كيف نُعرِّفُ أطفالنا بالله ورسوله؟

  • 2020-12-07

كيف نُعرِّفُ أطفالنا بالله ورسوله؟


السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم كيف نعرف الأطفال في سن الخامسة والثالثة من العمر على ربنا سبحانه وتعالى، وعلى الرسول صل الله عليه وسلم، وكيف نزرع فيهم العفيدة السليمة، وحب ربنا عز وجل، وحب رسول الله صل الله عليه وسلم؟
وجزاكم الله عنا كل خير.

الجواب:
بسم الله، والحمدلله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :
هذا السؤال يطول الكلام حوله لا سيما أنه يتعلق بعملية التربية، والتربية عملية تكاملية تراكمية.
تكاملية لأنها تحتاج جهد الوالدين معاً مع جهد المدرسة والمسجد وما استطعنا من المجتمع حولنا، وتراكمية لأنها بناء والبناء يحتاج وقتاً حتى تتراكم القناعات وتنمو وتتحول إلى فكر وسلوك.
لكن سنذكر أهم ما يمكن أن يقال في عدة نقاط، ويمكن الرجوع إلى التفاصيل في المحاضرات والدروس والكتب المتخصصة بالتربية.
1- اعتماد القدوة فالطفل يتعلم بعينه لا بأذنه لا سيما في هذا العمر فحين يرى والدته تصلي بإتقان ويسمع دعاءها ومناجاتها وصلاتها على رسول الله وتأثرها بذكر الله فلا شك أنه سيحب ذلك.
2- اعتماد القصة القصيرة المحببة، فالفكرة المجردة صعبة على الطفل، يمكن للطفل أن يفهم المراقبة من خلال قصة بائعة الحليب التي قالت لجدتها يوماً ( إن لم يكن عمر يرانا فإن رب عمر يرانا ) .
3- لفت نظر الطفل إلى الظواهر الكونية حوله مهم جداً ويمكن أن يحب الله من خلال المخلوقات الجميلة حوله كالوردة والعصفور عندما يستثمر الوالدان ذلك في بيان عظمة الله من خلال خلقه.
4- لفت نظر الطفل إلى النعم حوله والانتقال منها إلى المنعم كأن يقول الأب لابنه مثلاً على ما ئدة الطعام: انظر إلى هذه النعم وإلى الطعام الطيب إنه من خلق الله وقد أنعم الله به علينا لأنه يحبنا ... وهكذا.
5- تلقين الطفل بعض السور القصيرة أو الآيات ليحفظها مهم أيضاً لكن دون إرهاقه بالحفظ كتلقينه سورة الفاتحة وسورة الصمد، أو ترديد أذكار معينة.
قال سهل بن عبدالله التستري : كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي يوماً : ألا تذكر الله الذي خلقك، فقلت : كيف أذكره ؟ فقال : قل بقلبك عند تقلبك بثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك، الله معي، الله ناظري، الله شاهدي، فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته، فقال : قل في كل ليلة سبع مرات، فقلت ذلك ثم أعلمته، فقال : قل ذلك كل ليلة إحدى عشرة مرة، فقلته، فوقع في قلبي حلاوته، فلما كان بعد سنة، قال لي خالي : احفظ ما علمتك، ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة، فلم أزل على ذلك سنين، فوجدت لذلك حلاوة في سري، ثم قال لي خالي يوماً: يا سهل من كان الله معه وناظرا إليه وشاهده، أيعصيه؟ إياك والمعصية.
والله تعالى أعلم.