فقه الولاء والبراء
فقه الولاء والبراء
في دار الأرقم يتعلم الدارسون، أنَّ رابطة الإيمان والعقيدة هي أقوى الروابط، وأننا لا نجتمع على العشيرة والقبيلة، ولا على مواطن الماء والطعام، بل نجتمع على العقيدة الصحيحة والتوحيد، ولسان حالنا: |
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ{ نهار بن توسعة }
أسلَم أبو حذيفة وكان من السابقين إلى الإسلام، أمّا والده فهو عتبة بن ربيعة، أعدى أعداء النبي والإسلام. |
كل إنسان مسؤول عن نفسه أمام الله:
وتأمل معي الفرق بين الابن وأبيه! الابن من السابقين إلى الإسلام، والأب من أعداء الإسلام، |
وكذلك كان نوح عليه السلام من دعاة الحق، وكان ابنه من دعاة الباطل. |
كان فرعون الطاغية، وكانت زوجته المؤمنة، وكان لوط النبي، وكانت زوجته من الغابرين المعذَّبين. |
والرسالة هنا أنَّ كل إنسان مسؤول عن نفسه أمام الله. |
في معركة بدر، كان أبو حذيفة خرِّيج دار الأرقم في صفوف المسلمين المتقدمة، وكان والده في صفّ المشركين. |
إن يَختَلِف ماءُ الوِصالِ فَماؤُنا عَذبٌ تَحَدَّرَ مِن غَمامٍ واحِدِ أَو يَفتَـرِق نَسـَبٌ يُـؤَلِّفُ بَـينَـنا ديـن أَقَمـناهُ مُـقـامَ الـوالِـدِ{ أبو تمام }
في دار الأرقم يتعلم الأصحاب فقه الولاء والبراء، فالولاء لأهل الإيمان ولو كانوا فقراء وضعفاء، والبراء من أهل الفجور والكفران، وإن كانوا أقوياء أغنياء. |
الولاء للمؤمن ولو لم يكن من عشيرتي، والبراء من الكافر ولو كان من عشيرتي. |
الولاء لأهل الحق وإن لم يربطني بهم نسب، والبراء من أهل الباطل وإن كانوا أقرب الناس نسباً إلي. |
لا تعيبوا علينا عقيدة الولاء والبراء، فكل الناس وكل الأمم تضع قواعد تبني عليها ولاءها وبراءها، والإسلام يُعلِّمنا أنَّ الولاء والبراء مرتبط بالعقيدة، فالدين يجمعنا وعليه نجتمع. |
والولاء والبراء لا يعني أن تحارب من لا يتفق معك في الدين |
لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(8)(سورة الممتحنة)
ولكنه يعني أنني لا يمكن أن أودّ من يحادّ الله ورسوله، ويقف موقف العداوة من ديني، أو كتابي، أو رسولي. |
لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخِر يوادّون من حادّ الله ورسوله. |
كان أبو حذيفة وكان عتبة، مات أبو حذيفة ومات عتبة، ترضينا عن سيدنا أبي حذيفة فقط، وانتهت حكاية الدنيا. |