بيان خطر الشرك والدعوة إلى التوحيد
بيان خطر الشرك والدعوة إلى التوحيد
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ، اللهم علمنا ما ينفعا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً متقبلاً يا رب العالمين .
مقارنة بين صنفين من الناس الأول يؤمن بالغيب و الثاني يعيش لحظته :
مع اللقاء الثالث عشر من لقاءات سورة القصص ومع قوله تعالى : |
أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ(سورة القصص : الآية 61)
الآن في هذه الآية يقارن ربنا عز وجل بين صنفين من الناس ، القرآن فيه نماذج : النموذج الأول : شخص يعيش على الوعد ، يؤمن بالغيب ، النموذج الثاني : يعيش لحظته ، يعيش واقعه ، يعيش الآن ، كيف هي الحياة الآن . |
المؤمن ينظر إلى ما بعد اللحظة
|
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ(سورة البقرة : الآية 3)
الغيب هو الذي يميز المؤمن عن غير المؤمن
|
سعي المؤمن إلى السعادة لا إلى المتعة و اللذة :
المؤمن يتأثر بما يحيط به
|
وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ(سورة البقرة : الآية 155)
ولكنه في داخله يعيش سعادة تنبع من الوعد الذي وعده الله إياه ، بأنك ما دمت في طاعتي فلك يوم القيامة شيءٌ مختلفٌ تماماً (مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ) |
{ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ) ثُمَّ قَرَأَ : (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) }
(رواه البخاري)
(أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ) في الآخرة (كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) . |
العطاء و المنع من الله هو ابتلاء فقط :
الحياة التي تنتهي بالموت هي دنيا
|
إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ(سورة القصص : الآية 76)
إن قلت : كان يحبه ثم خسف به الأرض فقد كذب من قال ذلك ، وإن قلت : لا يحبه ، إذاً هو لا يعطي الدنيا لمن يحب ، جل جلاله يعطيها لمن يحب ولمن لا يحب ، إذاً هل هي مقياس ؟ إذا كانت تعطى للجميع فهل هي مقياس محبة الله لعبده؟ لا ، أعطاها لقارون، وأعطاها لعبد الرحمن بن عوف ، ولعثمان بن عفان ، إذاً أعطى الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب إذاً هي ليست مقياساً على أن الله يحبك إذا أعطاك الدنيا : |
فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلَّا(سورة الفجر : الآية 15-16-17)
العطاء والمنع هو ابتلاء فقط
|
من تمتع بالدنيا كما يريد سيأتي مكرهاً للوقوف بين يدي الله للمحاسبة :
يأتي ذليلاً مهاناً ليقف ليلقى حسابه
|
إذاً هذه الآية توازن بين صنفين من الناس كما قلنا صنف يعيش اللحظة ، وصنف يعيش المستقبل ، فمن يعيش المستقبل يتذكر دائماً وعد الله له ، كلما ألمت بك في الدنيا مصيبة تذكر وعد الله ، لا تنس وعد الله ، إياك ، إن نسيته أحبطتك المصيبة ، إن نسيته قهرك المرض، إن نسيته قهرك الألم ، أما إن تذكرت موعود الله فتنقلب المحنة إلى منحة ، والبلية إلى عطية ، لأنك تتذكر أنّ موعود الله عز وجل أعظم من أي مشكلة ، فالمؤمن أكبر من أكبر مشكلة ، وغير المؤمن أصغر من أصغر مشكلة . |
الأمور بيد الله تعالى وحده و موعود الله عز وجل لابد آت :
الآن تدخل السورة ، سورة القصص ، طبعاً نحن قلنا سابقاً إن سورة القصص تتحدث في الأصل عن الوعد ، هي في الأصل تتحدث عن الوعد ، من بدايتها تتحدث أنّ الله عز وجل سينصر أولياءه ، هذا وعدٌ من الله . |
إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ(سورة غافر : الآية 51)
فهي تتحدث عن وعد من وعود الله من بدايتها : |
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ(سورة القصص : الآية 4-5)
الأمور بيد الله تعالى
|
اشتراك معظم الخلق في توحيد الربوبية :
الآن السورة ماذا يقول ربنا عز وجل؟ |
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ(سورة القصص : الآية 62)
(وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ) ، أَمَا قال : (ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) هذا اليوم نفسه (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ) ينادي من؟ ينادي هؤلاء المحضرين ، المكرهين إلى الحضور ، الذي لا يريدون الحضور أصلاً ، مثل مدرسة أقامت حفلاً في ختام العام الدراسي لتوزيع النتائج ، وهناك طلاب نمي إلى مسامعهم أو علموا من حالهم أنهم راسبون هذا العام ، الآن والده يدفعه إلى الحضور ، والده متأمل لعله ينجح ، فعندما يأخذه إلى القاعة لحضور حفل الختام كأنما يساق إلى الموت لا يريد أن يحضر ، أما الأول الذي يعلم أنه غالباً الأول على الصف أو الثاني على المدرسة أو كذا فيذهب مسرعاً فهو ليس محضراً وإنما حاضر ، وأما الثاني فكأنما (يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ) : |
يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ(سورة الأنفال : الآية 6)
سؤال هل يحتاج إلى جواب
|
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ(سورة الزمر : الآية 38)
توحيد الربوبية يشترك به معظم الخلق
|
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا(سورة الإسراء : الآية 43)
فيؤمن بأن الله هو الذي خلق ، وهو الذي يميت ، وهو الذي يعطي ، وهو الذي يربي ، وهو الذي ينزل الأمطار ، لا ينكر ذلك إنسان عاقل ، لكن عندما يتوجه لا يتوجه إليه ، وهنا المصيبة الكبرى ، فهنا يقول : (أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ) لا يشترط أنهم كانوا يزعمون أنهم شركاء خلقوا مع الله ، أو رزقوا مع الله ، لكنهم كانوا عندما يتوجهون : |
مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ(سورة الزمر : الآية 3)
الشرك الخفي
|
{ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ ، وَالدِّرْهَمِ ، وَالقَطِيفَةِ ، وَالخَمِيصَةِ ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ }
(صحيح البخاري)
فعندما يقول تعالى : (أَيْنَ شُرَكَائِيَ) فهؤلاء غالباً ليسوا مزعومين بأنهم شركاء في الخلق ، لكن زعموهم شركاء في التدبير فاتجهوا إليهم وكأنهم (أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ) تعالى . |
أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ(سورة التوبة : الآية 31)
فيقول : (أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ) هذا لا يحتاج إلى جواب كما قلنا ، هو توبيخ وتقريع ، وهم الحجة قائمة عليهم ، فأقام الحجة عليهم بهذا السؤال زيادةً في الإنكار عليهم، وزيادة في الألم والعذاب . |
ورد في بعض الأحاديث أنّ الكافر يوم يقف بين يدي الله يقول : |
{ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الْعَارَ لَيَلْزَمُ الْمَرْءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَقُولَ : يَا رَبِّ لَإِرْسَالُكَ بِي إِلَى النَّارِ أَيْسَرُ عَلَيَّ مِمَّا أَلْقَى ، وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ مَا فِيهَا مِنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ }
(رواه الألباني)
وقفة العتاب للعاصي المذنب أسوأ عليه من العقاب لانحرافه عن جادة الصواب :
أحياناً العاصي المذنب وقفة العتاب هي أسوأ عليه من العقاب ، لأنه يستذكر كم كان مسيئاً عندما ترك العبادة وانحرف عن جادة الصواب . |
فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ(سورة القصص : الآية 62)
أي في الدنيا : |
قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ(سورة القصص : الآية 63)
الحق هو الشيء الثابت
|
على الناس الاهتداء قبل الوقوف بين يدي الله :
الآن : |
وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ(سورة القصص : الآية 64)
الرؤية هنا لا تشترط أن تكون بصرية
|
التوحيد رأس العلم و نهايته :
رأس العلم ونهاية العلم التوحيد
|
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ(سورة الأنبياء :الآية 25)
وكل الأنبياء جاؤوا بحقيقة التوحيد ، ويوم القيامة لا ينجيك إلا التوحيد ، والتوحيد ليس قولاً تقوله ، هو عقيدةٌ تعتقدها وتعقد في قلبك ، هو إيمانٌ يقينيٌّ بالله ، لذلك ما قال تعالى : فقل لا إله إلا الله ، وإنما قال : |
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ(سورة محمد الآية 19)
ينبغي أن تعلم (أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ) ما معنى (لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ) ؟ أي لا مُتَصَرِّف ، ولا مُدَبِّر ، ولا مُعطي ، ولا مَانع ، ولا مُعز ، ولا خَافض ، ولا رَافع إلا الله ، كل ما تراه عينك من البشر من عطاء ومنع ، وخفض ورفع ، إنما هم عصيٌّ بيد الله تعالى تحركهم يد القدرة الإلهية ، بالمسرح القديم أيام مسرح العرائس إلى الآن يوجد في بعض البلدان ، اليوم أصبح هناك مئة وسيلة للعرض ، لكن ما زال له نكهة خاصة فيعملوه أحياناً ليشدوا الأطفال به ، فأنت ترى على المسرح أشخاصاً يتحركون أي لعب ودمى تتحرك ، الطفل يظنها تتحرك بنفسها فينشد لها ، الأكبر عمراً يعلم أن هناك خلف الستار من يمسك بها ويحركها ، غير المؤمن لضعف إدراكه يظن أن هذه القوى في الأرض إنما تتحرك بذاتها ، وبقوتها ، وببطشها ، وبجبروتها ، أما المؤمن فيعلم أن هناك يداً تحركها (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ) : |
فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ(سورة الأنفال : الآية 17)
الإيمان أن لا ترى في الكون قوةً إلا الله
|
قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ(سورة النساء : الآية 78)
الشر نسبي ينبع من العبد
|
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(سورة الروم : الآية 41)
فهو موظّف لخيرٍ فما بعده (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) هذا معنى : وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، لكن كل الأمر بيد الله (قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ) تماماً ، فهذه الآيات إذاً من سورة القصص تحدثت عن قضية التوحيد ، وقضية التوحيد هي أخطر ما في ديننا ، كما في الحديث القدسي : |
{ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قَالَ اللهُ تَعَالَى : يَا بْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِيْ وَرَجَوتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِيْ ، يَا بْنَ آدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ ، يَا بْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيْتَنِيْ بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لقِيْتَنِيْ لاَتُشْرِك بِيْ شَيْئَاً لأَتَيْتُكَ بِقِرَابِهَا مَغفِرَةً }
(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ)
فمع التوحيد ينفع قليل العمل وكثيره ، ومع الشرك لا ينفع لا قليل العمل ولا كثيره ، وإنّ الله تعالى لا يحب العمل المشترك : |
{ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي ، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ }
(صحيح مسلم)
الله تعالى يريدك خالصاً له
|
قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ(سورة الزمر : الآية 11-12)
فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ(سورة الزمر : الآية 2)
{ اعمل لوجهٍ واحدٍ يكفِكَ الوجوهَ كلَّها }
(أخرجه ابن عدي)
من جعل الهموم كلها هماً واحداً ، همّ آخرته ومعاده ، كفاه الله الهموم كلها . |
التوحيد ألا ترى إلا الله :
التوحيد ألا ترى إلا الله
|