مادة الدعاء
مادة الدعاء
{ فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الجَنَّةِ، وَسَعِيدٌ فِي الجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ فِي الجَنَّةِ ) }
(رواه الترمذي)
ثلاث كلماتٍ كانت كفيلة بأن تجعل سعيد بن زيد سعيداً، بل تجعله أسعد إنسان في الدنيا. |
كيف تلقَّى سعيد هذه الكلمات؟ وكيف قضى لياليه بعدها؟ وقد بشَّره المصطفى بالجنَّة. |
العشرة المُبشَّرين بالجنَّة كانوا خرِّيجي دار الأرقم:
المُبشَّرون بالجنَّة ليسوا عشرة فحسب، ولكن اشتهر العشرة بالبشارة لورود حديث فيهم. |
تفتخر المدارس اليوم، بأنَّ واحداً أو اثنين، من العشرة الأوائل على مستوى البلد، كانوا منها. |
هل تعلم أنَّ العشرة المُبشَّرين بالجنَّة، كانوا خرِّيجي هذه الدار، دار الأرقم؟ أيّة تربية تلك التي خرَّجت هؤلاء العظماء ومنحتهم تلك الشهادات! |
لا أُبالغ إن قلت إنَّ دار الأرقم كانت جنَّة، ولأجل ذلك استحقَّ من دخلها جنَّة الآخرة. |
يقول ابن تيمية رحمه الله: " إن في الدنيا جنَّة من لم يدخلها لا يدخل جنَّة الآخرة ". |
جنَّة الدنيا، هي جنَّة القرب من الله والإيمان به، والإقبال عليه، ولأجل هذه المقاصد العُليا، كانت تلك الدار المباركة. |
نعود إلى السعيد سعيد بن زيد، ابن عم عمر رضي الله عنه، وصهره زوج أخته. |
سيدنا سعيد كان مُستجاب الدعوة:
ومما يُذكر عن سيدنا سعيد، أنه كان مُستجاب الدعوة، والدعاء مادة مهمة، يتلقَّاها منتسبو الدار إذ هي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعقيدة. |
فالدعاء الصادق مع اليقين بالإجابة، يعني أنَّ الداعي يعرف ربه، ويؤمن بأنه سميعٌ قريب، وبأنه على كل شيءٍ قدير. |
هذه العقيدة عندما يصدر الدعاء عنها، فإنه يصدر بثقةٍ عظيمة بالإجابة، وبمعرفةٍ واسعة بحكمة الله في وقت الإجابة وطريقتها. |
الدعاء الذي فهم المسلمون الأوائل، هو دعاء العبودية الحقة، التي تُدرك أنَّ الدعاء عبادةٌ عظيمة، لا يتوقف أداؤها على تحقق الإجابة التي نطمح إليها، يكفي أنَّ الخالق العظيم، سمح لك أيها العبد الضعيف، أن تقف على بابه، وأن تطلب منه، وأن تسأله، وسلم له أمر الإجابة، في الوقت الذي يريده وبالطريقة التي تحقق الخير لك، والله يعلم وأنتم لا تعلمون. |
الدعاء مدرسة، يختصرها بعض المسلمين اليوم، بأنهم يرفعون أكفّهم إلى السماء بطلبٍ ما، ثم يشتكون تأخر الإجابة، ويستعجلون فيسألون: لماذا لم يستجب الله لنا؟ رغم أنهم لم يستجيبوا له، وهذا أمرٌ عجيب، أن يترك العبدُ إجابة سيده، ثم يعتب على سيده إذ لم يُجبه إلى طلبه! |