المربية الفاضلة
المربية الفاضلة
يتخرَّج في دار الأرقم أمهات مُربّيات على منهج مريم عليها السلام:
تتعلم خريِّجات دار الأرقم أصول التربية، ويتخرَّج في الدار أمهات مُربّيات على منهج مريم عليها السلام: إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبَّل منّي. |
أسماء بنت أبي بكر، إحدى المُربّيات، زوجها الزبير بن العوام، خريِّج الدار، وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورُبيَّت في بيت أبي بكر رضي الله عنه، وأنجبت عبد الله وعروة، وربَّتهما على الإسلام. |
أمّا عروة فتابعيٌ جليل، ومُحدِّثٌ فذ، روى عن خالته عائشة رضي الله عنها، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة، وهو الصابر المبتلى الذي فقد ابنه، وبُترت ساقه في سفر واحد، فقال: "اللهم إنه كان لي أطرافٌ أربعة، فأخذت واحداً وأبقيت ثلاثة، فلك الحمد، وكان لي بنون أربعة، فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد، وايم الله لئن أخذت لقد أبقيت، ولئن أبليت طالما عافيت" . |
وأمّا عبد الله، فصحابيٌ جليل، وعالمٌ عامل، وعابدٌ زاهد، وفارسٌ مقدام. |
كانت جدَّاتنا وأُمهاتنا لديهن من التربية والملاحظة والمراقبة ما لا تملكه كثيرات من نساء اليوم:
تتباهى كثيرات اليوم بشهاداتٍ عُليا، حصلنها في جامعاتٍ مرموقة، ولسنا ضد ذلك، ما دام منضبطاً بشرع الله، إلا أنَّ أعظم شهادة للأم هي أولادها وبناتها، ولقد كان في جدَّاتنا وأُمهاتنا، من لم يتلقوا العِلم الأكاديمي، ولكن كانت لديهن من التربية، والملاحظة، والمراقبة، ما لا تملكه كثيرات من نساء اليوم. |
لقد كانت أسماء رضي الله عنها، تلك الأم الفاضلة، التي ربَّت أولادها على التوحيد، وعلى معرفة الله تعالى، وعلى الاستقامة على أمره، ووهبتهم لله تعالى بكل ما تحمله الكلمة من معنى. |
أسماء بنت أبي بكر، امرأة وقفت في وجه أبي جهل، لطمها فشقَّ أُذُنها، لتخبره بمكان رسول الله وأبيها لكنها لم تفعل! |
أسماء كانت تذهب مع أخيها عبد الله ليلاً، لتحمل الزاد لرسول الله ولأبيها. |
أسماء كانت مستعدة أن تُضحي بعلاقتها بأمها، في سبيل دينها، فلقد جاءتها أمها بهديةٍ، فأبت أن تُدخلها بيتها، أو تقبل هديتها، حتى يحكم لها رسول الله، فلمّا جاءها أمر النبي صلى الله عليه وسلم، لتُدخلها بيتها ولتقبل هديتها فعلت. |
وبعد ذلك فحريٌّ بنسائنا وبناتنا اليوم، أن يتعلَّمن من أسماء رضي الله عنها الشجاعة ونصرة الدين، وأنَّ أمر الله ورسوله فوق كل أمر |
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا(36)(سورة الأحزاب)