجه أبو داوود والترمذي وأحمد)
اللبن له طبيعة، طعمه طيِّب، يُهدئ الأعصاب، يُشعِر الإنسان بالراحة، هو فطرة من الفِطر التي فطر الله الناس عليها، الآن لو جئت بنقطةٍ من النفط البنزين ووضعتها في اللبن ماذا صنعت؟ أفسدته، أفسدت اللبن، أخرجته عن طبيعته، هل يمكن أن تشربه الآن؟ مستحيل. |
هذه البيئة صالحة خلقها الله تعالى، الهواء نقياً، عندما نُخرِج عوادم السيارات، وعوادم المعامل، وتنفث سمومها في الهواء، نحن نُفسد الهواء، فالإفساد أن تُخرِج الشيء عن طبيعته التي خلقه الله تعالى عليها. |
الآن المرأة مثال ونموذج، لأنَّ أعظم ما يُكاد اليوم في الإفساد يُكاد للمرأة، المرأة خُلِقت لتكون أولاً بنتاً، ريحانةً تملأ البيت حُبَّاً، جاريةً تجري في البيت، ثم تكبر فتكون أُختاً يحترمها إخوتها ويجعلون لها مكاناً عليّاً، وتبادر هي إلى خدمة البيت، ثم خلقها الله لتكون أُمَّاً، ثم خلقها لتكون زوجةً. |
{ مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا. }
(أخرجه البخاري ومسلم)
ثم تصبح أُمَّاً فيتسابق الأبناء لبرِّها، ثم تصبح جدةً لها صدر البيت، يتسابق الأبناء والأحفاد لتقبيل رأسها، هذه المرأة خُلقت لهذه المهمة، وبهذا الشكل ما الذي صنعه الغرب وصنعه الإعلام وبعض الشرق؟ أفسدوها، لا تُطيعي زوجك، تحرري من سلطة البيت، عملك خارج البيت، أصبحت سلعةً توضع مُتبرجةً على السِلع، من أجل أن تجذب الزبائن لشراء السِلع، أفسدنا المرأة، أخرجناها عن طبيعتها التي خُلقت من أجلها، قال تعالى: |
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(41)(سورة الروم)
وليس بما خلق الله، الله تعالى لم يخلق فساداً، خلق صلاحاً ولكن (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون). |
أول الإصلاح أن يُصلح الإنسان علاقته بربه ثم علاقته بمن حوله:
أيُّها الإخوة الكرام: أولاً يجب أن نُصلِح علاقتنا بربنا، هذا أول الصلاح، أول محورٍ في الصلاح أن يُصلِح الإنسان علاقته بربه، ثم علاقته بمن حوله، لذلك يتكرر في كتاب الله قوله تعالى: |
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ(55)(سورة المائدة)
(يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ) تعبيرٌ عن إصلاح العلاقة بالله |
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ(45)(سورة العنكبوت)
(وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) تعبيرٌ عن إصلاح علاقة الإنسان بالإنسان، يُقيم الصلاة مع ربه ويؤتي الزكاة مع خلقه، فتصلُح علاقته بربه وبالناس من حوله. |
وأمّا المجتمع فلا يصلُح إلا بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والأخذ على يد الظالم، وإقامة العدل، حتى يصلح المجتمع بأسره، ففي الصحيح: |
{ أنَّ قُرَيْشًا أهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتي سَرَقَتْ، فَقالوا: ومَن يُكَلِّمُ فِيهَا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فَقالوا: ومَن يَجْتَرِئُ عليه إلَّا أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَشْفَعُ في حَدٍّ مِن حُدُودِ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قالَ: إنَّما أهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أنَّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أقَامُوا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللَّهِ لو أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا. }
(صحيح البخاري)
هذا إصلاح المجتمع، إصلاح المجتمع ما يُسمّى اليوم بسيادة القانون، وهو في الحقيقة في المصطلح الشرعي، إقامة حُكم الله تعالى على الجميع دون تمييز. |
العصور التي تمر بها البشرية:
أيُّها الأحباب: إنَّ العصور التي تمر بها البشرية ثلاثة عصور، العصر الأول هو عصر المبادئ والقيَم، وهو العصر الذي عاش به النبي صلى الله عليه وسلم، وعاشت به الأمة من بعده من الصحابة والتابعين والخلفاء، القيمة للمبدأ، والأشخاص جميعاً يصغرون أمام المبادئ، ثم تنتقل الأمة إلى عصرٍ آخر وهو عصر الأشخاص، فالناس يُعظِّمون الشخص بغضِّ النظر عن المبدأ الذي يحمله، فقط لأنه فلان، ثم يأتي عصرٌ هو عصر الأشياء، فالناس لا ينتبهون إلى المبدأ، ولا إلى القيمة، ولا إلى الشخص، وإنما ينتبهون إلى الأشياء التي يملكها الأشخاص، فيُقيَّم الشخص لا بمبدئه، ولا بذاته، وإنما بسيارته التي يركبها، وهذا أسوأ عصر، بل ربما يُقيَّم في بعض البلدان بلوحة سيارته، فإذا كانت تحمل أرقاماً متشابهة كانت قيمته أعظم عند الناس، إلى هذا الحد وصلنا في الدرك في البشرية! أنَّ الناس لا يُقيَّمون ولا حتى بما يحملون من عِلمٍ، وإنما يُقيَّمون بأشيائهم، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "قيمة المرء في آخر الزمان متاعه"، والعوام يقولون: معك قرش قيمتك قرش، هذا أسوأ العصور. |
نريد أن نعود بالأمة إلى العصر الأول، عصر المبادئ والأشخاص، لمّا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان سيدنا أبو بكر من أعظم الناس حزناً على وفاته، كيف لا ورسول الله يقول: |
{ كَانَتْ بيْنَ أبِي بَكْرٍ وعُمَرَ مُحَاوَرَةٌ، فأغْضَبَ أبو بَكْرٍ عُمَرَ فَانْصَرَفَ عنْه عُمَرُ مُغْضَبًا، فَاتَّبَعَهُ أبو بَكْرٍ يَسْأَلُهُ أنْ يَسْتَغْفِرَ له، فَلَمْ يَفْعَلْ حتَّى أغْلَقَ بَابَهُ في وجْهِهِ، فأقْبَلَ أبو بَكْرٍ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ أبو الدَّرْدَاءِ ونَحْنُ عِنْدَهُ: فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَّا صَاحِبُكُمْ هذا فقَدْ غَامَرَ قالَ: ونَدِمَ عُمَرُ علَى ما كانَ منه، فأقْبَلَ حتَّى سَلَّمَ وجَلَسَ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقَصَّ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الخَبَرَ، قالَ أبو الدَّرْدَاءِ: وغَضِبَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجَعَلَ أبو بَكْرٍ يقولُ: واللَّهِ يا رَسولَ اللَّهِ لَأَنَا كُنْتُ أظْلَمَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ أنتُمْ تَارِكُونَ لي صَاحِبِي، هلْ أنتُمْ تَارِكُونَ لي صَاحِبِي، إنِّي قُلتُ: يا أيُّها النَّاسُ، إنِّي رَسولُ اللَّهِ إلَيْكُمْ جَمِيعًا، فَقُلتُمْ: كَذَبْتَ، وقالَ أبو بَكْرٍ: صَدَقْتَ قالَ أبو عبدِ اللَّهِ: غَامَرَ: سَبَقَ بالخَيْرِ. }
(أخرجه البخاري ومسلم)
{ خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَرَضِهِ الذي مَاتَ فِيهِ، عَاصِبٌ رَأْسَهُ بخِرْقَةٍ، فَقَعَدَ علَى المِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: إنَّه ليسَ مِنَ النَّاسِ أحَدٌ أمَنَّ عَلَيَّ في نَفْسِهِ ومَالِهِ مِن أبِي بكْرِ بنِ أبِي قُحَافَةَ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، ولَكِنْ خُلَّةُ الإسْلَامِ أفْضَلُ، سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ في هذا المَسْجِدِ، غيرَ خَوْخَةِ أبِي بَكْرٍ. }
(صحيح البخاري)
كان أكثر الصحابة حزناً عليه، لكن ما الذي فعله أبو بكر؟ وقف بين الناس وقال: " من كان يعبُد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبُد الله فإنَّ الله حيٌّ لا يموت" ثم قرأ: |
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ(144)(سورة آل عمران)
قال عمر: "كأني أسمعها لأول مرة". |
فانتصر أبو بكر رضي الله عنه بالمبدأ والقيمة، ولو الشخص هنا أعظم خلق الله صلى الله عليه وسلم. |
أيُّها الإخوة الأحباب: أمّا عصر الأشخاص فيتعلق الناس بالشخص، وأمّا عصر الأشياء فيتعلق الناس ببيت الشخص وسيارته ومساحة بيته، ومكان سُكناه في أي حيٍّ من الأحياء يقطن. |
قصة سيدنا عمر رضي الله عنه مع ملِك الغساسنة:
أيُّها الإخوة الكرام: هذا سيدنا عمر رضي الله عنه، لمّا جاءه جَبَلة بن الأيهم ملك الغساسنة، نحن الآن أمام شخصٍ مهمٍ جداً، ملك الغساسنة، والغساسنة مملكةٌ كانت تحت سلطة الروم في بلاد الشام، يعني فتحٌ عظيم أن يأتي ملِكٌ مسلماً، اليوم لو قلت لك جاء ملِك إسبانيا مسلماً، فتحٌ عظيم، جاء رجُلٌ من الملوك ليُسلِم عند عمر رضي الله عنه، الآن هذا الرجُل أسلَم ونزل يطوف بالبيت، وأثناء طوافه بالبيت داس بدويٌ من فزارة على طرف ردائه فأسقطه عن كتفه، فأخذته العزَّة بالإثم، والتفت إلى البدوي فلطمه لطمةً هشَّمت أنفه، ذهب البدوي إلى عمرٍ رضي الله عنه ليشكو له ما فعل هذا الملك، استدعى عمر ملِك الغساسنة وأجلسه أمام هذا البدوي وقال له: << أصحيحٌ ما ادعى هذا الفزاري الجريح؟ أجاب: نعم لست ممن ينكر شياً، أنا أدَّبت الفتى، أدركت حقي بيديا، كيف يتجرأ ويُسقِط الرداء عن كتفي؟! قال عمر: أرضِ الفتى، لابُدَّ من إرضائه، مازال ظفرك عالقاً بدمائه، أو يُهشمنَّ الآن أنفك وتنال ما فعلته كفك، قال: كيف ذاك يا أمير؟! هو سوقةٌ، وأنا عرشٌ وتاج! كيف ترضى أن يخر النجم أرضاً؟ قال له: نزوات الجاهلية ورياح العنجهية قد دفنَّاها، أقمنا فوقها صرحاً جديداً، وتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيداً>>. |
قال: أنا مرتدٌ إذا أكرهتني. |
الآن سيدنا عمر يواجه مشكلة، المبدأ أم الشخص؟ إذا كان الشخص، نلتفت للبدوي ونقول له حقك على رأسنا، وهذه مئة درهم استعن بها على حاجتك، وأنت لا ترتدّ عن دين الله، ولا تُخسرنا شخصاً بقيمتك، لكن سيدنا عمر ما آثر الأشخاص على المبادئ، التفت إليه وقال: <<عنق المرتد بالسيف تُحز، عالمٌ نبنيه، كل صدعٍ فيه بشبا السيف يداوى، وأعزُّ الناس بالعبد بالصعلوك تساوى >>، قال: أمهلني إلى الصباح، أُريد مهلةً حتى آخذ قراري، إمّا الرِدة أو أن يأخذ حقه مني ويهشم أنفي، وتدبَّر أمره ليلاً وتسلل مع بعض الجنود في جنح الظلام، وهرب وعاد إلى الروم إلى مملكته. |
وإتماماً للقصة فبعد حينٍ من الزمن، طبعاً جَبَلة تنصَّر وعاد إلى مملكته، وأدنى هرقل مجلسه وأعزَّه لأنه رجع مرتدّاً، ثم إنَّ عمر رضي الله عنه أرسل رسولاً إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام، فلمّا عاد سأله عمر: ألقيت هرقل؟ قال: نعم، قال: وقدَّمت له الرسالة؟ قال: نعم، اعتنى هرقل بالرسالة لكنه لم يُجب إلى الإسلام، لكن الرسالة قادمة من أمير المؤمنين اعتنى بها، الآن عمر رضي الله عنه لم ينسَ جَبَلة، قال له: ولقيت جَبَلة؟ قال: لقيته، قال: وماذا كان يصنع؟ قال: كان يشرب الخمر، قال عمر: أبعده الله، تعجَّل فانيةً بباقية، أخذ الدنيا وترك الآخرة، لا أسف عليه لأنَّ المبدأ فوقه، لأن المبدأ فوق الرجال، قال الرجُل: وسمعته يُنشِد: |
تنصرت الأشراف من عار لطمةٍ وما كان فيها لو صبرتُ لها ضرر تـكنـفـنـي مـنهـا لـجـاجٌ ونـخـوةٌ فبعـت بها العـين الصـحيحة بالعور فـيا لـيت أمـي لـم تـلـدنِ وليـتـني رجعـت إلـى الأمـر الـذي قـالـه عمر ويـا ليـتنـي أرعـى المخاض بقفرةٍ وكـنـت أسـيـراً في ربـيعة أو مـضـر ويـا ليـت لـي بالشـام أدنـى معيشةٍ أجـالس قومـي ذاهب السمع والبصـر{ جبلة بن الأيهم }
ليتني بلا سمعٍ وبلا بصر وبقيت على ديني لكن فات الأوان. |
خطوات منهج الإصلاح:
أيُّها الإخوة الكرام: لا بُدَّ من الإصلاح أن يُصلِح الإنسان علاقته بربه من خلال الصلاة المُتقنة، وأن يُصلِح علاقته بالناس من خلال الإحسان: |
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ(43)(سورة البقرة)
وأن يُصلِح علاقته بالمجتمع من خلال العدل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والقرآن الكريم يُلخِّص منهج الإصلاح، والكلام هنا مهمٌ جداً، في آيةٍ واحدة لخَّص القرآن منهج الإصلاح كله، فقال تعالى على لسان شُعيب عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام قال: |
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)(سورة هود)
هذه خمسة بنود. |
البند الأول: وضوح المنهج في الإصلاح، (أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ) عندما تنطلق إلى الإصلاح ينبغي أن يكون المنهج واضحاً بيّناً. |
الأمر الآخر: قال: (عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي) أي يجب أن يستند منهجنا في الإصلاح، على كتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله، ما قال: أرأيت إن كنت على بيّنةٍ من العلمانيين أو من القوانين أو من الدساتير، قال: (عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي) منهج الإصلاح يكون من الله، والبيّنة تكون من الله. |
ثم قال وهذا أهم بند: قال: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ) إن أردت أن تكون مُصلحاً، فلا تأمر الناس بالصدق ثم يكذب، ولا يأمر الناس بالأمانة ثم يخون، (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ) لا أقول لكم شيئاً وأفعل خلافه، هذا مهمٌ في الإصلاح، أنت تُصلِح بيتك وأولادك، فلا تأمرهم بشيءٍ إلا تكون أول الفاعلين له، ولا ننهاهم عن شيءٍ إلا ونكون أول التاركين له، ثم بعد ذلك لا بُدَّ من الإرادة (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ) يجب أن نسعى بإرادةٍ وعزيمةٍ وصدق، في إصلاح الناس وإصلاح المجتمع، وبعد ذلك لا بُدَّ أن نبذل الجهد والوسع كاملاً (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ) أستنفِذ الجهد كله في الإصلاح. |
وأمّا الأمر الأخير: فهو التوكل على الله (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) فعندما ننطلق إلى الإصلاح نتوكل على الله تعالى. |
لا بُدَّ من أن نتعاون جميعاً على الإصلاح:
أيُّها الإخوة الأحباب: نحن بحاجةٍ في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها بلادنا، إلى نَفَس الإصلاح عند الجميع، اليوم لا نريد أن نُكرر أخطاء الماضي، اليوم الانسحاب من الشأن العام جريمة، اليوم فتحت كُليَّات الشرطة والأمن أبوابها، فالشباب القادرون، المتمكنون، الأعمار مناسبة، الشروط مناسبة، يجب أن تلتحق بهذه الدورات. |
اليوم لا مجال إلا للإصلاح، اليوم عندما تسير بسيارتك في الشارع ويقف بعض المتطوعين ويقول لك: تمهَّل، قل له: على العين والرأس، والله بعض الإخوة رأيتهم يوم أمس، مهندسون يعني من أصحاب الشهادات العلمية العالية، يقف على أوتوستراد المزة يُنظِّم السير رأيته بعيني، فالناس اليوم مندفعة يجب أن نُعينهم، يعني إمّا أن تُصلِح وإمّا أن تكون في صف من يُصلِح، لا بُدَّ أن نتعاون على الإصلاح، عنوان المرحلة هو الإصلاح، وبمحاورٍ متوازية، إصلاح النفس بالعلاقة مع الله عزَّ وجل، صلوات الجماعة في المساجد إصلاحٌ للنفس، ثم إحسان كل إنسانٍ بما يستطيع، الحاجة ماسّة اليوم، نُحسن، كل إنسانٍ إذا تولى شخصاً في أسرته، فنحن في خيرٍ كبير، ثم بعد ذلك إصلاح المجتمع، بحيث لا تنسحب وتقول أنا لا دخل لي، أنا ليس لي علاقة، لا، أنت لك علاقة، وأنا لي علاقة، والجميع لهم علاقة، لا بُدَّ أن نتشارك في عملية الإصلاح. |
حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أنَّ مَلَك الموت قد تخطّانا إلى غيرنا وسيتخطَّى غيرنا إلينا فلنتخذ حذرنا، الكيِّس من دان نفسه وعمل لِمَا بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني، وأستغفر الله. |
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وليُّ الصالحين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمدٍ وعلى آل سيدنا محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد. |
أيُّها الإخوة الكرام: احتبس المطر، وهذا عامٌّ في بلادنا، نسأل الله تعالى الفرج، ووزارة الأوقاف مشكورةً وجّهت إلى إقامة صلاة الاستسقاء مرةً ثانية، لأنَّ الله تعالى يريد أن نُسمِعه أصواتنا، يُحبنا أن ندعوه وأن نستغفره، وأن نتوب إليه، فهو جلَّ جلاله إذا قلّل الماء إنما يُقلله تأديباً لا عجزاً، حاشاه أن يعجز عن شيء. |
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(148)(سورة البقرة)
وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا(16)(سورة الجن)
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا(11)(سورة نوح)
فنحن بحاجةٍ إلى رحمة الله، وإلى استمطار بركات السماء وخيرات الأرض، وسنُصلّي صلاة الاستسقاء إن شاء الله عَقِب فريضة الجمعة. |
الدعاء:
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقِنا واصرف عنا شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي بالحقّ ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ولا يعزُّ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، فلكَ الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أنعمت به وأوليت، نستغفرك ونتوب إليك. |
اللهم إليك نشكوا حالنا، اللهم إنا مضطرون إلى رحمتك، اللهم إنّا نتوب إليك ونستغفرك. |
اللهم غارت العيون وجفَّت الأرض وقصُرت الآمال، وانكسرت القلوب واستكانت النفوس، ولا يرفع ما بنا من الضُر أحدٌ غيرك يا ربَّ العالمين، يا إله الأولين والآخرين. |
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثاً عاجلاً غير آجل، الله اسقِ عبادك وبهائمك وأحيِ بلدك الميِّت. |
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم، لك الأسماء الحُسنى والصفات العُلى، توجهت إليك القلوب، ورُفعِت إليك العيون وعَظُم فيك الرجاء يا ربَّ العالمين. |
اللهم سُقيا الرحمة لا عذاب ولا بلاء، اللهم أغثنا، اللهم غيثاً يا ربَّ العالمين. |
اللهم يا رحمن الدنيا والآخرة، لا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى غيرك طرفة عينٍ ولا أقل من ذلك. |
اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشرِّ ما عندنا. |
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(286)(سورة البقرة)
اللهم بفضلك ورحمتك، أعلِّ كلمة الحقِّ والدين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم أهلنا في غزَّة، اللهم أهلنا في غزَّة، أتمم عليهم فضلك، وأوقف هذه الحرب التي أشعلها الصهاينة المعتدون، واجعلها ناراً على أعدائنا يا أرحم الراحمين. |
انصر أهلنا في غزَّة نصراً عزيزاً، أطعِم جائعهم، واكسُ عريانهم، وارحم مصابهم، وآوِ غريبهم، واجعل لنا في ذلك عملاً صالحاً وسهماً متقبَّلاً يا أرحم الراحمين. |
اللهم إنّا نسألك أن تجعل بلادنا وبلاد المسلمين، أمناً سخاءً رخاءً يا أرحم الراحمين، أن تجعلها مستظلةً بكتابك، وسُنَّة نبيَّك صلى الله عليه وسلم، والحمد لله ربِّ العالمين. |