حكم الإقامة في بلاد الغرب
- 2019-02-09
حكم الإقامة في بلاد الغرب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حكم الإقامة في بلاد الغرب ؟ |
الجواب:
بسم الله ،والحمدلله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،أما بعد : ١- مسألة الإقامة في بلاد الغرب من المسائل الّتي اختلف الفقهاء فيها ، وقد اخترت من الأراء ما أراه أنسب لواقع الغرب اليوم وهو : لا يجوز للمسلم ( إن لم يكن مضطرّاً ) أن يُقيم إقامة دائمة في بلاد الغرب ٢- استندت في اختياري هذا إلى الحديث الشّريف : يقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم : (( أنا بريءٌ من كلِّ مسلم يُقيم بين أظهر المشركين لا تراءى نارهما)) وبه قال المالكيّة وغيرهم مستدلِّين به على حرمة الإقامة في بلاد الغرب ، كما أنَّ الواقع المشاهد اليوم وما يتمُّ فرضه كلَّ يوم على المسلمين من قوانين تلزمهم بالتَّنازل عن دينهم يدعم هذا الرأي. ٣- هناك في الغرب قصصٌ لمسلمين عاشوا هناك ، واستطاعوا أن ينجوا بأنفسهم وبدينهم وبأولادهم ، وهذا موجودٌ بلا شكٍّ ، ولكنَّه لا ينفي بحال وجود شريحة كبيرة قد فقدت أولادها في هذه المجتمعات ، ولا ينكر ذلك عاقل . ٤- يمكن لأيِّ شخصٍ أن ينكر هذه القصص أو بعضها ولكن لا يمكن لعاقل أن ينكر: - انتشار ثقافة الشُّذوذ الجنسي في كثيرٍ من هذه الدُّول كعادةٍ غير ممقوتة . -انتشار ثقافة المساكنة خارج إطار الزّواج . - انتشار ثقافة شرب الخمر كعادة طبيعيّةٍ ومقبولة . - انتشار ثقافة الانفكاك عن العائلة في سنِّ الثَّامنةَ عشرَ ، في الوقت الّذي يكون الشّاب أو الفتاة أحوجَ ما يكونان إلى الرّعاية الأسريّة . - طغيان ثقافة المادّة والانفكاك عن أيِّ طرحٍ غيبيٍّ يتعلّق فيما بعد الموت . ٥- لا أتَّفق مع من يقول: إن الفساد نفسه موجود في البلاد العربيّة والمسلمة ، وأعذر من لم يسافر إلى تلك البلاد ، ولكنّي حائرٌ أمام من أقام في البلاد العربيّة أو الإسلاميّة وأقام هناك ثمَّ هو يسوِّي بينهما من حيثُ الفسادُ وانتهاكُ الحرمات والمجاهرةُ بالفواحش ! وأهمُّ ما يُقال هنا : إنَّه لفرقٌ كبيرٌ بين أن تكون في مجتمعٍ أكثريتُه تحتقرُ الفاحشة ، وأن تكون في مجتمعٍ أكثريتُه تعدُّ الفاحشة حريّةً شخصيّةً !. ٦- أدعو كلَّ مسلمٍ ألّا يسافر إلى تلك البلاد ما دام يجد بديلاً في البلاد ذات الأغلبيّة العربيّة أو المسلمة حفاظاً على دينه ودين أولاده ، ولو وجد في تلك البلاد بعض المعاناة ٧- السّفر بِنيّة الإقامة المؤقّتة ، لطلب علمٍ أو تحصيل رزقٍ مع أمن الفتنة جائزٌ بالاتِّفاق ٨- أدعو من اضطرَّ من إخوتنا الكرام إلى السّفر إلى تلك البلاد أن يحاول بقدر الإمكان أن يكون قريباً من المسلمين الملتزمين والمراكز الإسلاميّة ، وأن يحرص على أولاده وعلى اختيار مدارسهم ، وأن يبذل جهداً مضاعفاً في البيت لتربيتهم وتذكيرهم بدينهم ولغتهم العربيّة وأن يذكر قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) وقوله صلّى الله عليه وسلّم : (( كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيَّته )) ٩- أرجو من إخوتي المقيمين هناك أن يكونوا خير سفراء لدينهم ينشرون الخير ويدعون إلى الله بأخلاقهم وقيمهم ، وأن يحترموا قوانين تلك البلاد ، وأن ينضبطوا بقواعد ديننا في تعاملاتهم . ١٠- أدعو إخوتي الدّعاة المقيمين في تلك البلاد ( ممّن صحّت عقيدتهم واستقام سلوكهم ) إلى تكثيف جهودهم الدّعويّة ونبذ الخلافات والتّعاون على جمع الجالية المسلمة وتوعيتها . والله تعالى أعلم . |